النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
فلسطين ومعركة القدس في عصر ظهور الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص539-550
2025-06-20
22
أوصاف آخر فتنة قبل ظهور المهدي عليه السلام
تقدم في فصل الفتن الموعودة أن ظهورالإمام عليه السلام يكون على أثر فتنة ، ففي الطبراني الأوسط : 5 / 338 ، عن طلحة : قال النبي صلى الله عليه وآله : « ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب ، حتى ينادي مناد من السماء إن أميركم فلان » .
وروى الحاكم : 4 / 553 ، وصححه : « عن علي : ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن ، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم فإن فيهم الأبدال . وسيرسل الله إليهم سيباً من السماء فيفرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم ، ثم يبعث الله عند ذلك رجلاً من عترة الرسول صلى الله عليه وآله في اثني عشر ألفاً ، يقاتلهم أهل سبع رايات ، ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك فيقتتلون ويهزمون ، ثم يظهر الهاشمي فيرد الله إلى الناس ألفتهم ونعمتهم ، فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال » . وأوسط الطبراني : 1 / 203 ، وتهذيب ابن عساكر : 1 / 72 ، ومجمع الزوائد : 7 / 317 .
وفي فتن ابن حماد : 1 / 57 ، عن أبي سعيد : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ستكون بعدي فتن : منها فتنة الأحلاس ، يكون فيها حرب وهرب . ثم بعدها فتن أشد منها . ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت ، حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ، ولا مسلم إلا صكته ، حتى يخرج رجل من عترتي » .
وفي مصنف عبد الرزاق : 11 / 361 : « تكون فتنة بالشام ، كأن أولها لعب الصبيان ، تطفو من جانب وتسكن من جانب ، فلا تتناهى حتى ينادي مناد : إن الأمير فلان » .
وفي فتن ابن حماد : 1 / 56 و 238 : « عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تأتيكم بعدي أربع فتن : الأولى يستحل فيها الدماء ، والثانية يستحل فيها الدماء والأموال ، والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج ، والرابعة صماء عمياء مطبقة ، تمور مور الموج في البحر ، حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ ! تطيف بالشام وتغشى العراق وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها ، وتعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ، ثم لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها مه مه ! ثم لايرتقونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى . . . يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ، ولا ينجو منها إلا من دعا كدعاء الغرق في البحر ، تدوم اثني عشر عاماً ، تنجلي حين تنجلي وقد انحسرت الفرات عن جبل من ذهب ، فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل تسعة سبعة » .
وفي ابن حماد : 1 / 238 : « إذا ثارت فتنة فلسطين تردَّدُ في الشام تردُّدَ الماء في القربة ، ثم تنجلي حين تنجلي وأنتم قليل نادمون » .
أقول : إن صحت هذه الأحديث فقد تكون الفتن التي وصفتها قد تحققت . لكن الأمر المهم فيها أنها تدل على استمرار هذه الفتن إلى ظهور المهدي عليه السلام .
السفياني يملك فلسطين والكور الخمس
في النعماني / 304 : « عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعُدُّوا له تسعة أشهر . وزعم هشام أن الكور الخمس : دمشق ، وفلسطين ، والأردن ، وحمص ، وحلب » .
لكن رواية كمال الدين « 2 / 651 » عن الإمام الصادق عليه السلام فسرت الكور الخمس . قال عبد الله بن أبي منصورالبجلي : « سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال : وما تصنع باسمه ؟ إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج ، قلت : يملك تسعة أشهر ؟ قال : لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً » .
وهذا يدل على أن السفياني يشمل حكمه سوريا والأردن وفلسطين ، أو قسماً منها . أما الأردن فيمكن أن يحكمه بواسطة ثورة أنصاره النواصب ، وأما فلسطين فلا بد أن يعطيه حكمها اليهود بشكل من الأشكال ليقوم بإسكات أهلها .
حديث رايات خراسان المتجهة إلى القدس
ونصه : « تخرج من خراسان رايات سود ، فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء » .
وقد رواه علماء السنة كالترمذي : 3 / 362 ، وأحمد في مسنده ، وابن كثير في نهايته ، والبيهقي في دلائله ، وغيرهم . وصححه ابن الصديق المغربي في رسالته في الرد على ابن خلدون ، وقال ابن حماد : 1 / 312 : « يخرج على لواء المهدي غلام حدث السن خفيف اللحية أصفر ، لو قاتل الجبال لهزها حتى ينزل إيليا » .
وفي المعجم الأوسط : 4 / 323 : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء » .
وروت مصادرنا شبيهاً بها كما في الفتن لابن طاووس / 43 و 58 و 121 ، ويحتمل أن يكون جزءً من الحديث المتقدم ، لأنه يتحدث عن جيش يتجه من إيران إلى إيلياء أي القدس .
قال في مجمع البحرين : « إيل بالكسر فالسكون اسم من أسمائه تعالى عبراني أو سرياني . وإيل هو البيت المقدس وقيل بيت الله لأن إيل بالعبرانية الله . وفي شرح القاموس : إيلياء بالكسر يمد ويقصر ، ويشدد فيهما : اسم مدينة القدس » . واحتمل بعضهم أن تكون هذه الحملة قبل ظهور المهدي عليه السلام ، لكن لا يصح ، لأن قائدها صالح بن شعيب قائد جيش المهدي عليه السلام في حملته لتحرير الشام وفلسطين . على أن روايتها تشبه روايات حركة أبي مسلم الخراساني ، فلا يعتمد عليها .
نزول الروم في العراق وفلسطين
ذكرت رواية في غيبة الطوسي / 378 ، عن عمار بن ياسر أن الترك تنزل العراق وتنزل الروم الرملة ، قال : « وتنزل الترك الحيرة وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبد الله عبد الله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر ويكون قتال عظيم » . فهي تتحدث عن معركة قرقيسيا ، أي في سنة ظهور الإمام عليه السلام ، لكن لا يمكن الاعتماد على تفاصيلها لأنها غير تامة السند .
معركة دمشق والقدس
وهي أكبر معارك الإمام عليه السلام في المرحلة الأولى من ظهوره ، بعد معاركه الصغيرة في الحجاز والعراق . والطرف المقابل له السفياني حاكم سوريا ، ويكون ثقل المعركة في دمشق ، ومحورها دمشق طبرية القدس ، فينتصر الإمام عليه السلام على السفياني ويدخل القدس فاتحاً منتصراً . وكأن السفياني يكون خط دفاع اليهود ، ويكون انتصار الإمام عليه انتصاراً عليهم .
وقد ورد أن الخراب والتهديم في دمشق يكون كبيراً ، وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : « لأبنين بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه . فقال الراوي وهو عباية الأسدي : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت ؟ فقال : هيهات يا عباية ذهبت غير مذهب . يفعله رجل مني ، أي المهدي عليه السلام » . « معاني الأخبار : 406 » .
أما المعركة التالية للإمام عليه السلام فتكون مع الروم وهي الملحمة العظمى ، وتكون بعد الأولى بسبع سنين ، حيث يعقد الإمام عليه السلام صلحاً مع الروم بعد معركة القدس مدته عشر سنين فينقضونه بعد سبع سنين ، ويحشدون جيوشهم في المنطقة فتكون معركة الملحمة العظمى ، ومحورها أوسع ، وتكون أشبه بحرب عالمية .
ففي سنن الداني / 100 : « عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يخرج رجل من أمتي يعمل بسنتي ، ينزل الله له البركة من السماء ، وتخرج له الأرض بركتها ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً . يعمل سبع سنين على هذه الأمة وينزل بيت المقدس » . والطبراني الأوسط 2 / 15 ، وعقد الدرر / 20 و / 156 ، والمنار المنيف / 151 ، ومجمع الزوائد 7 / 317 .
وقوله يعمل سبع سنين ، لا بد من حملها على مدة الهدنة قبل نقضها من الروم .
وقال الحافظ المغربي / 524 : « رجاله ثقات كما ذكره عن ابن حبان ، ولم نجد فيهم لأحد طعناً ، ولا لسند الحديث علة ، أما ذكر الحسن بن يزيد السعدي وزيادته فيه بين أبي الصديق وأبي سعيد ، فذاك من المزيد في متصل الأسانيد ، وهو مقبول من الثقة ، فإن كان أبو الواصل قد حفظ فهو دليل على أن أبا الصديق سمع الحديث من الحسن بن يزيد ، عن أبي سعيد . . وذلك يستدعي ضرورة أن تكون رجال أوائل أسانيدهم غير رجال الستة ، مع وجود الصحيح والحسن فيها بكثرة ، فبطلان هذا الإيهام لا يختلف فيه اثنان » .
وفي العطر الوردي / 64 ، عن حذيفة : « إن المهدي يبايع بين الركن والمقام ، ويخرج متوجهاً إلى الشام ، وجبرئيل على مقدمته وميكائيل على ساقته ، يفرح به أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحش والحيتان في البحر » .
روى ابن حماد : 1 / 349 : « عن علي عليه السلام قال : ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس ، وتنقل إليه الخزائن ، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته ، من غير قتال » .
وأورد ابن حماد في : 1 / 347 ، نحو عشرين حديثاً وأثراً تحت عنوان : « خروج المهدي من مكة إلى بيت المقدس » .
وروت مصادرنا عدداً منها ، منها : عن ابن وزير الغافقي أنه سمع علياً عليه السلام يقول : يخرج في اثني عشر ألفاً إن قلوا وخمسة عشر ألفاً إن كثروا ، يسير الرعب بين يديه ، لايلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله ، شعارهم أمت أمت ، لا يبالون في الله لومة لائم ، فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ويملك ، فترجع إلى المسلمين محبتهم ونعمتهم وقاصتهم وبزارتهم ، فلا يكون بعدهم إلا الدجال . قلنا : وما القاصة والبزارة ؟ قال : يقبض الأمر حتى يتكلم الرجل بأشياء لا يخشى شيئاً » .
وفي ملاحم ابن طاووس رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف هذه المعركة قال : « فيغضب الله على السفياني ، ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى ، فترشقهم الطير بأجنحتها ، والجبال بصخورها ، والملائكة بأصواتها ! ولا تكون ساعة حتى يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ، ولا يبقى على الأرض غيره وحده ، فيأخذه المهدي فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية » .
وتذكر بعض الروايات نوعاً آخر من الإمداد الغيبي للمسلمين فيها فتقول : « يُسمع يومئذ صوت من السماء منادياً ينادي : ألا إن أولياء الله فلان ، يعني المهدي ، فتكون الدَّبَرة على أصحاب السفياني ، فيقتلون حتى لا يبقى منهم إلا الشريد » .
وقد يشكل بعضهم على هذه المعركة بأن مصادرغيرنا قد أكثرت من روايتها ، وخلطتها بحركة بني العباس ، لكن ذلك لا يضربالتصديق بها بعد أن أيدتها أحاديث الأئمة عليهم السلام وكانت منسجمة مع الحركة الأساسية للإمام المهدي عليه السلام من مكة إلى العراق ، ثم إلى دمشق والقدس .
يعسكر الإمام عليه السلام في مرج عذراء قرب دمشق
جاء في حديث جابر المطول عن الإمام الباقر عليه السلام : « ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها . ثم يسير حتى يأتي العذراء هو ومن معه وقد التحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة . حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال ، يخرج أناس كانوا مع السفياني مع شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال . قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يدرك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب » . وهذا يدل على التأييد الشعبي للإمام عليه السلام ، حيث يدخل جيشه سوريا بدون مقاومة .
يهزم الله على يديه السفياني ويهزم الروم
روى ابن حماد : 1 / 352 : « عن عبد الله بن مسعود قال : يبايع المهدي سبعة رجال علماء توجهوا إلى مكة من أفق شتى على غير ميعاد ، قد بايع لكل رجل منهم ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً ، فيجتمعون بمكة فيبايعونه ، ويقذف الله محبته في صدور الناس ، فيسير بهم وقد توجه إلى الذين بايعوا خيل السفياني عليهم رجل من جَرَم ، فإذا خرج من مكة خلف أصحابه ومشى في إزار ورداء حتى يأتي الجرمي فيبايع له ، فتُندِّمه كلب على بيعته ، فيأتيه فيستقيله البيعة فيقيله ، ثم يعبئ جيوشه لقتاله فيهزمه ويهزم الله على يديه الروم ، ويذهب الله على يديه الفتن ، وينزل الشام » .
وروى ابن حماد : 1 / 349 ، عن علي عليه السلام قال : « إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخسف بهم بالبيداء ، وبلغ ذلك أهل الشام ، قالوا لخليفتهم : قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك ! فيرسل إليه بالبيعة ، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس ، وتنقل إليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال ، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها . ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت » .
ومضمون هذه الرواية صحيح لأنه منسجم مع المحتوم من انتصار المهدي عليه السلام بالرعب وبالقتال . وفي مقابل ذلك توجد روايات تؤيد مزاعم كعب تقول إن المهدي عليه السلام ينهزم ويتوفى ، مع أن الوعد الإلهي والأحاديث الصحيحة تقول إنه لا ترد له راية ، وإنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، ولا يموت قبل ذلك .
قال في ابن حماد : 1 / 399 : « عن محمد بن الحنفية قال : ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلاً ، يبني بيت المقدس بناءً لم يبن مثله ، يملك أربعين سنة تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته ، ثم يغدرون به ، ثم يجتمعون له بالعمق فيموت فيها غماً ، ثم يلي بعده رجل من بني هاشم ، ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ، ثم يسير إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود عليه السلام ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها ، ويخرج الدجال في زمانه ، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه » . فقد عالج الراوي الكذب بأن جعل المهدي اثنين ، ينهزم الأول وينتصرالثاني !
الضغط الشعبي على السفياني لكي يبايع الإمام المهدي عليه السلام
روت ذلك مصادر السنيين ، ولم تروه مصادرنا إلا منقولاً عن غيرنا ، وهو يدل على ضعف السفياني وانخفاض شعبيته حتى بين أهل الشام . قال ابن حماد / 97 : « عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : يسير بهم في اثني عشر ألفاً إن قلوا أو خمسة عشرألفاً إن كثروا ، شعارهم : أمت أمت ، حتى يلقاه السفياني فيقول : أخرجوا إليَّ ابن عمي حتى أكلمه ، فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له الأمر ويبايعه ، فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمته كلب ، فيرجع ليستقيله فيقيله ، فيقتتل هو وجيش السفياني على سبع رايات ، كل صاحب راية منهم يرجو الأمر لنفسه فيهزمهم المهدي . قال أبو هريرة : فالمحروم من حرم نهب كلب » . وأحمد : 2 / 356 ، عن أبي هريرة . وعقد الدرر / 84 ، ومجمع الزوائد : 7 / 315 ، والدر المنثور : 5 / 241 ، والحاوي : 2 / 72 ، عن ابن حماد . والحاكم : 4 / 431 ، عن أبي هريرة مرفوعاً وصححه : وفيه : المحروم من حرم غنيمة كلب ولو عقالاً ،
وروى ابن حماد / 95 : « عن الإمام الباقر عليه السلام : إذا سمع العائذ الذي بمكة بالخسف خرج مع اثني عشر ألفاً فيهم الأبدال حتى ينزلوا إيليا . . ويؤدي إليه السفياني الطاعة ، ثم يخرج حتى يلقى كلباً وهم أخواله ، فيعيرونه بما صنع ويقولون : كساك الله قميصاً فخلعته ، فيقول : ما ترون أستقيله البيعة ؟ فيقولون : نعم . فيأتيه إلى إيليا فيقول : أقلني ، فيقول : إني غير فاعل ، فيقول : بلى . . . ثم يقول : هذا رجل قد خلع طاعتي فيأمر به عند ذلك فيذبح على بلاطة إيليا . ثم يسير إلى كلب فينهبهم فالخائب من خاب يوم نهب كلب » .
وهذا النص يصور حالة الشام وفلسطين عند ظهوره عليه السلام وهو من إسقاط الراوي ، لكنه لا يضر في أصل ما اتفقت عليه المصادر من حركته عليه السلام إلى القدس .
ويشبهه في مصادرنا حديث العياشي في : 2 / 59 : « عن عبد الأعلى الحلبي : قال أبو جعفر عليه السلام : لكأني أنظر إليهم يعني القائم عليه السلام وأصحابه مصعدين من نجف الكوفة ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً كأن قلوبهم زبر الحديد ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً ، أمده الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين . حتى إذا صعد النجف قال لأصحابه : تعبدوا ليلتكم هذه ، فيبيتون بين راكع وساجد ، يتضرعون إلى الله ، حتى إذا أصبح قال : خذوا بنا طريق النخيلة ، وعلى الكوفة جند مجند ، قلت : جند مجند ؟ قال : إي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنخيلة فيصلي فيه ركعتين ، فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني ، فيقول لأصحابه : استطردوا لهم ، ثم يقول : كروا عليهم . قال أبو جعفر عليه السلام : ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ، ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حن إليها ، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام .
ثم يقول لأصحابه : سيروا إلى هذه الطاغية ، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه فيعطيه السفياني من البيعة سلماً ، فيقول له كلب وهم أخواله : يا هذا ما صنعت ؟ ! والله ما نبايعك على هذا أبداً ، فيقول : ما أصنع ؟ فيقولون : إستقله ، فيستقيله ثم يقول له القائم : خذ حذرك فإنني أديت إليك وأنا مقاتلك ، فيصبح فيقتلهم فيمنحه الله أكتافهم ، ويأخذ السفياني أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده . ثم يرسل جريدة خيل إلى الروم فيستحضرون بقية بني أمية ، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا : أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم فيأبون ويقولون : والله لا نفعل ، فيقول الجريدة : والله لو أمرنا لقاتلناكم ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول : إنطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم ، فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان عظيم . وهو قول الله : فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ . لاتَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ . قال : يعني الكنوز التي كنتم تكنزون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . لا يبقى منهم مخبر » .
وهذا النص يصف سرعة انتصار الإمام عليه السلام في العراق على الخوارج عليه ، ثم حركته إلى الشام والقدس . لكنه نص عامي اللغة وفيه إسقاط عصر الراوي على النص !
أما النص التالي فيصف سرعة هزيمة السفياني واليهود على يد الإمام عليه السلام . وقد رواه في البحار : 52 / 388 ، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم فيقتلونهم حتى يفنوهم ، حتى أن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة فتقول الشجرة والحجرة : يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله فيقتله ، قال : فتشبع السباع والطيور من لحومهم ، فيقيم بها القائم ما شاء ، قال : ثم يعقد بها القائم ثلاث رايات : لواء إلى القسطنطينية يفتح الله له ، ولواء إلى الصين فيفتح له ، ولواء إلى جبال الديلم فيفتح له » . وهذا يشبه الحديث المتواترعن معركة المسلمين الآتية مع اليهود .
رواية أن الإمام المهدي عليه السلام ينزل بيت المقدس
روى ابن حماد : 2 / 354 : « عن أرطاة قال : ثم يعود المهدي إلى مكة ثلاث سنين ، ثم يخرج رجل من كلب ، فيخرج من كان في أرض إرم كرهاً ، فيسير إلى المهدي إلى بيت المقدس في اثني عشر ألفاً ، فيأخذ السفياني فيقتله على باب جيرون » . وروى ابن حماد : 1 / 387 : عن المشيخة ، عن كعب قال : « صاحب جلاء أهل اليمن رجل من بني هاشم منزله ببيت المقدس ، حرسه اثنا عشر ألفاً ، يجلي أهل اليمن حتى ينتهوا إلى مقدم الأرض » .
أقول : أصل حركة الإمام عليه السلام إلى القدس صحيحة ، لكن التفاصيل من تصور الرواة ، ومنها قولهم إنهيعادي اليمانيين ويُجليهم من بلاد الشام !
رواية جبار قريش الذي ينزل بيت المقدس !
أكثر رواة السلطة من أحاديث دخول الإمام المهدي عليه السلام إلى القدس ، وأضافوا له ووضعوا روايات فيه ، ومنها ما يلي :
في ابن حماد : 1 / 403 : « عن كعب قال : يستخلف رجل من قريش من شر الخلق ينزل بيت المقدس ، وتنقل إليه الخزائن وأشراف الناس فيتجبرون فيها ويشتد حجابه وتكثر أموالهم ، حتى يطعم الرجل منهم الشهر والآخر الشهرين والثلاثة ، حتى يكون مهزولهم كسمين سائر الناس ، وينشو فيهم نشوٌ كالعجول المرباة على المذاود ، ويطفئ الخليفة سنناً كانت معروفة ويبتدع سنناً لم تكن ، ويظهر الشر في زمانه ويظهر الزنا وتشرب الخمر علانية ، ويخيف العلماء في زمانه خوفاً ، حتى لو أن رجلاً ركب راحلة ثم طاف الأمصار كلها لم يجد رجلاً من العلماء يحدثه بحديث علم من الخوف ، وفي زمانه يكون المسخ والخسف ، ويكون الإسلام غريباً كما بدأ غريباً ، ويكون المتمسك بدينه كالقابض على الجمرة وكخارط القتاد في الليلة المظلمة ، حتى يصير من شأنه أن يرسل ابنته تمر في السوق ومعها الشرط عليها بطيطان من ذهب وثوب لا يواريها مقبلة ولا مدبرة ، فلو تكلم أحد من الناس في الإنكار عليه في ذلك بكلمة واحدة ضربت عنقه ، يبدأ فيمنع الناس الرزق ثم يمنعهم العطاء ، ثم بعد ذلك يأمر بإخراج أهل اليمن من الشام ، فتخرجهم الشرط متفرقين لا تترك جنداً يصل إلى جند ، حتى يخرجوهم من الريف كله ، فينتهون إلى بصرى ، وذلك عند آخر عمره . فيتراسل أهل اليمن فيما بينهم حتى يجتمعوا كاجتماع قزع الخريف ، فينصبون من حيث كانوا بعضهم إلى بعض ، عصباً عصباً ، ثم يقولون : أين تذهبون وتتركون أرضكم ومهاجركم فيجتمع رأيهم على أن يبايعوا رجلاً منهم ، فبيناهم يقولون نبايع فلاناً بل فلاناً ، إذ سمعوا صوتاً ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلاناً يسميه لهم ، فإذا هو رجل قد رضوا به وقنعت به الأنفس ليس من ذي ولا من ذي ، ثم يرسلون إلى جبار قريش نفراً منهم فيقتلهم ويرد رجلاً منهم يخبرهم ما قد كان ، ثم إن أهل اليمن يسيرون إليه ولجبار قريش من الشرط عشرون ألفاً ، فيسير أهل اليمن فيقابلهم لخم وجذام وعاملة وجدس ، فينزلون لهم الطعام والشراب والقليل والكثير ويكونون يومئذ مغوثة لليمن ، كما كان يوسف مغوثة لإخوته بمصر .
والذي نفس كعب بيده إن لخم وجذام وعاملة وجدس لمن أهل اليمن ، يا أهل اليمن فإن جاؤوكم يلتمسون نسبهم فيكم فصلوهم فإنهم منكم ، ثم يسيرون جميعاً حتى يشرفوا على بيت المقدس ، فيلقاهم جبار قريش في الجموع فيهزمهم أهل اليمن ولا يقومون لأهل اليمن » .
وفي الفتن : 2 / 622 : « يكون في زمان الهاشمي الذي يتجبر في بيت المقدس بعد المهدي أن يبعث بجارية عليها لباس لايواريها ، في زمانه يكون رجف ومسخ وخسف » .
وفي الفتن : 1 / 387 : « عن أبي الزاهرية ، عن كعب قال : ينزل رجل من بني هاشم بيت المقدس حرسه اثنا عشر ألفاً . . . عن كعب قال : حرسه ستة وثلاثون ألفاً ، على كل طريق لبيت المقدس اثنا عشر ألفاً . قال الوليد : وأخبرني جراح عن أرطاة : فيطول عمره ويتجبر ويشتد حجابه في آخر زمانه ، وتكثر أمواله وأموال من عنده حتى يصير مهزولهم كسمين سائر المسلمين . . . ثم ذكر قصة جبار قريش المتقدمة ، وغرائب من أحداث تكون في المستقبل ، والظالم فيها القرشيون ، والمظلوم اليمانيون ، ووالغريب أن شخصية المهدي فيها ثانوية ! »
ملاحظات على روايات معركة دمشق والقدس
1 - نلاحظ الحشو الكثير في هذه الروايات ، خاصة روايات ابن حماد وهو أهم مصدرعندهم في روايات الملاحم والفتن ، وعامة ذلك من خيالات كعب الأحبار وتلاميذه ، فهم يتكلمون من عندهم وقد ينسبون كلامهم إلى النبي صلى الله عليه وآله ! وكلامهم يعكس الصراع بين اليمانية والقيسية ، الذي اشتد بعد موت يزيد .
2 - من الواضح أن الرواة أسقطوا أحاديث المهدي عليه السلام على عصرهم وأنفسهم ! ووصفوا أصحابهم بأوصاف أصحابه عليه السلام مثل أنهم يأتون كقزع الخريف . . الخ .
3 - يتناقض عدد منها مع أصول الروايات في مصادر الطرفين ، كالتي تزعم موت المهدي عليه السلام وأنه يحكم بعده قرشي جبار ، وأن اليمانيين يتقاتلون مع القرشيين ، ويفنى القرشيون حتى لا يبقى منهم أحد ، ويكون النعل القرشي تحفة من التحف ! وكذلك العناصر الخيالية عن الروم والقسطنطينية وعيسى عليه السلام ، وعن الدجال وما يكون بعد المهدي عليه السلام . وهو من نوع تحريفهم أحاديث الشام والدجال .
4 - تجد بين هذا الغث فقرات صحيحة وإن كانت قليلة ، وقد أيدتها روايات أهل البيت عليهم السلام ، كأحاديث معركة الإمام عليه السلام مع السفياني في الشام ، ثم يدخل بعدها إلى القدس بسهولة ! ونستبعد صحة ما ذكروه من أن المهدي عليه السلام يذبح السفياني بيده عند بحيرة طبرية ، ونرجح أن السفياني يقتل في الشام ، كما ورد في رواية .
تأثير انتصار الإمام الكاسح ودخوله القدس
طبيعي أن يكون لانتصار الإمام المهدي عليه السلام ودخوله القدس وقعٌ كبير على الغربيين ، وأن يجن جنونهم لهزيمة اليهود ! فيعلنون الحرب على الإمام عليه السلام مع تخوفهم من مواجهته لامتلاكه أسلحة تكافئ أسلحتهم ، أو تتفوق عليها . وفي ذلك الوقت الحساس ينزل المسيح عليه السلام فيهتز له الغرب ، ويقترح الهدنة بين الغربيين والمهدي عليه السلام . وقد وصفها النبي صلى الله عليه وآله بأنها آخرهدنة تكون بين المسلمين والروم ، وأمير الناس يومئذ المهدي من ولدي عليه السلام . وسيأتي ذكرها .
مدة حروب الإمام المهدي عليه السلام ثمانية أشهر
في كمال الدين : 1 / 318 : « عن عيسى الخشاب قال : قلت للحسين بن علي عليه السلام : أنت صاحب هذا الأمر ؟ قال : لا ، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، المكنى بعمه ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر » .
وتحسب الثمانية أشهر من فتحه راية النبي صلى الله عليه وآله في ظهر اللكوفة بعد مجيئه من الحجاز .