الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مرحلة الروضة (٣-٥ سنوات): تعلم إدارة الذات
المؤلف: د. لورا ماركهام
المصدر: آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة: ص206ــ208
2025-01-12
63
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك سن الثالثة، يصير على دراية جيدة بالقواعد (لا تضرب أخاك الرضيع.!). إذن إن كان طفلك في سن الروضة يعرف ما الصواب، لكن لا يختار فعله، ما الذي يمنعه؟ إنه لا يستطيع تنظيم نفسه بما يكفي لاختيار الصواب. وذلك للأسباب التالية:
* لأنه فضولي. الأطفال في سن الروضة هم علماء بالفطرة. كيف تجعل أحمر الشفاه يدور للخارج وكيف يبدو على الحائط؟ إنه لا يحاول إساءة التصرف، هو فقط يتعلم كيف يسير العالم.
* لأنه مشغول، ولا يفهم سبب أهمية خططك. لن يتفق أي طفل ذي أربعة أعوام على أن غسل أسنانه في هذه اللحظة أهم من العثور على لعبته المفقودة. لا مفر من تكرار أنفسنا فنحن نساعد أطفالنا على تكوين عادات حياتية إيجابية بالعمل معهم مرارا لغسل أسنانهم وتعليق سترتهم ووضع ألعابهم بعيدًا. إنه ببساطة جزء من المسمى تقبله الوظيفي للآباء، ويستحسن تقبُّله عن طيب خاطر، تماما مثل غسل الملابس. حاول التعبير عن طلباتك في صورة دعوة للعب: (اركب على ظهري ودع حصانك يأخذك إلى الحمام). ليس بمقدور أي طفل في سن الروضة أن يقاوم لعبة ممتعة، حتى وإن أفضت به في النهاية إلى حوض الاستحمام أو أي مكان آخر يفضل عدم الذهاب إليه.
* لأنها تشعر بفقدان الصلة بنا، بصورة مؤقتة أو دائمة. يشعر جميع الأطفال الصغار بفقدان اتصالهم بآبائهم عند مكافحتهم الخوف والإحباط والكثير من العواطف المزعجة الأخرى المتراكمة على مدى يومهم. غالبا ما (يخزن) أطفال الروضة مشاعر الخوف والألم، في انتظار فرصة آمنة للشعور بهما والتعبير عنهما. وإذا قضوا اليوم بعيدا عنا، ثق بأنهم سيصلون إلى المنزل بـ«حقيبة مكتظة» بالمشاعر السلبية، مشاعر شق عليهم أن يسمحوا لأنفسهم بالشعور بها في وقت كانوا يحاولون فيه جاهدين أن يتصرفوا (كأطفال كبار) في المدرسة. إلى أن تسنح لطفلتك فرصة أن ينصت لها أحدهم، ستتطلع تلك المشاعر إلى الانسكاب وتقطع عنها الاتصال، وتدفعها إلى إساءة السلوك، وتحول بينها وبين أن تكون على طبيعتها المشرقة المعتادة. لذلك فإن أفضل ما يسعك فعله لطفلتك في سن الروضة هو منح الأولوية لإعادة الاتصال بها كلما اجتمع شملكما في نهاية النهار. كما أن الوقت المميز واللعب الخشن السعيد يساعدان الأطفال على التخلص من المشاعر المختزنة وإعادة الاتصال وتنظيم أنفسهم.
يصير الأبوان أشبه بجهاز تنظيم خارجي، مانحين الطفل ملاذا آمنا للتعامل مع المشاعر المعقدة التي من شأنها أن تدفعه إلى اختيار السلوك السيئ.
* لأن دماغه ما زال ينمو. ما زال يتعلم تهدئة نفسه حينما ينزعج، لذلك عندما يثور غضبه، لا يسعه كبح جماح ذلك الغضب سريعا. ربما هو قادر على استخدام كلمات من أربعة مقاطع، لكن لا يخدعنك ذلك، فلا يزال بإمكان اللوزة الدماغية القلقة لديه أن تهيمن على وظائف دماغه العليا (أهي تحب أخي الرضيع أكثر مني؟ خذ هذا إذن أيها الرضيع.!). من المهم أن نتذكر أنه ليس إنسانا سيئًا، بل هو صغير فحسب. وأن وظائف دماغه المنطقية لم تعمل بكامل قوتها بعد.
لكن طفل الروضة يتمتع بقدر أكبر بكثير من السيطرة على نفسه مقارنةً بالطفل الدارج، لذلك تُعد هذه السنوات حاسمة في تعليمه آداب السلوك الأساسية. ونفعل ذلك - كما لا بد أنك خمنت! - من خلال تنظيم عواطفنا للبقاء هادئين، والحفاظ على اتصال وثيق بطفلنا لكي يكون أكثر تقبلا لقدرتنا التأثيرية، واستبدال التدريب بالسيطرة لمساعدة طفلنا على تطوير مهارات إدارة الذات.