الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
موشحة الشهاب العزازي
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص:89-94
2025-07-28
52
ومن أحسن ما للمشارقة من التوشيح قول الشهاب العزازي يعارض أحمد ابن حسن الموصلي (1):
يا ليلة الوصل وكأس العقار ... دون استتار علمتماني كيف خلع العذار ... اغتنم اللذات قبل الذهاب ... [وجر أذيال الصبا والشباب] (2) ... واشرب فقد طابت كؤوس الشراب ...
على خدود تنبت الجلنار ... ذات احمرار طرزها الحسن بآس العذار ...
الراح لا شك حياة النفوس ... فحل منها عاطلات الكؤوس ... واستجلها بين الندامى عروس ...
تجلى على خطابها في إزار ... من النضار حبابها قام مقام النثار ... أما ترى وجه الهنا قد بدا ... وطائر الأشجار قد غردا ... والروض قد وشاه قطر الندى ...
فكمل اللهو بكأس تدار ... على افترار مباسم النوار غب القطار ... اجن من الوصل ثمار المنى ... وأوصل (3) الكأس بما أمكنا ... مع طيب الريقة حلو الجنى ...
بمقلة أفتك من ذي الفقار ... ذات احورار منصورة الأجفان بالانكسار ... زار وقد حل عقود الجفا ... وافتر عن ثغر الرضى والوفا ... فقلت والوقت لنا قد صفا ...
يا ليلة أنعم فيها وزار ... شمس النهار
حييت من بين الليالي القصار ...
ويعجبني من موشحات العزازي المذكور قوله (4):
ما على ... من هام وجدا بذوات الحلي
مبتلى ... بالحدق السود وبيض الطلى
باللوى ... ملي حسن لديوني لوى
كم نوى ... فتلي وكم عذبني بالنوى
قد هوى ... في حبه قلبي بحكم الهوى
واصطلى ... نار تجنيه ونار القلى
كيف لا ... يذوب من هام بريم الفلا
هل ترى ... يجمعنا الدهر ولو في الكرى
أم ترى ... عيني محيا من لجسمي برى
بالسرى ... يا حاديي ركب بليلي سرى
عللا ... قلبي بتذكار اللقا عللا
وانزلا ... دون الحمى، حي الحمى منزلا
بي رشا ... دمعي بسري في هواه فشا
لو يشا ... برد مني جمرات الحشا
ما مشى ... إلا انثنى في سكره وانتشى
عطلا ... من الحميا يا مدير الطلا
ما حلا ... إذا أدار الناظر الأكحلا
هل يلام ... من غلب الحب عليه فهام
مستهام ... بفاتر اللحظ رشيق القوام
ذي ابتسام ... أحسن نظما من حباب المدام
لو ملا ... من ريقه كأسا لأحيا الملا
أو جلا ... وجها رأيت القمر المجتلى
لو عفا ... قلبك عمن زل أو من هفا
أو صفا ... ما كان كالجلمد أو كالصفا
بالوفا ... سل عن فتى عذبته بالجفا
هل خلا ... فؤاده من خطرات الولا
أو سلا ... أو خان ذاك الموثق الأولا
وقوله أيضا يعارض الموصلي (5):
ما سلت الأعين الفواتر ... من غمد أجفانها الصفاح
إلا أسالت دم المحاجر ... من غير حرب ولا كفاح
تالله ما حرك السواكن ... غير الظباء الجآذر
لما استجاشت بكل طاعن ... من القدود النواضر
وفوقت أسهم الكنائن ... من كل جفن وناظر
عرب إذا صحن يا لعامر ... بين سرايا من الملاح
طلت علينا من المحاجر ... طلائع تحمل السلاح
أحبب بما تطلع الجيوب ... منها وما تبرز الكلل
من أقمر ما لها مغيب ... وأغصن زانها الميل
هيهات أن تعدل القلوب ... عنها ولو جارت المقل
لما توشحن بالغدائر ... سفرن عن أوجه صباح
فانهزم الليل وهو عاثر ... بذيله (6) واختفى الصباح
وأهيف ناعم الشمائل ... تهزه نسمة الشمال
فينثني كالقضيب مائل ... كما انثنى شارب ومال
له عذار كالند سائل ... لله كم من دم أسال
شُقّت على نبته المرائر ... من داخل الأنفس الصحاح
تكل في وصفه الخواطر ... وتخرس الألسن الفصاح
ظبي إلى الإنس لا يميل ... الشمس والبدر من حلاه
الحسن قالوا ولم يقولوا ... مبداه منه ومنتهاه
وطرفه الناعس الكحيل ... هيهات من سيفه النَّجاه
أذل بالسحر كل ساحر ... فهو له خافض الجناح
يجول في باطن الضمائر ... كما يجول القضا المتاح
أما ترى الصبح قد تطلع ... مذ غمضت أعين الغسق
والبدر نحو الغروب أسرع ... كهارب ناله فرق
والبرق بين السحاب يلمع ... كصارم حين يمتشق
وتحسب الأنجم الزواهر ... أسنة ألقت الرماح
فانهزم النهر وهو سائر ... فدرَّعَتْهُ يد الرياح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر المنهل الصافي 1: 344 وتوشيع التوشيح: 109.
(2) سقط هذا الشطر من ق.
(3) المنهل: وواصل.
(4) المنهل الصافي 1: 345.
(5) المنهل الصافي 1: 347.
(6) المنهل: في ذيله.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
