النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
اليهود والمعركة في عصر ظهور الإمام المهدي "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص551-560
2025-06-20
28
الآيات في دور اليهود في عصر الظهور
ذكرنا في كتاب عصر الظهور أن آيات القرآن تنص على أن اليهود يشعلون نار الحروب في الأرض ، وأن الله تعالى تكفل بإطفاء نارهم !
قال عز وجل : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ، وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً وَاللهُ لايُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ . « المائدة : 64 » .
وهو وعد بإطفاء كل حرب يشعلونها ، سواء كانوا فيها طرفاً أو حركوا لها آخرين .
وفي هذا القرن تضاعف إشعالهم نيران الحروب على المسلمين ، فحركوا عليهم الغرب والشرق ، واغتصبوا فلسطين وأقاموا فيها دولتهم ، وعلوا علواً كبيرا .
فلا بد أن يتحقق الوعد الإلهي بإطفاء نارهم . ومن طرق إطفاء نارهم صراعاتهم الداخلية فهي باب من اللطف الإلهي بالناس ، وكذلك تسليط الآخرين عليهم ، قال عز وجل : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ . « الأعراف : 167 » . والمعنى : أنه تعالى قضى بأن يسلط عليهم من يعاقبهم ويعذبهم إلى يوم القيامة ، وشتتهم في الأرض جماعات ، منهم الصالح ومنه الطالح ، وامتحنهم بالخير والشر ، لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الهدى ! وقد سلط عليهم ملوك مصر وبابل واليونان والفرس والروم ، وغيرهم ، ما عدا فترات حكم فيها الأنبياء عليه السلام وفترة علوهم الفعلية التي تسبق الانتقام منهم .
وقد فصَّلت هذا الوعد الإلهي آيات مطلع سورة الإسراء ، فقال الله تعالى :
« سُبْحَانَ الذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِى إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِى وَكِيلا . ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُوراً . وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ في الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ في الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً .
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيراً . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً » .
وخلاصة معناها : حكمنا في القضاء المبرم في التوراة لبني إسرائيل بأنكم ستفسدون في المجتمع البشري مرتين ، وتستكبرون على الناس وتعلون عليهم علواً كبيراً مرة واحدة .
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ . أي إذا جاء وقت عقوبة إفسادكم الأول أرسلنا عليكم عباداً لنا ، أصحاب قوة وبطش . فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا . . كناية عن سهولة الفتح الأول لفلسطين على يد المسلمين ، حيث جاس جنود المسلمين بين بيوتهم يتعقبون المقاتلين .
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . أي أعدنا لكم الغلبة عليهم ، وأعطيناكم أموالاً وأولاداً ، وأنصاراً في العالم .
إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا . . ثم يستمر وضعكم هذا فترة ، فإن تبتم وعملتم خيراً فهو خير لأنفسكم ، وإن أسأتم وطغيتم وعلوتم فهو لكم أيضاً .
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً . أي نسلط عليكم نفس العباد فيسوؤوا وجوهكم ، ثم يدخلوا المسجد فاتحين كما دخلوه أول مرة ، ويسحقوا علوكم سحقاً .
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً . أي لعل الله أن يرحمكم بعد هذه العقوبة الثانية ، وإن عدتم إلى إفسادكم عدنا إلى معاقبتكم ، وحصرناكم عن ذلك في الدنيا ، ثم جعلنا لكم جهنم حصراً في الآخرة .
والنتيجة : أن تاريخ اليهود من بعد موسى عليه السلام إلى آخر حياتهم يتلخص بإفسادهم الأول ، ثم عقوبتهم على يد المسلمين . ثم يغلبون المسلمين ويكثر أنصارهم في العالم ، ويكون علوهم لأول مرة ، فيجئ وعد العقوبة الثانية على يد نفس القوم .
فالعقوبة الأولى على إفسادهم وقعت على يد المسلمين في صدر الإسلام ، ثم رد الله لهم الكرة لهم على المسلمين فأفسدوا مرة ثانية ، ثم تحقق علوهم في الأرض ، وستكون عقوبتهم على أيدي المسلمين أيضاً .
وهذا ما نصت عليه الأحاديث الشريفة عن الأئمة عليهم السلام ، وفسرت القوم الذين يبعثهم الله تعالى على اليهود في المرة الثانية بأنهم المهدي عليه السلام وأصحابه ، وأنهم أهل قم وقوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ، فلا يدعون وتراً لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه .
ففي البحار : 60 / 216 : « عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قرأ هذه الآية . . فقلنا : جعلنا فداك من هؤلاء ؟ فقال ثلاث مرات : هم والله أهل قم » .
وفي تفسير العياشي : 2 / 141 و 281 : « عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قرأ قوله تعالى : بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، وقال : هو القائم وأصحابه أولوا بأس شديد » .
والأحاديث الثلاثة متفقة في المقصود ، لأن أهل قم بمعنى أنصار المهدي عليه السلام وكذلك أهل الكوفة . ويبدو أن مقاومة المسلمين لليهود تكون على مراحل حتى يظهر الإمام عليه السلام ، فيكون القضاء النهائي عليهم بيده .
وذهب بعضهم في تفسيرها بعيداً ، وتصور أن القوم الذين يبعثهم الله على اليهود للعقوبة الثانية غير المسلمين ، مع أنهم في المرتين أمة واحدة ، وصفاتهم لا تنطبق إلا على المسلمين ! فحتى لو صح وصف ملوك المصريين والبابليين واليونان والفرس والروم وغيرهم ممن تسلطوا على اليهود ، بأنهم « عباداً لنا » فإنه لم يحدث أن اليهود عادوا وغلبوا أحداً منهم وجعلهم الله أكثر نفيراً عليهم إلا المسلمين ، كما لم يتحقق علو اليهود الكبير على الشعوب والدول إلا في عصرنا !
وكذلك القول في آيات حشرهم الأول وحشرهم الثاني ، وقد وقع الحشر الأول بعد حرب الأحزاب ، لمَّا نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وآله قال الله تعالى : هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَلِ الْحَشْرِ . . . وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّار .
أما حشرهم الثاني فهو تجميعهم في فلسطين قبل القضاء عليهم ، كما قال تعالى : وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرض فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً » . « الإسراء : 104 » . واللفيف الجماعة من قبائل شتى . « تفسير القمي : 2 / 29 » . ولا يتسع المجال لبيان خطأ من فسرالآيات بالحشر يوم القيامة .
المعركة الموعودة بين اليهود والمسلمين
اتفقت مصادر المسلمين على أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر أمته بأن لهم معركة مع اليهود في آخر الزمان في فلسطين .
وتتشابه مضامينها وتعابيرها مع ما ورد في تفسير قوله تعالى : بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، بأن المبعوثين عليهم المهدي وأصحابه .
ففي مصنف عبد الرزاق : 11 / 399 ، وابن حماد : 2 / 574 ، وابن أبي شيبة : 15 / 144 : « عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله » . وبرواية أخرى قال : « ينزل عيسى بن مريم فإذا رآه الدجال ذاب كما تذوب الشحمة ، فيقتل الدجال ويتفرق عنه اليهود ، حتى أن الحجر ليقول : يا عبد الله المسلم هذا عندي يهودي فتعال فاقتله » .
وفي مسند أحمد : 2 / 417 : « عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا تقوم الساعة حتى يقتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود » .
وفي البخاري : 3 / 232 ، و : 4 / 51 ، عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول : يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله . وعن أبي هريرة : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله » . ونحوه مسلم : 8 / 188 ، ، والبيهقي : 9 / 175 ، وأحمد : 2 / 417 ، والجامع للأصول : 5 / 356 .
وفي مجمع الزوائد : 7 / 348 ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه ، ولاأدرى أين الأردن يومئذ . رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات » . ونحوه الآحاد والمثاني : 4 / 409 ، وتاريخ دمشق : 62 / 323 ، بروايتين .
وروى نحوه ابن حماد : 2 / 568 ، عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث فيه مبالغات عن الدجال أيضاً ، جاء فيه : « فبينما أنتم على ذلك حتى ينزل عيسى بن مريم بإيليا وفيها جماعة من المسلمين وخليفتهم . . . ثم يفترقون ويختبؤون تحت كل شجر وحجر حتى يقول الحجر : يا عبد الله يا مسلم تعال هذا يهودي ورائي فاقتله ، ويدعو الشجر مثل ذلك غير شجرة الغرقدة شجرة اليهود لا تدعو إليهم أحداً يكون عندها » .
ونحوه في ابن حماد : 2 / 570 ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، جاء فيه : « فإذا بعيسى بن مريم بين ظهرانيهم ، فينكب إمامهم عنه ليصلي بهم ، فيأبى عيسى بن مريم حتى يصلي إمامهم تكرمة لتلك العصابة ، ثم يمشي إلى الدجال وهو في آخر رمق فيضربه فيقتله ، فعند ذاك صاحت الأرض فلم يبق حجر ولا شجر ولا شئ إلا قال : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله ، إلا الغرقدة فإنها شجرة يهودية » .
فهذه المعركة القطعية مع اليهود لا تفسير لها إلا بمعركة الإمام المهدي عليه السلام معهم .
وتقدمت بعض أحاديثها في فصل فلسطين والقدس ، ولعل أشهر ها في مصادر السنة ما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله قال : « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود » .
كما نصت أحاديث قتال عيسى عليه السلام للدجال على وجود اليهود مع الدجال ، وأنهم أكثر أتباعه ، كما في مسند أحمد « 3 / 367 » في حديث طويل عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله يصف فيه قتل الدجال وفيه : « حتى أن الشجرة والحجر ينادي يا روح الله هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً إلا قتله » .
والحاكم : 4 / 530 ، بنحوه وصححه ، وعقد الدرر / 232 ، بعضه ، ومجمع الزوائد : 7 / 343 ، وقال عن إسنادي أحمد : رجال أحدهما رجال الصحيح ، والدر المنثور : 2 / 242 ، عن أحمد ، وكذا جمع الجوامع : 1 / 995 ، وابن خزيمة ، وأبو يعلى ، والحاكم ، والضياء المقدسي . . الخ .
وروى عبد الرزاق : 11 / 397 ، حديثاً طويلاً عن الدجال فيه أساطير ، لكن قال فيه : « فينزل ابن مريم فيحسرعن أبصارهم ، وبين أظهرهم رجل عليه لامته يقولون : من أنت يا عبد الله ؟ فيقول : أنا عبد الله ورسوله وروحه وكلمته عيسى بن مريم ، اختاروا بين إحدى ثلاث : بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذاباً من السماء ، أو يخسف بهم الأرض ، أو يسلط عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم عنكم ، فيقولون : هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا ولأنفسنا ، فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تُقل يده سيفه من الرعدة ، فيقومون إليهم فيسلطون عليهم » . ونحوه ابن حماد : 2 / 552 ، وتهذيب ابن عساكر : 1 / 194 .
ومن مصادرنا نصت الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أن المهدي سيطهر بلاد العرب من اليهود ، قال عليه السلام : « لأبنين بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه . فقال الراوي وهو عباية الأسدي : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت ؟ فقال : هيهات يا عباية ذهبت غير مذهب ! يفعله رجل مني أي المهدي عليه السلام » . « معاني الأخبار للصدوق : 406 ، ومعناه أنه عليه السلام يخرجهم من فلسطين ، وينهي دولتهم العنصرية .
من يسلم من اليهود على يد الإمام المهدي عليه السلام
تقدم في فصل أصحاب المهدي عليه السلام أنه يستخرج نسخة التوراة والإنجيل من غار بأنطاكية ، وجبل بالشام ، وجبل فلسطين ، وبحيرة طبرية ، ويحاجُّ بها اليهود . ففي ابن حماد : 1 / 355 : « عن كعب قال : يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية فيه التوراة التي أنزل الله تعالى على موسى ، والإنجيل الذي أنزل الله عز وجل على عيسى ، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم » .
وفي ابن حماد : 1 / 357 : « عن كعب قال : إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أسفار من أسفار التوراة يستخرجها من جبال الشام ، يدعو إليها اليهود ، فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة ، ثم ذكر نحواً من ثلاثين ألفاً » .
أقول : نعم ، المهدي عليه السلام يهدي إلى نسخ من التوراة ويسلم على يده جماعة من اليهود ، لكن لا يص ما زعمه كعب من أن سبب تسميته بالمهدي عليه السلام أنه يهدي إلى أسفارالتوراة ، فهذا تضخيم للتوراة وتصغير للمهدي عليه السلام !
وقد توهم بعضهم بأن ما ورد في مصادرنا من أنه سمي المهدي لأنه يهدي إلى أمر خفي ، أنه يهدي إلى التوراة ، لكن الأمر الخفي أعم ، ففي غيبة الطوسي / 282 » . : « فقلت : لأي شئ سمي المهدي ؟ قال : لأنه يهدى إلى كل أمر خفي » . فهو أعم من الهداية إلى نسخة التوراة ، وإن كانت من مفرداته .
وروى ابن حماد : 1 / 355 و 360 : « عن سليمان بن عيسى قال : بلغني أنه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية ، حتى تحمل فتوضع بين يديه ببيت المقدس ، فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلا قليلاً منهم » .
وفي سنن البيهقي : 9 / 180 : « عن مجاهد ، في قوله عز وجل : حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا قال : يعني حتى ينزل عيسى بن مريم فيسلم كل يهودي وكل نصراني وكل صاحب ملة ، وتأمن الشاة الذئب ، ولا تقرض فأرة جراباً ، وتذهب العداوة من الأشياء كلها ، وذلك ظهور الإسلام على الدين كله » .
وفي الدر المنثور : 3 / 231 : « وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في سننه عن جابر في قوله : ليُظْهرَهُ على الدِّين كُلِّه ، قال : لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا الإسلام » .
تابوت السكينة
تابوت السكينة صندوق فيه مواريث الأنبياء عليهم السلام ، وقد جعله الله آيةً لبني إسرائيل على إمامة الذي يكون عنده ، وقد جاءت به الملائكة تحمله بين جموع بني إسرائيل ، حتى وضعته أمام طالوت عليه السلام ، ثم سلمه طالوت إلى داود ، وداود إلى سليمان ، وسليمان إلى وصيه آصف بن برخيا عليهم السلام . ، ثم فقده بنو إسرائيل عندما تركوا وصي سليمان عليه السلام وبايعوا غيره !
قال الله تعالى : وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . « البقرة : 247 » .
وعقيدتنا أن تابوت السكينة وكل مواريث الأنبياء عليهم السلام جمعها الله لنبينا صلى الله عليه وآله ثم إلى أوصيائه عليهم السلام ، فهي الآن عند الإمام المهدي عليه السلام . ولم يرد عن أهل البيت عليه السلام أنه يستخرجه من أنطاكية أو غيرها . كما ورد عندنا أنه عليه السلام سمي المهدي : « لأنه يهدي لأمر خفي ، يهدي إلى ما في صدور الناس » .
« دلائل الإمامة / 249 » . ولا صحة لقول كعب إنه سمي المهدي لأنه يهدي إلى التوراة وتابوت السكينة ، يريد تضخيم التوراة وتصغير مكانة المهدي عليه السلام !
كشف الهيكل
ورد في تعداد علامات الظهور عبارة : « وكشف الهيكل » فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « ولذلك آيات وعلامات : أولهن إحصار الكوفة بالرصد والقذف . وتخريق الزوايا في سكك الكوفة . وتعطيل المساجد أربعين ليلة . وكشف الهيكل . وخفق رايات تهتز حول المسجد الأكبر ، القاتل والمقتول في النار » . « تاريخ الكوفة للبراقي / 110 » .
ويظهر أنه هيكل سليمان عليه السلام ، لكن يحتمل أن يكون أثراً تاريخياً غيره ، فقد ورد بنحو مطلق ، ولم يذكر من يكشفه .
رايات خراسان نحو القدس
وتقدمت في فصل الإيرانيين ، كالحديث المستفيض : « تخرج من خراسان راياتٌ سودٌ فلا يردها شئ حتى تنصب في إيلياء » . والمرجح أنها تكون صحبة الإمام المهدي عليه السلام .