موضوع الجغرافية

اسم ((الجغرافية العامة))، والدراسة الإقليمية لأجزاء محددة من سطح الأرض اسم ((الجغرافية الخاصة». ولذا عده بعض الجغرافيين، المؤسس الحقيقي للعلم الجغرافي, وفي مطلع القرن التاسع عشر، دخلت الجغرافية مرحلة جديدة من مراحل تاريخها، وهي المرحلة التي أطلق عليها (هارتسهورن) اسم " الجغرافية الكلاسيكية "، والتي تمثل بداية " الجغرافية الحديثة " بمفهومها العلمي الجديد ، الذي يعتمد التحليل والربط والتعليل ، وهذا ما تحقق بصورة خاصة، على أيدي العالمين الألمانيين (الكسندر فون همبولت ١٧٦٩ - ١٨٥٩) و (كارل ريتر ١٧٧٩ - ١٨٥٩). وقد استخدم كلاهما مبدأ السببية في دراساته الجغرافية ، والذي يعد من أهم ملامح الفقرة الكلاسيكية، وانتهى بهم المطاف إلى مبدأي الارتباط البيئي (Ecology) الذي يدرس العلاقة بين الإنسان والوسط البيئي ، وهو امتداد رأسي ، والمقارنة الإقليمية (Chorology) التي تدرس العلاقة بين الأقاليم المختلفة، بهدف الوصول إلى القوانين التي تحكم الظاهرات المختلفة، وهي امتداد رأسي ولكن ، على الرغم من أهمية الفقرة الكلاسيكية في تاريخ الفكر الجغرافي ، إلا أن (ريتر ، وهمبولت) لم يتركا هيكلاً كاملا واضحاً لموضوع الجغرافية ، مما أدى إلى حدوث أزمة في الفكر الجغرافي وفلسفته بعد موتهما في عام ١٨٥٩.