تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
محمد بن إبراهيم الفزاري
المؤلف: الدكتور علي عبد الله الدفاع
المصدر: رواد علم الفلك في الحضارة العربية والإسلامية
الجزء والصفحة: ص 41
1-6-2016
6507
محمد بن إبراهيم الفزاري
هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الفزاري، لا نعرف متى ولد، ولكنه توفي في بغداد سنة 180هـ تقريبا، ينتمي الى عائلة عربية اصيلة قطنت الكوفة، ويذكر المستشرق ديفيد بنقري في (موسوعة تراجم العلماء) ان اول اتصال لابي عبد الله الفزاري ببغداد سنة 144هـ وان الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور احاطه بالرعاية والتقدير لعلمه الجم.
ترعرع أبو عبد الله الفزاري في بيت علم، فقد تتلمذ على يدي ابيه ابي اسحق إبراهيم ابن حبيب الفزاري المتوفي سنة 160هـ، والذي يعتبر من كبار علماء الهيئة، حيث نال شهرة عظيمة جدا في علمي التنجيم وتقويم الشهور.
في سنة 155هـ جاءت بعثة من الهند ومعها كتاب سدهانتا الذي يحتوي على معلومات ثمينة عن علم الهيئة، فامر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، محمد بن إبراهيم الفزاري بترجمة هذا الكتاب الى اللغة العربية، وتصنيف كتاب على غراره، سمي كتاب (السند هند الكبير) فصار هذا الكتاب من اهم المراجع الذي يعول عليها الباحث في علم الفلك الى أيام الخليفة العباسي المأمون.
درس كتاب السند هند الكبير لابي عبد الله الفزاري، العلامة محمد بن موسى الخوارزمي (164-235هـ) عن كثب، فرأى الأخير ان يختصره ويصححه ويستخلص منه زيجا، وبالفعل قام في هذه المهمة على اكمل وجه، فحل زيج الخوارزمي محل كتاب السند هند الكبير.
يذكر جمال الدين القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء) ان الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور، امر محمد بن إبراهيم الفزاري بترجمة كتاب سدهانتا (كتاب السند هند) الى اللغة العربية، وان يؤلف منه كتابا تتخذه العرب أصلا في حركات الكواكب، فتولى ذلك محمد بن إبراهيم الفزاري، وعمل منه كتابا يسميه المنجمون (السند هند الكبير).. وبقي يعمل به الى أيام الخليفة العباسي المأمون، حيث اختصره أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي، وقد ايد القفطي في ذلك كل من سيد حسين نصر، والدومييلي، وديفيد بنقري، وديفيد يودين سمث، وجورج سارتون وغيرهم من المتخصصين في تاريخ العلوم.
كتاب سدهانتا المعروف عند العرب والمسلمين باسم (السند هند).
وساهانتا باللغة الهندية تعني (الدهر الداهر).. ومما لاشك فيه ان لهذا الكتاب تأثيرا عظيما في التصويرات الهندسية لحركة الكواكب، التي نتج عنها عمل الأرصاد العديدة في البلاد العربية والإسلامية.
المعروف لدى المؤرخين في حقل العلوم التجريبية، ان اول اسطرلاب في الإسلام من عمل محمد بن إبراهيم الفزاري، والف مع جهاز الاسطرلاب كتابا يصف طريقة العمل به، وسماه (كتاب العمل بالإسطرلاب المسطح) وهناك من يخلط بين الابن وابيه في موضوع صنع اول اسطرلاب في الإسلام، ولكن الثابت ان المقصود الابن محمد بن إبراهيم الفزاري.
وكان محمد بن إبراهيم الفزاري من المغرمين في علم الهيئة، فنظم قصيدة في النجوم، توحي بحبه الشديد لهذا الفن، صارت قصيدته يضرب بها المثل بين علماء العرب والمسلمين في مجال علم الفلك.
ومن مؤلفات ابي عبد الله الفزاري في مجال علم الفلك: كتاب (القصيدة في علم النجوم) وكتاب (المقياس للزوال) وكتاب (الزيج)، وكتاب (العمل بالإسطرلاب ذات الحلق)، وكتاب (العمل بالإسطرلاب المسطح).
وخلاصة القول: ان محمد بن إبراهيم الفزاري هو الذي بدا حركة نقل العلوم الفلكية والرياضية من المصادر المختلفة، وخاصة المصادر الهندية الى اللغة العربية، والمعروف ان محمد الفزاري كان متمكنا من اللغات الأجنبية وخاصة اللغة السنسكريتية.
بذل أبو عبد الله الفزاري جهدا عظيما في حقل علم الفلك التجريبي، حيث جعل هذا العمل يستند على الاستقراء والملاحظة الحسية لجميع الأرصاد، التي تعلل حركات الكواكب والاجرام السماوية، لقد كان لتفسيراته للظواهر الفلكية اثر مرموق على مسار المنهج العربي الإسلامي في هذا المضمار.
نعم.. الخليفة العباسي المنصور شجع الفزاري ورفاقه على العطاء فترجمت الكتب التي خلفتها الأمم، ليس فقط الهندية ولكن أيضا اليونانية والفارسية، وصححت الأخطاء التي وقعوا فيها، وعملوا إضافات جوهرية في علم الفلك.
ليس عيبا ان يأخذ علماء العرب والمسلمين من نتاج الأمم السابقة لهم، فالفزاري وزملاؤه درسوا وتفهموا جيدا اعمال الهنود واليونان والفرس في علم الفلك، فزادوا على نظرياتهم وتفننوا في حلول بعض المسائل المستعصية عليهم، وفوق هذا كله جعلوا علم الفلك علما عربيا واسلاميا.
العيب ان نكون عالة على الحضارة المعاصرة، فالآن حان الأوان ان نحقق تراثنا العلمي ونعرفه ونحاول ان نقدمه لفلذات اكبادنا، لكي يقتدوا بعلماء العرب والمسلمين الأوائل الذين قضوا الليل والنهار في العمل الجاد المثمر.