الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في فضل التعقيب وآدابه
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج1/ ص483-502
2025-05-29
205
اعلم أنّ في التعقيب - أعني الاشتغال عقيب الصلاة بالدعاء والذكر - فضلا عظيما . وقد ورد أنّه ما عالج الناس شيئا أشد من التعقيب[1]. وأنّ التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد[2]. وأنّ من صلّى فريضة وعقّب إلى أخرى فهو ضيف اللّه ، وحقّ على اللّه أن يكرم ضيفه[3]. وأنّ الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفّلا ، وبذلك جرت السّنة[4].
ويستحب البقاء على طهارة ، وترك كل ما يضرّ بالصلاة حال التعقيب[5].
وكذا يستحب البقاء على طهارة في حال الانصراف لمن شغله عن التعقيب حاجة[6]. وقد ورد أنّ المؤمن معقّب ما دام على وضوئه[7] ، وقال هشام لأبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّي أخرج في الحاجة وأحبّ أن أكون معقّبا ، فقال : إن كنت على وضوء فأنت معقّب[8].
ثمّ التعقيبات على قسمين : عامّة لجميع الصلوات ، وخاصّة ببعض الفرائض .
فمن القسم الأول : التكبير ثلاثا عقيب الصلوات رافعا بها اليدين وهي أوّلها[9] ، ثمّ بعده أفضل التعقيبات تسبيح سيّدتنا الصدّيقة الكبرى سلام اللّه عليها ، وهو : اللّه أكبر أربعا وثلاثين مرّة ، ثمّ الحمد للّه ثلاثا وثلاثين مرّة ، ثمّ سبحان اللّه ثلاثا وثلاثين مرّة[10]. وقد ورد أنّه لم يلزمه عبد فشقي[11]. وان من سبّح به غفر اللّه له[12]. وأنّ من سبّح به وأتبعه بلا إله إلّا اللّه غفر له ، وأنّ من سبّح به ثمّ استغفر غفر له[13]. وأنّ من سبّح به في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب اللّه له الجنّة[14]. وأنّه في كلّ يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ إلى مولانا الصادق عليه السّلام من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم[15]. وأنّه أفضل من ألف ركعة لا يسبح عقيبها[16]. وأنّه مائة باللسان وألف في الميزان ، وأنّه يطرد الشيطان ويرضي الرحمن[17]. وأنّه ما عبد اللّه بشيء من التحميد أفضل منه . وأنّه لو كان شيء أفضل منه لنحله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فاطمة عليها السّلام[18] .
ويستحبّ تقديمه على ساير التعقيبات[19] ، وتعليمه الصبيان[20] ، والإتيان به قبل تغيّر هيئة جلوس التشهد[21] ، والموالاة فيه وعدم قطعه ، وإعادته عند الشك[22] ، وأن يكون التسبيح به بالسبحة[23] ، والأفضل السبحة المصنوعة من طين قبر سيد الشهداء أرواحنا فداه[24] كما يأتي بيان فضلها في ذيل مبحث الزيارات إن شاء اللّه تعالى ، ومن سها فجاوز في شيء من التكبير ، والتحميد ، والتسبيح عدده ، عاد إلى ما دون نصاب المسهو فيه بواحد وبنى عليه وأتمّه[25].
ومن التعقيبات العامة المندوب إليها بالخصوص في دبر كلّ صلاة : الشهادتان والإقرار بالأئمّة الطاهرين سلام اللّه عليهم أجمعين ، والصلاة على النبّي وآله .
وقال محمد بن سليمان الدّيلمي لأبي عبد اللّه عليه السّلام : جعلت فداك ، إنّ شيعتك تقول : إنّ الإيمان مستقرّ ومستودع ، فعلّمني شيئا إذا قلته استكملت الإيمان . فقال عليه السّلام : قل في دبر كلّ فريضة : « رضيت باللّه ربّا ، وبمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نبيّا ، وبالإسلام دينا ، وبالقرآن كتابا ، وبالكعبة قبلة ، وبعليّ وليّا وإماما ، وبالحسن والحسين والأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين[26] ، اللّهمّ إنّي رضيت بهم أئمّة فأرضني لهم شيعة[27] ، إنّك على كلّ شيء قدير »[28].
القسم الأول المشتركة:
منها : التقّرب ، فقد روي عن الأئمة عليهم السّلام الأمر بذلك عقيب كلّ صلاة فريضة ، والتقرب : أن يبسط يديه بعد فراغه من الصلاة ، وقبل أن يقوم من مقامه ، وبعد أن يدعو إن شاء ما أحبّ ، وإن شاء جعل الدّعاء بعد التقّرب وهو أحسن ، ويرفع باطن كفّيه ويقلّب ظاهرهما ويقول : « اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بمحمّد رسولك ونبيّك وبعليّ وصيّه ووليّك وبالأئمة من ولده الطاهرين الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمد . . » ويسمّي الأئمة إماما إماما عليهم السّلام حتّى يسمّي إمام عصره عجّل اللّه تعالى له بالفرج ، ثمّ يقول : « اللّهم إنّي أتقرّب إليك بهم وأتولاهم ، وأتبرّأ من أعدائهم ، وأشهد اللّهمّ بحقائق الإخلاص وصدق اليقين أنّهم خلفاؤك في أرضك ، وحججك على عبادك ، والوسائل إليك ، وأبواب رحمتك ، اللّهم احشرني معهم ، ولا تخرجني من جملة أوليائهم ، وثبّتني على عهدهم ، واجعلني بهم وجيها في الدّنيا والآخرة ومن المقربين ، وثبّت اليقين في قلبي وزدني هدى ونورا ، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأعطني من جزيل ما أعطيت عبادك المؤمنين ما آمن به من عقابك ، وأستوجب به رضاك ورحمتك ، واهدني إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، وأسألك يا ربّ في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وأسألك أن تقيني عذاب النّار »[29].
ومنها : لعن أعداء الدين من ذكور وإناث بأسمائهم ، ولعن خصوص الطواغيت المعلومة والملعونتين وهند وأمّ الحكم أخت معاوية وساير بني أميّة . وقد سمع أبو عبد اللّه عليه السّلام يلعن في دبر كلّ صلاة هؤلاء الثمانية[30] ، وقال الباقر عليه السّلام : إذا انحرفت من صلاة مكتوبة فلا تنحرف إلّا بلعن بني أميّة[31].
وعن الصادق عليه السّلام أنّه قال : إنّ من حقّنا على أوليائنا وأشياعنا أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدّعاء ، وهو : « اللّهمّ إنّي أسألك باسمك[32] العظيم أن تصلّي على محمد وآله الطاهرين صلاة تامّة دائمة ، وأن تدخل على محمد وآل محمد ومحبيّهم وأوليائهم حيث كانوا في سهل أو جبل ، أو برّ أو بحر ، من بركة دعائي ما تقرّ به عيونهم ، احفظ يا مولاي الغائبين منهم ، وأرددهم إلى أهاليهم سالمين ، ونفّس عن المهمومين ، وفرّج عن المكروبين ، واكس العارين ، وأشبع الجائعين ، وارو الظّامئين ، واقض دين الغارمين ، وزوّج العازبين ، واشف مرضى المسلمين ، وأدخل على الأموات ما تقّر به عيونهم ، وانصر المظلومين من أولياء آل محمّد عليهم السّلام ، وأطف نائرة المخالفين ، اللّهمّ وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللّذّين كفرا نعمتك ، وخوّنا[33] رسولك ، واتّهما نبّيك ، وبايناه وحلّا عقده في وصيته[34] ، ونبذا عهده في خليفته من بعده ، وادّعيا مقامه ، وغيّرا أحكامه ، وبدّلا سنّته ، وقلّبا دينه ، وصغّرا قدر حججك [ خ . ل : حجتك ] ، وبدا بظلمهم وطرّقا طريق الغدر عليهم ، والخلاف عن أمرهم ، والقتل لهم ، وإرهاج الحروب عليهم ، ومنعا خليفتك من سدّ الثّلم ، وتقويم العوج ، وتثقيف الأود ، وإمضاء الأحكام ، وإظهار دين الإسلام ، وإقامة حدود القرآن ، اللّهم العنهما وابنتيهما وكلّ من مال ميلهم ، وحذا حذوهم ، وسلك طريقتهم ، وتصدّر ببدعتهم ، لعنا لا يخطر على بال ، ويستعيذ منه أهل النار ، العن اللهم من دان بقولهم ، واتبع امرهم ودعا إلى ولايتهم ، وشكّ في كفرهم من الأوّلين والآخرين » . ثم ادع بما شئت[35].
ومنها : المواظبة بعد كلّ صلاة على سؤال الجنّة ، والحور العين ، والاستعاذة من النّار ، والصلاة على النبيّ وآله ، بل يكره ترك ذلك ، وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال : أعطي السّمع أربعة : النّبيّ والجنّة والنّار والحور العين ، فإذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وليسأل الجنّة ، وليستجز باللّه من النّار ، ويسأل اللّه أن يزوّجه من الحور العين ، فإنّ من صلّى على النّبي رفعت دعوته ، ومن سأل اللّه الجنّة قالت الجنّة : يا ربّ اعط عبدك ما سأل ، ومن استجار باللّه من النار قالت النار : اجر عبدك مما استجار منه ، ومن سأل الحور قلن : يا ربّ اعط عبدك ما سأل[36]. وزاد في خبر عن الصادق عليه السّلام أنّه إن هو انصرف من صلاته ولم يسأل اللّه شيئا من هذا قلن الحور العين : إنّ هذا العبد فينا لزاهد ، وقالت الجنة : ان هذا العبد فيّ لزاهد ، وقالت النار : ان هذا العبد فيّ لجاهل[37]. وقال الصادق عليه السّلام أيضا : إذا قام المؤمن في الصلاة بعث اللّه الحور العين حتّى يحدقن به ، فإذا انصرف ولم يسأل اللّه منهنّ شيئا انصرفن متعجّبات[38]. وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ ملكا عند رأسي في القبر فإذا قال العبد من أمّتي : اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، قال الملك الذي عند رأسي : يا محمّد إنّ فلان ابن فلان صلّى عليك ، فأقول : صلّى اللّه عليه كما صلّى عليّ[39].
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ اللّه عزّ وجلّ أمر جبرئيل ليلة المعراج فعرض عليّ قصور الجنان فرأيتها من الذهب والفضّة ، ملاطها المسك والعنبر ، غير أنّي رأيت لبعضها شرفا عالية ولم أر لبعضها ، فقلت : يا حبيبي ! ما بال هذه بلا شرف كما لساير تلك القصور شرف ؟ فقال : يا محمّد ! هذه قصور المصلّين فرائضهم الذين يكسلون عن الصّلاة عليك وعلى آلك بعدها ، فان بعث مادّة لبناء الشرف من الصلّاة على محمّد وآله الطيبين بنيت له الشرف ، والّا بقيت هكذا ، فيقال حتى يعرف سكان الجنان : إنّ القصر الّذي لا شرف له هو الّذي كسل صاحبه بعد صلاته عن الصلاة على محمّد وآله الطيبين[40].
ومنها : قراءة الحمد ، وآية الكرسي ، وآية شَهِدَ اللَّهُ . . وآية قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ[41] - بعد كلّ فريضة ، لما عن مولانا الصادق عليه السّلام من انّه لما أمر اللّه هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلّقن بالعرش وقلن : أي ربّ إلى أين تهبطنا ؟ إلى أهل الخطايا والذنوب ؟ فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليهنّ : اهبطن ، فو عزّتي وجلالي لا يتلوكنّ أحد من آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وشيعتهم في دبر كلّ ما افترضت عليه - يعني المكتوبة - إلّا نظرت إليه في كلّ يوم سبعين نظرة ، أقضي له في كلّ نظرة سبعين حاجة ، وقبلته على ما كان فيه من المعاصي ، وهي أم الكتاب[42] و شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ[43] وآية الكرسي ، وآية الملك[44].
وورد أنّ من قرأ آية الكرسي في دبر كلّ صلاة مكتوبة تقبّلت صلاته ، ويكون في أمان اللّه[45] وبعصمة اللّه ، وتولّى اللّه جل جلاله قبض روحه ، وكان كمن جاهد مع الأنبياء حتّى استشهد ، وما يمنعه من دخول الجنّة إلّا الموت ، وأعطاه اللّه تعالى قلب الشاكرين ، وأجر النبيّين ، وعمل الصدّيقين ، وبسط اللّه عليه يده ، وأوحى اللّه إلى موسى عليه السّلام انّه لا يداوم عليه إلّا نبيّ ، أو صدّيق ، أو رجل رضيت عنه ، أو رجل رزقته الشهادة[46].
ومنها : قراءة التسبيحات الأربعة ثلاثين مرّة ، لما عن الصادق عليه السّلام من أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لأصحابه ذات يوم : أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثمّ وضعتم بعضه على بعض أكنتم ترون أنّه يبلغ السّماء ؟ قالوا : لا ، فما بالنا يا رسول اللّه ؟ قال : أفلا أدلّكم على شيء أصله في الأرض وفرعه في السماء ؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، قال : يقول أحدكم إذا فرغ من الفريضة : « سبحان اللّه والحمد للّه ولا اله إلا اللّه واللّه أكبر » ثلاثين مرّة ، فإنّ أصلهنّ في الأرض وفرعهنّ في السّماء ، وهنّ يدفعن الهدم ، والحرق ، والغرق ، والتردّي في البئر ، وأكل السبع ، وميتة السّوء ، والبليّة الّتي تنزل من السّماء في ذلك اليوم على العبد ، وهنّ الباقيات الصالحات[47].
ومنها : قراءة سورة التوحيد في دبر الفريضة ، لما ورد من أنّ : من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في دبر الفريضة ، فانّ من قرأها جمع اللّه له خير الدنيا والآخرة[48].
وورد أنّ من تعاهد قراءتها بعد كلّ صلاة تناثر البرّ من السماء على مفرق رأسه[49] ، ونزلت عليه السكينة لها دويّ حول العرش حتّى ينظر اللّه تعالى إلى قاريها فيغفر اللّه له مغفرة لا يعذّبه بعدها ، ثمّ لا يسأل اللّه شيئا إلّا أعطاه إيّاه ، ويجعله في كلاءته[50] ، وله من يوم يقرأها إلى يوم القيامة خير الدنيا والآخرة ، ويصيب الفوز والمنزلة والرفعة ، ويوسّع عليه في الرزق ، ويمدّ له في العمر ، ويكفى من أموره كلّها ، ولا يذوق سكرات الموت ، وينجو من عذاب القبر ، ولا يخاف أموره إذا خاف العباد ، ولا يفزع إذا فزعوا ، فإذا وافى المجمع أتوه بنجيبة[51] خلقت من درّة بيضاء ، فيركبها فتمر به حتّى يقف بين يدي اللّه عزّ وجلّ ، فينظر اللّه إليه بالرّحمة ، ويكرمه بالجنّة يتبوّأ منها حيث يشاء[52]. وورد أنّ من قرأها بعد صلاة الصبح غفر له ذنب سنة ، ورفع له ألف درجة أوسع من الدنيا سبعين مرّة[53]. وفي خبر آخر : غفرت له ذنوب مائة سنة[54]. ويأتي إن شاء اللّه تعالى في المقام الأوّل من الفصل الحادي عشر فضائل لهذه السورة المباركة .
ومنها : قول : « أستغفر اللّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم ذو الجلال والاكرام وأتوب إليه » ثلاث مرّات .
وقد ورد أنّ من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه ذلك ثلاث مرّات غفر اللّه له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر[55].
ومنها : قول : « أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا » عشرا .
فقد ورد أنّ من قال ذلك بعد فراغه من الصلاة قبل أن تزول ركبته محا اللّه عنه أربعين ألف ألف سيّئة ، وكتب له أربعين ألف ألف حسنة ، وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّة[56].
ومنها : قول : « اللّهمّ اهدني من عندك ، وأفض عليّ من فضلك ، وانشر عليّ من رحمتك ، وأنزل عليّ من بركاتك » لما ورد عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أنّ من قال ذلك في دبر كلّ صلاة ووافى بها لم يدعها متعمّدا فتح اللّه له يوم القيامة ثمانية أبواب الجنّة يدخل من أيّها شاء[57] .
ومنها : ما في صحيح زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال : أقلّ ما يجزيك من الدّعاء بعد الفريضة أن تقول : « اللّهمّ إنّي أسألك من كلّ خير أحاط به علمك ، وأعوذ بك من كلّ شرّ أحاط به علمك ، اللّهمّ إنّي أسألك عافيتك في أموري كلّها ، وأعوذ بك من خزي الدّنيا وعذاب الآخرة »[58].
ومنها : قول : « يا من يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره » فقد ورد أنّ من قاله في دبر الفريضة ثلاثا أعطي ما سأل[59].
ومنها : ما عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : لا تدع في دبر كلّ صلاة : « أعيذ نفسي وما رزقني ربّي باللّه الواحد الصّمد . . » حتّى يختمها ، « وأعيذ نفسي وما رزقني ربّي بربّ الفلق . . » حتّى يختمها ، « وأعيذ نفسي وما رزقني ربّي بربّ النّاس . . » حتّى يختمها[60].
بيان : الضمير في المواضع الثلاثة راجع إلى السورة ، يعني حتّى يختم سورة التوحيد في الأوّل ، وسورة الفلق في الثاني ، وسورة النّاس في الثالث ، كما يكشف عن ذلك ما عنه عليه السّلام أيضا قال : من قال هذه الكلمات عند كلّ صلاة[61] مكتوبة حفظ في نفسه وداره وولده وماله : « أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكلّ ما هو منّي باللّه الواحد الأحد الصَّمَدُ . . » إلى آخر السورة ، وأجير نفسي ومالي وولدي وكلّ ما هو منّي بِرَبِّ الْفَلَقِ . . إلى آخرها ، و بِرَبِّ النَّاسِ . . إلى آخرها ، وآية الكرسي إلى آخرها »[62].
ومنها : ما في خبر علي بن مهزيار قال : كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن عليه السّلام : إن رأيت يا سيدي أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلاتي يجمع اللّه لي به خير الدنيا والآخرة ، فكتب عليه السّلام تقول : « أعوذ بوجهك الكريم وعزتك الّتي لا ترام وقدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدّنيا والآخرة ومن شر الأوجاع كلّها »[63].
ومنها : ما عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : جاء جبرئيل إلى يوسف عليه السّلام وهو في السّجن فقال له : يا يوسف ! قل في دبر كلّ صلاة : « اللّهمّ أجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وأرزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب »[64].
ومنها : ما في خبر أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال عليه السّلام : قل بعد التسليم : « اللّه أكبر لا اله إلا اللّه وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ، ويميت ويحيي ، وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير ، لا إله إلّا اللّه وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، اللّهمّ اهدني لما أختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم »[65].
ومنها : ما في خبر إدريس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إذا فرغت من صلاتك فقل : « اللّهمّ إنّي أدينك بطاعتك وولايتك ، وولاية رسولك صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وولاية الأئمة عليهم السّلام من أوّلهم وآخرهم . . » وتسمّيهم ، ثمّ قل : « اللّهمّ إنّي أدينك بطاعتك ، وولايتهم ، والرّضا بما فضّلتهم به غير متكبّر ولا مستكبر على معنى ما أنزلت في كتابك على حدود ما أتانا فيه وما لم يأتنا ، مؤمن مقرّ ، مسلّم بذلك ، راض بما رضيت به يا ربّ ، أريد به وجهك والدار الآخرة ، مرهوبا ومرغوبا إليك فيه ، فأحيني ما أحييتني على ذلك ، وأمتني إذا أمتنّي على ذلك ، وابعثني إذا بعثتني على ذلك ، وان كان منّي تقصير فيما مضى ، فانّي أتوب إليك منه ، وأرغب إليك فيما عندك ، وأسألك أن تعصمني من معاصيك ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ما أحييتني لا أقلّ من ذلك ولا أكثر ، إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلّا ما رحمت يا أرحم الراحمين ، وأسألك أن تعصمني بطاعتك حتّى تتوفّاني عليها وأنت عنّي راض ، وأن تختم لي بالسعادة ، ولا تحوّلني عنها أبدا ، ولا قوّة إلّا بك »[66] .
ومنها : ما في مسند معاني الأخبار عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال : من أحبّ أن يخرج من الدّنيا وقد تخلّص من الذّنوب كما يتخلص الذهب الّذي لا كدر فيه ، ولا يطلبه أحد بمظلمة ، فليقل في دبر الصّلوات الخمس نسبة الرّب[67] عزّ وجلّ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أثنتي عشرة مرّة ، ثمّ يبسط يديه فيقول : « اللّهمّ انّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطّاهر المطهّر المبارك ، وأسألك باسمك العظيم ، وسلطانك القديم ، أن تصلّي على محمد وآل محمد ، يا واهب العطايا ، يا مطلق الأسارى ، يا فكّاك الرقاب من النّار ، أسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد ، وأن تعتق رقبتي من النّار ، وتخرجني من الدنيا سالما ، وتدخلني الجنّة آمنا ، وأن تجعل دعائي أوّله فلاحا ، وأوسطه نجاحا ، وآخره صلاحا انّك أنت علام الغيوب » . ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السّلام : هذا من المختار ممّا علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأمرني أن أعلّمه الحسن والحسين عليهما السّلام[68].
ومنها : ما عن أمير المؤمنين عليه السّلام من أنّ من دعا بهذا الدّعاء في أعقاب الصّلوات غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل عدد نجوم السماء وقطرها وخصب الأرض وثراها ودوابّها ، وهو دعاء الخضر عليه السّلام : « إلهي هذه صلاتي صلّيتها لا لحاجة منك إليها ، ولا لرغبة منك فيها إلّا تعظيما وطاعة وإجابة إلى ما أمرتني به ، إلهي إن كان فيها خلل أو نقص في[69] ركوعها أو سجودها فلا تؤاخذني ، وتفضّل عليّ بالقبول والغفران برحمتك يا أرحم الراحمين » .
ومنها : ما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أنّ من أراد أن لا يقفه اللّه تعالى يوم القيامة على قبيح أعماله ، ولا ينشر له ديوان ذنوبه ، فليدع بهذا الدّعاء في دبر كلّ صلاة : « اللّهمّ انّ مغفرتك أرجى من عملي وأوسع من ذنبي ، اللّهمّ إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فرحمتك أهل أن تبلغني لأنّها وسعت كلّ شيء ، وأنا شيء ، فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين »[70].
ومنها : ما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الدّعاء الذي ما يدعو مخلوق إلّا حشره اللّه عزّ وجلّ مع ذلك الدّعاء ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرّج اللّه عنه كربه ، وقضى به دينه ، ويسّر أمره ، وأوضح سبيله ، وقوّاه على عدوّه ، ولم يهتك ستره . قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد : « اللّهمّ إنّي أسألك بكلماتك ، ومعاقد عزّك[71] ، وسكّان سماواتك وأرضك ، وأنبيائك ورسلك ، أن تستجيب لي ، فقد رهقني من أمري عسرا ، فأسألك ان تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وان تجعل لي من أمري يسرا » . فإنّ اللّه عزّ وجلّ يسهّل أمرك ، ويشرح لك صدرك ، ويلقّنك شهادة أن لا اله إلّا اللّه عند خروج نفسك[72].
بقي هنا أمر وهو : انّ من آداب الدّعاء - كما يأتي في المقام الثالث من الفصل الحادي عشر ان شاء اللّه تعالى - هو رفع اليدين عنده .
وورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : إذا خرج أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السّماء ، ولينصب في الدعاء ، فقال ابن سبا : يا أمير المؤمنين ( ع ) ! أليس اللّه عزّ وجلّ في كلّ مكان ؟ فقال : بلى ، فقال : فلم يرفع يديه إلى السّماء ؟ فقال : أو ما تقرأ وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ[73]. فمن أين يطلب الرّزق إلّا من موضعه ؟ وموضع الرّزق ما وعد اللّه عزّ وجلّ إلى السّماء[74].
وورد في بعض أدعية التّعقيب رفع اليد فوق الرأس .
وروى صفوان الجمّال قال : رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام إذا صلّى وفرغ من صلاته رفع يديه فوق رأسه[75]. والمراد به - واللّه العالم - هو رفع اليد فوق الرأس ممدودة إلى السّماء ، لا وضعهما على الرأس ، ولا يبعد أن يكون ما تعارف عند العوام من وضع اليدين بعد الصّلاة على الرّاس لاصقا بطنهما به شبه ما تصنعه النّساء عند الأسر والذّلّة ، ناشئا من الاشتباه في فهم هذه الرّواية ، زعما كون المراد برفع اليدين فوق الرأس وضعهما عليه ، مع أنّ الوضع على الرأس غير الرّفع فوق الرأس ، فتدبّر جيّدا .
وأمّا القسم الثّاني من التّعقيب - وهو المختصّ ببعض الصّلوات - : فممّا يختصّ بصلاة الظّهر ما في خبر عيسى القميّ رحمه اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول إذا فرغ من الزّوال : « اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بجودك وكرمك ، واتقرّب إليك بمحمّد عبدك ورسولك ، وأتقرّب إليك بملائكتك المقرّبين ، وأنبيائك المرسلين ، وبك ، اللّهمّ أنت الغنيّ عنّي ، وبي الفاقة إليك ، أنت الغنيّ وانا الفقير إليك ، أقلتني عثرتي ، وسترت عليّ ذنوبي ، فاقض اليوم حاجتي ، ولا تعذّبني بقبيح ما تعلم منّي ، بل عفوك وجودك يسعني » . قال : ثمّ يخّر ساجدا ويقول : « يا أهل التقوى ، يا أهل المغفرة ، يا برّ ، يا رحيم ، أنت أبّر لي من أبي وأمّي ومن جميع الخلائق ، أقلبني بقضاء حاجتي ، مجابا دعائي ، مرحوما صوتي ، قد كشفت أنواع البلاء عنّي »[76].
وممّا ورد في تعقيب صلاة العصر:
قراءة سورة القدر عشر مرّات ، وانّ من فعل ذلك مرّت له في ذلك على مثل أعمال الخلائق يوم القيامة[77].
وورد أيضا الاستغفار سبعين مرّة ، وانّ من فعل ذلك غفر اللّه له ذلك اليوم سبعمائة ذنب ، فإن لم يكن له فلأبيه ، فإن لم يكن لأبيه فلأمه ، فإن لم يكن لأمه فلأخيه ، فإن لم يكن لأخيه فلأخته ، فإن لم يكن لأخته فللأقرب فالأقرب[78] .
وورد في خبر آخر الاستغفار سبعا وسبعين مرّة[79].
وعن مولانا الصّادق عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : من قال بعد العصر في كلّ يوم مرّة واحدة : « استغفر اللّه الّذي لا اله إلّا هو الرّحمن الرّحيم الحيّ القيّوم ذو الجلال والاكرام ، وأسأله ان يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين مستجير لا يملك لنفسه ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا » أمر اللّه الملكين بتخريق صحيفة السّيّئات كائنة ما كانت[80].
وممّا ورد في خصوص تعقيب صلاة المغرب ما عن أبي عبد اللّه عليه السّلام من أنّ من قال إذا صلّى المغرب ثلاث مرّات : « الحمد للّه الّذي يفعل ما يشاء ، ولا يفعل ما يشاء غيره » أعطي خيرا كثيرا[81].
وعنه عليه السّلام انّه قال : إذا صلّيت المغرب والغداة فقل : « بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم » سبع مرّات ، فإنّ من قالها لم يصبه جذام ، ولا برص ، ولا جنون ، ولا سبعون نوعا من أنواع البلاء[82]، أهونها الرّيح والبرص والجنون ، ويكتب في ديوان السعداء وإن كان شقيّا[83].
وفي خبر آخر يقوله مائة مرّة[84]. وعنه عليه السّلام انّه قال : إذا صلّيت المغرب فامّر يدك على جبهتك وقل : « بسم اللّه الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة الرّحمن الرّحيم ، اللّهمّ اذهب عنّي الهمّ والحزن » ثلاث مرّات[85].
وعنه عليه السّلام انّه قال : تقول بعد العشاءين - كما في الكافي[86] - وبين العشاءين - كما في التهذيب[87] والفقيه[88]: « اللّهمّ بيدك مقادير اللّيل والنّهار ، وبيدك مقادير الدّنيا والآخرة ، ومقادير الموت والحياة ، ومقادير الشّمس والقمر ، ومقادير النصر والخذلان ، ومقادير الغنى والفقر ، اللّهمّ بارك لي في ديني ودنياي ، وفي جسدي وأهلي وولدي ، اللّهمّ ادرأ عنّي فسقة العرب والعجم والجنّ والإنس ، واجعل منقلبي إلى خير دائم ونعيم لا يزول » .
وعن أبي الحسن عليه السّلام انّه قال : إذا صلّيت المغرب فلا تبسط رجلك ، ولا تكلّم أحدا حتّى تبسمل ، وتحوقل مائة مرّة ، وكذا عقيب الصّبح ، فمن قال ذلك دفع اللّه عنه مائة نوع من أنواع البلاء ، أدنى نوع منها البرص والجذام والشّيطان والسّلطان[89].
وعن محمّد بن الجعفي عن أبيه قال : كنت كثيرا ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام فقال : ألا أعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك ، وبلاغا لوجع عينك ؟ قلت : بلى ، قال : تقول في دبر الفجر والمغرب : « اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد واجعل[90] النّور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والاخلاص في عملي ، والسّلامة في نفسي ، والسّعة في رزقي ، والشكر لك أبدا ما أبقيتني »[91].
ومما ورد في تعقيب خصوص صلاة العشاء:
مضافا إلى ما مرّ ، قراءة سورة القدر سبع مرات ، وأن من فعل ذلك بعد عشاء الآخرة كان في ضمان اللّه حتى يصبح .
وممّا ورد في تعقيب صلاة الغداة[92] :
مضافا إلى ما مرّ من المشتركات بينها وبين المغرب ، قراءة خمسين آية[93] ، ومن ذلك أيضا قول عشر مرّات : « سبحان اللّه العظيم وبحمده ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم » .
فقد ورد أنّ من فعل ذلك فإنّ اللّه تعالى يعافيه بذلك عن العمى والجنون والجذام والفقر والهرم[94].
ومن ذلك أيضا ما روي لسعة الرّزق من قول عشر مرّات في آخر الدّعاء بعد صلاة الفجر : « سبحان اللّه العظيم وبحمده أستغفر اللّه واسأله من فضله »[95].
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال لابن سيّابة : ألا أعلّمك شيئا يقي اللّه به وجهك من حرّ جهنّم ؟ قال : قلت : بلى ، قال : قلّ بعد الفجر : « اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد » مائة مرّة يقي اللّه به وجهك من حرّ جهنّم[96].
وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّ من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ احدى عشرة مرّة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب ، وإنه رغم أنف الشيطان[97].
وعن الباقر عليه السّلام انّ من استغفر اللّه بعد صلاة الفجر سبعين مرّة غفر اللّه له ولو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب ، ومن عمل أكثر من سبعين ألف ذنب فلا خير فيه[98].
وفي رواية : سبعمائة ذنب[99].
. . إلى غير ذلك من التعقيبات الّتي يعسر استقصاؤها ، ومن لم يكفه ما ذكر فليراجع مظانّه كأبواب التعقيب من مستدرك الوسائل وغيره .
بقي هنا أمر وهو : أنّ من أراد الانصراف عن مصلّاه استحبّ له أن ينصرف عن يمينه ، للأمر بذلك في عدّة أخبار المحمول على النّدب[100].
[1] وسائل الشيعة : 4 / 1014 أبواب التعقيب 1 برقم 2 . والتهذيب : 2 / 104 برقم 393 .
[2] التهذيب : 2 / 104 برقم 391 .
[3] المحاسن : 51 برقم 75 . التهذيب : 2 / 103 برقم 388 .
[4] التهذيب : 2 / 103 برقم 389 . والفقيه : 1 / 216 برقم 962 .
[5] وسائل الشيعة : 2 / 1034 باب 17 برقم 4 . مفتاح الفلاح / 49 .
[6] مفتاح الفلاح ص 49 . والوسائل : 2 / 1034 باب 17 برقم 3 .
[7] وسائل الشيعة : 2 / 1034 باب 17 برقم 2 .
[8] الفقيه : 1 / 216 باب 46 برقم 963 .
[9] العروة الوثقى فصل في التعقيب ونصت علّيه جلّ الكتب الحديثية والفقهية .
[10] الكافي : 3 / 342 باب التعقيب بعد الصلاة برقم 8 .
[11] ثواب الأعمال 195 ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 1 . والتهذيب : 2 / 105 برقم 397 . الكافي : 3 / 343 برقم 13 .
[12] ثواب الأعمال : / 196 ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 4 . والكافي : 3 / 342 برقم 6 .
[13] ثواب الأعمال : / 196 ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 2 والكافي : 3 / 342 باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء حديث 7.
[14] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 337 باب 6 برقم 1 .
[15] الكافي : 3 / 343 باب التعقيب برقم 15 .
[16] التهذيب : 2 / 105 برقم 399 . والكافي : 3 / 343 برقم 15 .
[17] ثواب الأعمال / 196 برقم 2 .
[18] الكافي : 3 / 343 برقم 14 .
[19] قرب الإسناد : 4 . وثواب الأعمال : 196 باب ثواب تسبيح الزهراء عليها السّلام برقم 4 .
[20] الكافي : 3 / 343 برقم 13 .
[21] التهذيب : 2 / 105 برقم 395 .
[22] الكافي : 3 / 342 برقم 11 بسنده ( قال أبو عبد اللّه عليه السّلام إذا شككت في تسبيح فاطمة الزهراء عليها السّلام فأعد ) وبرقم 12 .
[23] مكارم الأخلاق 2 / 328 .
[24] مكارم الأخلاق : 2 / 328 . وسائل الشّيعة : 4 / 1033 برقم 2 .
[25] مكارم الأخلاق : 2 / 328 . وسائل الشيعة : 4 / 1033 برقم 1 و 4 .
[26] ليس في التهذيب كلمة ( أجمعين )
[27] لا توجد في الرواية كلمة - شيعة - وقد استظهرها المؤلف قدس سرّه ، وكتب عليها : ظ .
[28] التهذيب : 2 / 109 برقم 412 . والوسائل : 4 / 1038 باب 20 برقم 1 .
[29] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 342 باب 18 برقم 2 .
[30] الكافي : 3 / 342 باب التعقيب برقم 10 .
[31] التهذيب : 2 / 109 برقم 411 .
[32] خ ل : بحقّك . ( منه قدس سره ) .
[33] خ ل : وخوّفا ( منه قدس سره ) .
[34] قد تقرأ : وصيّه .
[35] مستدرك وسائل الشيعة ج 1 ص 341 باب 17 برقم 1 .
[36] عدة الداعي : 152 . الخصال : 2 / 629 حديث الأربعمائة .
[37] وسائل الشيعة : 4 / 1040 حديث 2 باب 22 .
[38] وسائل الشيعة : 4 / 1041 باب 22 برقم 4 عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد .
[39] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 389 باب 31 حديث 2 .
[40] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 342 باب 20 حديث 3 .
[41] سورة آل عمران : 18 و 26 .
[42] وهي فاتحة الكتاب ولها أسماء متعدّدة .
[43] سورة آل عمران آية 18 شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
[44] سورة آل عمران آية 26 قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
[45] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 343 باب 21 حديث 5 و 1 و 3 .
[46] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 343 باب 21 حديث 2 و 3 .
[47] مستدرك وسائل الشيعة ج 1 ص 340 باب 13 حديث 4 أقول ورد استحباب قراءة التسبيحات الأربعة ثلاثين مرّة لمن قصر صلاته بدل ما فاته من ثواب الاتمام.
[48] وسائل الشيعة : 4 / 1056 باب 29 حديث 3 . وثواب الأعمال / 156 برقم 4 . وفي آخر الحديث ( وغفر اللّه له ولوالديه وما ولد ) .
[49] تناثر البرّ من السماء على مفرق رأسه ، اي تناثر الاحسان والعطاء واللطف والشفقة على مفرق رأسه .
[50] كلأ اللّه فلانا : حرسه وحفظه ، يجعله في كلاءته : أي جعله في حفظه وحراسته ، وتوجد نسخة بدل : كلامه .
[51] النجيب الفاضل من كل حيوان . النجيب : البعير والفرس إذا كانا كريمين عتيقين . تاج العروس : 1 / 477 .
[52] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 296 باب 24 برقم 1 والحديث طويل جدا .
[53] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 297 باب 24 برقم 4 .
[54] المصدر المتقدم .
[55] الكافي : 2 / 521 باب من قال : استغفر اللّه الذي لا إله إلّا هو الحي . . . برقم 1 .
[56] المحاسن : 31 باب 15 برقم 19 . وسائل الشيعة : 4 / 1046 باب 24 برقم 12 .
[57] التهذيب : 2 / 106 برقم 404 . وسائل الشيعة : 4 / 1046 باب 24 برقم 10.
[58] التهذيب : 2 / 107 برقم 407 . الكافي : 3 / 343 باب التعقيب بعد الصلاة برقم 16 .
[59] التهذيب : 2 / 115 برقم 430 . وفيه « الحمد للّه الذي يفعل ما يشاء ، ولا يفعل ما يشاء غيره » من قال ذلك بعد صلاة المغرب أعطي خيرا كثيرا .
[60] الكافي : 3 / 346 برقم 27 . والتهذيب : 2 / 108 برقم 409 .
[61] أي بعد كل صلاة واجبة . ( منه [ قدس سره ] ) .
[62] الكافي : 2 / 549 برقم 8 .
[63] الكافي : 3 / 346 برقم 17 .
[64] الفقيه : 1 / 213 باب 46 برقم 950 .
[65] التهذيب : 2 / 106 برقم 402 .
[66] الكافي : 3 / 345 برقم 26 .
[67] قد وقع التعبير في الاخبار عن سورة التوحيد بنسبة الرّب ، وسئل الصادق عليه السّلام عن « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، فقال : نسبة اللّه إلى خلقه ، أي فيه بيان النسبة السّلبية بين اللّه وبين الممكنات . ( منه [ قدس سره ] ) .
[68] مستدرك الوسائل 1 / 350 باب 27 برقم 1 . والفقيه : 1 / 213 باب 46 برقم 949 .
[69] خ ل : من . ( منه قدس سره ) .
[70] مستدرك وسائل الشيعة 1 / 346 باب 22 برقم 24 .
[71] خ ل : عرشك . ( منه قدس سره ) .
[72] مستدرك وسائل الشيعة ج 1 / 346 باب 22 برقم 28 .
[73] سورة والذاريات : 22 .
[74] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 363 باب 11 برقم 1 . الفقيه : 1 / 213 باب 46 برقم 955 .
[75] الفقيه : 1 / 213 باب 46 برقم 952 .
[76] الكافي : 2 / 545 باب الدعاء في أدبار الصلوات حديث 1 .
[77] مصباح المتهجد : 51 . ومصباح الكفعمي / 33 .
[78] مصباح المتهجد : 51 . ووسائل الشيعة : 4 / 1053 باب 27 حديث 1 .
[79] وسائل الشيعة : 4 / 1053 باب 27 برقم 4 . وأمالي الشيخ الطوسي : 323 .
[80] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 353 باب 35 برقم 3 .
[81] الكافي : 2 / 545 باب الدعاء في أدبار الصلوات برقم 2 . والفقيه : 1 / 214 باب 46 برقم 957 .
[82] الكافي : 2 / 531 باب القول عند الاصباح والامساء حديث 28 .
[83] الكافي : 2 / 531 باب القول عند الاصباح والامساء حديث 25 .
[84] الكافي : 2 / 531 باب القول عند الاصباح والامساء حديث 29 .
[85] الكافي : 2 / 549 باب الدعاء في ادبار الصلوات حديث 10 .
[86] الكافي : 2 / 545 باب الدعاء في ادبار الصلوات حديث 3 .
[87] التهذيب : 2 / 115 برقم 432 .
[88] الفقيه : 1 / 214 باب 46 برقم 958 .
[89] الكافي : 2 / 531 باب القول عند الاصباح والامساء حديث 29 .
[90] خ ل : وان تجعل . ( منه [ قدس سره ] ) .
[91] الكافي : 2 / 549 باب الدعاء في أدبار الصلوات برقم 11 .
[92] أي صلاة الفجر . في تاج العروس : 10 / 262 فصل الغين من باب الواو والياء ( الغدوة ما بين صلاة الفجر ، وفي الصحاح صلاة الغداة ، وفي المصباح صلاة الصبح ، وطلوع الشمس ، والمجمع غدي كمدية ومدي ( كالغداة ) يقال آتيك غداة غد . وفي المصباح الغداة الضحوة . . ) إلى أن قال : وقوله تعالى « بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ » * أي بعد صلاة الفجر وصلاة العصر . . . ) .
[93] التهذيب : 2 / 138 باب 8 برقم 537 .
[94] التهذيب : 2 / 106 باب 8 حديث 404 .
[95] وسائل الشيعة : 2 / 1048 باب 25 حديث 3 .
[96] ثواب الأعمال : 186 برقم 1 .
[97] ثواب الأعمال : 157 برقم 8 .
[98] ثواب الأعمال : 198 برقم 1 .
[99] الخصال : 2 / 581 برقم 4 .
[100] وسائل الشيعة : 4 / 1066 .