النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
قسوة أعداء الإمام المهدي "عج" وشدته عليهم
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص477-486
2025-06-17
17
لا بدَّ من استئصال الغُدد السرطانية
بالنظرة الأولى يبدو أن تطهير الأرض من الظلم والظالمين أمرٌغير ممكن ، فقد تجذَّرهؤلاء حتى تعودت الأرض وأهلها على طغيانهم ، وتعودت على أنين المظلومين وآهاتهم ، فكأن وجود الظالمين جزءٌ ضروري في المجتمع .
غيرأن الله العليم الحكيم جعل لكل شئ حداً ، وجعل للظلم نهاية . فقد جاء في تفسير قوله تعالى : يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ . عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « الله يعرفهم ، ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاً » . « غيبة النعماني / 127 » .
وقد يرى البعض أن قتل الإمام المهدي عليه السلام للظالمين قسوةٌ وإفراط ، لكنه عملية جراحية ضرورية لتطهير المجتمعات منهم ، فلو استعمل معهم اللين والعفو لما انتهت مؤامراتهم ! ولذا أمر النبي صلى الله عليه وآله ولده المهدي عليه السلام في عهده اليه بالشدة معهم . ولا يُخاف من المهدي عليه السلام أن يقتل أحداً من الذين يؤمل اهتداؤهم وصلاحهم ، لأنه مهديٌّ من ربه ينظر بنور الله تعالى ، فهو كالخضرالذي قال الله فيه : آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً . بل الخضر عليه السلام وزيره ، وهو أميره .
في النعماني / 284 : « عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وقد ذكر القائم فقلت : إني لأرجو أن يكون أمره في سهولة ، فقال : لا يكون ذلك حتى تمسحوا العلق والعرق » . ونحوه / 285 ، وفيه : أنتم اليوم أرخى بالاً منكم يومئذ ، قالوا : وكيف . . . وفي البحار : 52 / 358 و 284 : « كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفواً لاستقامت لرسول الله صلى الله عليه وآله حين أدميت رباعيته وشُجَّ في وجهه ! كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق ، ثم مسح جبهته » .
وقال الصادق عليه السلام : « يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن رسول الله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة وخشباً منحوتة ، وإن القائم عليه السلام يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه » . « أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقَرّ » . « النعماني / 296 » .
وأمام هذا التكذيب والعناد ، لابد للإمام عليه السلام من اجتثاث الفاسدين .
شدة الإمام عليه السلام على الظالمين
في غيبة النعماني / 231 : « عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن علياً عليه السلام قال : كان لي أن أقتل المولي وأجهز على الجريح ، ولكني تركت ذلك للعاقبة من أصحابي ، إن جُرحوا لم يُقتلوا ، والقائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح » .
وفي الكافي : 8 / 233 : « عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية ، فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة » .
وفي غيبة الطوسي / 115 : « عن يحيى بن العلاء الرازي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يُنتج الله تعالى في هذه الأمة رجلاً مني وأنا منه ، يسوق الله تعالى به بركات السماوات والأرض ، فتنزل السماء قطرها ، وتخرج الأرض بذرها ، وتأمن وحوشها وسباعها ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويَقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم » .
وروى ابن حماد : 1 / 350 : عن علي عليه السلام قال : « يفرج الله الفتن برجل منا ، يسومهم خسفاً ، لا يعطيهم إلا السيف ، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجاً ، حتى يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة ، لو كان من ولدها لرحمنا . يغريه الله ببني العباس وبني أمية » .
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج : 7 / 58 : « وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير وهي متداولة منقولة مستفيضة ، خطب بها علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان ، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي رحمه الله ، منها : فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استنصروكم فانصروهم ، فليفرجن الله الفتنة برجل منا أهل البيت ، بأبي ابن خيرة الإماء ، لا يعطيهم إلا السيف هرجاً هرجاً ، موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر حتى تقول قريش : لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا ، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاماً ورفاتاً ، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ، سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً » .
وفي الكافي : 1 / 431 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً : ما يوعدون فهو خروج القائم عليه السلام وهو الساعة . فَسَيَعْلَمُونَ : ذلك اليوم وما نزل بهم من عذاب الله على يدي قائمه فذلك قوله : مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً : يعني عند القائم ، وَأَضْعَفُ جُنْداً . قلت : قوله : وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً ؟ قال : يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه » .
وفي النعماني / 233 : « عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ! أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ، ولا يعطيها إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ولو كان من آل محمد لرحم » .
وفي النعماني / 283 : « عن بشير بن أبي أراكة النبال ، ولفظ الحديث على رواية ابن عقدة قال : لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبي جعفر الباقر عليه السلام فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب ، فجلست حيال الدار ، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة وأقبل نحوي فقال : ممن الرجل ؟ فقلت : من أهل العراق ، قال : من أيها ؟ قلت : من أهل الكوفة ، فقال : من صحبك في هذا الطريق ؟ قلت : قوم من المحدثة ، فقال : وما المحدثة ؟ قلت : المُرْجِئة ، فقال : ويحُ هذه المرجئة إلى من يلجؤون غداً إذا قام قائمنا ؟ قلت : إنهم يقولون : لو قد كان ذلك كنا وأنتم في العدل سواء ، فقال : من تاب تاب الله عليه ، ومن أسرَّ نفاقاً فلا يبعد الله غيره ، ومن أظهر شيئاً أهرق الله دمه . ثم قال : يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته ، وأومأ بيده إلى حلقه . قلت : إنهم يقولون : إنه إذا كان ذلك استقامت له الأمور فلا يهريق محجمة دم ، فقال : كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق وأومأ بيده إلى جبهته » .
وفي الكافي : 1 / 432 : « عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : سألته . . في حديث : قلت : حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً ؟ قال : يعني بذلك القائم وأنصاره » .
وفي حلية الأبرار : 2 / 597 : « محمد بن الحسن الشيباني في كشف البيان قال : روي في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام ، أن هذه مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ، ويبيد الجبابرة والفراعنة ، ويملك الأرض شرقاً وغرباً ، فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » .
يبدأ الإمام عليه السلام بقتل كذَّابي الشيعة !
رجال الكشي / 299 : « عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لو قام قائمنا لبدأ بكذابي الشيعة فقتلهم » .
وفي الايضاح / 208 : « عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « لو قد قام قائمنا بدأ بالذين ينتحلون حبنا فيضرب أعناقهم » .
وفي النعماني / 206 : « عن مالك بن ضمرة : قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبَّك أصابعه وأدخل بعضها في بعض . فقلت : يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ! قال : الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله صلى الله عليه وآله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد » .
وفي غيبة الطوسي / 273 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان » .
أقول : يظهر أن هؤلاء أصل الفتنة والاختلاف داخل الشيعة ، ولا يبعد أن يكونوا من علماء السوء المضلين والسياسيين المنحرفين ! والسبعون عددٌ حقيقي ، ويحتمل أن يكون تقريبياً .
هيبة الإمام عليه السلام ورعب أعدائه منه
روى النعماني / 239 : « عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : بينا الرجل على رأس القائم يأمره وينهاه إذ قال : أديروه ، فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه ، فلا يبقى في الخافقين شئ إلا خافه » .
ومعناه : أن عقوبة الإمام عليه السلام تشمل المنافقين المتسترين ، الذين قد يكون بعضهم قريبين منه فيخونونه ، فيعرفهم بالنور الذي في قلبه ، وينفذ فيهم حكم الله تعالى .
وعن الإمام الباقر عليه السلام : « يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد ، على العرب شديد . ليس شأنه إلا السيف ، ولايستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم » « البحار : 52 / 354 » .
والأمر الجديد : الإسلام الذي ابتعد عنه المسلمون ، يحييه المهدي عليه السلام فيكون شديداً على الذين يطيعون حكامهم .
وفي النعماني / 236 : « عن سدير الصيرفي ، عن رجل من أهل الجزيرة كان قد جعل على نفسه نذراً في جارية وجاء بها إلى مكة ، قال : فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها ، وجعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلا قال : جئني بها وقد وفى الله نذرك . فدخلني من ذلك وحشة شديدة ، فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكة فقال لي : تأخذ عني ؟ فقلت : نعم ، فقال : أنظر الرجل الذي يجلس بحذاء الحجر الأسود وحوله الناس ، وهو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام فأته فأخبره بهذا الأمر ، فانظر ما يقول لك فاعمل به ، قال : فأتيته فقلت : رحمك الله إني رجل من أهل الجزيرة ومعي جارية جعلتها عليَّ نذراً لبيت الله في يمين كانت علي ، وقد أتيت بها وذكرت ذلك للحجبة وأقبلت لا ألقى منهم أحداً إلا قال : جئني بها وقد وفى الله نذرك ، فدخلني من ذلك وحشة شديدة ! فقال : يا عبد الله إن البيت لا يأكل ولا يشرب ، فبع جاريتك واستقص وانظر أهل بلادك ممن حج هذا البيت ، فمن عجز منهم عن نفقته فأعطه حتى يقوى على العود إلى بلادهم ، ففعلت ذلك ثم أقبلت لا ألقى أحداً من الحجبة إلا قال : ما فعلت بالجارية ؟ فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر فيقولون : هو كذاب جاهل لا يدري ما يقول ، فذكرت مقالتهم لأبي جعفر عليه السلام فقال : قد بلغتني ، تبلغ عني ؟ فقلت : نعم ، فقال : قل لهم : قال لكم أبو جعفر : كيف بكم لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة ، ثم يقال لكم نادوا نحن سراق الكعبة ! فلما ذهبت لأقوم قال : إنني لست أنا أفعل ذلك ، وإنما يفعله رجل مني » .
وفي البحار : 52 / 387 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقتل القائم عليه السلام حتى يبلغ السوق قال : فيقول له رجل من ولد أبيه : إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟ قال : وليس في الناس رجل أشد منه بأساً ، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له : لتسكتنَّ أو لأضربنَّ عنقك ! فعند ذلك يخرج القائم عليه السلام عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله » .
ومعنى من وُلد أبيه : علوي النسب . إجفال النعم : تخويف الغنم . حتى يبلغ السوق : سوق المدينة ، أو مكاناً اسمه السوق .
وفي رواية أن الذي يأمر المعترض بالسكوت هو « المولى الذي يتولى البيعة » أي المسؤول عن أخذ البيعة من الناس للإمام المهدي عليه السلام . فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : « حتى إذا بلغ الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه ، وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول له القائم : اسكت يا فلان . إي والله إن معي عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله هات يا فلان العَيْبة أو الزنفيلجة ، فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول : جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول : جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة » . « البحار : 52 / 343 » .
والعيْبة والزنفيلجة : الصندوق الصغير . الثعلبية : مكان بالعراق من جهة الحجاز .
البصائر / 78 : « عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام في حديث في تفسير عدة آيات إلى أن قال : وأما قوله : حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ يعني قيام القائم » .
ذل أعداء الإمام المهدي عليه السلام
تفسير التبيان : 1 / 420 : « عن السدي في قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ : خزيهم في الدنيا أنهم إذا قام المهدي وفتحت قسطنطينية قتلهم » .
وخريدة العجائب / 260 ، وملاحم ابن طاووس / 143 ، وليس فيه : وفتح القسطنطينية .
وفي مختصر البصائر / 200 ، أن أعداء المهدي عليه السلام يفرون منه إلى الروم .
وفي تفسير القمي : 2 / 68 ، في تفسير قوله تعالى : فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ . قال : « يعني الكنوز التي كنتم تكنزون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . لا يبقى منهم مخبر . . لا تبقى منهم عين تطرف » .
وفي الكافي : 8 / 227 : « عن سلام بن المستنير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث : إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب ، فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية ، كما يؤديها اليوم أهل الذمة ، ويشد على وسطه الهميان ، ويخرجهم من الأمصار إلى السواد » .
وفي مختصر البصائر / 212 : « عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول : لو قد خرج قائم آل محمد عليهم السلام ، لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، ويكون جبرئيل أمامه ، وميكائيل عن يمينه ، وإسرافيل عن يساره ، والرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله . والملائكة المقربون حذائه . أول من يبايعه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي صلوات الله عليه الثاني . معه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر . يا أبا حمزة لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتت في دينهم ، وتغير من حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضاً .
وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن ناواه وخالف أمره ، وكان من أعدائه . ثم قال : يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلا القتل ، لايستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم » .
تأويل الآيات : 2 / 550 : « عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قوله عز وجل : وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ : يعني إلى القائم عجل الله فرجه » .
وفي تأويل الآيات : 2 / 726 : « عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل : خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ : قال : يعني يوم خروج القائم عليه السلام » .
تفسير فرات / 194 : « عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ : فذلك يوم القائم وهو يوم الدين ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ : أيام القائم ، فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ : فما تنفعهم شفاعة لمخلوق ، ولن يشفع فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة » .
خط بني أمية وبني العباس يستمر إلى ظهور المهدي عليه السلام
ينبغي الإلفات إلى أن كل الأحاديث التي تذكر أن الإمام المهدي عليه السلام يقاتل بني أمية أو بني العباس ، فهي تقصد أتباعهم وخطهم في ظلم أهل البيت عليهم السلام . وتوجد قرائن عديدة لفظية ومعنوية على ذلك ، كالذي ما رواه النعماني / 302 : « عن علي بن أبي حمزة قال : زاملت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام بين مكة والمدينة فقال لي يوماً : يا علي لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني ، قلت له : يا سيدي أمره من المحتوم ؟ قال : نعم ، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال : ملك بني العباس مكر وخداع ، ويذهب حتى يقال لم يبق منه شئ ، ثم يتجدد حتى يقال ما مرّ به شئ » .
وروى النعماني / 303 ، صريحاً : « عن الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا عليه السلام : أصلحك الله إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال : كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم » .
وفي الإرشاد / 364 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم من آل محمد صلوات الله عليهم أقام خمس مائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمس مائة فضرب أعناقهم ، ثم خمس مائة أخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات ! قلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا ؟ قال : نعم منهم ، ومن مواليهم » .
وفي غيبة الطوسي / 116 : « عن عبيد الله بن شريك في حديث له اختصرناه ، قال : مرَّ الحسين على حلقة من بني أمية وهم جلوس في مسجد الرسول ، فقال : أما والله لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله مني رجلاً يقتل منكم ألفاً ومع الألف ألفاً ومع الألف ألفاً ! فقلت : جعلت فداك إن هؤلاء أولاد كذا وكذا لا يبلغون هذا ! فقال : ويحك في ذلك الزمان يكون الرجل من صلبه كذا وكذا رجلاً ، وإن مولى القوم من أنفسهم » .
فهذه الأحاديث تنص على استمرار حكم بني أمية وبني العباس إلى ظهور المهدي عليه السلام ، مع أن الأئمة عليهم السلام أخبروا بانتهاء ملك بني أمية ، فلا بد أن يكون مقصودهم خطهم المعادي لأهل البيت عليهم السلام وأنه سيستمر إلى ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
ويضاف إلى هذه القرينة المعنوية قرائن لفظية تذكر حكم آل فلان قبل ظهوره عليه السلام ، كما في قرب الإسناد / 164 : عن الإمام الرضا عليه السلام : « إن قدام هذا الأمر علامات ، حدث يكون بين الحرمين ، قلت : ما الحدث ؟ قال : عصبة تكون ، ويَقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً » .
« ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين . قال : قتل نفس حرام في بلد حرام ، من قوم من قريش . والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة » .
وفي الكافي : 1 / 337 ، عن الإمام الصادق عليه السلام : « إن للغلام غيبة قبل أن يقوم . . ثم قال : يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة ، قلت : جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني ؟ قال : لا ، ولكن يقتله جيش آل بني فلان ، يجئ حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لايمهلون فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله » .
يقيم الإمام عليه السلام حدّ الله تعالى على كثير من المنافقين
التهذيب : 6 / 172 : « عن أبي حمزة : قال أبو عبد الله عليه السلام : ولو قد قام القائم عليه السلام ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ، ولأقام في كثير منكم من أهل النفاق حد الله » . ومعناه أنه يقيم الحد على منافقين يتخلفون عنه ، وليس على كل عاص !