أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2022
1412
التاريخ:
3378
التاريخ: 9-4-2016
3834
التاريخ: 2024-01-23
1994
|
كانت معارضة الخوارج لامير المؤمنين (عليه السلام) معارضة حمقاء وفاسدة في نفس الوقت، فهم الذين اجبروه على القبول بالتحكيم في صفين، ثم قاموا بعد فشل التحكيم، بالانشقاق المسلح على حكم الامام (عليه السلام)، ولكن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فسح لهم المجال بابداء الرأي والكلام والمعارضة اللفظية، أملاً منه (عليه السلام) بهدايتهم، وكان موقف الامام (عليه السلام) يعبّر عن سياسة حكيمة مشى عليها (عليه السلام) في قبول المعارضة اللفظية «السلمية»، باعتبار انها سبٌّ بسبٍّ، وفي ذلك ثلاث روايات:
1 _ «..، كان الخرّيت بن راشد قد شهد مع علي (عليه السلام) صفين، فجاء [بعد رجوعهم الى الكوفة وبعد تحكيم الحكمين] الى الامام علي (عليه السلام) في ثلاثين من اصحابه يمشي بينهم حتى قام بين يدي عليٍّ (عليه السلام) فقال له: والله لا اطيع امرك ولا اصلي خلفك، وانّي غداً لمفارقٌ لك، فقال له علي (عليه السلام): ثكلتك امّك، اذاً تنقض عهدك، وتعصي ربّك، ولا تضرّ الا نفسك، أخبرني لمَ تفعل ذلك؟ قال: لانّك حكّمت في الكتاب وضعفت عن الحق اذ جدّ الجدُّ، وركنت الى القوم الذين ظلموا انفسهم، فأنا عليك رادٌّ، وعليهم ناقمٌ ولكلٍّ جميعاً مباين.
فقال له علي (عليه السلام): ويحك هلمّ اليَّ اُدارسك واُناظرك في السنن، واُفاتحك اموراً من الحق، أنا اعلم بها منك، فلعلك تعرف ما أنت له الآن منكر، وتستبصر ما انت به الآن عنه عمٍ، وبه جاهلٌ، فقال الخريت: فانّي عائدٌ عليك غداً، فقال له علي (عليه السلام): اغدوا لا يستهوينك الشيطان، ولا يتقحّمنّ بك رأي السوء، ولا يستخفنّك الجهلاء الذين لا يعلمون، فوالله لئن استرشدتني واستنصحتني وقبلت منّي لاهدينك سبيل الرشاد، فخرج الخريت من عنده منصرفاً الى اهله...
(قال عبد الله بن قعين انه اسرع لملاقاة ابن عمّ الخريت ليكلمه فيما حصل بين الخريت والامام (عليه السلام)، ثمّ رجع الى علي (عليه السلام) فأخبره بما قام به)، قال الامام (عليه السلام): دعه فان قبل الحق ورجع عرفنا ذلك له وقبلناه منه، وإن أبى طلبناه، فقلت: يا امير المؤمنين فلِمَ لم تأخذه الآن فتستوثق منه؟
فقال (عليه السلام): انّا لو فعلنا هذا لكلّ من نتهمه من الناس، ملأنا السجون منهم، ولا أراني يسعني الوثوب على الناس وحبسهم لهم وعقوبتهم، حتى يظهروا لنا الخلاف... .
2 _ «... لما بلغ عليّاً (عليه السلام) مصاب بني ناجية وقتل صاحبهم، قال (عليه السلام): هوت امّه، ما كان أنقص عقله وأجرأه على ربّه، فانه جاءني مرةً فقال لي: ان في اصحابك رجالاً قد خشيت ان يفارقوك فما ترى فيهم؟ فقلت له: اني لا آخذ على التهمة، ولا اعاقب على الظن، ولا اقاتل الا من خالفني وناصبني وأظهر لي العداوة، ثم لستُ مقاتله حتى ادعوه واُعذر اليه، فان تاب ورجع الينا قبلنا منه، وان أبى الا الاعتزام على حربنا استعنا بالله عليه وناجزناه...».
3 _ تكلّم الامام (عليه السلام) في امرٍ، فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما افقهه، فوثب القوم ليقتلوه، فقال (عليه السلام): «رويداً، انما هو سبٌّ بسبٍّ أو عفوٌ عن ذنب».
دلالات النصوص:
أولاً: ان مراتب الجنايات كانت ملحوظة في حكومة امير المؤمنين (عليه السلام)، فالتهمة على انسان لا تستوجب السجن، والسبّ الذي يقوم به سابّ لا يستوجب القتل، والظن لا يعاقب عليه، فالدولة كانت دولة قانون، بحيث ان حرّيات الناس كانت مضمونة، والثابت تأريخياً أن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) لم يمارس اكراهاً أو جبراً، أو ارهاباً ضدّ أي فرد، معارضاً كان أو جانياً.
ثانياً: كان الاصل في انزال العقوبة هو الجناية المتعمدة، فاذا قتل جيش كامل مسلماً واحداً ظلماً وعدواناً، كان للامام (عليه السلام) الحق في مقاتلة ذلك الجيش بأجمعه، ولكن لو قام فرد كالخريت وأعلن عصيانه ضدّ الامام (عليه السلام)، كان الامام (عليه السلام) يتريّث ليرى ما سيؤول اليه امره، أي انه كان يبقي العاصي او المعارض حرّاً طليقاً حتى يرتكب مخالفة مسلحة تبرر للامام (عليه السلام) سجنه أو محاربته.
ثالثاً: كان الامام (عليه السلام) يستخدم اسلوب ارشاد معارضيه ومحاولة هدايتهم بالكلمة الطيبة، والحجة الدامغة، فان تابوا ورجعوا قَبِلَ منهم، وان أبوا الا محاربته، قام الامام (عليه السلام) _ عندئذٍ _ بمحاربتهم والاقتصاص منهم.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|