المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2777 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مخططات pE/pH
2023-12-28
طريقة وزن القَطرة dropweight method
23-9-2018
اللدائن الشمسية Solar plastics
21-12-2016
دوائر أبدية، دوائر من حول دوائر
2023-08-29
نفاذية إضافية طفيفة incremental permeability
29-4-2020
موقف القوانين الغربية من المفاجأة بالزنى
21-3-2016


الرموز اللغوية والدلالية  
  
23648   11:01 صباحاً   التاريخ: 13-11-2018
المؤلف : د. محمود فهمي حجازي
الكتاب أو المصدر : اسس علم اللغة العربية
الجزء والصفحة : ص12- 15
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / مستويات علم اللغة / المستوى الصوتي /

 

الرموز اللغوية والدلالة:
تكتسب الرموز اللغوية قدرتها الإيحائية عن طريق الاستخدام، والكلمة أقل عناصر اللغة ذات الدلالة، وليس هناك معنى محدد لصوت السين أو صوت الصاد أو لأي صوت آخر. وعندما يسمع الإنسان لغة أجنبية لا يعرفها فإنه لا يستطيع - أول الأمر- أن يميز الكلمات المختلفة التي يسمعها، فهو يسمع سلسلة من الأصوات المتتابعة. وهذا شأن الطفل قبل اكتسابه للغة، فهو يسمع اللغة مجرد جرس صوتي غير متميز الملامح ، ثم يأخذ الطفل في تمييز الرموز الصوتية التي يسمعها شيئًا فشيئًا، وما أن يكتمل تمييز الطفل بين هذه الأصوات وتكتمل قدرته على محاكاتها حتى يكون الطفل قد اكتسب الأساس الصوتي للغته الأم. وترتبط هذه المرحلة بملابسات استخدام كل كلمة وكل عبارة سمعها الطفل، فهو لا يسمع الأصوات المكونة للكلمات والعبارات مجردة عن سياقها، بل يسمع عبارات معينة في مناسبات محددة، وبذلك ترتبط كل كلمة وكل عبارة في عقل مكتسب اللغة أو مستخدمها بمواقف خاصة وظروف معينة. وما المعنى إلا حصيلة المواقف التي استخدم فيها الرمز اللغوي، ولذا فالوسيلة العلمية لمعرفة دلالة كلمة من الكلمات أو عبارة من العبارات تتلخص في بحث الظروف والملابسات التي استخدمت فيها الكلمة فاكتسبت معناها وقدرتها الإيحائية. وليست هناك أية علاقة طبيعية بين الرمز اللغوي ومدلوله في الواقع الخارجي، والعلاقة الوحيدة القائمة بين الرمز الصوتي اللغوي وما يدل عليه هي علاقة الرمز، فالكلمة ترمز إلى شيء مادي أو معنوي، وعلى هذا فلا علاقة طبيعية تربط الأصوات المكونة لكلمة منضدة في العربية أو كلمة Tisch في الألمانية وبين المنضدة كواقع مادي. والمنضدة في اللغة العربية كلمة مؤنثة، لا لأن هناك تأنيثًا في خشب المنضدة ولكن لأنها تنتهي بتاء، والتاء في العربية علامة تأنيث، فالتأنيث هنا ليس للمنضدة كواقع مادي ملموس بل لكلمة منضدة في اللغة العربية ويقابل هذه الكلمة بالألمانية كلمة der Tisch وهذه الكلمة الألمانية تصنف من المذكر. ولذا فتصنيف الكلمات في اللغة الواحدة يكوّن نظامًا لغويًّا مستقلا عن مدلولات هذه الأشياء في الواقع الخارجي، وكل ما يربط الكلمة بمدلولها هو

ص12

 

علاقة الرمز. ويصدق هذا على كل ظواهر وكلمات اللغة الإنسانية، فاللغة لها نظامها الداخلي، وليس هذا النظام انعكاسًا مباشرًا للواقع الخارجي بل هو رؤية له بطريقة ما. وتصدق علاقة الرمز على كل الألفاظ في كل اللغات، فليست هناك علاقة طبيعية بين بعض الألفاظ ومدلولاتها في الواقع الخارجي.

وقد توهم البعض في عدد من الكلمات مثل: خرير، صهيل، هديل  محاكاة للطبيعة وأطلق ابن جني(1) على هذه الكلمات اسم الأصوات المسموعات ويطلق على هذه الكلمات في الإنحليزية Onomatopoetic Words ولكن هذه الكلمات لا تختلف في شيء عن باقي كلمات اللغة من الناحية الدلالية، إذ إنها لم تكتسب قيمتها الرمزية إلا في بيئة لغوية محددة، فليست دلالات هذه الكلمات طبيعية مشتركة في كل اللغات، بل كل منها ذات إيحاء محدد في مجتمع لغوي بعينه دون غيره. فكلمة "خرير" تؤدي معناها في البيئة اللغوية العربية وتوحي فيها بصوت الماء المتدفق المتلاطم، ولكن هذه الكلمة ليست لها أية دلالة أو معنى أو قدرة إيحائية خارج البيئة اللغوية العربية. وربما توهم البعض وجود علاقة طبيعية بين معنى الإيجاب والموافقة وكلمة "أيوه" في اللهجة العربية القاهرية، والواقع أن هذه الكلمة لا توحي

ص13

 

بهذا المعنى إلا في مجتمع يفهم اللغة القاهرية، ولو قيلت وحدها لمخاطب أمريكي لفهم منها اسم ولاية أمريكية ولو نطقت أمام ألماني لما فهم منها أي شيء على الإطلاق، وكل هذا يدل على ارتباط دلالة هذه الكلمة وغيرها من الكلمات بالاستخدام اللغوي في بيئة لغوية محددة، وليست هناك علاقة طبيعية بين الصوت اللغوي أو الكلمة ودلالتها. فالمعنى هو حصيلة استخدام الكلمة في البيئة اللغوية الواحدة.
وهناك تصور سائد في بعض البيئات المتحضرة وفي كل البيئات الأقل تحضرًا تجاه بعض الكلمات، فنطق كلمة بعينها عندهم يعني استحضار الشيء، وكأن الكلمة والشيء الذي تدل عليه يكونان وحدة طبيعية واحدة. ويؤدي هذا التصور إلى تجنب ذكر أسماء الأمراض وأسماء الوحوش حتى لا تحل بالمكان الذي نطقت فيه أسماؤها. ولذا تنوعت تسميات الحيوان المخيف في الجماعة اللغوية الواحدة، وقد تجنبت جماعات لغوية في شمال أوربا ذكر اسم الدب صراحة فكانوا يرمزون له بتسميات أخرى مجازية حتى لا يحضر(2)كما حاول البعض تجنب حضور الأسد

ص14

بأن أطلقوا عليه تسميات مجازية أخرى كثيرة حتى لا يحل بالمكان ورغم وجود أمثلة كثيرة لذلك في بيئات حضارية مختلفة فواقع اللغة يثبت أنه لا علاقة بين الرمز اللغوي وما يشير إليه في عالم الواقع إلا علاقة الرمز. وكل الرموز اللغوية سواء في ذلك.

ص15

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عد ابن جني على هذه الكلمات - أصل اللغة "انظر: الخصائص1/ 40" أما الاصطلاح الأوربي فيرجع إلى كلمة Onoma "وتعني في اليونانية اسم" + كلمة poesis "وتعني في اليونانية: حدث" وليس هناك شك في إيحاء هذه الكلمات، ولكن هذا الإيحاء نشأ عن الكلمة ولم تنشأ الكلمة من الصوت الموجود في الطبيعة، فصوت الكلب يطلق عليه في الإنجليزية " أمريكا" bowwow وفي فرنسا genaf-genaf وفي اليابان wam-wam ولا يمكن أن تكون كل هذه الكلمات معبرة عن الصوت الحقيقي لنباح الكلب، ومن ثم لا علاقة بين أية كلمة منها وبين صوت الكلب وعلى الرغم من هذا فهي في المثال السابق تشترك في كونها من مقطع متكرر.

(2) يطلق على هذه الظاهرة taboo Influence وأشهر أمثلتها في اللغات الأوربية اختفاء الكملة القديمة للدب من لغات شمال أوربا بينما احتفظت بها السنسكريتية واليونانية، وقد حلت محل هذه الكلمات صفات للدب تحولت بعد ذلك إلى أسماء له، انظر:
S. Ulmann, Principled of Semantics, p. 184
W. Havers, Neuere Literature zum Sprachtabu "Akademie Der Wissen-schaften in Wien, Phil -Hist. Kl. Sitzungsberichte. 223, 5, 1946"
N.B. Emenau, Taboos on Animal. Names "Language XXIV 1948, 56-63"

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.