النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
معالم دولة العدل الإلهي على يد الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص613-636
2025-06-22
29
الطور الجديد للحياة البشرية على يد الإمام عليه السلام
تدخل الحياة على يد الإمام المهدي عليه السلام طوراً جديداً بالمعنى الكامل للكلمة ، سواءً في معرفة الإنسان للكون ولنفسه أو في علومه أو في هدفه وطريقة عيشه . ويكفي أن نقرأ أن الإمام عليه السلام يضيف إلى العلوم في عصره خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك قفزة في تقدم العلوم والحياة الإنسانية على الأرض بجميع مرافقها .
ففي الخرائج : 2 / 841 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : « العلم سبعة وعشرون جزءً ، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان ، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزءين ، فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءً ، فبثها في الناس وضم إليها الجزئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءً » .
وهذا الحديث وإن كان ناظراً إلى علوم الأنبياء والرسل عليهم السلام من العلم بالله سبحانه ورسالته والآخرة ، لكنه يشمل العلوم الطبيعية التي ورد أن الأنبياء عليهم السلام علموا الناس أصولها وفتحوا لهم أبوابها ، وقد ورد أن إدريس عليه السلام علَّم الناس الخياطة ، وعلمهم نوح عليه السلام النجارة وصناعة السفن ، وداود وسليمان صناعة الدروع . . الخ .
فالمقصود بالعلم هنا يشمل علوم الدين والطبيعة ، وأن نسبة ما يكون في أيدي الناس من العلوم إلى ما يعلمهم إياه عليه السلام نسبة اثنين إلى خمس وعشرين ! ولنا أن نتصور الحياة إذا تطورعلم الطب والفضاء مثلاً ، خمساً وعشرين ضعفاً ؟ !
وفي كمال الدين : 2 / 674 ، عن الصادق عليه السلام قال : « إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض وخفض له كل مرتفع ، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته . فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها » .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب . وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق » .
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال : « كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، ليس شئ إلا وهو مطيع لهم ، حتى سباع الأرض وسباع الطير تطلب رضاهم ، وكل شئ . حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم » . « كمال الدين : 2 / 673 » .
وعنه عليه السلام : « إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبينه بريد يكلمهم فيسمعونه وينظرون إليه وهو في مكانه » . « الكافي : 8 / 241 » .
وتقدم من دلائل الإمامة / 249 ، في فصل أصحاب الإمام عليه السلام : « إذا قام قائمنا بعث في أقاليم الأرض . . . فيقول : عهدك في كفك واعمل بما ترى » .
وقد يكون ذلك على نحو الإعجاز والكرامة لهم ، أو يكون بوسائل متطورة . وورد أن للمهدي علوماً مذخورة تحت بلاطة في أهرام مصر ، لا يصل إليها أحد قبله . « كمال الدين / 565 » .
يلهم الله الإمام المهدي عليه السلام العلوم
في كمال الدين : 2 / 653 : « عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله لينبت في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته . فمن بقي منكم حتى يراه فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة » .
وفي غيبة الطوسي / 282 : « عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام : من أدرك منكم قائمنا فليقل حين يراه : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة » .
في عصر الإمام عليه السلام يتغير نوع الطاقة والإضاءة
تدل أحاديث على تغير نوع النور والطاقة ومصدرهما ، ولا يبعد أن يكون ذلك بطرق علمية جديدة . ففي تفسير القمي : 2 / 253 : « عن المفضل أنه سمع الإمام الصادق عليه السلام يقول في قوله تعالى : وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا : رب الأرض يعني إمام الأرض ، فقلت : فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال : إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ، ويجتزئون بنور الإمام » !
وفي دلائل الإمامة / 241 و 260 : « عن المفضل بن عمر الجعفي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وصار الليل والنهار واحداً ، وذهبت الظلمة ، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة يولد في كل سنة غلام لا يولد له جارية ، يكسوه الثوب فيطول عليه كلما طال ، ويتلون عليه أي لون شاء » .
أقول : إن صح هذا الحديث فمعناه أن الله تعالى يُعلم الإمام عليه السلام أساليب جديدة للإضاءة والطاقة ، أو يُفَعِّل خصوصية في شخصيته عليه السلام توجب إضاءة الأرض . وأن معدل العمر يرتفع ويتحكم الوالدان في جنس المولود ، وأن من يفضل الصبي على البنت يولد له ألف ذكر .
ويتصل أهل الأرض بأهل الكواكب الأخرى
في البصائر / 429 : « عن الإمام الباقر عليه السلام قال : إن ذا القرنين قد خُيِّر بين السحابين فاختار الذلول ، وذُخر لصاحبكم الصعب . قال قلت : وما الصعب ؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق ، فصاحبكم يركبه . أمَا إنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب ، أسباب السماوات السبع والأرضين السبع ، خمسٌ عوامر ، واثنان خرابان » .
وفي البصائر / 409 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن الله خيَّر ذا القرنين السحابين الذلول والصعب ، فاختار الذلول ، وهو ما ليس فيه برق ولا رعد ، ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك ، لأن الله ادخره للقائم » .
أقول : يشير قوله عليه السلام بأن خمساً من الأرضين معمورة ، إلى أنه يتم الاتصال بمجتمعاتها ! بل تدل الآية القرآنية : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض فَانْفُذُوا لاتَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ ، على أن الإنسان باستطاعته أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض المنظورة إلى خارجها من آفاق الكون الأخرى ! وهذا يعني أن الحياة على الأرض تدخل مرحلة جديدة أوجها الانفتاح على عالم الآخرة والجنة ، الذي يتحرك عالم الشهادة بزمانه ومكانه وأشيائه نحوه ليلتقي به .
وتقدم في فصل أصحاب المهدي عليه السلام عن الإمام الباقر عليه السلام : « إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً ، ناصح الله سبحانه فناصحه ، وسخر له السحاب وطويت له الأرض ، وبسط له في النور فكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار ، وإن أئمة الحق كلهم قد سخر الله تعالى لهم السحاب ، وكان يحملهم إلى المشرق والمغرب لمصالح المسلمين ، ولإصلاح ذات البين ، وعلى هذا حال المهدي عليه السلام » . « الخرائج : 2 / 930 » .
وبهذا يمكنك أن تفهم « الرجعة » وعودة عدد من الأنبياء والأئمة عليهم السلام ونزولهم إلى الأرض ، زائرين ، أو ليحكموا بعد المهدي عليه السلام . وهذه نماذج من أحاديثها : عن الإمام زين العابدين عليه السلام في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ؟
قال : « يرجع إليكم نبيكم صلى الله عليه وآله » . « البحار : 53 / 56 » .
وعن الصادق عليه السلام أنه « سئل عن قوله تعالى : وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ؟ فقال : ما يقول الناس فيها ؟ قلت يقولون إنها في القيامة . فقال : يحشر الله في القيامة من كل أمة فوجاً ويترك الباقين ؟ ! إنما ذلك في الرجعة ، فأما آية القيامة فهذه : وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً . إلى قوله : موعداً » . « البحار : 53 / 40 » .
وعن أبي بصير قال : « قال لي أبو جعفر عليه السلام : ينكر أهل العراق الرجعة ؟ قلت : نعم . قال : أما يقرؤون القرآن » . « البصائر / 25 » . وعن زرارة قال : « سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها فقال : إن هذا الذي تسألون عنه لم يجئ أوانه : بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ » . « البحار : 53 / 40 » .
وفي رواية : « إن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة ، لا يرجع إلا من مُحض الإيمان محضاً ، أو مُحض الشرك محضاً » . « البحار : 53 / 36 » وستأتي بقية أحاديثها .
رجعة بعض المؤمنين إلى الدنيا
العياشي : 2 / 112 : « عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله : إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ؟ قال : يعني في الميثاق . قال : ثم قرأت عليه : التَّائِبُونَ العَابِدُون ، فقال أبو جعفر : لا ، ولكن اقرأها : التائبين العابدين . وقال : إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة » .
ورواه العياشي : 2 / 113 ، وفيه : « ما من مؤمن إلا وله ميتة ، من مات بعث حتى يقتل ومن قتل بعث حتى يموت » .
وروي العياشي : 2 / 112 : « عن زرارة قال : كرهت أن أسأل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة ، فاحتلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي فقلت : جعلت فداك أخبرني عمن قتل مات ؟ قال : الموت موت والقتل قتل ، قال : فقلت له : ما أحد يقتل إلا مات ! قال : فقال : يا زرارة قول الله أصدق من قولك ، قد فرق بينهما في القرآن ، قال : أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ . وقال : وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ . ليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل ، وقد قال الله : إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ . . الآية . قال : فقلت له : إن الله يقول : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ، أفرأيت من قتل لم يذق الموت ؟ قال : فقال : ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إن من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت » .
رجعة بعض الشهداء إلى الدنيا
مختصر البصائر / 17 : « عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ليس من مؤمن إلا وله قتلة وموتة ، إنه من قتل نشرحتى يموت ، ومن مات نشرحتى يقتل ، ثم تلوت على أبي جعفر عليه السلام هذه الآية : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ . فقال : ومنشورة . قلت : قولك ومنشورة ما هو ؟ فقال : هكذا أنزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله كل نفس ذائقة الموت ، ومنشورة ، ثم قال : ما في هذه الأمة أحد برٌّ ولا فاجرٌ إلا وينشر ، أما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم ، وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم . ألم تسمع أن الله تعالى يقول : وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ ، وقوله : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ، يعني بذلك محمداً صلى الله عليه وآله ، قيامه في الرجعة ينذر فيها . وقوله : إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَر ، يعني محمداً صلى الله عليه وآله نذيراً للبشر في الرجعة . وقوله : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، قال : يظهره الله عز وجل في الرجعة . وقوله : حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ ، هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إذا رجع في الرجعة .
قال جابر : قال أبو جعفر عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله عز وجل : رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ، قال : هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي وخرج عثمان بن عفان وشيعته ونقتل بني أمية ، فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين » .
وفي مختصر البصائر / 19 : « عن صفوان بن يحيى عن الرضا عليه السلام قال : سمعته يقول في الرجعة : من مات من المؤمنين قتل ، ومن قتل منهم مات » .
أقول : هذا من غرائب الأحاديث التي تقول بأن المؤمن لا بد أن يكون شهيداً في سبيل الله تعالى ، فإن لم يقتل في حياته الأولى يُرَدُّ في الرجعة حتى يستشهد !
ويؤيد ذلك قوله تعالى : وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ « محمد : 4 - 6 » لأن من قتل فهو شهيد مهتدٍ ، فوعده تعالى بأنه سوف يهديهم ويصلح بالهم قبل الجنة ، لا تفسير له إلا بالرجعة .
تطور الحياة في عصره عليه السلام ورؤية المؤمنين للملائكة
في دلائل الإمامة / 241 : « عن محمد بن فضيل ، عن الإمام الرضا عليه السلام قال : إذا قام القائم يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين ، والجلوس معهم في مجالسهم ، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض الملائكة أن يحمله ، فيحمله الملك حتى يأتي القائم ، فيقضي حاجته ثم يرده ، ومن المؤمنين من يسير في السحاب ، ومنهم من يطير مع الملائكة ، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشياً ، ومنهم من يسبق الملائكة ، ومنهم من يتحاكم الملائكة إليه ، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة ، ومنهم من يصيره القائم قاضياً بين مائة ألف من الملائكة » !
المؤمن في عصر الإمام عليه السلام يُحيي الموتى بإذن الله
في دلائل الإمامة / 246 : « عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه فيشويه ويأكل لحمه ولا يكسرعظمه ثم يقول له إحْيَ بإذن الله ، فيحيا ويطير ! وكذلك الظباء من الصحارى .
ويكون عليه السلام ضوءَ البلاد ونورها ولا يحتاجون إلى شمس ولا قمر ، ولا يكون على وجه الأرض مؤذ ولا شر ولا سم ولا فساد أصلاً ، لأن الدعوة سماوية ليست بأرضية ، ولا يكون للشيطان فيها وسوسة ولا عمل ولا حسد ولا شئ من الفساد ، ولا تشوك الأرض والشجر ، وتبقى الأرض قائمة كلما أخذ منها شئ نبت من وقته وعاد كحاله . وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال ويتلون عليه أي لون أحب وشاء . ولو أن الرجل الكافر دخل جحر ضب ، أو توارى خلف مدرة أو حجر أو شجر ، لأنطق الله ذلك الشئ الذي يتوارى فيه حتى يقول : يا مؤمن خلفي كافر فخذه ، فيؤخذ ويقتل . ولا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه والهيكل البدن ، ويصافح المؤمنون الملائكة ، ويوحى إليهم ، ويحيون الموتى بإذن الله » .
المرحلة الأولى قبل الرخاء في عصره عليه السلام
تدل أحاديث الإمام المهدي عليه السلام على أنه تمرُّ مدة من أول ظهوره عليه السلام يكون فيها ضائقة اقتصادية ، قبل أن يظهر الله له كنوز الأرض ويوزعها على الناس ، وقد تمتد الفترة الأولى ثمانية أشهر وهي مدة حروبه حتى يسيطرعلى بلاد العرب والمسلمين . حيث ورد أنه عليه السلام يموِّل حروبه بشكل طبيعي . ففي تفسير العياشي : 2 / 87 : « عن معاذ بن كثير صاحب الأكسية ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال : مُوَسَّعٌ على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف ، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه ، حتى يأتيه به فيستعين به على عدوه ، وهو قول الله عز وجل : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم » . وروى مثله الكافي : 4 / 61 .
ورووا أن عمر بن الخطاب أراد أن يأخذ خزائن الكعبة فنهاه علي عليه السلام وقال له إن صاحبها هو المهدي الذي يستخرجها وينفقها في سبيل الله . ففي ابن حماد / 100 ، بسنده عن طاووس قال : « ودَّعَ عمر بن الخطاب البيت ، ثم قال : والله ما أراني أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال ، أم أقسمه في سبيل الله ؟ فقال له علي بن أبي طالب : إمض يا أمير المؤمنين فلست بصاحبه ، إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل الله في آخر الزمان » .
وفي أخبار مكة للأزرقي : 1 / 246 : « عن الحسين بن علي : أن عمر قال لعلي بن أبي طالب : لقد هممت أن أقسم هذا المال يعني مال الكعبة ، فقال له علي : إن استطعت ذلك ! فقال عمر : ومالي لا أستطيع ذلك أوَلا تعينني على ذلك ؟ فقال علي : إن استطعت ذلك ! فردها عمر ثلاثاً ، فقال علي : ليس ذلك إليك . فقال عمر : صدقت . » .
كما ورد أن الإمام المهدي عليه السلام يعاقب الممتنعين عن دفع الزكاة ، ففي المحاسن / 88 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا من منع الزكاة . وقال : إذا قام القائم أخذ مانع الزكاة فضرب عنقه » .
يجمع كنوز الأرض ويخطب في الناس
« وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام ، وسفكتم فيه الدماء الحرام ، وركبتم فيه ما حرم الله عز وجل ، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد كان قبله ، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً ، كما ملئت ظلماً وجوراً وشراً » . « غيبة النعماني / 237 » .
وفي صحيح مسلم : 2 / 701 : « عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تقئ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجئ القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجئ القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ! ويجئ السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ! ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً » .
ورواه الترمذي : 4 / 493 ، وحسنه ، والحميدي : 3 / 298 ، وقال ابن الأثير في النهاية : وفي حديث ابن مسعود : يوشك أن ترمي الأرض بأفلاذ كبدها مثل الأواس : هي السواري والأساطين ، أي تخرج الأرض ما فيها من الذهب والفضة ، مثل الأعمدة .
وفي ابن أبي شيبة : 15 / 86 : « عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فبينا الناس كذلك إذ قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة ، لا ينفع بعد شئ منه ، ذهب ولا فضة » .
وروى مثله الحاكم : 4 / 555 ، وصححه بشرط الشيخين ، وجمع الجوامع : 2 / 534 والدر المنثور : 6 / 59 ، الخ .
ورواه من مصادرنا : مختصر البصائر / 201 : « من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يصف المسلمين في ذلك العصر : وتُخرج له الأرض كنوزها ، ويقول القائم : كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين ، أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية : وَجَاءَ رَبُّكَ وَالملكُ صَفّاً » .
وفي كمال الدين : 2 / 368 : « عن محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر عن قول الله عز وجل : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ؟ فقال عليه السلام : النعمة الظاهرة الإمام الظاهر ، والباطنة الإمام الغائب ، فقلت له : ويكون في الأئمة من يغيب ؟ قال : نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منا ، يسهل الله له كل عسير ، ويذلل له كل صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ، ويقرب له كل بعيد ، ويبير به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد . ذلك ابن سيدة الإماء ، الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً »
مختصر إثبات الرجعة / 216 : « عن محمد بن حمران قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام : إن القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز كلها ، ويظهر الله تعالى به دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ولا يبقى في الأرض خراب إلا عَمِر . . الخ . » .
يحيي الله به الأرض بعد موتها
في النعماني / 32 : « عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى : إعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ : أي يحييها الله بعدل القائم عند ظهوره ، بعد موتها بجور أئمة الضلال » .
في سنة ظهوره عليه السلام تمطر السماء 24 مطرة
غيبة الطوسي / 443 : « عن إسماعيل الأسدي قال : حدثني سعيد بن جبير قال : السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر أربعاً وعشرين مطرة ، يرى أثرها وبركتها » .
« ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض من بعد موتها وتعرف بركاتها ، وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ، فيتوجهون نحوه لنصرته » . « الإرشاد : 2 / 369 » .
وفي الإرشاد / 381 : « عن عبد الكريم الخثعمي ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إذا آن قيام القائم مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب ، مطراً لم تر الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ، ينفضون شعورهم من التراب » .
يحثو المال للناس حثياً بدون عدٍّ !
روى ابن حماد / 98 : « عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد » . وفي / 100 : « عن جابر بن عبد الله عن النبي : صلى الله عليه وآله يكون في أمتي خليفة ، يحثي المال حثياًً ، لا يعده عداً » . ورواه ابن أبي شيبة : 15 / 196 ، وأحمد : 3 / 5 و 38 ، و 48 ، و 60 ، ومسلم : 4 / 2234 ، و 2235 ، و 470 ، وابن حبان : 8 / 240 ، والحاكم : 4 / 454 ، وصححه على شرط مسلم . . إلى آخر المصادر .
وفي مسند أحمد : 3 / 96 ، عن أبي سعيد الخدري : « أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ليبعثن الله عز وجل في هذه الأمة خليفة يحثي المال حثياًً ولا يعده عداً » .
ورواه أحمد في : 3 / 98 : « عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري بنحوه ، وقال فيه : إن من أمرائكم أميراً يحثي المال حثياًً ولا يعده عداً ، يأتيه الرجل فيسأله فيقول خذ ، فيبسط الرجل ثوبه فيحثي فيه ، وبسط رسول الله صلى الله عليه وآله ملحفة غليظة كانت عليه ، يحكي صنيع الرجل ، ثم جمع إليه أكنافها ، قال : فيأخذه ثم ينطلق » .
وفي البيان للشافعي / 515 : « عن عبد الرحمن بن عوف ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ليبعثن الله تعالى من عترتي رجلاً ، أفرق الثنايا ، أجلى الجبهة ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويفيض المال فيضاً » . وعقد الدرر / 16 ، والمنار المنيف / 146 ، وإثبات الهداة : 3 / 593 .
« يكون على الناس إمام لايعدُّ لهم الدراهم ، ولكن يحثو » . « عبد الرزاق : 11 / 372 » .
وفي أمالي الطوسي : 2 / 126 : « عن خمر بن نوف أبي الوداك قال : قلت لأبي سعيد الخدري : والله ما يأتي علينا عام إلا وهو شر من الماضي ، ولا أمير إلا وهو شر ممن كان قبله ، فقال أبو سعيد : لولا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لقلت ما يقول ، ولكن سمعت رسول الله يقول : لا يزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها ، حتى تملأ الأرض جوراً ، فلا يقدر أحد يقول الله ، ثم يبعث الله عز وجل رجلاً مني ومن عترتي ، فيملأ الأرض عدلاً كما ملأها من كان قبله جوراً ، وتخرج له الأرض أفلاذ كبدها ، ويحثو المال حثواً ولا يعده عداً ، وذلك حين يضرب الإسلام بجرانه » .
يشمل الغنى كل الناس فلا يقبل أحد صدقة
في الإرشاد / 363 : « عن الإمام الصادق عليه السلام : وتُظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته ، فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك ، واستغنى الناس بما رزقهم الله من فضله » .
وفي النعماني / 150 : « عن الكاهلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : تواصلوا وتباروا وتراحموا ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعاً ! فقلت : وأنى يكون ذلك ؟ فقال : عند فقدكم إمامكم ، فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما تطلع الشمس آيسَ ما تكونون . فإياكم والشك والارتياب ، وانفوا عن أنفسكم الشكوك ، وقد حذرتكم فاحذروا . أسأل الله توفيقكم وإرشادكم » .
ابن أبي شيبة : 3 / 111 : « عن حارثة بن وهب الخزاعي : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تصدقوا فإنه يوشك أن يخرج الرجل بصدقته ، فلا يجد من يقبلها » .
ونحوه صحيح بخاري : 2 / 135 ، وبرواية أخرى فيها : « لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه : لا إرب لي . وبرواية ثالثة فيها : ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ، ثم لا يجد أحداً يأخذها منه . ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلُذْنَ به ، من قلة الرجال وكثرة النساء » .
أقول : هذه الأحاديث عن استغناء الناس وعدم قبول أحد الصدقة ، من مختصات عصر المهدي عليه السلام كما دلت الأحاديث ، وكما دل الواقع إلى يومنا . لكن رواية البخاري عن قلة النساء لا تصح عندنا ، فهي من إضافة الراوي .
ينعم الناس في زمانه حتى يتمنى الأحياء الأموات
عبد الرزاق : 11 / 371 : « عن أبي سعيد الخدري قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم ، فيبعث الله رجلاً من عترتي من أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلى صبته مدراراً ، ولا تدع الأرض من مائها شيئاً إلا أخرجته ، حتى تتمنى الأحياء الأموات » .
وفي ابن حماد : 1 / 360 : « عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله قال : تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط ، ترسل السماء عليهم مدراراً ، ولا تدع الأرض شيئاً من النبات إلا أخرجته ، والمال كدوس يقوم الرجل فيقول : يا مهدي أعطني فيقول خذ » .
وفي مسند أحمد : 3 / 21 : « عن أبي سعيد الخدري قال : خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يخرج المهدي في أمتي خمساً أو سبعاً أو تسعاً ، زيد الشاك ، قال قلت : أي شئ ؟ قال سنين ، ثم قال : يرسل السماء عليهم مدراراً ، ولا تدخر الأرض من نباتها شيئاً ويكون المال كدوساً ، قال : يجئ الرجل إليه فيقول : يا مهدي أعطني أعطني ، قال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل » .
وفي ينابيع المودة / 467 : « وقال بعضهم من أهل الله أصحاب الكشف والشهود وعلماء الحروف : إنني ناقل عن الإمام علي كرم الله وجهه : سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه ويملك من هو بينهم غريب ، فهو المهدي أحمر الوجه ، بشعره صهوبة ، يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة ، يعتزل في صغره عن أمه وأبيه ، ويكون عزيزاً في مرباه ، فيملك بلاد المسلمين بأمان ويصفو له الزمان ، ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان ، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته ، والله يبعث من في القبور ، وتعمر الأرض وتصفو وتزهو بمهديها وتجري به أنهارها وتعدم الفتن والغارات ، ويكثر الخير والبركات » .
أقول : لا يحتاج ذلك إلى مكاشفات الصوفية ، فقد روى مضمونه كل المسلمين .
يوزع الإمام عليه السلام الأراضي من جديد
في تهذيب الأحكام : 4 / 145 : « عن عمر بن يزيد قال : سمعت رجلاً من أهل الجبل يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أخذ أرضاً مواتاً تركها أهلها ، فعمرها وأكرى أنهارها ، وبني فيها بيوتاً وغرس فيها نخلاً وشجراً ؟
قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : من أحيا أرضاً من المؤمنين فهي له ، وعليه طسقها « أجرتها » يؤديه إلى الإمام في حال الهدنة ، فإذا ظهر القائم عليه السلام فليوطن نفسه على أن تؤخذ منه » .
وفي الكافي : 5 / 283 ، عن سنان قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن لي أرض خراج ، وقد ضقت بها ذرعاً قال : فسكت هنيهة ثم قال : إن قائمنا لو قد قام كان نصيبك في الأرض أكثر منها ، ولو قد قام قائمنا كان الأستان أمثل من قطائعهم » .
والمعنى أن ماتشكو منه من قلة ريع الأرض سيرتفع في زمن المهدي عليه السلام ، فيكون ضمانك للقطعة الصغيرة « الأستان » أنفع وأحسن من ضمان المساحات الكبيرة اليوم .
وفي قرب الإسناد / 39 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بالنزول على أهل الذمة ثلاثة أيام ، وقال : إذا قام قائمنا اضمحلت القطائع فلا قطائع » . والقطائع : الأرض الزراعية ، أو غيرها مما يقطعها الحكام لبعض الناس .
وفي الكافي : 1 / 408 : « عن عمر بن يزيد ، قال : رأيت مسمعاً بالمدينة وقد كان حمل إلى أبي عبد الله عليه السلام تلك السنة مالاً فرده أبو عبد الله عليه السلام ، فقلت له : لم رد عليك أبو عبد الله المال الذي حملته إليه ؟ قال : فقال لي : إني قلت له حين حملت إليه المال : إني كنت وليت البحرين الغوص فأصبت أربع مائة ألف درهم ، وقد جئتك بخمسها بثمانين ألف درهم ، وكرهت أن أحبسها عنك ، وأن أعرض لها وهي حقك الذي جعله الله تبارك وتعالى في أموالنا . فقال : أوَمالنا من الأرض وما أخرج الله منها إلا الخمس يا أبا سيار ؟ إن الأرض كلها لنا ، فما أخرج الله منها من شئ فهو لنا .
فقلت له : وأنا أحمل إليك المال كله ؟ فقال : يا أبا سيار قد طيبناه لك وأحللناك منه فضم إليك مالك ، وكلُّ ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا ، فيجبيهم طسق ما كان في أيديهم ، ويترك الأرض في أيديهم .
وأما ما كان في أيدي غيرهم فإن كسبهم من الأرض حرام عليهم حتى يقوم قائمنا ، فيأخذ الأرض من أيديهم ويخرجهم صَغَرَة . ثم قال : قال عمر بن يزيد : فقال لي أبو سيار : ما أرى أحداً من أصحاب الضياع ولا ممن يلي الأعمال يأكل حلالاً غيري ، إلا من طيبوا له ذلك » .
والمقصود بشيعتهم في زمان المهدي عليه السلام المسلمون الذين يهتدون به . وبأعداء المهدي عليه السلام الكفار والمنافقين .
وفي الكافي : 1 / 407 : « عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب علي عليه السلام : إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، وأنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ، ونحن المتقون والأرض كلها لنا ، فمن أحيا أرضاً من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منه . فإن تركها وأخربها بعد ما عمرها فأخذها رجل من المسلمين بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها ، فليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منه حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحوزها ويمنعها ويخرجهم عنها ، كما حواها رسول الله صلى الله عليه وآله ومنعها إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم ويترك الأرض في أيديهم » . .
وفي تفسير العياشي : 2 / 25 : « عن عمار الساباطي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، قال فما كان لله فهو لرسوله ، وما كان لرسول الله فهو للإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله » .
يسع عدله والرخاء في عصره البَرَّ والفاجر
في المحاسن / 61 : « عن بشر الأسدي قال : حدثني الحسين بن علي قال لي : يا بشر بن غالب من أحبنا لا يحبنا إلا لله ، جئنا نحن وهو كهاتين ، وقدر بين سبابتيه ومن أحبنا لا يحبنا إلا للدنيا فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر » .
ابن حماد : 1 / 355 : « عن جعفر بن سيار الشامي قال : يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شئ انتزعه حتى يرده » .
رحيم بالمساكين شديد على المسؤولين
في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن سليمان : 2 / 160 : « عن علي عليه السلام قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : المهدي من أهل بيتي جواد بالمال رحيم بالمساكين » .
وفي فتن ابن حماد : 1 / 355 : « عن طاووس قال : علامة المهدي : أن يكون شديداً على العمال ، جواداً بالمال ، رحيماً بالمساكين . . المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد » .
وفي الفتن : 1 / 356 : « عن طاووس قال : إذا كان المهدي زيد المحسن في إحسانه ، وتيب على المسئ في إساءته ، وهو يبذل المال ويشد على العمال ، ويرحم المساكين » .
الضمان الاجتماعي والاقتصادي وتعميم الثقافة
النعماني / 238 : « عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : كأنني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت ، فيعطيكم في السنة عطاءين ويرزقكم في الشهر رزقين ، وتؤتون الحكمة في زمانه ، حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله » .
شعبية الإمام القوية وحب الأمة له عليه السلام
روى ابن حماد في الفتن : 1 / 356 : « قادة المهدي خير الناس ، أهل نصرته وبيعته ، من أهل كوفان واليمن وأبدال الشام . مقدمته جبريل وساقته ميكائيل ، محبوب في الخلائق ، يطفئ الله تعالى به الفتنة العمياء ، وتأمن الأرض ، حتى إن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل . لا يتقي شيئاً إلا الله تعطي الأرض زكاتها والسماء بركتها » .
وروى في : 1 / 358 : « عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله : تأوي إليه أمته كما تأوي النحلة إلى يعسوبها ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول ، لايوقظ نايماً ولا يهرق دماً » .
عمران بلاد العرب وما بين مكة والمدينة
أوردنا في فصل بلاد العرب في عصر الظهور الأحاديث التي تنص على أن أرض العرب الصحراوية القاحلة تعود في عصره عليه السلام مروجاً وأنهاراً !
وفي تفسير القمي : 2 / 346 : « عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى : مُدْهَامَّتَان ، قال : يتصل ما بين مكة والمدينة نخلاً » .
مسجد الجمعة العالمي بين الكوفة وكربلاء
في الإرشاد / 362 و 363 : « عن المفضل بن عمر : إذا قام قائم آل محمد عليه السلام بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء . . ويُعَمَّر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى ، وتظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك ، واستغنى الناس بما رزقهم الله من فضله » .
قد يدل هذا الحديث على تحكم الطب في عصره بنوع المولود ، وأن بعضهم يريد الذكور فقط ، وبعضهم يريد الإناث فقط . ونحوه غيبة الطوسي / 280 ، وفيه : « ويبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء وبالحيرة ، حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفواء ، يريد الجمعة فلا يدركها » .
أقول : هذا المسجد هو مسجد الجمعة العالمي ، ولا بد أن يكون له مطار ومواقف للسيارات ووسائط النقل المستعملة في عصره . ومكانه ظهر الكوفة ، ولا بد أن يمتد نحو كربلاء ، أو في صحراء النجف باتجاه الحجاز . والسفواء : الخفيفة السريعة ، أي يركب وسيلة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة ، لأنه لا يجد محلاً فارغاً لوسيلته أو لصلاته .
ارتقاء الوضع الصحي والروحي
في حلية الأولياء : 3 / 184 : « عن جابر ، عن أبي جعفر قال : إن الله تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب ، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث ، وأمضى من سنان » . وينابيع المودة / 448 ، و 489 ، والاختصاص / 26 ، وفيه : « فإذا وقع أمرنا وخرج مهدينا كان أحدهم أجرأ من الليث وأمضى من السنان » .
وفي النعماني / 317 : « عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام ، أنه قال : إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة ، ورد إليه قوته » .
وفي الخصال : 2 / 541 : « عن علي بن الحسين عليه السلام قال : إذا قام قائمنا أذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزبر الحديد ، وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلاً ، ويكونون حكام الأرض وسنامها » .
وفي الإختصاص / 8 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : يكون شيعتنا في دولة القائم سنام الأرض وحكامها ، يعطى كل رجل منهم قوة أربعين رجلاً » .
وفي البصائر / 24 : « عن سعد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن أو مدينة حصينة ، فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان الرجل من شيعتنا أجرى من ليث ، وأمضى من سنان ، يطأ عدونا برجليه ويضربه بكفيه ، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد » .
وفي دلائل الإمامة / 320 : « عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر أصحاب القائم فقال : ثلاث مائة وثلاثة عشر ، وكل واحد يرى نفسه في ثلاث مائة » .
يُقَسِّمُ العالم إلى 313 ولاية
في دلائل الإمامة / 249 : « عن أبي جعفر عليه السلام : « إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول : عهدك في كفك ، فإذا ورد عليك أمرلا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها » .
والظاهر أن ذلك على نحو الإعجاز ، وقد يكون في كفه جهاز متطور .
وفي كمال الدين : 2 / 673 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : كأني بأصحاب القائم عليه السلام وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، فليس من شئ إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير ، يطلب رضاهم كل شئ ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام » .
وروى الأولى في غيبة النعماني / 319 ، وزاد بعدها : « ويبعث جنداً إلى القسطنطينية ، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء ، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء ، قالوا : هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو ؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يشاؤون » .
وهذا قد يصح في مدن الروم الأخرى غير القسطنطينية ولا يصح فيها لأنها فتحت وسكانها مسلمون . وقد تكون عنواناً لبلاد الروم .
وفي البصائر / 258 : « عن الإمام الصادق عليه السلام قال : لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني رجل يحكم بحكومة آل داود ، لا يسأل عن بينة ، يعطي كل نفس حكمها » .
وفي الإرشاد / 365 : « إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام لا يحتاج إلى بينة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ، ويخبر كل قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم » .
في الكافي : 1 / 509 : « عن الحسن بن ظريف قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمد عليه السلام فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بما يقضي وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شئ لحمي الربع فأغفلت خبر الحمى ، فجاء الجواب : سألت عن القائم ، فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السلام لا يسأل البينة . وكنت أردت أن تسأل لحمي الربع فأنسيت فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم فإنه يبرأ بإذن الله إن شاء الله : يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد فأفاق » .
أقول : معنى يحكم بحكم داود ، بالقضية التي أراها الله تعالى لداود كنموذج للحكم الواقعي في قصة الشاب الذي سرق عنباً من كرم ، وإلا فجميع الأنبياء عليهم السلام مأمورون بالحكم بين الناس بالظاهر والبينات والأيْمان .
نعم ورد في تفسير حكم آل داود : « كان سليمان لا يسأل الناس بينة » . « البصائر / 259 » .
أما معالجة الحمى بالآية فقد يكون عاماً ، وقد يكون لصاحب الرسالة بأمر الإمام ودعائه عليه السلام .
من حكام الولايات خمسون امرأة
تقدم في فصل أصحابه عليه السلام أن منهم خمسين امرأة : « ويجئ والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة ، يجتمعون بمكة على غير ميعاد ، قزعاً كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً ، وهي الآية التي قال الله : أيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئ قَدِيرٌ » .
وقد تكون إدارة الولايات بالانتخاب
تدل أحاديث الإمام المهدي عليه السلام على أن القضاء يكون مختصاً بالإمام وأصحابه ، لأنه يحتاج إلى علم رباني بالواقع ، أما بقية أمور العالم فلا يبعد أن تكون إدارتها بمشاركة الناس بآليات كقوانين الانتخابات ، خاصة أن وعي الناس يرتقي ويتكامل في عصره عليه السلام . ففي الكافي : 1 / 25 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم ، وكملت به أحلامهم » .
قد يصل العالم إلى مجتمع اللانقد
في الإختصاص / 24 : « عن بريد العجلي قال : قيل لأبي جعفر الباقر عليه السلام : إن أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة ، فلو أمرتهم لأطاعوك واتبعوك ، فقال : يجئ أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته ؟ فقال : لا ، قال : فهم بدمائهم أبخل . ثم قال : إن الناس في هدنة تُناكحهم وتوارثهم ، وتقيم عليهم الحدود ، وتؤدي أماناتهم ، حتى إذا قام القائم جاءت المزايلة ، ويأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه » .
مصادقة الإخوان للصدوق / 20 : « عن إسحاق بن عمار قال : كنت عند أبي عبد الله فذكر مواساة الرجل لإخوانه وما يجب لهم عليه ، فدخلني من ذلك أمر عظيم ، عرف ذلك في وجهي فقال : إنما ذلك إذا قام القائم وجب عليهم أن يجهزوا إخوانهم وأن يقووهم » .
وفي تفسير العياشي : 2 / 87 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : المؤمن إن كان عنده من ذلك شئ ينفقه على عياله ما شاء ، ثم إذا قام القائم فيحمل إليه ما عنده ، فما بقي من ذلك يستعين به على أمره ، فقد أدى ما يجب عليه » .
أقول : هذه الأحاديث تصف حالة أصحاب الإمام عليه السلام أول ظهوره . وقد يصل المجتمع في عصره إلى مرحلة الاستغناء عن النقد ، فيعمل كلٌّ في مجاله قربة إلى الله ، ويأخذ حاجته بدون ثمن ! ولعل هذا أصل ما يتناقله الناس عن زمان ومجتمع ، يعمل فيه الناس لله تعالى بدون أجر ، ويأخذون حاجاتهم بالصلوات على النبي وآله صلى الله عليه وآله .
يصحح هندسة المساجد والمشاهد
في غيبة الطوسي / 472 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله إلى أساسه ، ويردُّ البيت إلى موضعه ، ويقيمه على أساسه » .
هذه الرواية ويوجد شبيه بها تدل على تجديد الإمام عليه السلام لبناء الكعبة ومسجد النبي صلى الله عليه وآله . ولا بد أن يشمل التجديد المساجد الكبرى في العالم ومشاهد الأئمة عليهم السلام .
, في إثبات الوصية / 215 : « عن ابن هاشم قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام قال : إذا قام القائم أمر بهدم المنابر التي في المساجد ، فقلت في نفسي لأي معنى هذا ؟ فقال لي معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي ولا حجة » .
وفي غيبة الطوسي / 283 : « عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إذا قام القائم دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة حتى يبلغ أساسها ويُصَيُّرها عريشاً كعريش موسى ، وتكون المساجد كلها جَمَّاء لا شُرَفَ لها ، كما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويوسع الطريق الأعظم فيصير ستين ذراعاً ، ويهدم كل مسجد على الطريق » .
وهاتان الروايتان ويوجد شبيه بهما إن صحت فيهي تدل على أن هندسة المساجد في عصرالمهدي عليه السلام تكون بسيطة وغير مسقوفة ، هذا في المناطق التي لا يحتاج الأمر فيها إلى سقف بسبب البرد أو الحر .
ينظم الإمام عليه السلام موسم الحج وقوانين السير
في الكافي : 4 / 427 : « عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أول ما يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف » .
وهذا معناه أن الإمام عليه السلام يجعل الأولوية لمن لم يحج ، ولا بد أنه يقوم بتوسعة الحرمين والمناسك أيضاً .
وفي التهذيب : 10 / 314 : « عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : إذا قام قائمنا عليه السلام قال : يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق ، يا معشر الرجال سيروا على جنبي الطريق ، فأيما فارس أخذ على جنبي الطريق فأصاب رجلاً عيب ، ألزمناه الدية ، وأيما رجل أخذ في وسط الطريق فأصابه عيب فلا دية له » .
وهذا رمز يدل على أن قوانين السير تكون في عصره متطورة تراعي حاجات الناس .
يطبق أحكاماً شرعية بعهد معهود من جده صلى الله عليه وآله
في الهداية / 64 : « عن الإمام الصادق عليه السلام : إن الله عز وجل آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأجساد بألفي عام ، فإذا قام قائمنا أهل البيت ورث الأخ من الذي آخى بينهما في الأظلة ، ولم يورث الأخ من الولادة » .
دلائل الإمامة / 260 : « جرهم بن أبي جهنة قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثم خلق الأبدان بعد ذلك فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض ، وما تناكرمنها في السماء تناكر في الأرض . فإذا قام القائم ورث الأخ في الدين ، ولم يورث الأخ في الولادة ، وذلك قول الله عز وجل في كتابه : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ . . . فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ » .
وفي الخصال : 1 / 169 : « عن الصادق عليه السلام : لو قد قام القائم لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله : يقتل الشيخ الزاني ، ويقتل مانع الزكاة ، ويورث الأخ أخاه في الأظلة » .
وفي المحاسن / 87 : « قال أبو عبد الله عليه السلام : دمان في الإسلام حلال ، لا يقضي فيهما أحد بحكم الله حتى يقوم قائمنا ، الزاني المحصن يرجمه ، ومانع الزكاة يضرب عنقه » .
إذا صحت هذه الروايات فقتل مانع الزكاة يكون في المرحلة الأولى قبل غنى الناس ، وقتل الشيخ الزاني لأن دافع الشهوة عنده ضعيف ، فيكون منحرفاً نفسياً .
وفي الكافي : 5 / 132 : « عن أبي عبد الله عليه السلام : قال قلت له : رجل من مواليك يستحل مال بني أمية ودماءهم ، وإنه وقع لهم عنده وديعة ؟ فقال : أدوا الأمانات إلى أهلها وإن كانوا مجوساً ، فإن ذلك لا يكون حتى يقوم قائمنا أهل البيت عليه السلام فيحل ويحرم » .
المقصود بهذا الحديث جواز مصادرة الأموال للإمام عليه السلام لأنه أعرف بما يحل وما يحرم .
يُحَرِّمُ ربح المؤمن على أخيه المؤمن
من لا يحضره الفقيه : 3 / 313 : « عن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الخبر الذي روي أن من كان بالرهن أوثق منه بأخيه المؤمن فأنا منه برئ ، فقال : ذلك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت . قلت : فالخبر الذي روي أن ربح المؤمن على المؤمن ربا ، ما هو ؟ قال : ذاك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت ، وأما اليوم فلا بأس بأن يبيع من الأخ المؤمن ويربح عليه » . وهذا يدل على أنظمة خاصة بالبيع والربح في عصره عليه السلام .
تصطلح في عصره السباع والمؤذيات
روى الحاكم : 4 / 514 : « عن ابن عباس وصححه : وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وتأمن البهائم والسباع ، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها . قال قلت : وما أفلاذ كبدها ؟ قال : أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة » .
وفي الإحتجاج : 2 / 290 : « عن زيد بن وهب الجهني قال : لما طعن الحسن بن علي بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت : ما ترى يا ابن رسول الله فإن الناس متحيرون ؟ فقال : أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ، إبتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي . . . قال قلت : تترك يا ابن رسول الله شيعتك كالغنم ليس لها راع ؟ قال : وما أصنع يا أخا جهينة ، إني والله أعلم بأمر قد أدى به إليَّ ثقاته ، إن أمير المؤمنين عليه السلام قال لي ذات يوم وقد رآني فرحاً : يا حسن أتفرح ؟ ! كيف بك إذا رأيت أباك قتيلاً ؟ كيف بك إذا ولي هذا الأمر بنو أمية وأميرها الرحب البلعوم الواسع الإعفجاج ، يأكل ولا يشبع ، يموت وليس له في السماء ناصر ولا في الأرض عاذر ، ثم يستولي على غربها وشرقها ، يدين له العباد ويطول ملكه ، يستن بسنن أهل البدع والضلال ، ويميت الحق وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقسم المال في أهل ولايته ويمنعه من هو أحق به ، ويذل في ملكه المؤمن ، ويقوى في سلطانه الفاسق ، ويجعل المال بين أنصاره دولاً ، ويتخذ عباد الله خَولاً ، يدرس في سلطانه الحق ويظهر الباطل ، ويقتل من ناواه على الحق ، ويدين من والاه على الباطل !
فكذلك حتى يبعث الله رجلاً في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس ، يؤيده الله بملائكته ، ويعصم أنصاره وينصره بآياته ، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً وكرهاً ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ونوراً وبرهاناً ، يدين له عرض البلاد وطولها ، لا يبقى كافر إلا آمن به ولا صالح إلا صلح ، وتصطلح في ملكه السباع ، وتخرج الأرض نباتها ، وتنزل السماء بركتها ، وتظهر له الكنوز ، يملك ما بين الخافقين أربعين عاماً . فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه » .
وقد ورد وصف الحياة الموعودة في المستقبل ، في التوراة الموجودة ، سفر أشعيا - إصحاح 35 - 25 : « الذئب والحمل يرعيان معا والأسد » .
لا يعود الظلم بعده إلى الأرض
تمتد دولة أهل البيت عليهم السلام إلى يوم القيامة ، ولا تُرفع الحجة من الأرض إلا قبل يوم القيامة بأربعين يوماً ، حيث يسود الأشرار الذين تقوم عليهم القيامة .
في الكافي : 1 / 329 : « عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمه الله عند أحمد بن إسحاق ، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شئ وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه ، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً ، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأغلق باب التوبة ، فلم يك يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ، فأولئك أشرار من خلق الله عز وجل وهم الذين تقوم عليهم القيامة . . الخ . » .
فأقره معتمد الإمام عليه السلام . وسيأتي ذكر ذلك في حديث مولد الإمام المهدي عليه السلام .