أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1750
التاريخ: 27-11-2014
21948
التاريخ: 11-10-2014
2156
التاريخ: 11-10-2014
4827
|
قال تعالى : { وَما يَسْتَوي البَحْران هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمن كُلّ تَأْكُلُون لَحْماً طَريّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِليةً تَلْبَسُونَها وَتَرى الفُلكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } [ فاطر : 12] .
تفسيرُ الآية
( الفرات ) : الماء العذب ، يقال للواحد والجمع ، قال سبحانه : { وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً } ، وعلى هذا يكون عذب قيداً توضيحياً .
( الأُجاج ) : هو شديد الملوحة والحرارة من قولهم أجيج النار .
( مواخر ) : من مَخرَ ، يقال : مَخرَت السفينة مخراً ، إذا شقّت الماء بجُؤجئها مستقبِلة له .
فالآية بصدد ضرب المثل في حقّ الكفر والإيمان ، أو الكافر والمؤمن .
وحاصل التمثيل : إنّ الإيمان والكفر متمايزان لا يختلط أحدهما بالآخر ، كما أنّ الماء العذب الفرات لا يختلط بالملح الأُجاج .
وفي الوقت نفسه لا يتساويان في الحسن والنفع ، قال سبحانه : { وَما يَسْتَوي البَحْران هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ } بل إنّ الكافر أسوأ حالاً من البحر الأُجاج الذي يشاطر البحر الفرات في أمرين :
أ : يُستخرج من كلّ منهما لحماً طريّاً يأكله الإنسان ، كما قال سبحانه : { وَمن كُلّ تَأْكُلُون لَحْماً طَريّاً } .
ب : يُستخرج من كلّ منهما اللآلئ التي تخرج من البحر بالغوص وتلبسونها وتتزيّنون بها .
إلى هنا تمَّ التمثيل ، ثمّ إنّه سبحانه شرعَ لبيان نِعمه التي نزلت لأجلها السورة ، وقال :
{ وَتَرى الفُلكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } ، والدليل على أنّه ليس جزء المَثل : تغيّرُ لحن الكلام ؛ حيث إنّ المَثل ابتدأ بصيغة الماضي وقال : { وَما يَسْتَوي البَحْران } ، ولكنّ ذيله جاء بصيغة المخاطب { وَتَرى الفُلكَ } ، وهذا دليل على أنّه ليس جزء المَثل .
مضافاً إلى أنّ مضمون الجملة جاء في سورة النحل وقال : { وَهُوَ الّذي سَخَّرَ البَحْرَ لتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ النحل : 14] .
وبذلك يظهر أنّ وِزان الآية ، وزان قوله سبحانه : { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [ البقرة : 74] .
فكما أنّ الحجارة ألين من قلوبهم ، فهكذا الملح الأُجاج أفضل من الكافر ؛ حيث إنّه يفيد .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|