نصوص قرآنية تدل على كون النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان اُمّياً |
2155
04:50 مساءاً
التاريخ: 30-01-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
1828
التاريخ: 11-10-2014
2164
التاريخ: 18-11-2014
1894
التاريخ: 30-01-2015
2177
|
قال تعالى : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }.
{ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ( الأعراف : 157 ـ 158).
قد وصف سبحانه نبيّه في هذه الآية بخصال عشر وهي : أنّه رسول ، نبي ، اُمّي ، مكتوب اسمه في التوراة والانجيل ، ومنعوت فيهما بأنّه يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، يحل لهم الطيبات ، يحرّم عليهم الخبائث ، يضع عنهم الإصر ، ويرفع عنهم الأغلال.
وهذه الصفات التي تضمّنتها الآية في حق النبي الأكرم واضحة حتى الوصف الذي هو موضوع البحث ( الاُمّي ) إذ الاُمّي حسب تنصيص الكتاب المبين هو من لا يقدر على القراءة ولا يحسن الكتابة كما يقول سبحانه : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } ( البقرة ـ 78).
قوله سبحانه : ( لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ ) توضيح لقوله اُمّيون أي منهم اُمّة منقطعون عن كتابهم لا يعلمون منه إلاّ أوهاماً وظنوناً يتلوها عليهم علماؤهم ، الذين يحرفون كتاب الله وكلماته عن مواضعها ، ويحسب هؤلاء السذّج أنّه الكتاب المنزل إليهم من ربّهم. ولذلك قال سبحانه في الآية التالية : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ } ( البقرة ـ 79).
فلو كانوا عارفين بالكتاب قادرين على قراءته وتلاوته لما اغتروا بعمل المحرّفين ، ولميّزوا الصحيح من الزائف غير أنّ اُمّيتهم وجهلهم به حالت بينهم وبين اُمنيتهم.
قال الرازي : إنّه تعالى وصف محمداً في هذه الآية بصفات تسع (1) إلى أن قال : الصفة الثالثة كونه اُمّياً ، قال الزجّاج : معنى الاُمّي الذي هو على صفة اُمّة العرب ، قال عليه الصلاة والسلام : إنّا اُمّة اُمّية لا نكتب ولا نحسب (2) فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرأون ، والنبي كان كذلك فلهذا السبب وصفه بكونه اُمّياً (3)
وقال البيضاوي : الاُمّي لا يكتب ولا يقرأ ، وصفه به تنبيهاً على أنّ كمال علمه مع حاله هذا ، إحدى معجزاته (4)
هذا وقد أصفقت على ما ذكرنا من المعنى للاُمّية معاجم اللغة المؤلّفة في العصور الزاهرة بأيدي الخبراء الأساطين وفي مقدّمهم : أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفّى عام 395 صاحب « مقاييس اللغة » (5) وغيرها من الكتب الممتعة ودونك كلامه :
« اُم » له أصل واحد يتفرع منه أربعة أبواب وهي الأصل ، والمرجع والجماعة والدين ، قال الخليل : كل شيء تضم إليه ما سواه مما يليه ، فإنّ العرب تسمّي ذلك اُمّاً ومن ذلك اُم الرأس : وهو الدماغ ، اُم التنائف : أشدها وأبعدها ، اُم القرى : مكة وكل مدينة هي اُم ما حولها من القرى ، واُم القرآن : فاتحة الكتاب واُم الكتاب ما في اللوح المحفوظ ، واُم الرمح : لواؤه وما لف عليه ، وتقول العرب للمرأة التي ينزل عليها : اُم مثوى ، واُم كلبة : الحمى ، واُم النجوم : السماء ، واُم النجوم : المجرّه ... إلى أن عد كثيراً من هذه التراكيب فقال : الاُمّي في اللغة : المنسوب إلى ما عليه جبلة الناس لا يكتب ، فهو في أنّه لا يكتب على ما ولد عليه (6)
ومحصل كلامه أنّه ليس للاُم إلاّ مادة واحدة وهي الأصل لغيرها ومنه يتفرع غيرها فاُم الانسان اُم لأنّها أصله وعرقه وهكذا ...
وهذا الزمخشري إمام اللغة والبلاغة فسر قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } بأنّهم لا يحسنون الكتاب فيطالعوا التوراة ويتحققوا ما فيها (7)
وقال أمين الإسلام في مجمع البيان : ذكروا للاُمّي معاني :
أوّلها : أنّه الذي لا يكتب ولا يقرأ.
ثانيها : أنّه منسوب للاُمّة والمعنى أنّه على جبلة الاُمّة قبل استفادة الكتاب.
ثالثها : أنّه منسوب إلى الاُم والمعنى أنّه على ما ولدته اُمّه قبل تعلم الكتابة.
قلت : هذه المعاني متقاربة تهدف إلى مفهوم واحد. وإنّما الاختلاف في انتسابه إلى الاُم أو الاُمّة وقد جمع ابن فارس في كلامه كلا الاحتمالين.
هذه نصوص بعض أئمّة اللغة وأساطين التفسير ، إذا شئت فلاحظ كلمات الباقين منهم.
______________________
(1) لا ، بل عشر ، كما عرفت.
(2) إيعاز إلى ما رواه البخاري في صحيحه ج 1 ص 327 عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أنّه قال : إنّا اُمّة اُمّية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا أو هكذا ، مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين.
(3) مفاتيح الغيب ج 4 ص 309.
(4) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ج 3 ص 230 مع شرحه لإسماعيل القنوي.
(5) بلغ ابن فارس الغاية في الحذق باللغة ، وكنه أسرارها وفهم اُصولها ، وقد حاول في تأليف هذا المعجم أن يوحّد المعاني المتعددة المفهومة من لفظ واحد وذلك بإرجاعها إلى أصل واحد تفرّعت عنه تلك المعاني في الاستعمال ـ وقد إنفرد من بين اللغويين بهذا التأليف ولم يسبقه إلى مثله أحد ، ولم يخلفه غيره.
(6) المقاييس ج 1 ص 21 ـ 28 والكشاف ج 1 ص 224.
(7) المصدر السابق .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|