متطلبات مجتمع المعرفة

وينطلق مجتمع المعرفة من مجموعة من المتطلبات تتمثل فيما يلي⁽¹⁾ :

أ- قيادة إدارية فعالة تتولى وضع الأسس والمعايير وتوفير مقومات التنفيذ السليم للخطط والبرامج تؤكد على فرص المنظمة في تحقيق النجاح التنظيمي، كما تلعب دوراً فعالاً في صياغة الأهداف والغايات التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها وتحقيق ترابطها مع المناخ المحيط وتفعيل عناصرها وقدراتها الذاتية.

ب- تمكين الأفراد العاملين Staff Empowerment: وذلك بإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في وضع أهداف وسياسة المؤسسة التعليمية التي يعملون بها، وسلطة تمكنهم من تنفيذ ذلك في ظل هيكل تنظيمي مرن، مما يساعد على انطلاق طاقاتهم الإبداعية وقدراتهم الفكرية وخبراتهم ومعارفهم فيما يعود على المنظمة بأفضل النتائج وتنمية قيم ومفاهيم مشتركة بينهم تستند على الثقة وتكامل الأهداف.

ج- بناء استراتيجي متكامل يعبر عن التوجهات الرئيسية للمنظمة ونظرتها المستقبلية، ويقيم العناصر الآتية:

- رسالة المنظمة وهي تعبر عن النتائج النهائية التي تسعى إلى تحقيقها وتدل على مبرر وجودها.

- الرؤية المستقبلية للمنظمة وتصورات الإدارة عن موقعها المستقبلي ومركزها التنافسي وطبيعة الخدمات التي توفرها.

- الأهداف الاستراتيجية التي تعمل الإدارة على تحقيقها وتتخذها أساساً في تخطيط عملياتها وتحديد الموارد والمدخلات المختلفة التي تحتاجها.

ـ آلية إعداد الخطط الاستراتيجية ومتابعتها وقياس عوائدها.

د ـ هياكل تنظيمية مرنة ومتناسبة مع متطلبات الأداء وقابلة للتعديل والتكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية والنظر إلى التنظيم على أنه موجه بالعمليات، وإتاحة الفرصة للأفراد العاملين للمشاركة في عملية اتخاذ القرار، وتفويض السلطة للآخرين، والمشاركة في العمل الإداري.

هـ ـ التغيير الثقافي للأفراد العاملين وما يحملونه من قيم ومعايير ثقافية قديمة لا تتناسب مع طبيعة العصر أو المناخ الذي توجد فيه المدرسة، ويتطلب ذلك إعادة تثقيف الأفراد العاملين بقيم ومعتقدات ومعايير ثقافية جديدة من خلال عملية التطبيع التنظيمي للعاملين الجدد والقدامى بما يتماشى مع الثقافة التنظيمية السائدة.

و - تعميق المعرفة لدى الأفراد، فما تعرفه ليس كافياً فوجود معرفة متعمقة لدى الأعضاء يساعد على خلق الرؤى الفعالة عن العمليات الإدارية. ومن هنا لابد أن تصبح عملية التعلم هدفاً يسعى إليه المجتمع، وخصوصاً إذا ما أريد تحقيق نتائج جديدة في فترة زمنية وجيزة، ويتطلب ذلك فهم العملاء وحاجاتهم والمشاركين والتكنولوجيا.

ز ـ تكوين رؤية متمركزة حول المبدأ Principle - Based Vision: تستند الرؤية الفعالة على مبادئ إرشادية، وهي الاعتقاد بان الفروق غير خفية ولا تتجاهل حاجات الطلاب او العمليات التي تقودهم نحو وضع مثل هذه الرؤية، وربما تمثل هذه الرؤى فرقاً عن تصميم أي تنظيم جديد.

ح ـ إعادة تركيب الموارد البشرية HR Restructuring وتتضمن الأنشطة التالية:

- تخطيط القوى العاملة (تحديد النوعيات والمهارات، وتحديد الإعداد، وتحديد مصادر الحصول على النوعيات المطلوبة).

- تعديل هيكل القوى العاملة عن طريق التخلص من النوعيات غير المطلوبة والأعداد الزائدة، واستجلاب النوعيات المطلوبة.

- تأكيد هيكل المهارات الجديدة من خلال تصميم برامج التدريب، وتقييم وقياس كفاءة الأداء، وإعادة توزيع الأفراد على الأعمال حسب تناسب المهارات ومتطلبات العمل.

- تعديل نظم ترقية القوى العاملة عن طريق تعديل نظم الرواتب والحوافز والمكافآت وتعديل نظم الاستخدام والتعاقد وشروط العمل، تعديل نظم المزايا. وتعديل نظم وشروط الترقية.

ط - نظام متكامل يضم آليات لرصد المعلومات المطلوبة وتحديد مصادرها ووسائل تجميعها وقواعد معالجتها وتداولها وتحديثها وحفظها واسترجاعها فضلاً عن قواعد وآليات توظيفها لدعم اتخاذ القرار.

ي - إعادة هيكلة وإعادة هندسة العمليات وإعادة تصميم سلسلة القيم وتعميق استخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات لتحسين كفاءة المنظمات وتحقيق التواصل الفعال طوال الوقت بينها وبين الأفراد والجماعات العاملين بالمنظمة.

ويجب أن نشير إلى أهم القدرات الوظيفية المطلوبة في العمل داخل مجتمع المعرفة بغرض تحديد الاتجاه الذي سيسير فيه المجتمع او هندسة التعليم.

- القدرات الأساسية : ونقول إنه تزداد أهمية القدرات الأساسية كلما ازداد التطور والتغيير التكنولوجي والعلمي بصورة سريعة، إضافة إلى تغير الكيان الصناعي وتقليل حجم الدائرة الوظيفية في الحياة عموماً وتقسيم القدرات الوظيفية إلى قدرات أساسية وقدرات الأداء الوظيفي، وتشتمل القدرات الوظيفية الأساسية على القدرات الشائعة في الوظائف والقدرة على الإبداع، بالإضافة إلى ذلك فإن القدرات الخاصة بالأداء الوظيفي يتضمن القدرات التي تتطلبها بعض الوظائف والقدرات الوظيفية الأساسية المطلوبة في عام 2020 سوف تشتمل على القدرة على فهم الثقافات متعددة الجنسيات، والقدرة على الاستفادة الكاملة من كل الوسائل المتاحة والقدرات المتصلة بمجالات أخرى.

- العاملون بالمعرفة العامة : ونقول إننا نستطيع تصنيف المعرفة إلى معرفة مهنية أو معرفة علمية، ومعرفة عامة، ذات مفهوم معارض للمفهوم الخاص بالمعرفة الوظيفية أو المهنية، ونذكر انه في المجتمع الذي يعتمد الأفراد فيه على المعرفة، فإنهم يحتاجون إلى امتلاك قدرات التعامل . مع المعلومات والمعارف بمهارة وأيضاً إدارة المعرفة التي يمتلكونها بكفاءة عالية، فتشير تلك القدرات إلى المعارف والقدرات الخاصة، وكل ذلك يسمى المعرفة العامة التي تتميز بالخصائص التالية :

ـ تعتبر المعرفة العامة أساساً لأساليب التواصل اليومي، وبالتالي توفر المكونات الضرورية للكفاءات الاجتماعية.

ـ توفر المعرفة الكفاءات المطلوبة وتعتبر أيضاً نقطة انطلاق للفرد للمناقشة مع زملائه وحثهم على الاستماع له وبالتالي فتح الباب إلى اكتساب المعرفة المهنية والاستفادة منها.

ـ تساعد المعرفة العامة على اكتساب مقاييس تقييم وتطور أداء الأفراد، وبالتالي تعتبر قارباً نجوب به كل مسالك بحور المعرفة.

- خبراء المعرفة : لكي تصبح عاملاً ذا معرفة في مجتمع المعرفة فإننا في حاجة إلى أن تكون لدينا معرفة مهنية ومعرفة علمية وخبرات كبيرة في مجال العمل وأن نكون على علم تام بكل القدرات الأساسية، ويجب أن نذكر أن المعرفة المهنية هي ذلك المفهوم المعارض لمفهوم المعرفة العامة، ونعني المعرفة العلمية حيث ان المعرفة المهنية تختلف في أهميتها والحاجة إليها بالنسبة لنظريات التطوير في كل مجال من مجالات العلوم المختلفة، والتقارير التي نشرت تنص على أن عدد المجالات التي من المتوقع أن يستمر استخدام المعرفة فيهـا قـد بلغ ستة مجالات، وهي تكنولوجيا  المعلومات والإعلام والتكنولوجيا الحديثة، والطب والبيئة والهندسة البيئية والاقتصاد القومي وعلم الإدارة وإدارة المعرفة والتغيرات الاجتماعية.

وأيضاً فإن المجالات التي من المتوقع أن ترفض تطوير وزيادة المعرفة، المعلومات الخاصة والهندسة الوراثية والهندسة البيئية والطب والاقتصاد وعلم دراسة المجتمع البيئي، ومع ذلك لا يمكننا تنمية كل القدرات الطويلة في مجتمع المعرفة في وقت قصير، فتحتاج أولاً إلى زرع القدرات الأساسية في المدارس الابتدائية والإعدادية والمعرفة العامة في المدارس الثانوية والمراحل الأولى من الدراسة الجامعية، ولكن في المراحل الأخرى للدراسة الجامعية تحتاج إلى ابتكار المعرفة الوظيفية والمعرفة العملية والمعرفة المستمدة من التجارب اليومية والمرتبطة بالقدرات الخاصة بحل المشكلات والقدرات الإبداعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البيلاوي حسن ، إدارة المعرفة في التعليم، ص 21-25 .