أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
2842
التاريخ: 2024-11-26
254
التاريخ: 12-10-2014
2447
التاريخ: 2023-08-13
1358
|
الأشكال المختلفة للمقابلة مع الإعجاز
قال تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
مثلما يستدل -على أساس التلازم بين كون الموجود معبوداً وخالقاً -بنفي خالقية موجود ما على عدم صلاحيته لأن يكون معبودا: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: 17] ، {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } [يونس: 34] ، فإنه يستدل - على محور التلازم بين كون الشخص نبياً و بين إتيانه بالمعجزة - بنفي قدرة الشخص على الإعجاز على عدم صلاحيته لمقام الرسالة؛ وبعبارة أخرى: إن قضية رسالة الإنسان الكامل، الذي هو خليفة الله ومظهره، هي قضية ربوبية الله تعالى الذي هو الخالق والمعبود، وبما أن الأشخاص العاديين قد انهزموا في ساحة التحدي، فإنه لا أحد منهم يتمتع بصلاحية حمل الرسالة الإلهية.
ما يهم هنا هو الالتفات إلى هذا الأصل الكلامي الرصين، وهو أنه كما يخضع الاستدلال الفكري لأصحاب الرأي للطرد والرفع عن ثلاثة طرق (هي المنع، والنقض، والمعارضة)، فلعل بالإمكان التكهن بطرق متعددة يستعان بها لطرد معجزات اصحاب البصيرة، حيث قد يتسنى لكل منها الوقوف بوجه تأثير الإعجاز.
فكلما اظهر شخص، في مواجهته لتحدي صاحب الإعجاز، ما يشابه معجزته؛ كأن يأتي بسورة مشابهة لإحدى سور القرآن، فإن مثل هذه المقابلة ستصطدم - كما هو الحال مع المنع أو النقض الذي يتم من خلال الدليل الحصولي - مع الدليل الحضوري لصاحب الإعجاز. لكن إذا أتى هذا الشخص مقابل ما ذكر بمعجزة أخرى؛ أي فعل ما يتمتع بالقيود المأخوذة في تحديد الإعجاز، ولم يستطع أحد الإتيان بمثل ذلك، فإن مثل هذه المقابلة -كما هو الحال مع معارضة الاستدلال الفكري - تكون معجزة في عرض إعجاز صاحب التحدي، لا أنها تصطدم مع صلب المعجزة السابقة؛ كما أن الدليل الثاني - في المعارضة - يتقاطع مع الدليل الأول في عرضه، لا أنه يصطدم مع جزء من أجزائه الداخلية؛ بيد أنه في فرض كهذا، فإن الشخص الثاني سيكون مصدقاً للشخص الأول بلا ريب، وكل منهما سيصدق الآخر وسيكونان كموسى وهارون (عليه السلام) ولن يكون أحدهما في مقابل الآخر على الإطلاق؛ ذلك أن حد الإعجاز صادق على عمل أي واحد منهما.
إن ما يلزم في صاحب مقام الرسالة هو أصل الإعجاز، وكما أن النبيين لا يستوون فيما بينهم؛ إذ: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: 55] . وأن المرسلين أيضاً متفاوتون مع بعضهم البعض: حيث: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253] ، فإن معاجزهم أيضاً لن تكون متشابهة ومتماثلة فيما بينها. إن ما يطرح بمعية النبوة العامة والرسالة العامة هو أصل الإعجاز، وليس معجزة معينة. وهنا لابد من الالتفات إلى أن مثل هذا الشخص لن يوقع أبداً أي ضرر من نوع المنع أو النقض بمعجزة مدعي الرسالة.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) في مشاتل الكفيل
|
|
|