أبو صقر القبيصي

هو عبد العزيز عثمان القبيصي الهاشمي المشهور باسم ابي صقر القبيصي، لا نعرف متى ولد ولكنه توفي سنة 380هـ، سمي القبيصي نسبة الى القبيصة قرية بالقرب من مدينة الموصل الشهيرة.

يذكر ياقون الحموي في كتابه (معجم البلدان) ان البلد القبيصة، حور فيها وصارت تعرف بالقبيصية، ليصح القول انها منسوبة الى رجل اسمه قبيصية، لذا لا غرابة اذا راينا بعض المؤلفين يستخدم القبيصة بدلا من القبيصية.

كان أبو صقر القبيصي من النابغين الذين اشتهروا في علم الفلك والادب، تتلمذ على كبار علماء الموصل وسامراء، له مكانة مرموقة بين معاصريه في صناعة احكام النجوم.

من اقوال ابي صقر القبيصي:

* ثق بمودة من يكرمك لعلمك، فان علمك لا يزول عنك، والمائل والجاه زائلان.

* كن عالما كجاهل وناطقا كصامت.

* عظم في اعين الناس من صغرت الدنيا في عينه.

جمع أبو صقر القبيصي في كتابه (المدخل الى علم النجوم) مبتكرات ونظريات وآراء علماء العرب والمسلمين الذين سبقوه في هذا المجال، وصار هذا الكتاب من اهم المصادر العلمية للباحثين في علم الفلك.

يقول ظهير الدين البيهقي في كتابه (تاريخ حكماء الإسلام) (لم يصنف في النجوم احسن واتقن من كتاب المدخل الى علم النجوم لابي صقر القبيصي، فهو بالشهرة بين كتب النجوم مثل شهرة كتاب الحماسة لابي تمام بين الاشعار).

اهتم أبو صقر القبيصي في النقد البناء، فقد ابدى ملاحظات علمية بناءة على معظم مؤلفات العلماء الأوائل في حقل علم الفلك، لذا اشتهر بآرائه ونظرياته الاصيلة في صناعة احكام النجوم ورصد الكواكب.

عمل أبو صقر القبيصي ارصادا دقيقة لحركة الكواكب، تدل على طول باعه في هذا الميدان، جمع تجاربه العلمية في علم الفلك في رسالة سماها (رسالة في الابعاد والاجرام)، وهذه الرسالة ظلت من اهم المراجع التي يرجع اليها الباحثون في معرفة المسافات بين الاجرام المساوية.

تأثر صاحب الترجمة القبيصي بنتاج الفرغاني في علم الفلك، فشرح كتاب (تهذيب فصول الفرغاني) في علم الفلك، الذي يعتبر عند علماء العرب والمسلمين بمثابة المجسطي لبطليموس عند علماء اليونان.

الفرغاني يعتبر من علماء العرب والمسلمين الأوائل في علم الفلك (القرن الثالث الهجري)، كان من علماء الفلك المقربين الى الخليفة العباسي المأمون (169-218هـ)، فهو اول من حاول تحديد قطر الأرض وبعض الكواكب، بقيت نظريات وآراء الفرغاني في علم الفلك مقبولة عبر التاريخ.

تبحر أبو صقر القبيصي بعلم الحساب، مما يدل على ذلك رسالته (رسالة في أنواع الاعداد) وهذه الرسالة تعطي فكرة جيدة عن عنايته وشغفه بفهم هذا العلم الحيوي.

وخلاصة القول: نظرة سريعة الى أقوال ومؤلفات ابي صقر القبيصي في علم الفلك والادب تبين تماما خصب قريحته، وترسم للقارئ اللبيب صورة واضحة عن عقليته المتميزة.

فلله در ابي صقر القبيصي لتفوقه في كل من علم الفلك والادب، فالقليلون جدا يدركون ان أبا صقر القبيصي اديبا وان له صولة وجولة في هذا المضمار، والحق انه اسدى خدمة للأدب لا تقل بحال من الأحوال عن خدمته لعلم الفلك.

حقا ان أبا صقر القصيبي لم يعطه الباحثون في تاريخ العلوم حقه من البحث والاستقصاء، اللهم الا خير الدين الزركلي وظهير الدين البيهقي اللذين ذكرا نتفا عن حياته العلمية.

ارجو ان يقوم أبناء جلدته بدراسة علمية لنتاجه ، لأنني واثق بل متأكد ان مثل هذه الدراسة سوف تسفر عن حقائق علمية نادرة ودريئة في مساق علم الفلك، لانه من الواضح ان له نظريات وآراء سديدة في هذا الحقل.

مواضيع ذات صلة

يوهانس كبلر (1571-1630)م

الفلك عند العرب بعد الإسلام

نيكولاس كوبرنيكوس (1472-1543)

الفلك في الصين والهند القديمة

الفلك عند اليونان والرومان

الفلك عند العرب والمسلمين

الفلك عند العراقيين القدماء

الفلك عند المصريين القدماء

البروج نبذة تاريخية لغوية

رأي المسيو إميل بلو في تكون أجرام السماء

رأي تشمبرلين ومولتن في تكون أجرام السماء

رأي السير روبرت بول في تكون أجرام السماء