النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
إعداد الأمة الإسلامية لغيبة الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص637-658
2025-06-22
37
إعداد النبي صلى الله عليه وآله الأمة لتحمل غيبة الإمام عليه السلام !
عندما أوصى النبي صلى الله عليه وآله أمته بالقرآن والعترة قال لهم إن ربه أخبره أنهما مقترنان ومستمران إلى يوم القيامة ولن يفترقا .
ففي مسند أحمد : 3 / 17 ، و 14 ، و 26 و 59 : « إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي . وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروني بمَ تخلفوني فيهم » .
وهو حديث متواتر عند الجميع ، ونصه من مصادرنا : « إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين وجمع بين مسبحتيه ، ولا أقول كهاتين وجمع بين المسبحة والوسطى ، فتسبق إحداهما الأخرى ، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ، ولا تقدموهم فتضلوا » . « الكافي : 2 / 415 » .
وهنا سؤال : ما دام عدد الأئمة بنص النبي صلى الله عليه وآله إثنا عشر إماماً ! فكيف يستوعب وجودهم مستقبل الأمة ، ولا يفترقون عن القرآن إلى يوم القيامة ؟
والجواب : أن الثاني عشرمنهم عليهم السلام ستكون فيه آية كالخضر عليه السلام ، فيمد الله في عمره ويغيب عن أمته طويلاً ، وعندما يرجع إليهم ينزل المسيح عليه السلام لمساعدته على إقامة دولة العدل الإلهي في العالم ، فينفذ برنامجه الجديد للأرض وأهلها ، وتدخل الحياة على يده طوراً جديداً ، ثم تستمر إمامة العترة إلى قيام الساعة ، بمن يرجع منهم وبمن هو على خطهم عليهم السلام .
وبسبب هذه الخطة الإلهية أخبرالله رسوله صلى الله عليه وآله أن العترة والقرآن لن يفترقا حتى يوم القيامة ، وفي نفس الوقت أعدَّ النبي صلى الله عليه وآله الأمة لتتحمل المرحلة الطويلة فأكَّد أولاً الحجة على أمته . وأخبرها بمأساة عترته واضطهادها . ودعا المؤمنين إلى تحمل اضطهاد الحكومات للعترة وشيعتهم . وأعدَّ المؤمنين لتقبل غيبة الإمام الثاني عشر عليه السلام وأمرهم بالأمل بظهوره مهما طال الزمن . وكذلك تحدث الأئمة عليهم السلام عن غيبة الإمام المهدي عليه السلام .
أن المهدي عليه السلام مثل ذي القرنين يظهر بعد غيبة
كمال الدين : 2 / 394 : « عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله عز وجل حجة على عباده ، فدعا قومه إلى الله وأمرهم بتقواه ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زماناً حتى قيل مات أو هلك ، بأي واد سلك ؟ ثم ظهر ورجع إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر .
وفيكم من هو على سنته ! وإن الله عز وجل مكن لذي القرنين في الأرض ، وجعل له من كل شئ سبباً وبلغ المغرب والمشرق ، وإن الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي ، فيبلغه شرق الأرض وغربها ، حتى لا يبقى منهلاً ولا موضعاً من سهل ولا جبل وطأه ذو القرنين إلا وطأه . ويظهر الله عز وجل له كنوز الأرض ومعادنها ، وينصره بالرعب فيملأ الأرض به عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً » .
وفي الخرائج : 2 / 930 : « عن الإمام الباقر عليه السلام : إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً ناصح الله سبحانه فناصحه وسخر له السحاب وطويت له الأرض ، وبسط له في النور فكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار .
وإن أئمة الحق كلهم قد سخر الله تعالى لهم السحاب ، وكان يحملهم إلى المشرق والمغرب لمصالح المسلمين ولإصلاح ذات البين وعلى هذا حال المهدي ، ولذلك يسمى صاحب المرأى والمسمع ، فله نور يرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب ، ويسمع من بعيد كما يسمع من قريب ، وإنه يسيح في الدنيا كلها ، على السحاب مرة ، وعلى الريح أخرى ، وتطوى له الأرض مرة ، فيدفع البلايا عن العباد والبلاد ، شرقاً وغرباً » .
أقول : قرنا الإنسان أعلى جنبي رأسه . وحديث الإمام الباقر عليه السلام يكشف حقيقة مهمة عما سخره الله لذي القرنين رضي الله عنه ، وعن حياة الأئمة عليهم السلام وأنهم كانوا يتحركون في المشرق والمغرب بقدرة الله تعالى لمصالح المسلمين وإصلاح أمورهم . وأن الشكل الكامل الظاهر من ذلك يتحقق للمهدي الموعود عليه السلام يغيب عنكم كغيبة موسى عليه السلام عن قومه
كمال الدين / 145 : « عن أمير المؤمنين : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما حضرت يوسف عليه السلام الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ، ثم حدثهم بِشِرَّةٍ تنالهم يقتل فيها الرجال ، وتشق بطون الحبالى وتذبح الأطفال ، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب ، وهو رجل أسمر طوال ونعته لهم بنعته ، فتمسكوا بذلك .
ووقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل وهم منتظرون قيام القائم أربع مائة سنة ، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره ، اشتدت عليهم البلوى وحمل عليهم بالخشب والحجارة ، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر ، وراسلوه فقالوا : كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك ، فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرَّب الأمر ، وكانت ليلة قمراء ، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة ، فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز ، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت ، فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما ثم قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك ، فلما رأى الشيعة ذلك علموا أنه صاحبهم ، فأكبوا على الأرض شكراً لله عز وجل ، فلم يزدهم على أن قال : أرجو أن يعجل الله فرجكم ، ثم غاب بعد ذلك ، وخرج إلى مدينة مَدْين فأقام عند شعيب ما أقام .
فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى ، وكانت نيفاً وخمسين سنة . واشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه فبعثوا إليه : إنه لاصبر لنا على استتارك عنا ، فخرج إلى بعض الصحاري واستدعاهم ، وطيب نفوسهم وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه أنه مفرج عنهم بعد أربعين سنة ، فقالوا بأجمعهم : الحمد لله ، فأوحى الله عز وجل إليه قل لهم : قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد لله ، فقالوا : كل نعمة فمن الله ، فأوحى الله إليه قل لهم قد جعلتها عشرين سنة ، فقالوا : لا يأتي بالخير إلا الله ، فأوحى الله إليه : قل لهم : قد جعلتها عشراً ، فقالوا : لا يصرف السوء إلا الله ، فأوحى الله إليه قل لهم : لا تبرحوا ، فقد أذنت لكم في فرجكم ، فبينا هم كذلك إذ طلع موسى عليه السلام راكباً حماراً ، فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه ، وجاء موسى حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه : ما اسمك ؟ فقال : موسى ، قال :
ابن من ؟ قال : ابن عمران ، قال : ابن من ؟ قال : ابن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، قال : بماذا جئت ؟ قال : جئت بالرسالة من عند الله عز وجل ، فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم ، فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ، ثم فارقهم فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة » .
والشِرَة : بكسر الشين مؤنث الشر بمعنى هجمة شريرة . وطُلب الفقيه فاستتر : أي طلبته السلطة . والشيعة : الأنصار ، قال تعالى : وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمَ ، أي من شيعة نوح .
أقول : يحتج بعضهم بهذا الحديث على أن وقت الظهور يمكن أن يعجله دعاء المؤمنين أو استقامتهم ومستوى إيمانهم . لكن يجاب عنه بأن تقديم ظهور موسى عليه السلام كان ظاهرياً بالنسبة إلى المنتظرين ، أما في الواقع فهو في علم الله تعالى كما قال : وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَاخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ .
ولو سلمنا أنه تقديمٌ لظهور موسى عليه السلام لسبب من الناس ، فلا يلزم أن ينطبق على الإمام المهدي عليه السلام ، والأمر المؤكد أن الدعاء بتعجيل فرجه عليه السلام يعود نفعه لنا ، كما نص الإمام عليه السلام في توقيع إسحاق بن يعقوب ، الصحيح ، قال : « وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم » . « غيبة الطوسي / 293 » .
يشبه في غيبته نبي الله عزير عليه السلام
غيبة الطوسي / 260 : « عن مؤذن مسجد الأحمر قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : هل في كتاب الله مثل للقائم عليه السلام ؟ فقال : نعم آية صاحب الحمار أماته الله مأة عام ثم بعثه » . وروى شبيهاً به عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار ، أماته الله مائة عام ثم بعثه » .
أهل بيتي كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم
النعماني / 16 و 155 : « عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ، حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين ، وأشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ، ثم لبثتم في ذلك سبتاً من دهركم ، واستوت بنو عبد المطلب ولم يُدْرَ أيٌّ من أي ، فعند ذلك يبدو نجمكم فاحمدوا الله واقبلوه » .
والسبت : المدة قليلة أو كثيرة ، سميت سبتاً أي سكوناً بين حدثين ، أو سكوناً قبل حدث .
وفي جامع المسانيد والسنن : 5 / 440 : « ومن حديث موسى بن عبيدة الربذي ، عن إياس عن أبيه مرفوعاً : النجوم أمان للسماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي » .
وفي مسند شمس الأخبار : 1 / 133 : « عن أبي شعبة عن النبي صلى الله عليه وآله : أنه قال : مثل أهل بيتي في أمتي مثل النجوم ، كلما أفل نجم طلع نجم » .
وفي البرهان / 40 : « عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها . . . مَثَلُك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق . ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة » .
وفي تيسير المطالب / 129 : « حدثني نصر بن حماد قال : سمعت شعبة يقول حين ظهر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي في أمتي مثل النجوم كلما أفل نجم طلع نجم » . انتهى .
أقول : حكم علماء الحديث بأن حديث : « أصحابي كالنجوم » موضوعٌ مكذوب . وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله قاله في أهل البيت عليهم السلام ، فجعلوه للصحابة فلم يضبط معهم ، لأنهم متباغضون متقاتلون ، فكيف يكون اتباع أي منهم اهتداءً ؟ ولو صح الحديث فالذي يتبع سعد بن عبادة مهتدٍ ، وقد حكم بكفر أصحاب السقيفة ؟
المهدي وغيبته : عهد معهود من الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله
في كمال الدين : 1 / : 51 : « عن علي عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني ، حتى يقول أكثر الناس : ما لله في آل محمد حاجة ! ويشك آخرون في ولادته . فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني ، فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل ، وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون » .
وفي كمال الدين : 1 / 253 : « عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ ، قلت :
يا رسول الله عرفنا الله ورسوله ، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال عليه السلام : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي ، أولهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن والحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام . ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي . ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ، ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها . ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان .
قال جابر : فقلت له يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال عليه السلام إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب . يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه ، فاكتمه إلا عن أهله » .
كمال الدين : 1 / 207 : « عن سليمان بن مهران الأعمش ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال : نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين . ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء . ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها . وبنا ينزل الغيث ، وتنشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض . ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها .
ثم قال : ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور . ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ولولا ذلك لم يعبد الله . قال سليمان : فقلت للصادق عليه السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟ قال : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب » .
غيبة الإمام عليه السلام بسبب ظلم أهل الأرض وجورهم
النعماني / 141 : « عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : خبر تدريه خير من عشر ترويه . إن لكل حق حقيقة ولكل صواب نوراً . ثم قال : إنا والله لا نَعُدُّ الرجل من شيعتنا فقيهاً حتى يُلحَن له فيَعرف اللحن ! إن أمير المؤمنين عليه السلام قال : على منبر الكوفة : إن من ورائكم فتناً مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النُّوَمة ، قيل يا أمير المؤمنين وما النومة ؟ قال : الذي يعرف الناس ولا يعرفونه .
واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل ، ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة الله لساخت بأهلها . ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه ، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون . ثم تلا : يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ » .
من العلل الأساسية لطول غيبة الإمام عليه السلام
تفسير القمي : 2 / 316 : « قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام : ألم يكن علي عليه السلام قوياً في بدنه قوياً في أمر الله ؟ قال له أبو عبد الله عليه السلام : بلى . قال له : فما منعه أن يدفع أو يمتنع ؟ قال : قد سألت فافهم الجواب : منع علياً عليه السلام من ذلك آية من كتاب الله فقال : وأي آية ؟ فقرأ : لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . إنه كان لله ودايع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع ، فلما خرج ظهرعلى من ظهر وقتله . وكذلك قائمنا أهل البيت لا يظهر أبداً حتى تخرج ودايع الله . فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله » .
التاسع من صُلب الحسين يغيب عنهم !
كفاية الأثر / 120 : « عن عمار بن ياسر قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته ، وقَتَلَ عليٌّ عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم ، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ، وقتل شيبة بن نافع ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له : يا رسول الله صلى الله عليك ، إن علياً قد جاهد في الله حق جهاده . فقال ، في حديث طويل في فضل علي عليه السلام ، جاء فيه : يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد إليَّ أنه يخرج من صلب الحسين تسعة ، والتاسع من ولده يغيب عنهم ، وذلك قوله عز وجل : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ . يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون ! فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وهو سميي وأشبه الناس بي . يا عمار سيكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع علياً وحزبه » .
كمال الدين : 1 / 287 : « عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن علي بن أبي طالب إمام أمتي ، وخليفتي عليها من بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر ، الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً . والذي بعثني بالحق بشيراً إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر . فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال : إي وربي ، وليمحصن الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين . يا جابر إن هذا أمرٌ من أمر الله وسرٌّ من سر الله ، مطويٌّ عن عباد الله ، فإياك والشك فيه ، فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر » .
أمير المؤمنين يحدث الأمة عليه السلام عن النجم الغائب
تقدم في الفتن المتصلة بظهور الإمام عليه السلام : « عن الأصبغ بن نباتة ، قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكراً ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكراً تنكت في الأرض أرغبة منك فيها ؟ فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط ، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تكون له غيبة وحيرة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون . فقلت : يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال : سبتٌ من الدهر . فقلت : وإن هذا لكائن ؟ فقال : نعم كما أنك مخلوق ، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة . فقلت : ثم ما يكون بعد ذلك ؟ فقال : ثم يفعل الله ما يشاء ، فإن له بداءات وإرادات وغايات ، ونهايات » . « الكافي : 1 / 338 » .
وفي النعماني / 140 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين عليه السلام فركب هو وابناه الحسن والحسين فمرَّ بثقيف ، فقالوا : قد جاء علي يردُّ الماء . فقال علي عليه السلام : أما والله ، لأقتلن أنا وابناي هذان ، وليبعثن الله رجلاً من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا ، وليغيبن عنهم تمييزاً لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد من حاجة » .
وفي نهج البلاغة / 145 ، خطبة 100 : « : الحمد لله الناشر في الخلق فضله ، والباسط بالجود يده ، نحمده في جميع أموره ونستعينه على رعاية حقوقه ، ونشهد أن لا إله غيره ، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله ، أرسله بأمره صادعاً ، وبذكره ناطقاً ، فأدى أميناً ، ومضى رشيداً ، وخلف فينا راية الحق ، من تقدمها مرق ومن تخلف عنها زهق ومن لزمها لحق . دليلها مكيث الكلام بطئ القيام سريع إذا قام . فإذا أنتم ألنتم له رقابكم ، وأشرتم إليه بأصابعكم جاءه الموت فذهب به ، فلبثتم بعده ما شاء الله حتى يطلع الله لكم من يجمعكم ويضم نشركم ، فلا تطمعوا في غير مقبل ، ولا تيأسوا من مدبر ، فإن المدبر عسى أن تزل به إحدى قائمتيه وتثبت الأخرى ، فترجعا حتى تثبتا جميعاً . ألا إن مثل آل محمد صلى الله عليه وآله كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون » .
وقال ابن ميثم البحراني في شرحه : 3 / 6 خطبة 97 : وهذا الفضل يشتمل على إعلامهم بما يكون بعده من أمر الأئمة عليهم السلام ، وتعليمهم ما ينبغي أن يفعل الناس معهم ، ويمنيهم بظهور إمام من آل محمد عقيب آخر ، ووعدهم بتكامل صنايع الله فيهم بما يأملونه من ظهور إمام منتظر . . إشارة إلى منة الله عليهم بظهور الإمام المنتظر وإصلاح أحوالهم بوجوده ، ووجدت له عليه السلام في أثناء بعض خطبه في اقتصاص ما يكون بعده ، فصلاً يجري مجرى الشرح لهذا الوعد ، وهو أن قال : يا قوم إعلموا علماً يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم ليس بدون ما استقبل الرسول من أمر جاهليتكم ، وذلك أن الأمة كلها يومئذ جاهلية إلا من رحم الله ، فلا تعجلوا فيعجل الخرق بكم ، واعلموا أن الرفق يُمن ، وفي الأناة بقاء وراحة ، والإمام أعلم بما ينكر . ولعمري لينزعن عنكم قضاة السوء ، وليقبض عنكم المرائين ، وليعزلن عنكم أمراء الجور ، وليطهرن الأرض من كل غاش ، وليعملن فيكم بالعدل ، وليقومن فيكم بالقسطاس المستقيم ، وليتمنين أحياؤكم لأمواتكم رجعة الكرة عما قليل فيعيشوا إذن ، فإن ذلك كائن » .
وفي شرح النهج : 7 / 94 : « ثم يطلع الله لهم من يجمعهم ويضمهم ، يعني من أهل البيت عليه السلام ، وهذا إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت ، وعند أصحابنا أنه غير موجود الآن وسيوجد ، وعند الإمامية أنه موجود الآن » .
الإحتجاج : 1 / 251 : « جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال له : لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم : فقال له عليه السلام في حديث طويل جاء فيه : أما إنه سيأتي على الناس زمان يكون الحق فيه مستوراً ، والباطل ظاهراً مشهوراً ، وذلك إذا كان أولى الناس بهم أعداهم له ، واقترب الوعد الحق ، وعظم الإلحاد وظهر الفساد ، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ، ونحلهم الكفار أسماء الأشرار ، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب الناس إليه . ثم يتيح الفرج لأوليائه ويظهر صاحب الأمر على أعدائه » .
وفي النعماني / 156 : « عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك ؟ لا ، بل في أي واد سلك » .
الإمام الحسن عليه السلام : يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته
كمال الدين : 1 / 315 : « عن أبي سعيد عقيصا ، قال : لما صالح الحسن بن علي عليه السلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال عليه السلام : ويحكم ما تدرون ما عملت ! والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت . ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله عليَّ ؟ قالوا : بلى . قال : أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام ، كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفيَ عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً ؟
أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، إلا القائم الذي يصلى روح الله عيسى بن مريم خلفه ؟ فإن الله عز وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج . ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته ، في صورة شاب دون أربعين سنة ، وذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير » .
الإمام الحسين عليه السلام : صاحب الغيبة الذي يقسم ميراثه وهو حيّ !
تقدم في البشارة بعد الفتنة المتصلة بظهوره ، أحاديث ، منها في كمال الدين : 1 / 317 : « عن الحسين بن علي عليه السلام قال : قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي ، وهو صاحب الغيبة ، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي » !
الإمام زين العابدين عليه السلام : وإنَّ للقائم منا غيبتين
كمال الدين : 1 / 323 : « عن علي بن الحسين عليه السلام قال : فينا نزلت هذه الآية : وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ . وفينا نزلت هذه الآية : وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ، والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب إلى يوم القيامة . وإن للقائم منا غيبتين : إحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ستة سنين . وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ، ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضينا ، وسلم لنا أهل البيت » .
الإمام الباقر عليه السلام : كيف أنتم إذا غيب الله عنكم نجمكم ؟
الكافي : 1 / 338 : « عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ، حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بأعناقكم ، غيَّب الله عنكم نجمكم ، فاستوت بنو عبد المطلب ، فلم يعرف أيٌّ من أيٍّ ، فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم » .
ومثله كمال الدين : 1 / 329 ، وفيه : « قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام أخبرني عنكم ؟ قال : أظهر الله عز وجل لكم صاحبكم فاحمدوا الله عز وجل ، وهو يُخيَّرُ الصعب والذلول فقلت : جعلت فداك فأيهما يختار ؟ قال يختار الصعب على الذلول » .
كمال الدين : 1 / 330 : « عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم ، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول : عبادي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي ، فأبشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي وإمائي ، حقاً منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم أغفر ، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء . ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي . قال جابر فقلت : يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : حفظ اللسان ولزوم البيت » .
وفي النعماني / 154 : « عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام : يا أبا الجارود ، إذا دار الفلك وقالوا مات أو هلك ، وبأي واد سلك ، وقال الطالب له أنى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه ، وإذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً على الثلج » .
وفي النعماني / 176 : « عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن للقائم غيبة ، ويجحده أهله ! قلت : ولم ذاك ؟ قال : يخاف ، وأومأ بيده إلى بطنه » .
وفي النعماني / 177 : « إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، وهو المطلوب تراثه » .
وفي كفاية الأثر / 248 : « عن الكميت بن أبي المستهل قال : دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر فقلت يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتاً ، أفتأذن لي في إنشادها ؟ فقال : إ نها أيام البيض قلت : فهو فيكم خاصة قال : هات فأنشأت أقول :
أضحكني الدهر وأبكاني والدهر ذو صرف وألوانِ
لتسعة بالطف قد غودروا صاروا جميعاً رَهْنَ أكفان
فبكى وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء فلما بلغت إلى قولي :
وستةٌ لا يُتَجَارى بهم بنو عقيل خيرُ فرسان
ثم عليُّ الخير مولاكم ذكرهم هيَّجَ أحزاني
فبكى عليه السلام ثم قال : ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء ولو قدر مثل جناح بعوضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ، وجعل ذلك حجاباً بينه وبين النار ، فلما بلغت قولي :
من كان مسروراً بما مسَّكم أو شامتاً يوماً من الآن
فقد ذللتم بعد عزَّ فما أدفع ضيماً حين يغشاني
أخذ بيدي وقال : اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلما بلغت إلى قولي :
متى يقوم الحق فيكم متى يقوم مهديُّكمُ الثاني
قال : سريعاً إن شاء الله سريعاً ، ثم قال : يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأن الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله اثنا عشر وهو القائم . قلت : يا سيدي فمن هؤلاء الإثنا عشر ؟ قال : أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده الحسن والحسين ، وبعد الحسين علي بن الحسين ، وأنا ، ثم بعدي هذا ووضع يده على كتف جعفر . قلت : فمن بعد هذا ؟ قال : ابنه موسى ، وبعد موسى ابنه علي ، وبعد علي ابنه محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ويشفي صدور شيعتنا . قلت : فمتى يخرج يا ابن رسول الله ؟ قال : لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال : إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة » .
الإمام الصادق عليه السلام : ما ينكرون أن يمد الله في عمر المهدي !
في إثبات الوصية / 225 : « قال عليه السلام في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام : اللهم لابد لأرضك من حجة على خلقك ، يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك ، لئلا تبطل حجتك ، ولا يضل أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم ، ظاهراً وليس بالمطاع ، أو مكتماً مترقباً إن غاب عن الناس شخصه في حال هدنة لم يغب عنهم مثبوت علمه ، فآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة فهم به عاملون » .
وفي النعماني / 172 : « عن حازم بن حبيب قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : أصلحك الله إن أبوي هلكا ولم يحجا وإن الله قد رزق وأحسن ، فما تقول في الحج عنهما ؟ فقال : إفعل فإنه يُبْرَدُ « يرسل » لهما ، ثم قال لي : يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يظهر في الثانية ، فمن جاءك يقول إنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه » .
وفي النعماني / 245 : « عن خلاد بن الصفار قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام هل ولد القائم ؟ فقال : لا ، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي » .
وفي غيبة الطوسي / 259 : « أنهم ذكروا للإمام الصادق عليه السلام استغراب المخالفين غيبة المهدي وطول عمره عليه السلام فقال : ما ينكرون أن يمد الله لصاحب هذا الأمر في العمر ، كما مد لنوح عليه السلام في العمر » !
وفي دلائل الإمامة / 290 : « عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : للقائم غيبتان إحداهما أطول من الأخرى » .
وفي النعماني / 171 : « عن إبراهيم بن عمر اليماني قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام : إن لصاحب هذا الأمر غيبتين . وسمعته يقول : لا يقوم القائم ولأحد في عنقه بيعة » .
وفي النعماني / 173 : « عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام : إن للقائم غيبتين ، يقال له في إحداهما هلك ، ولا يدرى في أي واد سلك » .
الكافي : 1 / 340 : « عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لصاحب هذا الأمر غيبتان ، إحداهما يرجع منها إلى أهله ، والأخرى يقال : هلك في أي واد سلك ! قلت : كيف نصنع إذا كان كذلك ؟ قال : إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله » .
الكافي : 1 / 340 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه » .
الكافي : 1 / 338 : « عن مفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ، وعنده في البيت أناس فظننت أنه إنما أراد بذلك غيري ، فقال : أما والله ليغيبن عنكم صاحب هذا الأمر ، وليخملن هذا حتى يقال : مات ، هلك ، في أي واد سلك ؟ ولتكفؤن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر ، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه . ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيٌّ من أي ، قال : فبكيت فقال : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فقلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيٌّ من أي ؟ قال : وفي مجلسه كوة تدخل فيها الشمس فقال : أبَيِّنَةٌ هذه ؟ فقلت : نعم ، قال : أمرنا أبين من هذه الشمس » .
ونحوه النعماني / 151 ، وفيه : فنظر إلى شمس قد دخلت في الصفة فقال : ترى هذه الشمس يا مفضل ؟ قلت : نعم يا مولاي ، قال : والله لأمرنا أنور وأبين منها » .
الكافي : 1 / 335 : « عن يمان التمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوساً فقال لنا : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ، ثم قال هكذا بيده ، فأيكم يمسك شوك القتاد بيده ؟ ثم أطرق ملياً ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه » .
كمال الدين : 2 / 333 : « عن صفوان بن مهران ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً صلى الله عليه وآله نبوته ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، فمن المهدي من ولدك ؟ قال : الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته » .
الكافي : 1 / 338 : « عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها » .
كمال الدين : 2 / 341 : « عن صفوان بن مهران الجمال ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام :
أما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم ما لله في آل محمد حاجة ! ثم يقبل كالشهاب الثاقب ، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً » .
النعماني / 154 و 155 : « عن حماد الجلاب قال : ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : أما إنه لو قد قام لقال الناس : أنى يكون هذا ؟ وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا » .
دلائل الإمامة / 251 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين فشكى إليه طول دولة الجور ! فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : والله ما تأملون حتى يهلك المبطلون ويضمحل الجاهلون ويأمن المتقون ، وقليل ما يكون حتى يكون لأحدكم موضع قدمه ، وحتى يكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها ، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر الله والفتح ، وهو قوله عز وجل في كتابه : حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا » .
النعماني / 158 : « عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إذا فقد الناس الإمام مكثوا سبتاً لا يدرون أياً من أي ، ثم يظهر الله عز وجل لهم صاحبهم » .
كمال الدين : 2 / 350 : « عن زرارة : قال أبو عبد الله عليه السلام : يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم ، فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان ؟ قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم » .
الكافي : 1 / 337 - 339 « عن عبيد بن زرارة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يفقد الناس إمامهم ، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه » . لقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم ، يرى الناس ولا يرونه » .
كمال الدين : 2 / 440 : « عن محمد بن عثمان العمري قال : سمعته عليه السلام يقول : والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة ، فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه » .
دلائل الإمامة / 261 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : العام الذي لا يشهد صاحب هذا الأمر الموسم ، لا يقبل من الناس » .
الكافي : 1 / 333 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أقرب ما يكون العباد من الله جل ذكره وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل ولم يظهر لهم ، ولم يعلموا مكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل ذكره ولا ميثاقه ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحاً ومساءً ، فإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته ولم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس » .
النعماني / 159 : « عن عبد الله بن سنان قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله عليه السلام فقال : كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى ولا علماً يرى ؟ فلا ينجو من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق ، فقال أبي : هذا والله البلاء ، فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ ؟ قال : إذا كان ذلك ولن تدركه فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر » .
وفي إثبات الوصية / 226 : « عن الحرث بن مغيرة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : القائم إمام ابن إمام ، يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه ، قلت : أصلحك الله إذا فقد الناس الإمام عمن يأخذون ؟ قال : إذا كان ذلك فأحب من كنت تحب وانتظر الفرج فما أسرع ما يأتيك » .
هذا ، وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام تحريم تسمية المهدي عليه السلام . ففي الكافي : 1 / 333 : « عن ابن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر » .
وقد حمل أغلب فقهائنا الروايات التي تنهى عن تسميته على ظرف غيبته الأولى بعد ولادته ، حيث كانت السلطة تتعقبه .
الإمام الكاظم عليه السلام : النعمة الباطنة : الإمام الغائب
كمال الدين : 2 / 360 : « عن العباس بن عامر القصباني قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول : صاحب هذا الأمر من يقول الناس لم يولد بعد » .
وفي كمال الدين : 2 / 368 : « في تفسير قوله تعالى : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ؟ قال عليه السلام : النعمة الظاهرة الإمام الظاهر ، والباطنة الإمام الغائب ، فقلت له : ويكون في الأئمة من يغيب ؟ قال : نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منا . . » .
الإمام الرضا عليه السلام : المهدي خفي الولادة غير خفي في نسبه
الكافي : 1 / 341 : « عن أيوب بن نوح قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يسوقه الله إليك بغير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك ، فقال : ما منا أحد اختلف إليه الكتب ، وأشير إليه بالأصابع ، وسئل عن المسائل ، وحملت إليه الأموال ، إلا اغتيل أو مات على فراشه ، حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منا خفي الولادة والمنشأ ، غير خفي في نسبه » .
كمال الدين : 2 / 372 : « عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى عليه السلام قصيدتي التي أولها :
مدارسُ آياتٍ خَلَتْ من تلاوةٍ ومنزلُ وَحْيٍ مُقْفِرِ العَرَصَاتِ
فلما انتهيت إلى قولي :
خروجُ إمامٍ لا محالةَ خارجٍ يقوم على اسمِ الله والبركاتِ
يميزُ فينا كل حقٍّ وباطلٍ ويجزي على النعماء والنقماتِ
بكى الرضا عليه السلام بكاء شديداً ، ثم رفع رأسه إلي فقال لي : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم ؟ وأما متى فإخبارعن الوقت ، فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال عليه السلام : مَثَلُه مَثَلُ الساعة التي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً » .
كمال الدين : 2 / 480 : « عن فضال ، عن الإمام الرضا عليه السلام قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولم ذاك يا ابن رسول الله ؟ قال : لأن إمامهم يغيب عنهم ، فقلت : ولم ؟ قال : لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف » .
النعماني / 180 : « عن محمد بن أبي يعقوب البلخي : قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : إنكم ستبتلون بما هو أشد وأكبر ، تبتلون بالجنين في بطن أمه والرضيع . حتى يقال : غاب ومات ، ويقولون : لا إمام . وقد غاب رسول الله صلى الله عليه وآله وغاب وغاب ، وها أنا ذا أموت حتف أنفي » .
الهداية الكبرى / 364 : « عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : القائم المهدي بن الحسن لا يرى جسمه ولا يسميه باسمه أحد بعد غيبته ، حتى يراه ويعلن باسمه ويسمعه كل الخلق . فقلنا له : يا سيدنا وإن قلنا صاحب الغيبة ، وصاحب الزمان والمهدي ، قال هو كله جايز مطلق ، وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه ليخفى اسمه عن أعدائنا ، فلا يعرفوه » .
الكافي : 1 / 333 : « عن الريان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول وسئل عن القائم فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه » .
الإمام الجواد عليه السلام : الثالث من ولدي المهدي المنتظر في غيبته
كمال الدين : 2 / 377 : « عن عبد العظيم الحسني قال : دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره ، فابتدأني فقال لي : يا أبا قاسم ، إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، هو الثالث من ولدي ، والذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وإن الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً ، فرجع وهو رسول نبي . ثم قال عليه السلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج » .
وتقدم من كمال الدين : 2 / 378 ، عن الصقر بن أبي دلف عنه عليه السلام من حديث قال : « فقلت له : ولم سمي المنتظر ؟ قال : لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلِّمون » .
النعماني / 186 : « عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام أنه سمعه يقول : إذا مات ابني عليٌّ بدا سراج بعده ثم خفي ، فويل للمرتاب وطوبى للغريب الفارِّ بدينه ، ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي ، وتسير الصم الصلاب » .
وفي النعماني / 185 : « عن أمية بن علي القيسي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام : من الخلف بعدك ؟ فقال : ابني علي وابنا علي ، ثم أطرق ملياً ثم رفع رأسه ثم قال : إنها ستكون حيرة ، قلت : فإذا كان ذلك فإلى أين ؟ فسكت ثم قال : لا أين ! حتى قالها ثلاثاً فأعدت عليه ، فقال : إلى المدينة ، فقلت : أي المدن ؟ فقال : مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها » ؟
وفي إثبات الوصية / 193 : « عن محمد بن عثمان الكوفي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال له : إن حدث بك ، وأعوذ بالله ، حادث فإلى من ؟ فقال : إلى ابني هذا يعني أبا الحسن . ثم قال : أما إنها ستكون فترة ، قلت : فإلى أين ؟ فقال : إلى المدينة قلت : أي مدينة ؟ قال : هذه المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، وهل مدينة غيرها » .
الإمام الهادي عليه السلام : وأنى لكم بالخلف بعد الخلف ؟ !
كمال الدين : 2 / 382 : « عن علي بن عبد الغفار قال : لما مات أبو جعفر الثاني عليه السلام كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام يسألونه عن الأمر ، فكتب عليه السلام : الأمر لي ما دمت حياً ، فإذا نزلت بي مقادير الله عز وجل آتاكم الله الخلف مني ، وأنى لكم بالخلف بعد الخلف » .
الإمامة والتبصرة / 93 : « عن علي بن مهزيار قال : كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام أسأله عن الفرج ؟ فكتب : إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين ، فتوقعوا الفرج » .
الكافي : 1 / 341 : « عن أيوب بن نوح ، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام قال : إذا رفع علمكم من بين أظهركم ، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم » .
الكافي : 1 / 328 و 332 : « عن داود بن القاسم قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ فقلت : ولمَ جعلني الله فداك ؟ فقال : إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ، فقلت فكيف نذكره ؟ فقال قولوا : الحجة من آل محمد عليهم السلام » .
الإمام العسكري عليه السلام : له غيبة يحار فيها الجاهلون !
كمال الدين : 2 / 409 : « حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثني أبو علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن علي وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟ فقال : إن هذا حق كما أن النهار حق . فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة » .
رواية عن الحاخام وهب بن منبه في غيبة المهدي عليه السلام !
من الغرائب أن بعض الروايات في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام رووها عن كعب الأحبار ووهب بن منبه كهذه الرواية ، مع أنهما كانا مع السلطة ضد أهل البيت عليهم السلام . وتفسير ذلك أنهم كانوا ينقلون من كتب اليهود كالتوراة والتلمود وغيرهما ، وقد قرؤوا في التوراة بشارة الله تعالى لإبراهيم باثني عشر إماماً من ذرية إسماعيل عليه السلام .
قال ابن كثير : 6 / 280 : « وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : أن الله تعالى بشر إبراهيم بإسماعيل وأنه ينميه ويكثره ويجعل من ذريته اثني عشر عظيماً » . انتهى .
وهو في التوراة الفعلية - العهد القديم والجديد : 1 / 25 ، طبعة مجمع الكنائس الشرقية - سفر التكوين - الإصحاح السابع عشر ، قال : « 18 - وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك . 19 - فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحق ، وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده . 20 - وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ، ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً ، اثني عشر رئيساً يلد ، وأجعله أمة كبيرة . 21 - ولكن عهدي أقيمه مع إسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت ، في السنة الآتية » . وقد ترجمها كعب الأحبار اثني عشر قيِّماَ ، والصحيح اثني عشر إماماً . لذلك ليس غريباً أن يروي كعب وابن وهب أحياناً بعض الحق ، كهذا الحديث :
في مقتضب الأثر / 41 ، عن وهب بن منبه قال : « إن موسى نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرة في الطور وكل حجر ونبات تنطق بذكر محمد صلى الله عليه وآله واثني عشر وصياً له من بعده ، فقال موسى : إلهي لا أرى شيئاً خلقته إلا وهو ناطق بذكر محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه الاثني عشر ، فما منزلة هؤلاء عندك ؟ قال : يا ابن عمران إني خلقتهم قبل خلق الأنوار ، وجعلتهم في خزانة قدسي يرتعون في رياض مشيتي ، ويتنسمون روح جبروتي ، ويشاهدون أقطار ملكوتي ، حتى إذا شئت مشيِّتي أنفذت قضائي وقدري . يا ابن عمران إني سبقت بهم السباق حتى أزخرف بهم جناني . يا ابن عمران : تمسك بذكرهم فإنهم خزنة علمي وعيبة حكمتي ومعدن نوري .
قال حسين بن علوان فذكرت ذلك لجعفر بن محمد عليه السلام فقال : حق ذلك هم إثنا عشر من آل محمد صلى الله عليه وآله : علي ، والحسن ، والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ، ومن شاء الله . قلت : جعلت فداك ، إنما أسألك لتفتيني بالحق ، قال : أنا ، وابني هذا ، وأشار إلى ابنه موسى عليه السلام ، والخامس من ولده يغيب شخصه ولا يحل ذكره باسمه » .