الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهداف تربوية / الشخصية العلمية
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 90 ــ 98
2025-08-07
16
إن كل الأمم التي تحتل مراكز متقدمة في العالم اليوم، استطاعت أن تخطو خطوات واسعة على طريق تكوين أبنائها تكويناً علمياً رصيناً، من خلال بناء (الشخصية العلمية) لديهم، أي بعث الروح العلمية، وتأسيس العقلية المنهجية. والتقدم الصناعي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي بحاجة ماسة إلى ذلك. فالذي يملك شخصية علمية، يقف موقفاً راشداً من التغييرات والتجديدات الحضارية، فيقبل ما يقبله عن بصيرة، ويرفض ما يرفضه عن هدى ووعي.
إن بعض الدول في جنوب شرق آسيا، حققت تقدماً صناعياً ملموساً عن طريق التقليد لصناعات الآخرين، والحصول على امتيازات الإنتاج؛ لكنها لم تمتلك القواعد والأسس العلمية والبحثية لذلك. وهذا مع ما له من فوائد عظيمة، إلا أنه غير مأمون على المدى البعيد؛ لأنه إذا ارتفع دخل الفرد لدى تلك الدول إلى ما يناظره في العالم الغربي، وارتفعت أجور العمال، أو حدثت طفرات كبرى في البحوث التطبيقية؛ فإن تلك الدول ستفقد كثيراً من ميزانها، وربما ينهار كثير مما بنوه في وقت قصير!
إن التقدم العلمي والصناعي لدى المسلمين لا يحتاج إلى عين المدة الزمنية التي استغرقها التقدم العلمي لدى الغرب فجهود خمسة قرون من البحث، يمكن استيعابها في نصف قرن، لكن ذلك لن يحدث أبداً إلا إذا تمكنا من نشر الشغف بالعلم، وإيثاره، وارتكاب المخاطر من أجله، إلى جانب تمليك الشباب أصول المنهج العلمي.
وبناء الشخصية العلمية، يقوم على مبادئ عديدة، ويحتاج إلى وسائل متنوعة، ولعلنا نلقي الضوء على بعض النقاط المهمة في ذلك:
أ- إن العلم وليد الدهشة، لكن الدهشة تترك المرء مذهولاً عاجزاً عن الفهم إذا لم يشعر بعد دهشته الأولى برغبة في تأمل الأشياء بعين جديدة ولم يستشعر - بوجه خاص - الرغبة الشديدة في أن يرى الأشياء ابتداء من تلك اللحظة في هذا الضوء الشديد، الذي يجعلها تبدو على ما هي عليه حقيقة، وتتهيأ للكشف عما تخفيه من أسرار (1).
حين سطع نور الإسلام على الجزيرة، ثم على العالم من بعد، تملكت الكثير من المسلمين رغبة هائلة في العلم والاكتشاف والفهم، وسطر المسلمون في ذلك مآثر عجيبة من التضحيات، وتحمل المشاق، وماذا يمكن أن يكون هناك أكثر من السفر مئات الأميال من أجل رواية حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
ولم ينحصر حب العلم في أية دائرة من الدوائر، وإنما صار عبارة عن روح يسري في جميع أوصال المجتمع، مما ساهم في تشييد الحضارة الإسلامية الزاهية!
واليوم نحن بحاجة إلى هذه الروح؛ حتى يصبح طلب العلم ومعرفة التجديد، قيمة من القيم الأساسية في حياتنا. إذا أردنا أن نعرف مدى توطن الروح العلمية في أمتنا، فلننظر ماذا يعمل الناس حين يكونون في إجازة أو محطة قطار، أو في أي وقت لا يلتزمون فيه بعمل ما. ولننظر كذلك إلى أعداد المكتبات العامة لدينا، وأعداد روادها، ونوعية ما يقرؤون، ويطالعون.
لن تتملك أمتنا زمام الحضارة ما لم يصبح التعلم، والبحث عن الجديد حركة مجتمع لا حركة صفوة أو فئة.
ب- كان سلفنا يتقربون إلى الله - تعالى - بطلب العلم، ويعدونه أفضل من التنفل، وكان لهم في طلبه ونقله للناس آداب عظيمة؛ فلم يكن العالم يرضى أن يأخذ أجرة على التعليم، بل كان كثير منهم يأبى أن يكلف من يعلمه بأي شيء من حوائجه؛ حتى لا يجرح صفاء نيته، ولا يكدر ذلك العمل الأخروي بأي شيء دنيوي وهذا في الحقيقة من أهم سمات الشخصية العلمية: إنه الترفع عن استخدام العلم سلماً للوصول إلى المنافع الشخصية.
من أهم ما تتطلبه الروح العلمية (النزاهة)، ونعني بالنزاهة الفصل بين الأهواء والمصالح، وبين الحقيقة العلمية والقناعة المعرفية؛ فلا تستخدم الأخيرة لخدمة الأولى، ولا يغير فيها من أجلها، ولا تخضع لضغوطها. فالحقيقة يجب أن تظل حرة مستعلية على الاستغلال والمتاجرة، وإلا فإن العلم يمكن أن يتحول من سلاح لإنارة الطريق، والارتقاء بالإنسان إلى سلاح يقتل حياة الناس، ويشوه المعاني النبيلة!
من نزاهة العالم أن يغير آراءه إذا وجد أن الحق مع غيره، بقطع النظر عما يقوله الناس آنذاك. ومما يذكرونه في هذا السياق أن الإمام الشافعي تناظر مع أبي عبيد القاسم بن سلام، فكان الشافعي يقول: إن القرء هو الحيض وأبو عبيد يقول: إنه الطهر. فلم يزل كل منهما يقرر مذهبه حتى تفرقا، وقد انتحل كل منهما مذهب صاحبه، وتأثر بما أورده من الحجج والشواهد (2).
ویروى عن الشافعي - رحمه الله - أنه كان يقول: والله ما ناظرت أحداً إلا قلت: (اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته) (3).
ج- لا تتوفر الروح العلمية الحقة إلا لمن أعد نفسه لتحمل المشاق والإعراض عن الكثير من اللهو والاسترخاء والسمر وراحة البال والاستقرار فقد جاء رجل إلى أحمد بن حنبل ينصحه بأن يتخلى عن الأقوال والمواقف التي تسبب له الأذى، فأجابه بقوله: إنك من أصحاب العقول المستريحة!.
كثير أولئك العلماء الذين عذبوا لأنهم عبروا عن قناعاتهم وآرائهم، وكثير أولئك الذين اضطهدوا، ووضعوا في الظل؛ لأن السنتهم لم تخضع لأهواء الظلمة والمتنفذين، وهناك أعداد كبيرة من العلماء الذين استولى النصوص على متاعهم وكتبهم وأموالهم أثناء ترحالهم في طلب العلم، ولم يثنهم ذلك عن المضي في جوب الآفاق لاكتساب المزيد من العلم والخبرة
في العصر الحديث بطولات وتضحيات كثيرة وهائلة، قدمها العلماء وهم يرصدون الظواهر الفلكية، وأثناء عملهم في المختبرات العلمية. علماء كثيرون أجريت لهم عمليات بتر في أطرافهم نتيجة دراستهم لأشعة (إكس) الخطرة في معاملهم والأطباء الذين كانوا يدرسون في معاهد (باستير) المتعددة، كانوا يتعرضون لأخطار مميتة وهم يقومون بعمليات عزل وجمع ودراسة لفصائل نقية خطرة إلى أقصى حد من البكتيريا والطفيليات المخيفة التي تسبب الأمراض الوبائية كالتيفوس ومختلف أنواع حمى المناطق الحارة (الكوليرا) والطاعون (4)!!
إن السعي إلى تأمين سلامة الناس، وتصحيح مسار حياتهم وتخليصهم من مشكلاتهم يقتضي دائماً أن يعرض العلماء سلامتهم الشخصية للخطر، وهذا ما يفعله العلماء الأفذاذ، ممن يتمتع بالإخلاص والصدق والروح العلمية المتوثبة.
د- إن تكوين الشخصية العلمية، لا يكتمل من غير امتلاك العالم لروح النقد، وهذا يستوجب أن نربي الأطفال على الإحساس المرهف تجاه مختلف الأحداث والقضايا حتى نضع الأساس للملكة النقدية لديهم. لا يعني النقد التجريح، ولا التركيز على المعائب وإنما يعني القدرة على الموازنة والمقارنة بين ما هو كائن، وبين ما يمكن أن يكون. وهو يعني أيضاً القدرة على إدراك الخصائص والميزات الإيجابية للشيء موضوع النظر، إلى جانب إدراك نواقصه وسلبياته وفق أصول فكرية وعلمية معترف بها.
والنقد أيضاً يعني القدرة على النظر إلى الأمر من وجوه وزوايا مختلفة، وبعيون الموالي والمعادي، المؤيد والمعارض، قبل إصدار الحكم، ولا يتم كل هذا إلا من خلال أمرين:
الأول: هو خصوبة الخيال وقبل كل شيء فإن من الممكن أن يشكل الخيال الواسع ثلمة في الشخصية العلمية، من خلال ضعف رؤية الأشياء على ما هي عليه، أو من خلال النزوع إلى آراء وأفكار وهمية. إلا أن هذا عبارة عن عرض جانبي لفضيلة عظيمة..
إن الحاجة إلى الخيال الخصب تسوقها أمور عديدة، منها: أنه ما زال في كل جوانب الحياة أمور غامضة كثيرة غير مكشوفة، والخيال عامل مهم في الحدس بها؛ فالخيال يحملنا إلى عوالم لا تقع في مجال الخبرة البشرية، بعضها على حافة الممكن وبعضها على حافة المستحيل، لكن نوعاً من الإدراك لها جميعاً حيوي لتحقيق قفزات علمية، وضمان مهم لاستمرار التقدم العلمي وإن كثيراً من أشكال التقدم التي حققها العلم، كان مديناً لجرأة قوية في الخيال.
كان أحد الحكماء يقول: (لولا الخيال لكان الإنسان دابة)! وهذا القول على درجة عالية من الصواب، فقد قامت في عالمنا الإسلامي أعمال كثيرة جليلة، وكان بالإمكان أن يكون لها نتائج حاسمة لو تهيأ لها خيال خصب يغذيها، ويوسع آفاق التطور أمامها فوقعت فريسة للتخبط والحيرة وبالتالي العقم والإجهاض!
إن ما هو محتمل قد يكون أهم من الحاضر الناجز، ومعرفة ما هو كائن لا قيمة لها إلا في ارتباطها بالإمكانات المحتملة (5).
الثاني: من مستلزمات النقد هو: الثقافة الموسوعية المرتبطة بتخصص، فالمتخصص بالطب يحتاج إلى معرفة حسنة بعلوم الأحياء والكيمياء والنبات والسلوك والتعلم والذكاء... والمتخصص بالتاريخ بحاجة إلى معرفة حسنة بعلوم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد والجغرافيا والآثار. والنقاد في مجال العلوم المعقدة التي تتخذ الحياة والإنسان موضوعاً لها - أحوج إلى المعرفة الموسوعية عبر التخصص، والنبوغ فيها يأتي دائماً متأخراً (6).
إن الروح النقدية رقيقة وهشة وهي بحاجة دائمة إلى تقوية وتدعيم من خلال التحصيل العلمي. ولا يفهم مدى تعقد الواقع إلا من عرف كثيراً، وقضى على فرص الخطأ، العقل المشتعل ذكاء من غير مساندة معرفة ممتازة يطرح فروضاً زائفة، وينتج معرفة شكلية، وهو مصدر ثر للغرور والكبر والحذلقة الكلامية! وإن من غير النادر أن نلتقي بأشخاص يتمتعون بملكة الخيال، لكنهم يفتقرون إلى الخبرة، وأن نلتقي بآخرين يملكون الخبرة لكنهم يفتقرون إلى الخيال.
الحمقى يتصرفون بخيال واسع دون معرفة أو خبرة.
والمتحذلقون يستعملون المعرفة دون سعة في الخيال (7). ومهمة المربي أن يجمع بين ملكة الخيال والخبرة في قالب واحد هو شخصية الطالب.
إن تنمية النقد لدى من نربيهم، قد تستوجب منا أن ندربهم على استعراض الأفكار والمقولات والطروحات المتعارضة؛ لنرى خصائص كل منها، ومدى انسجامه الذاتي، ومدى ما يمكن أن يكون لكل منها من نتائج. إنه ما احتكت فكرتان متعارضتان إلا نتج عنهما فكرة ثالثة متولدة منهما معاً، وأرقى منهما جميعاً؛ لأن تلك الفكرة هي ثمرة إنضاج الفكرتين وتلاقحهما وتنقيحهما. ومهمة النقد أن يوفر ذلك الاحتكاك.
إن أكثر من 90 % من الأفكار والأساليب والنظم، بينها نوع من التعارض والتناقض على مستوى من المستويات، وإنها جميعاً قابلة لنوع من النقد والتمحيص والتقويم؛ مما يتيح لنا فرصة عظيمة كي نرقى بملكاتنا النقدية، ونصقلها.
حين نربي ملكة النقد، ونوطد أركانها، فإن الإنتاج المعرفي لدينا سوف يزداد كماً، ويتحسن نوعاً، حيث لا تكون مهمة المدرس والكاتب والطالب - وبالتالي المجتمع - أن يتداولوا المعرفة فجة ساذجة، كما تلقوها، وإنما يدخلون عليها تحويراً، يمنحها حيوية وإنضاجاً جديدين؛ وذلك من خلال مزجها بالنماذج الخاصة والخبرة الشخصية التي يمتلكها من يديم إعمال فكره فيما يسمع ويرى ويقرأ.
هـ- العقل المنهجي هو عقل سببي؛ فالعالم الذي نعيش فيه عالم أسباب ومسببات، كما قال - جل وعلا -: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} [الكهف: 84]، قال ابن عباس: من كل شيء علماً يتسبب له إلى ما يريد. فكأن الله - تعالى - أطلعه على الأسباب والعلاقات التي تربط بينها وبين مسبباتها. إن من واجبنا أن نزرع في نفوس أبنائنا أن عليهم دائماً أن يبحثوا عن الأسباب التي أدت إلى وجود أي ظاهرة تستوقفهم؛ حيث إن كل الظواهر والأحداث تخضع لعدد من العوامل والأسباب الداخلية والخارجية المباشرة وغير المباشرة؛ وعلينا عند دراستها محاولة الوقوف عليها واجتراحها.
إن كل شيء في هذا الكون يجري بإرادة من الله - جل وعلا - وعلم سابق. والله وحده هو الذي يعرف كل الترابطات والعلاقات التي تربط بين مختلف الوقائع والظواهر؛ أما معاشر البشر، فإن عقولهم خلقت لتتعامل مع سلاسل تسير في خطوط مستقيمة وهذا ما تمضي على أساسه جهود البحث العلمي على نحو عام وشامل.
إن المنهجية ليست هي الأصل في عمل العقل البشري؛ بل إنه يمكن القول: إن العقل البشري يستطيع أن يجمع بين أقصى درجات المنهجية، واقصى درجات الخرافة ولذا فإن تكوين العقل المنهجي حتى يتم يحتاج إلى الكثير من المعالجة والجهد والمتابعة.
والملاحظة تفيدنا أن البني العميقة لمعظم الثقافات، هي بنية خرافية عندما تتجاوز القشرة الخارجية؛ وهذا في نظري من المعضلات البشرية الكبرى ولكن لا خيار أمامنا سوى أن تستهدف الحصول على شيء ولو كان قليلاً!
ولعلنا نعترف هنا أن معظم مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا العلمية والتربوية المختلفة - لم تفلح في أن تجعل من نفسها بيئات لتكوين الشخصية العلمية، كما أنها لم تفلح في إيقاد شعلة الشوق إلى المعرفة في صدور طلابها؛ فالطابع العام طابع تلقيني تجاري فالدراسة للشهادة، والشهادة للوظيفة، والوظيفة للتمتع بالحياة ونستطيع أن نقول: إننا فقدنا إخلاص السلف ودأبهم، ولم نستطع أن ننظم الحياة العلمية كما نظمها الغرب، كما لم نستطع إيجاد الباحث المفكر المبدع؛ فنحن محاصرون بين ماض خسرناه، وحاضر لم نربحه!!
إن تكوين الشخصية العلمية، يتطلب أول ما يتطلب (الجو العلمي) المشحون بالأرواح المتوثبة والعقول المتفتحة والبحوث العلمية الجادة. إنه الجو الذي تسوده تقاليد بحثية وعلمية راسخة تجعل كل من يعيش فيه يتنفس الجدية والدأب والنزاهة والطموح العالي... وبغير هذا فإن المؤسسات العلمية، لا تكون أكثر من أبنية لها كل شكليات المؤسسات العلمية في البلاد المتقدمة، ولكن ليس فيها إلا القليل من مضامينها، والقليل من إنتاجها ومساهماتها؛ وهذا ما هو واقع لدينا؛ فعلى الرغم من وجود مئات الجامعات في البلدان الإسلامية، إلا أنه ليس فيها إلا النزر القليل من الجامعات التي فيها مراكز بحوث جيدة، أو التي تدرب تدريباً جيداً!
إن مهمة المربي الكبرى أن يحول المعلومات إلى (معرفة)، وهذا يكون من خلال تمليك الناشئ أصولاً وقواعد ومنظومات كبرى وكلما جاءت جزئية أو معلومة مفردة، تم دمجها مع الربط المنطقي والعلمي الواضح بين كل أصل وفرعه. إن المعلومات لا تصبح ملكاً لنا إلا إذا أعملنا فيها ملكاتنا العقلية، ولذا فإن كل أشكال التعليم يجب أن يتلقاها المتعلم في إطارات من الفهم والنقد، وبهذا كله تتشكل خطوة، خطوة العقلية المنهجية والروح العلمية لديه. هذا الأسلوب في التعليم، هو الذي يحول العلم من عبء على الذاكرة إلى أداة تفتح، وإنضاج للشخصية، ومصدر لبعث النشاط الفكري والهمة العلمية ومهمة المربي أن يوقظ من يربيه ويحوله من قوة متلقية إلى قوة فاعلة، تهضم المعرفة وتزكيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المنطق وفلسفة العلوم: 51.
2ـ قواعد الأحكام 2: 135.
3ـ المصدر السابق: 2: 136.
4ـ المنطق وفلسفة العلوم: 55، 65.
5ـ انظر: قاموس (جون ديوي) للتربية: 6.
6ـ المنطق وفلسفة العلوم: 61، 62.
7ـ المعلم أمة في واحد: 57.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
