الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
موشّحات لسان الدين
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 5-17
2025-07-21
118
موشّحات لسان الدين
فكثيرة، وقد انتهت إليه رياسة هذا الفن، كما صرح بذلك قاضي القضاة ابن خلدون في مقدمة تاريخه الكبير، ولنذكر بعض كلامه، إذ لا يخلو من فائدة زائدة، قال رحمه الله تعالى ما ملخصه(1): وأما أهل الأندلس فلمّ كثر الشعر في قطرهم، وتهذبت مناحيه وفنونه، وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخّرون منهم فنّاً منه سمّوه بالموشح، ينظمونه أسماطاً أسماطاً وأغصاناً أغصاناً، يكثرون منها ومن أعاريضها المختلفة، ويسمون المتعدد منها بيتاً واحداً، ويلتزمون عدد قوافي تلك الأغصان وأوزانها متتالياً فيما بعد إلى آخر القطعة، وأكثر ما ينتهي عندهم إلى سبعة أبيات، ويشتمل كل بيت على أغصان عددها بحسب الأغراض والمذاهب، وينسبون فيها ويمدحون كما يفعل في القصائد، وتجاوزوا (2) في ذلك إلى الغاية، واستظرفه الناس وحمده (3) الخاصّة والكافة لسهولة تناوله وقرب طريقه، وكان المخترع لها بجزيرة الأندلس مقدّم بن معافى القبري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني، وأخذ عنه ذلك ابن عبد ربّه صاحب العقد، ولم يذكر لهما مع المتأخرين ذكر، وكسدت موشّحاتهما، فكان أول من برع في هذا الشأن بعدهما عبادة القزاز شاعر المعتصم بن صمادح صاحب المريّة، وقد ذكر الأعلم البطليوسي أنّه سمع أبا بكر ابن زهر يقول: كل الوشّاحين عيال على عبادة القزاز فيما اتفق له من قوله:
بدر تمّ شمس ضحى ... غصن نقا مسك شم
ما أتمّ ما أوضحا ... ما أورقا ما أنمّ
لا جرم من لما ... قد عشقا قد حرم وزعموا أنّه لم يسبق عبادة وشاح من معاصريه الذين كانوا في زمان ملوك الطوائف، وجاء مصلّياً خلفه منهم ابن أرفع رأسه شاعر المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة، قالوا: وقد أحسن في ابتدائه في الموشحة التي طارت له حيث يقول:
العود قد ترنم بأبدع تلحين ... وشقّت المذانب رياض البساتين وفي انتهائه حيث يقول:
تخطر ولم تسلم عساك المأمون ... مروّع الكتائب يحيى بن ذي النون ثمّ جاءت الحلبة التي كانت في مدة الملثّمين فظهرت لهم البدائع، وفرسان حلبتهم (4) : الأعمى التطيلي، ثمّ يحيى بن بقي، وللتطيلي من الموشحات المذهبة قوله (5):
كيف السّبيل إلى صبري ... وفي المعال أشجان
والركب وسط الفلا بالخرّد ... النواعم قد بانوا وذكر غير واحد من المشايخ أن أهل (6) هذا الشأن بالأندلس يذكرون أن جماعة من الوشّاحين اجتمعوا في مجلس بإشبيلية، وكان كل واحد منهم قد صنع موشحة وتأنّق فيها، فتقدم الأعمى التطيلي للإنشاد، فلمّا افتتح موشحته المشهورة بقوله:
ضاحك عن جمان ... سافر عن بدر
ضاق عنه الزمان ... وحواه صدري خرّق ابن بقي موشحته وتبعه الباقون (7) .
وذكر الأعلم البطليوسي (8) أنّه سمع ابن زهر يقول: ما حسدت قط وشاحاً على قول إلاّ ابن بقي حين وقع له (9) :
أما ترى أحمد ... في مجده العالي لا يلحق
أطلعه المغرب ... فأرنا مثله يا مشرق وكان في عصرهما من الوشّاحين المطبوعين أبو بكر الأبيض، وكان في عصرهم أيضاً الحكيم أبو بكر ابن باجة صاحب التلاحين المعروفة.
ومن الحكايات المشهورة أنّه حضر مجلس مخدومه ابن تيفلويت (10) صاحب سرقسطة فألقى عليه بعض موشّحته:
جرّر الذيل أيّما جرّ ... [وصل السكر منك بالسكر] (11) فطر الممدوح لذلك، وختمها بقوله:
عقد الله راية النصر ... لأمير العلا أبي بكر فلمّا طرق ذلك التلحين سمع ابن تيفلويت صاح: واطرباه! وشقّ ثيابه، وقال: ما أحسن ما بدأت وما ختمت، وحلف الأيمان المغلظة أن لا يمشي ابن باجة لداره إلا على الذهب فخاف الحكيم سوء العاقبة فاحتال بأن جعل ذهباً في نعله ومشى عليه.
ثم قال ابن خلدون بعد كلام: واشتهر بعد هؤلاء في صدر دولة الموحدين محمد بن أبي الفضل بن شرف إلى أن قال: وابن هردوس (12) الذي له:
يا لَيلَةَ الوَصلِ وَالسُعودِ ... بِاللَهِ عودي وابن مؤهل (13) الذي له:
ما العيد في حلة وطاق ... وشم طيب
وإنما العيد في التلاقي ... مع الحبيب وأبو إسحاق الزويلي (14) .
قال أبو سعيد: سمعت أبا الحسن سهل بن مالك يقول: إنه دخل على ابن زهر وقد أسن وعليه زي البادية إذ كان يسكن بحصن سبتة فلم يعرفه فجلس حيث انتهى به المجلس (15) ، وجرّت المحاضرة أن أنشد لنفسه موشحة وقع فيها:
كحل الدجى يجري ... من مقلة الفجر على الصباح
ومعصم النهر ... في حلل خضر من البطاح فتحرك ابن زهر، وقال: أنت تقول هذا قال: اختبر، قال: ومن تكون فأخبره، فقال: ارتفع، فوالله ما عرفتك.
قال ابن سعيد: وسابق الحلبة التي أدركت هو أبو بكر ابن زهر، وقد شرّقت موشّحاته وغرّبت، قال: وسمعت أبا الحسن سهل بن مالك يقول: قيل لابن زهر: لو قيل لك: ما أبدع ما وقع لك في التوشيح فقال: كنت أقول:
ما للمولّه ... من سكره لا يفيق يا له سكران
[من غير خمر ... ما للكثيب المشوق يندب الأوطان]
هل تستعاد ... أيامنا بالخليج وليالينا
إذ يستفاد ... من النسيم الأريج مسك دارينا
وإذ يكاد ... حسن المكان البهيج أن يحيينا
نهر أظلّه ... دوح عليه أنيق مؤنق فينان
والماء يجري ... وعائم وغريق من جنى الريحان واشتهر بعده ابن حيون؛ إلى أن قال: وبعد هؤلاء ابن حزمون بمرسية، ذكر ابن ارائس أن يحيى الخزرجي دخل عليه في مجلسه، فأنشده موشّحة لنفسه، فقال له ابن حزمون: ما الموشّح بموشح حتى يكون عارياً من التكليف، فقال: على مثل ماذا فقال:
على مثل قولي:
يا هاجري ... هل إلى الوصال منك سبيل
أو هل يرى ... عن هواك سال قلب العليل وأبو الحسن سهل بن مالك بغرناطة، قال ابن سعيد: كان والدي يعجب بقوله:
إن سيل الصباح في الشرق ... عاد بحراً في أجمع الأفق
فتداعت نوادب الورق ... أتراها خافت من الغرق فبكت سحرةً على الورق ... واشتهر بإشبيلية لذلك العهد أبو الحسن ابن الفضل، قال ابن سعيد عن والده: سمعت سهل بن مالك يقول له: يا ابن الفضل، لك على الوشّاحين الفضل، بقولك:
واحسرتي لزمان مضى ... عشيّة بان الهوى وانقضى
وأفردت بالرغم لا بالرضى ... وبت على جمرات الغضا
أعانق بالفكر تلك الطلول ... وألثم بالوهم تلك الرسوم قال: وسمعت أبا بكر ابن الصابوني ينشد الأستاذ أبا الحسن الدبّاج موشّحاته غير ما مرّة فما سمعته يقول " لله درّك " إلا في قوله:
قسماً بالهوى لذي حجر ... ما لليل المشوق من فجر خمد الصبح ليس يطرد ... ما لليلي فيما أظن غد ... صحّ يا ليل أنك الأبد ...
أو تفضّت قوادم النسر ... فنجوم السماء لا تسري
ومن موشّحات ابن الصابوني قوله:
ما حال صبٍّ ذي ضنىً واكتئاب ... أمرضه يا ويلتاه الطبيب
عامله محبوبه باجتناب ... ثم اقتدى فيه الكرى بالحبيب
جفا جفوني النوم لكنّني ... لم أبكه إلاّ لفقد الخيال
وذو الوصال اليوم قد غرّني ... منه كما شاء وشاء الوصال
فلست باللائم من صدّني ... بصورة الحق ولا بالمحال واشتهر بير العدوة ابن خلف الجزائري صاحب الموشّحة المشهورة:
يد الإصباح قد قدحت ... زناد الأنوار من مجامر الزهر وابن خزر البجائي، وله من موشحة:
ثغر الزمان موافق ... حيّاك منه بابتسام ومن محاسن الموشّحات موشحة ابن سهل شاعر إشبيلية وسبتة من بعدها (16) :
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ... قلب صبٍّ حلّه عن مكنس
فهو في حر وخفق مثلما ... لعبت ريح الصبا بالقبس وقد نسج على منواله فيها صاحبنا الوزير أبو عبد الله ابن الخطيب شاعر الأندلس والمغرب لعصره فقال:
جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما ... في الكرى أو خلسة المختلس
إذ يقود الدهر أشتات المنى ... ينقل الخطو على ما يرسم
زمراً بين فرادى وثنا ... مثلما يدعو الوفود المواسم
والحيا قد جلّل الروض سنا ... فثغور الزهر منه تبسم
وروى النعمان عن ماء السما ... كيف يروي مالك عن أنس
فكساه الحسن ثوباً معلما ... يزدهي منه بأبهى ملبس
في ليال كتمت سرّ الهوى ... بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى ... مستقيم السير سعد الأثر
وطر ما فيه من عيب سوى ... أنّه مّر كلمح البصر
حين لّذ الأنس شيئا أو كما ... هجم الصبح هجوم الحرس
غارت الشهب بنا أو ربما ... أثرت فينا عيون النرجس
أي شيءٍ لامرىء قد خلصا ... فيكون الروض قد مكّن فيه
تنهب الأزهار منه الفرصا ... أمنت من مكره ما تتقيه
فإذا الماء تناجى والحصى ... وخلا كّل خليل بأخيه
تبصر الورد غيوراً برما ... يكتسي من غيظه ما يكتسي
وترى الآس لبيباً فهما ... يسرق السّمع بأذني فرس
يا أهيل الحيّ من وادي الغضا ... وبقلبي سكن أنتم به
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا ... لا أبالي شرقه من غربه
فأعيدوا عهد أنس قد مضى ... تعتقوا عانيكم من كربه
واتقوا الله وأحيوا مغرما ... يتلاشى نفساً في نفس
حبس القلب عليكم كرما ... أفترضون عفاء الحبس
وبقلبي منكم مقترب ... بأحاديث المنى وهو بعيد
قمر أطلع منه المغرب ... شقوة المغرى به وهو سعيد
قد تساوى محسن أو مذنب ... في هواه بين وعد ووعيد
ساحر المقلة معسول اللمى ... جال في النفس مجال النفس
سدّد السهم وسمىّ ورمى ... ففؤادي نهبة المفترس
إن يكن جار وخاب الأمل ... وفؤاد الصبّ بالشوق يذوب
فهو للنفس حبيب أول ... ليس في الحبّ لمحبوب ذنوب
أمره معتمل ممتثل ... في ضلوع قد براها وقلوب
حكّم اللّحظ بها فاحتكما ... لم يراقب في ضعاف الأنفس
منصف المظلوم ممّن ظلما ... ومجازي البّر منها والمسي
ما لقلبي كلمّا هبت صبا ... عاده عيد من الشوق جديد
كان في اللوح له مكتتبا ... قوله: " إن عذابي لشديد "
جلب الهمّ له والوصبا ... فهو للأشجان في جهد جهيد
لاعج في أضلعي قد أضرما ... فهي نار في هشيم اليبس
لم يدع في مهجتي إلا ذما ... كبقاء الصبح بعد الغلس
سلّمي يا نفس في حكم القضا ... واعمري الوقت برجعى ومتاب
دعك من ذكرى زمان قد مضى ... بين عتبى قد تقضّت وعتاب
واصرفي القول إلى المولى الرضى ... ملهم التوفيق في أمّ الكتاب
الكريم المنتهى والمنتمي ... أسد السرج وبدر المجلس
ينزل النصر عليه مثلما ... ينزل الوحي بروح القدس إلى هذا الحد انتهى ابن خلدون من موشحة لسان الدين، ولا أدري لِمَ لَمْ يكملها، وتمامها قوله:
مصطفى الله سمىّ المصطفى ... الغني بالله عن كلّ أحد
من إذا ما عقد العهد وفى ... وإذا ما فتح الخطب عقد
من بني قيس بن سعدٍ وكفى ... حيث بيت النصر مرفوع العمد
حيث بيت النصر محمي الحمى ... وجنى الفضل زكي المغرس
والهوى ظل ظليل خيّما ... والندى هبّ إلى المغترس
هاكها يا سبط أنصار العلا ... والذي إن عثر الدهر أقال
غادة ألبسها الحسن ملا ... تبهر العين جلاء وصقال
عارضت لفظا ومعنى وحلى ... قول من أنطقه الحبّ فقال:
" هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ... قلب صبّ حلّه عن مكنس "
" فهو في خفقٍ وحرٍ مثلما ... لعبت ريح الصّبا بالقبس " ثمّ قال ابن خلدون: وأما المشارقة فالتكلف ظاهر على ما عانوه من الموشحات، ومن أحسن ما وقع لهم في ذلك موشحة ابن سناء الملك المصري التي اشتهرت شرقاً وغرباً، وأولها:
[يا] حبيبي ارفع حجاب النور ... عن العذار
تنظر المسك على كافور ... في جلّنار
كللي يا سحب تيجان الربى ... بالحلي
واجعلي سوارها منعطف ... الجداول ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وتصريع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقتهم بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيه إعراباً (17) ، واستحدثوا فناً سموه بالزجل، والتزموا النظم فيه على مناجيهم إلى هذا العهد فجاءوا فيه بالغرائب واتسع فيه للبلاغة مجال، بحسب لغتهم المستعجمة، وأوّل من أبدع في هذه الطريقة الزجلية أبو بكر ابن قزمان، وإن كانت قيلت قبله بالأندلس (18) ، لكن لم تظهر حلاها، ولا انسبكت معانيها، واشتهرت رشاقتها، إلا في زمانه، وكان لعهد الملثّمين، وهو إمام الزجالين على الإطلاق، قال ابن سعيد: رأيت أزجاله مرويّة ببغداد أكثر ممّا رأيتها بحواضر المغرب، قال: وسمعت أبا الحسن ابن جحدر الإشبيلي (19) إمام الزجالين في عصرنا يقول: ما وقع لأحد من أئمّة هذا الشأن مثل ما وقع لابن قزمان شيخ الصناعة، وقد خرج إلى منتزه مع بعض أصحابه، فجلسوا تحت عريش، وأمامهم تمثال أسد من رخام يصب الماء على صفائح من الحجر، فقال:
وعريش قد قام على دكان ... بحال رواق
وأسد قد ابتلع ثعبان ... من غلظ ساق
وفتح فمو بحال إنسان ... به الفواق
وانطلق من ثم على الصّفاح ... والقي الصياح
وكان ابن قزمان مع أنه قرطبي الدار كثيراً ما يتردد إلى إشبيلية، وينتاب نهرها.
إلى أن قال ابن خلدون: وجاءت بعدهم حلبة كان سابقها مدغليس (20) ، وقعت له العجائب في هذه الطريقة، فمن قوله في زجله المشهور:
ورذاذ دق ينزل ... وشعاع الشمس يضرب
فترى الواحد يفضض ... وترى الآخر يذهّب
والنبات يشرب ويسكر ... والغصون ترقص وتطرب
وتريد تجي إلينا ... ثمّ تستحي وترجع ومن محاسن أزجاله قوله:
لاح الضّيا والنجوم سكارى ... ثم قال: وظهر بعد هؤلاء في إشبيلية ابن جحدر الذى فضل على الزجالين في فتح ميورقة بالزجل المشهور الذي أوّله:
من يعاند التوحيد بالسيف يمحق ... أنا برى ممّن يعاند الحق قال ابن سعيد: لقيته ولقيت تلميذه البعبع (21) صاحب الزجل المشهور الذي أوله:
ليتني إن ريت حبيبي ... أقتل أدنو بالرسيلا
لشن أخذ عنق الغزيّل ... وسرق فم الحجيلا
ثم جاء من بعدهم أبو الحسن سهل بن مالك إمام الآداب، ثم من بعدهم لهذه العصور صاحبنا الوزير أبو عبد الله ابن الخطيب إمام النظم والنثر في الملة الإسلامية غير مدافع، فمن محاسنه في هذه الطريقة:
امزج الأكواس واملالي نجدّد ... ما خلق المال إلاّ أن يبدد ومن قوله على طريقة الصوفية وينحو منحى الششتري منهم:
بين طلوع وبين نزول ... اختلطت الغزول
ومضى من لَمْ يكن ... وبقي من لم يزول ومن محاسنه أيضاً قوله في ذلك المعنى:
البعد عنك يا ابني أعظم مصايبي ... وحين حصل لي قربك سيّبت أقاربي انتهى المقصود جلبه من كلام ابن خلدون، وقد أطال رحمه الله تعالى في هذا المقصد، ولم أرد إيراد جميع كلامه لطوله وعدم تعلّق الغرض به، وفيما ذكرته منه كفاية لتعلّقه بأمر لسان الدين رحمه الله تعالى، وشهادته له أنّه شاعر الإسلام غير مدافع، وأنّه انتهت إليه رياسة الصناعة الزجلية والتوشيحية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر مقدمة ابن خلدون: 1327 وأصل هذا النص نفسه ورد في " المقتطف من أزاهر الطرف " لابن سعيد، وراجع أزهار الرياض 2: 208.
(2) المقدمة: وتجاروا.
(3) المقدمة والأزهار: جملة.
(4) المقتطف: فرنسا رهان حلبتهم.
(5) ديوان الأعمى: 272.
(6) المقتطف: وسمعت غير واحد من الأشياخ ... الخ.
(7) راجع هذه القصة في المجلد 3: 404.
(8) المقتطف: وسمعت الأعلم البطليوسي يقول ... الخ.
(9) انظر هذه الموشحة في ديوان التطيلي: 270 - 272 وهي دار الطراز: 63 منسوبة لابن بقي.
(10) المقتطف: أنه لما ألقى على بعض قينات ابن تيلفويت ... الخ.
(11) زيادة من المقتطف.
(12) ترجم له في المغرب (2: 210) وسماه أحمد بن هردوس بتقديم الواو على الدال؛ وكنيته أبو الحكم؛ وفي التحفة (54) أنه إبراهيم بن علي بن هردوس؛ وقال إنه من أهل حصن مرشانة من عمل المرية وتوفي بمراكش سنة 572؛ وسماه في التكملة أيضاً إبراهيم (ص: 154) وأورد له صاحب المغرب موشحة (2: 215) هي التي أورد هنا مطلعها؛ وأغلب الظن أن الصواب في نسبه "
هردوس " بتقديم الدال وهي لفظة بربرية ترمز إلى الفحولة. والأرجح أن اسمه " أحمد " لقوله يخاطب أحمد بن عبد الملك بن سعيد " يا سميي " (انظر النفح 4: 201) .
(13) ذكره في المغرب 2: 390 باسم " ابن موهد " وأورد له موشحة وقال إنه شاطبي سكن مرسية ومدح ابن مردنيش.
(14) في المقدمة والأزهار: الدويني، وما أثبتناه هو ما ورد في المقتطف.
(15) المقتطف: فجلس حيث وجد.
(16) انظر ديوان ابن سهل: 283 وهي الموشحة التي شرحها الأفراني في كتاب سماه " المسلك السهل في شرح توشيح ابن سهل ". يقول الأفراني: وقد وقفت على أزيد من اثنتي عشرة موشحة مما عورض به توشيح ابن سهل.
(17) يؤخذ من هذا أن ابن خلدون يرى أسبقية الموشح على الزجل، وهو أمر يخالف طبيعة الأشياء، لأن الزجل في أصله أغنية شعبية، وإنما يعني ابن خلدون أن الزجل أحرز " مكانة أدبية " بعد شيوع الموشح.
(18) ظهر من الزجالين ابن نمارة وابن راشد قبل ابن قزمان ولكنه خالف طريقة القدامى - كما يسميهم - واختار العودة بالزجل إلى سهول الأغنية الشعبية ورقتها.
(19) هو علي بن جحدر (المغرب 1: 263 واختصار القدح: 172) قال ابن سعيد: أكثر اشتهاره بانطباع في الزجل، وجالسته كثيراً بإشبيلية، وطال عمره حتى جاوز التسعين ومات سنة 638.
(20) اسمه أحمد بن الحاج، وكان في دولة بني عبد المؤمن، وهو شيخ الزجالين بعد ابن قزمان (المغرب 2: 214) وقد أورد له ابن سعيد (2: 220) زجلين وله في العاطل الحالي أزجال (18 - 25) وأخرى منقولة عن سفينة ابن مباركشاه (العاطل 204 - 214) وانظر النفح 3: 385.
(21) ق: اليعيع.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
