أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-10-2020
1596
التاريخ: 24-7-2016
2414
التاريخ: 21-7-2016
3745
التاريخ: 24-7-2016
2661
|
الصرف واستصلاح الأراضي
1- أهمية الصرف
تعد عمليات استصلاح الأراضي من أهم عناصر صيانة التربة والمحافظة على مواصفاتها الجيدة، كما أن هدف وغاية عمليات الاستصلاح هو تحسين مواصفات التربة وجعلها صالحة للإنتاج الزراعي. والصَّرْف هو الوسيلة أو العملية التي يمكن بها التخلص من المياه الزائدة على حاجة النبات فوق وتحت سطح التربة.
تشكل الفراغات في التربة الطبيعية نحو (50%) من حجمها، كما تكون المواد الصلبة المعدنية والعضوية باقي الحجم والمفروض أن يشغل الهواء (20%) من الحجم، وأن يشغل الماء (30%) منه، ولكن كثيراً ما تطغى المياه على حيز الهواء وهنا لا بدّ للتربة من وسيلة لصرفها، ويعتبر صرف الأراضي الزراعية عاملاً رئيسياً وأساسياً من أجل تحقيق الفوائد الآتية:
1. زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، وقد دلت التجارب أن إنتاج المحاصيل الزراعية الأساسية القطن، القمح، الذرة، تزيد بمقدار يراوح ما بين (22-35%) عند تنفيذ مشروعات الصرف.
2. تحسين نوع الإنتاج ونوع المحاصيل وزيادة كفاءة عمليات الخدمة الزراعية.
3. تحسين خواص التربة حتى يمكن زراعة محاصيل ذات قيمة اقتصادية أعلى وذلك للأسباب الآتية:
a) إزالة وتخفيف الأملاح الضارة بالتربة.
d) زيادة المجال الذي تنشر فيه الجذور بخفض مستوى الماء الأرضي.
c) تحسين تكوين التربة مما يؤدي إلى زيادة نشاط بكتريا التأزت وبكتيريا تثبيت الآزوت غير العضوية، وتثبيط أو إيقاف اختزال الآزوت وزيادة سرعة تحلل المواد العضوية بالأرض إلى مواد صالحة لتغذية النباتات.
(d ارتفاع درجة حرارة التربة لانخفاض المحتوى المائي فيها.
e) زيادة سهولة خدمة الأرض ولاسيما الأرض الطينية.
وتختلف أهمية الصَّرْف وأغراضه حسب المنطقة المراد صرفها أو إنشاء شبكة الصرف فيها كما يأتي:
أ- في المناطق الرطبة وتحت الرطبة Humid and sub humid regions:
تُعرف المنطقة الرطبة بأنها المنطقة التي يبلغ مجموع الأمطار الهاطلة عليها من (1000mm ) إلى (1500mm ) سنوياً. أما المنطقة تحت الرطبة فهي التي يبلغ مجموع الأمطار الهاطلة عليها (500-1000mm) سنوياً. أما المنطقة المبللة أو الرطبة جداً هي التي يزيد مقدار هطول الأمطار عليها على (2000mm) سنوياً.
وأغراض الصرف في مثل هذه المناطق هي:
* التخلص من المياه الزائدة نتيجة الجريان السطحي بفعل العواصف أو مياه الري.
* التخلص من المياه تحت سطح الأرض Under ground water حتى لا يرتفع منسوبها إلى منطقة جذور النباتات.
* تسهيل عمليات الحرث بتخفيف القشرة السطحية للتربة.
* منع وتفادي حدوث أي انجراف قد ينتج من جريان المياه واندفاعها على سطح الأرض.
* تحسين بناء وخواص التربة ولاسيما ما يتصل منها بعمليات التهوية والأكسدة والحرارة وعلاقتها بالبكتريا، أي تحسين خواص التربة الميكانيكية والكيماوية والحيوية والطبيعية والتي تعتمد على المحتوى الرطوبي للتربة.
ب- في المناطق الجافة والنصف جافة تحت الإصلاح
Arid and Semiarid regions under reclamation:
تعرف المنطقة الجافة بأنها المنطقة التي يقل مجموع سقوط الأمطار عليها عن (250mm) في السنة. وتعرف المنطقة نصف الجافة بأنها المنطقة التي يراوح مقدار الهطول المطري فيها من (500mm 250-) سنوياً.
وأغراض الصرف في هذه المناطق:
1) تقليل المحتوى الرطوبي للطبقات السطحية؛ وذلك بخفض منسوب المياه الأرضية المالحة مع خفض تركيز الأملاح بها حتى لا يتجاوز (1-3 gr/lit.).
2) خفض مستوى ملوحة التربة بمنطقة جذور النبات حتى يصير تركيز الأملاح أقل من (0.3-0.2%) وحتى لا يزيد تركيز إيونات الكلوريد على (%0.01).
3) الموازنة بين الأملاح الداخلة إلى قطاعات التربة مع مياه الري وغيرها من مياه وبين الأملاح الخارجة من قطاعات التربة مع مياه الصرف أو مع مياه أخرى.
4) التحكم في مياه الصَّرْف التي تخرج من قطاع التربة ومناسيبها.
ج- المناطق الجافة ونصف الجافة التي تم استصلاحها:
وأغراض الصرف في هذه المناطق هي:
1) المحافظة على التهوية اللازمة للتربة بالسماح للهواء بغزو واقتحام المسام بسهولة، وكذلك السماح لثاني أكسيد الكربون (CO2) بالخروج من منطقة جذور النباتات إلى سطح الأرض.
(2) منع إعادة تمليح (الملوحة) التربة والمحافظة على مستوى ملحي معين حتى لا تؤدي زيادته إلى ضرر النباتات.
(3) قد تستخدم المصارف لإمداد التربة بمياه الري.
(4) قد تستخدم المصارف كوسيلة للري تحت السطحي أو الري الجوفي.
(5) الصرف وسيلة للتخلص من المياه الراكدة التي تساعد على انتشار كثير من الأمراض مثل البلهارسيا والانكلستوما والملاريا.
2- أسس وقواعد الصَّرْف - العوامل المؤثرة في الصرف:
هناك عدة عوامل تؤثر في صرف الأتربة الزراعية منها:
أ- الإمداد المائي Water Supply : إن الإنسان في الواقع لا يستطيع التحكم الكامل في الماء المضاف والمستعمل حيث يحدث فقد في الماء أثناء التوصيل، وكذلك فإن من الصعب عليه إضافة الكمية المناسبة واللازمة لنمو النباتات بدقة. وغالباً ما يضيف المزارع ماء أكثر مما تحتاج الأرض إليه.
وقد يضطر المزارع أن يضيف ماء أكثر من حاجة النباتات وهو ضرورة غسيل الأملاح المتراكمة في القطاع نتيجة التبخر من سطح الأرض وامتصاص النباتات للماء بمعدل أكبر من الأملاح، وهنا لا بد من إجراء حصر لمنسوب الماء الأرضي وتذبذبه مع الزمن في المنطقة التي تعاني هذه المشكلة.
ب- خصائص الأتربة Prosperities of Solis: تختلف الأتربة كثيراً في طبيعة صرفها، فمنها سهل الصرف ومنها صعب الصَّرْف وبصورة عامة فإن الأتربة الخشنة القوام تصرف بسهولة أكثر من الأتربة الناعمة القوام. وتتألف الأتربة من طبقات متمايزة من السلت والطين. وقد تتوضع الطبقات الطينية فوق أو تحت طبقة من الرمل الخشن القوام، لذلك من الضروري دراسة القطاع لتحديد الطبقات المنفذة للماء فتتابع من الطبقات المنفذة وغير المنفذة للماء، وكذلك مقدرتها على مرور الماء خلالها أو حجزها فوقها يؤثر في طريقة الصرف وطريقة تصميمه.
ج- الطبوغرافية Topography: إن طبوغرافية الأرض الطبيعية تؤثر في نظام الصرف، لذلك تخطط شبكات الري في المساحات المنبسطة الواسعة لتجنب التكاليف عند إنشاء الأقنية والعبارات والسيفونات كما يتطلب في مشروعات الصرف إنشاء مخارج رئيسية لمياه الصرف، وعندما يكون منسوب المصرف الرئيسي أعلى من مخرج الصرف الحقلي يتطلب ضخ ماء الصَّرْف، كما هو الحال في مشروع الغاب.
د- النباتات Planets: إن متطلبات الصَّرْف للمحاصيل ذات الجذور السطحية تختلف عن المحاصيل ذات الجذور العميقة، كما أن بعض النباتات تتطلب أتربة ذات صرف جيد بينما بعضها الآخر محبة للماء، لذا فإن نوع النباتات المراد زراعتها تعتبر من العوامل الرئيسية في تحديد نظام الصرف المناسب.
3- تشكل الملوحة:
تتملح الأراضي من زيادة تركيز الأملاح في الطبقة الفعالة من التربة. مثل أملاح (Na2so4.Nacl .NaHco3 . Naco3) وهذه الأملاح تحد من نمو النبات، أو تخنقها وتقلل من الإنتاج والنوعية. ويمكن للأملاح أن تدخل طبقة الجذور من الترب المالحة أو المياه الجوفية وكذلك من مياه الري أو من المواد العضوية أو بواسطة الهواء على شكل غبار ملحي. ويمكن للأملاح أن تكون بصورة ذائبة في التربة، ولهذا فإنها تنتقل مع المياه في التربة، فعند السقاية تهبط الأملاح من السطح إلى الطبقات العميقة، أما بعد السقاية فإنها ترتفع مع المياه بالخاصة الشعرية إلى الطبقات السطحية للتربة، وعندما يكون منسوب المياه الجوفية المالحة قريباً من سطح التربة فإن الأملاح تصعد مع المياه بصورة دائمة وتترسب في الطبقات السطحية بعد تبخر المياه.
إن أسباب تملح التربة مختلفة، وأحد الأسباب الرئيسية هو المياه الجوفية الحاوية على بعض الأملاح، فعند ارتفاع هذه المياه إلى الطبقات العليا تقوم بترسيب بعض الأملاح مما يؤدي إلى زيادة تركيز الأملاح.
تعد التربة المالحة دائماً قليلة الإنتاج أو حتى غير منتجة. وتختلف النباتات في حساسيتها للأملاح، فالقمح والذرة الصفراء والبرسيم وأشجار الفواكه من المزروعات الحساسة، والشعير، والشوندر السكري أقل حساسية، ويعد الأرز وعباد الشمس متدنية الحساسية.
في الترب المتملحة بشكل كبير يجب الحد من زيادة نسبة الأملاح في طبقتها السطحية، ثم نبدأ بعملية استئصال الأملاح منها عن طريق الغسيل والصرف وخفض منسوب المياه الجوفي حتى نحصل على سماكة من الطبقة الزراعية كافية وخالية من الأملاح. وإذا كانت مجموعات الأملاح الموجودة في التربة مشبعة بشوارد الصوديوم فإن غسيل التربة غير مُجْدٍ إذا لم تترافق هذه العملية في البداية بإضافة الجبس. وإذا كانت كمية الأملاح المتراكمة في التربة قليلة فإنه يمكننا إزالتها بواسطة زراعتها بالمحاصيل الزراعية المناسبة التي تتميز بمقاومتها للأملاح والتي بإمكانها الاستفادة من هذه الأملاح ويمكنها استقلابها. ومن أجل تحسين مواصفات التربة المالحة يُنصح باستخدام التربة الكلسية في حالة توفرها بكميات كافية، ويمكن أن تكرر العملية عدة مرات وذلك كل (3-2) سنة. كما يمكن إضافة غبار الفحم الحجري أو الفحم الحجري المطحون مع كمية من الكلس لتحسين خواص التربة المتملحة.
تحاشي تملح التربة:
يمكن القيام ببعض الأعمال التي تحد من ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتحمي الأراضي من التملح وهذه الأعمال هي:
ا- رفع عامل مردود الأقنية؛ من خلال منع التسرب بتكسية جيدة للأقنية أو استبدالها بأقنية مرفوعة أو بالأنابيب.
ب- تسوية سطح التربة.
ت- الوضع الصحيح لحقول الأرز؛ إذ توضع حقول الأرز في المناطق المنخفضة.
ث- تزويد الشبكة والمآخذ بمنشآت تحكم للحد من الاستهلاك الزائد للمياه والهدر.
ج- إنشاء شبكة صرف ومنشآت صرف وذلك لصرف المياه السطحية والمياه السطحية الآتية من المناطق المجاورة وتفريغ الأقنية وكل ذلك في أقصر زمن ممكن.
ح- اختيار نظام ري صحيح وطرق ري متطورة.
خ- القيام بالأعمال الزراعية في الوقت المناسب؛ لأن ذلك يعطي التربة تركيب فتاتي ناعم يمنع الصعود بالخاصة الشعرية ويخفض التبخر.
د- استعمال سقايات احتياطية؛ إذ إنّ التبخر من هذه السقايات أقل بكثير من السقايات في وقت النمو كما إن التيار الهابط في هذه السقايات يؤدي لغسل الطبقات العلوية من الأملاح.
درجة التملح:
إن الشوارد المختلفة لها درجات سمية مختلفة، ولهذا فإن التأثير العام لسمية الشوارد يحسب على أساس مكافأتها للكلور حسب المعادلة الآتية:
1cl=0.1Co3 = (2.5-3)Hco3 = (5-6)S04
ولهذا تحدد درجة تملح التربة من الجدول (1) بصرف النظر عن تركيب الأملاح الكيميائي.
تؤخذ القيمة الأصغرية في الجدول عندما يكون التملح نتيجة ملح واحد والقيمة الكبيرة عندما يكون التملح نتيجة مجموعة من الأملاح.
جدول (1) تصنيف التربة حسب درجة التملح
1- تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة :
إن الهدف تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة هو اكتشاف مصدر الملوحة ومعرفة وتيرة الملوحة، ومن ثم التخطيط للتخلص من الملوحة وإيجاد الأسلوب المناسب لإزالتها.
أسس التصنيف:
يتطلب تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة أسساً يعتمد عليها لتعيين الملوحة، ومعرفة مدى تراكم الصوديوم المتبادل المؤدي إلى تكوين أراضي قلوية، فيما إذا غسلت الأملاح من التربة، وهناك عدة أسس لتصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة:
A - حسب دراسات جامعة كاليفورنيا :
اعتمد مركز الأبحاث في جامعة كاليفورنيا على الاعتبارين الأساسيين الرئيسيين الآتيين:
1- A - الناقلية الكهربائية Electrical Conductivity :
تعتمد هذه الطريقة على قياس الناقلية الكهربائية لمستخلص عجينة التربة المشبعة في درجة حرارة ( c25) ، أو لعينة من المياه، وتقاس الناقلية الكهربائية للمحلول بين قطبين من البلاتين مساحة كل منهما (cm2 1) - والبعد بينهما (1 cm) وتقدر بــ مو/سم (Mho/ cm) أو بأجزائه كالميلي مو أو الميكرو مو/ سم حيث :
Mho 1000 / 1 = mMho 1
Mho 1000000 ϻMho = 1 / 1
وتتناسب الناقلية الكهربائية للمحاليل مع تركيز الأملاح المتشردة فيها، وتوجد أجهزة متعددة لهذا الغرض. إن قياس التوصيل الكهربائي طريقة مناسبة لتعيين الملوحة، لأن التوصيل الكهربائي يتغير مع تركيز الأملاح بغض النظر عن شكل أو العينات المأخوذة، وباعتبار أن التوصيل الكهربائي هو مقلوب المقاومة الكهربائية التي واحدتها هي الأوم (ohm) فقد سميت وحدة التوصيل الكهربائي بالمو (mho) كما ذكرنا.
وترتبط الناقلية الكهربائية بكمية الأملاح الموجودة في المحلول بالعلاقة التقريبية الآتية :
F = (10 - 15) * EC
حيث :
F : كمية الأملاح بالمكافئ في اللتر.
EC : الناقلية الكهربائية بالميلي مو/سم .
A-2 ـ النسبة المئوية للصوديوم المتبادل Exchangeable Sodium percentag:
تمثل هذه النسبة المئوية درجة تشبع مركب الإدمصاص في التربة بالصوديوم وهي:
ويرمز لها اختصاراً بــ (ESP)، ولا يدخل ضمن هذه النسبة الصوديوم الذائب في المحلول الأرضي، وإنما تتوقف على التركيز الكلي للكاتيونات الذائبة، وعلى نسبة الصوديوم إلى الكاتيونات الذائبة الأخرى كالكالسيوم والمغنيسيوم المسماة بنسبة إدمصاص الصوديوم Sodium Ratic) Adsorption) أو اختصاراً (SAR) حيث:
حيث تمثل الرموز Mg, Ca, Na)) ، تركيز هذه الكاتيونات بـ (m.me/L) في المحلول الأرضي (بالميلي مكافئ للكلور في اللتر للمحلول الأرضي).
بناءاً على ما تم ذكره ، صنفت الأراضي المتأثرة بالملوحة حسب الجدول (2):
جدول (2) تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة
B - تصنيف الأراضي المتأثرة بالملوحة حسب الاعتبارات الأخرى الآتية:
B-1: حسب التركيب الكيميائي: تصنف الأراضي حسب هذا الاعتبار بأنه يوجد على سبيل المثال تملح كلوري أو كبريتي. وذلك حسب تركيب الشوارد ، فمن أجل قطعة أرض ما نختار لها مقياس مسح ملحي، وذلك لكشف نوع وحجم ومكان التملح ، حيث نقوم بحفر مقطع في الأرض بعمق من (m 2-1.2) على أن نهتم بالعمق الفعال من التربة ، ويتم إجراء هذا المسح الملحي بمقياس (1/1000) ، وذلك لكامل المساحة المدروسة بتكثيف عدد العينات في السطح وتقليل هذه الكثافة العددية كلما اتجهنا نحو العمق، وبإرسال هذه العينات إلى المخبر نقول بنتيجة التحليل إن التملح كلوري، كبريتي، فوسفاتي، إذ تدخل في التسمية الشوارد التي تزيد نسبتها على (%20) مـــن مجموع الشوارد ، أما بالنسبة إلى شوارد (3Co) فلا تدخل في التسمية؛ لأنها تدخل في القلوية العامة.
B -2: تصنيف الأراضي حسب منشأ التملح : حيث تقسم إلى :
أ- قديمة في الأحقاب الجيولوجية .
ب ـ حديثة في الأحقاب الجيولوجية .
وهذا مهم في تحديد إمكانية انتكاس التملح بعد عملية غسيل التربة، ولاسيما حين تكون هناك إمكانية لارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنطقة المدروسة .
B – 3 : تصنيف الأراضي بحسب درجة الملوحة: حيث تصنف الأراضي هنا حسب التأثير العام لسمية الشوارد على نحو تحسب على أساس مكافئاتها لشوارد الكلور مقدراً بالمليغرام مكافئ كلور حسب المعادلة الآتية:
(1) شاردة كلور CI 2.5-3) =) شوارد 5-6) = HCO3) شوارد 0.1) = SO4) شاردة CO3
وتكون التربة غير مالحة إذا كانت تحتوي على أقل من (0.3) ميليمكافئ كلور باللتر، وتكون شديدة التملح إذا كانت تحتوي على أكثر من (7) ميلي مكافئ كلور باللتر، وبشكل عام تعتبر النسبة المسموح بها من عنصر الكلور فقط في التربة مساوية إلى (%0.1) من وزن التربة والأملاح الكلية (%0.3) وزناً.
B - 4: تصنيف الأراضي حسب توضع الطبقات الملحية:
حيث يمكن تحديد الأشكال الآتية:
a) سبخات سطحية وهي شديدة الخطورة يبلغ العمق (3cm 0-) من سطح التربة، ولا تزرع إلا بعد القيام بعملية غسيل التربة إذ إن هذه السبخات يمكن أن تكون قليلة الملوحة أو متوسطتها أو عاليتها أو شديدتها وهي لا تعيق انتاش البذور، ولكنها تؤدي إلى تسمم الجذور بعد نموها.
b) سبخات قريبة من سطح الأرض، وهي خطيرة ويبلغ العمق (50cm 30-) .
C) سبخات متوسطة العمق، وهي خطيرة أيضاً ويبلغ عمقها (100cm 50-) .
d) سبخات عميقة، وهي أقل خطورة ويبلغ عمقها (150cm 100-) .
e) سبخات عميقة جداً، وهي ذات خطورة ضعيفة ويبلغ عمقها (200cm 150-) من سطح التربة.
وهذه الأرض يمكن زراعتها باستخدام مقننات غسيل محددة ومحسوبة لهذه الطبقات أو بمعالجة خاصة لها. ويمكن أن تكون السبخات عند أي عمق.
وعندما تكون الأملاح على عمق معين من الطبقة الفعالة، فهذا يدل على أن المياه الجوفية بعيدة بالقدر الكافي، وتصاعد الأملاح غير كبير وشدة التبخر غير كافية لارتفاع الطبقة المالحة، أو أن المياه الجوفية قريبة والتبخر كاف، ولكن شيئاً ما يدفع الأملاح نحو الأسفل ولا يدعها ترتفع كالأمطار والسقايات.
2- استصلاح التربة المالحة
إن الهدف الرئيسي من عمليات استصلاح الأراضي المالحة، هو إزالة الأملاح الذائبة والمتراكمة في التربة بإزالة أسباب تشكلها إن أمكن أو باللجوء إلى غسلها من القطاع الأرضي.
إن إزالة أسباب تشكل الملوحة تتم بمعالجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالتقليل من تغذية هذه المياه، وذلك بمكافحة ضياع المياه المتسربة من شبكات الري، وتجهيز هذه الشبكات بما يلزمها من المنشآت المائية، وكذلك باستعمال تكنيك وطرق سقاية أكثر منطقية وبناء السدود وأقنية الحماية وشبكات طرد الماء الزائد لمنع غمر هذه الأراضي الزراعية بمياه الفيضانات.
ومن الناحية الاستثمارية يجب أن يطبق برنامج للسقاية بشكله الصحيح خلال الأربع والعشرين ساعة، وتنظيم إعطاء الماء بشكل دقيق إلى كل الأقنية وإعطاء كميات السقاية المحسوبة دون زيادة أو نقصان. ويجب التقليل من التبخر من سطح التربة عن طريق زرع نباتات تغطي الأرض بشكل جيد ولمدة طويلة وكذلك بجعل التربة في الوضع المتفكك لتقليل ارتفاع الرطوبة نحو الأعلى بالخاصة الشعرية ومن ثُمَّ تبخرها.
الإجراءات الواجب اتخاذها قبل البدء بالإصلاح:
دراسات حقلية:
تهدف إلى الحصول على كافة البيانات الخاصة بالأرض من حيث طوبوغرافيتها وانحدارها وقدرتها الإنتاجية وحالة الري والصَّرْف وطرق الخدمة فيها، ثم تعمل قطاعات أرضية تتوقف على اختلاف الأرض وتدرس هذه القطاعات من حيث عمقها ونظام تعاقب الطبقات ولون الأرض وأيضاً قوام الأرض وبناؤها ودرجة تعمق الجذور ومستوى الماء الجوفي.
دراسات مخبرية: تجرى على العينات التي تجمع من القطاعات الحقلية للتعرف على خواص الأرض الطبيعية والكيميائية وتشمل:
1- التقديرات الطبيعية الآتية:
أ- بناء التربة للتعرف على تنظيم حبيباتها.
ب ـ قوام التربة للتعرف درجة نعومتها أو خشونتها.
ج- النفاذية للتعرف على نفاذيتها.
د ـ رشح الماء، ويقصد به حركة المياه إلى الأسفل خلال التربة.
2- التقديرات الكيميائية الآتية:
أ- مجموع الأملاح الذائبة أو درجة التوصيل الكهربائي بالميليموز/سم بالدرجة (25°C) في مستخلص عجينة التربة.
ب- قيمة الـ (PH) لمستخلص عجينة التربة.
ج- كمية كربونات الكالسيوم وكبريتات الكالسيوم .
د - الأيونات الذائبة ونسبة الصوديوم المدمص.
هـ- الكاتيونات المتبادلة ، والنسبة المئوية للصوديوم المتبادل.
و- التحليل الكيميائي لمياه الري المستعملة ، ومياه الصرف والغسيل، ويشمل تقدير درجة التوصيل الكهربائي، وكذلك الأيونات والكاتيونات الذائبة.
3- دراسة تصنيفية: وفيها تجمع الأراضي المتماثلة في خواصها الطبيعية والكيميائية في قسم واحد، وتوضع هذه الأقسام على خريطة بمقياس مناسب، ويعطى لكل قسم لون خاص، ويكتب له رمز توضيحي مبسط بالأرقام والحروف يوضح صفات الأرض، كما يرفق بكل خريطة تقرير شامل للبيانات المطلوبة والمهمة. وبعد إجراء الخطوات السابقة يمكن التعرف على حالة التربة ودرجة الملوحة والقلوية فيها، كما يمكن إعطاء خطة الإصلاح حسب درجة الملوحة أو القلوية وتقدير احتياجاتها للغسل أو الصرف، وفي الجدول (3) نبين الأراضي حسب قابليتها للإصلاح.
الإجراءات الضرورية لعلاج مشكلة الملوحة ومنع تزايدها:
لقد أمكن نتيجة للدراسات التي أجريت في الأراضي المتأثرة بالملوحة، ومن ضمنها أراضي حوض الفرات في سورية وضع الحلول الآتية للقضاء على مشكلة الملوحة ومنع تزايدها.
جدول (3)
أولاً - ضرورة توفير نظام صرف فعال في الأراضي المروية:
وذلك بهدف خفض مستوى الماء الجوفي والتخلص من مياه غسل الأملاح عند إصلاح الأرض، ولتحقيق نجاح نظام الصَّرْف الأفقي يجب الانتباه إلى نقاط رئيسية أربع هي:
- أعماق المصارف المناسبة.
- المسافة بين المصارف.
- نوعية المصارف.
- أطوال المصارف.
ثانيا - وضع سياسة لاستخدام المياه بما يعمل على غسل الأملاح من الأرض:
ويتضمن حفظ توازن الأملاح في منطقة نمو الجذور عند الحد الملائم لمعظم النباتات، ويكون ذلك بمراعاة القواعد الآتية بالنسبة إلى نظام الري واستخدام المياه:
أ ـ أن تكون شبكة الري منفذة بطريقة تمنع الرشح إلى الأراضي المنخفضة تبعاً لطبيعة الأرض، وذلك عن طريق استعمال القنوات المكساة أو الأنابيب أو الأقنية المعلقة ولكن دون أن يعلو مستواها عن الأرض الزراعية.
ب- أن يتلاءم المجرى المائي في شبكة الري مع طوبوغرافية الأرض إذ يجب أن يرتفع الماء إلى الأماكن المرتفعة في المنطقة ثم يسيل إلى الأماكن المنخفضة.
ج- أن يراعى في تصميم شبكة الري الاحتياجات الغسيلية اللازمة للأرض في مدة الإصلاح، وكذلك احتياجات الغسل اللازمة للمحافظة على توازن الأملاح المناسب في مراحل الاستزراع المختلفة من الضروري الانتباه إلى أن المقنن المائي يجب أن يغطي حاجة المحصول، وكذلك احتياجات الغسيل خصوصاً في مدة الصيف.
د- منع استخدام مياه الآبار ومياه المصادر الأخرى ذات الملوحة المرتفعة، فإذا احتاجت بعض القطع إلى آبار فمن الضروري تحليل مياه الآبار وتحديد المسافة بينها.
ثالثاً - وضع سياسة استغلال زراعية للأرض:
على نحو تسمح بالتخلص من الأملاح الموجودة وتمنع تراكمها ثانية، وهذا يتحقق بالوسائل الآتية:
أ - يراعى غسل الأرض بالمياه قبل زراعتها وبعد إنشاء المصارف وإجراء عمليات التسوية فيها، ويقدر عمق (60cm 10-) من الماء لغسل الأملاح الموجودة. أي بمعدل (.6000m3/hec 1000-) بعد ذلك تقل الأملاح، وهنا يبدأ بزراعة المحاصيل.
ب- زراعة الأرض في مراحل الاستزراع الأولى بمحاصيل تتحمل الملوحة ، أي أن الدورة الاستصلاحية يجب أن تحتوي على محاصيل مثل الشعير والشوندر والبرسيم شتاءً وأنواع الذرة والأرز صيفاً، حتى تصل درجة توصيل الأرض في عمق لا يقل عن مترين إلى نحو (4) ميلليموز.
ج- البدء بإجراء دورة زراعية تشمل القمح أو البرسيم شتاءً أو القطن والذرة صيفاً، ويفضل أن تدخل زراعة الأرز بمعدل مرة واحدة كل ثلاث سنوات في الأراضي ذات النفاذية البطيئة.
د- يراعى أن تتبع دورة زراعية كثيفة على نحو لا تبقى الأرض بوراً ولاسيما في الصيف، ويمكن باستخدام الفصة ( البرسيم الحجازي ) ضمان غسيل الأملاح من الأرض صيفاً.
هـ- يجب عدم إطالة المدة بين رية وأخرى، ولاسيما في مراحل الاستصلاح الأولى، مع إعطاء الاحتياجات الغسيلية التي يمكن حسابها من تركيز الأملاح في مياه الري وفي المياه المنصرفة.
و - من المستحسن قبل زراعة المحاصيل الشتوية والصيفية إعطاء رية غزيرة لغسل الأملاح التي تكون قد تراكمت أثناء مدة نمو المحصول سابقاً.
رابعاً - أسلوب الغسيل الملائم لإزالة الأملاح:
إن شطف الأملاح من منطقة الجذور تعرف بعملية غسيل التربة واحتياج عملية الغسيل هي النسبة ما بين التصريف الزائد وكمية مياه الري المقدمة التي تحافظ على حجم الملح في رطوبة التربة أقل من ذلك الحجم الذي يؤثر بشكل هام على المحاصيل الزراعية. وتسمى كمية المياه اللازمة لغسل واحد هكتار وصرف الأملاح الزائدة بمقنن الغسيل ويُقدَّر بـ (.m3/hec) ، ويراوح حجمه ( m3/ hec 200001500-) . وتتم عملية الغسل بإضافة كميات كافية من المياه لإزالة الأملاح إلى شبكة الصرف، وتكون عملية غسل الأملاح سهلة وسريعة في الأراضي الخشنة القوام ذات النفاذية العالية بعكس الأراضي الناعمة القوام ذات النفاذية البطيئة؛ إذ تسير عملية الغسل ببطء، وينصح في تلك الأراضي:
أ. الإقلال من عمليات الحراثة ما أمكن، إذ أن بقاء سطح التربة خشناً ومكتلاً يساعد على زيادة معدل الرشح داخل التربة، وتجنب الحراثة والأرض مبتلة جداً أو جافة جداً.
ب. باستعمال الماء الحاوي على كميات قليلة من الصوديوم كوسيلة لزيادة معدل رشح الماء داخل التربة، وذلك في المراحل الأولى من غسل الأملاح الزائدة، وتجري عملية الغسيل بتقطيع الأرض إلى قطع من (0.2 hec) إلى (1 hec.) ، تفصل بعضها عن بعض، ويمكن إنقاص مساحة القطعة إلى (hec 0.1) عندما تكون طبوغرافية الأرض معقدة ونفاذيتها عالية.
خامسا - ضرورة استصلاح عمق كاف من الأرض لضمان نمو معظم المحاصيل:
لا بد من غسيل الأملاح من عمق كافٍ لنمو معظم النباتات بصورة طبيعية، وبالنسبة لمحاصيل الحقل يجب غسل الأملاح من عمق لا يقل عن (1.5m) . أما إذا كانت الأرض ستستعمل في زراعة الأشجار فيجب ألا يقل هذا العمل عن (2m) غير أنه لا يمكن البدء بزراعة المحاصيل السطحية الجذور والمتحملة للملوحة مع الاستمرار في غسل الأرض لأعماق أطول. ويجب العمل أيضاً على تحسين خواص الماء الأرضي تدريجياً، وتكوين طبقة الماء الأرضي ذات الخواص البعيدة فوق طبقة المياه المالحة.
ويمكن اعتبار برنامج الاستصلاح ناجحاً إذا تحققت الأهداف الآتية:
أ - خفض تركيز الأملاح في منطقة نمو الجذور إلى أقل من (4) ميليموز/سم.
ب - منع الزيادة في الصوديوم المتبادل عن (%10) .
ج - خفض مستوى الماء الأرضي إلى مستوى أسفل من الحد الحرج تبعاً لظروف المنطقة.
د - تحسين خواص المياه الأرضية وتحسين درجة ملوحتها.
سادساً - اتباع نظام سليم في خدمة الأرض بعد مرحلة الغسيل:
من المعروف أنه في المناطق الجافة ونصف الجافة توجد هجرة موسمية وتجمع للأملاح في التربة نتيجة للتغيرات في المناخ ونظام الري وزراعة الأرض، فعقب كل ريّة تحدث إزالة مؤقتة للأملاح يليها إعادة تملح بين كل ريتين نتيجة فقد المياه بالتبخر والنتح. وفي نهاية الموسم تتراكم الأملاح في التربة بكميات تختلف حسب المناخ ونظام الري ونوع المحصول المزروع، إذ تؤثر المحاصيل كثيراً في ذلك؛ فالمحاصيل ذات التبخر النتحي المنخفض كالشعير ولو أنها تتحمل الملوحة؛ إلا أنها تعمل على زيادة الأملاح في نهاية الموسم نتيجة لقلة احتياجاتها لمياه الري، أما البرسيم فحاجته إلى الماء شديدة؛ لذلك فإنه يعمل على خفض الأملاح في نهاية الموسم. أما القطن والذرة ومعظم المحاصيل التي تزرع على خطوط والحساسة لكثرة مياه الري فإنها تعمل على زيادة تجميع الأملاح على قمة الخطوط.
وفي الأحوال التي لا يمكن فيها زراعة كل الأرض خلال موسم الصيف لعدم كفاية المياه، فإن حرث الأرض يُوقف حركة الأملاح ووصولها إلى السطح، ومن هنا تظهر أهمية اتخاذ توازن الأملاح في الأرض كدليل على اتجاه تغير الملوحة من سنة لأخرى.
وسائل المحافظة على الأرض بعد الاستصلاح:
1 - المحافظة على مستوى الماء الجوفي أسفل المستوى الحرج.
2 - استمرار تحسين خواص الماء الجوفي.
3 ـ ضرورة إجراء عملية الغسل على مُدَد تحدد حسب سرعة تجمع الأملاح.
4 ـ استمرار عمليات التسوية لضمان حسن توزيع المياه ومنع التملح الثانوي.
5 - ضرورة منع الري الغزير والرشح من الأقنية.
6 - صيانة شبكة الصرف باستمرار.
سابعاً: التوصل إلى أنسب برنامج تسميدي يناسب مراحل استصلاح الأراضي:
بالرغم من أهمية التسميد في زيادة المحصول في الأراضي الجيدة فقد يعطي نتائج معاكسة في الأراضي المالحة، فقد لحظ أنه في الأراضي شديدة الملوحة تنخفض كمية المحصول، نتيجة التسميد ومع تناقص الملوحة تبدأ الاستجابة للتسميد عند درجة معينة ثم تزداد الاستجابة للتسميد مع تناقص الملوحة بصورة أكثر حتى تصل إلى أعلى قيمة في الأراضي العادية. وينطبق هذا القول على كل من التسميد الآزوتي والبوتاسي، أما التسميد الفوسفاتي فأقل تأثيراً. وعلى العموم عندما ترتفع نسبة الملوحة إلى درجة توصيل كهربائي مقدارها (7) ميليموز / سم في الأراضي المشبعة فإنه لا ينصح بتسميد الأرض عند ذلك.
ثامناً- تعديل التكثيف الزراعي والدورة الزراعية كعلاج لمشكلة الملوحة:
من الضروري إتباع دورة زراعية مكثفة؛ لأن وجود محصول باستمرار في الأرض يتيح الفرصة للأملاح أن تنتقل إلى المصارف بدلاً من صعودها وتراكمها في السطح. ويُستحسن إدخال محاصيل محبة للماء كالأرز والفصة في الدورة الزراعية، وترتيب الدورة على نحو تتناوب فيه المحاصيل المحبة للماء مع المحاصيل الأخرى.
تاسعاً - ضرورة التأكد من اقتصاديات عمليات استصلاح الأراضي:
من الضروري التأكد من اقتصاديات عمليات الاستصلاح والاستزراع قبل البدء بتنفيذ المشروع، ومن ثُمَّ حساب العائد من المشروع، ويمكن أن يقسم المشروع اقتصادياً إلى أربع مراحل:
المرحلة الأولى (المرحلة الإنشائية): تشمل تكاليف الدراسات والتحريات وعمليات التسوية وشبكات الري والصرف ومحطات الضخ والطرق والكهرباء ومياه الشرب.
المرحلة الثانية (مرحلة الغسيل والزراعة الاستصلاحية): تشمل عمليات التسوية الدقيقة والغسيل ومستلزمات الإنتاج، وفي هذه المرحلة يزيد الإنفاق على العائد الأرض.
المرحلة الثالثة (مرحلة الزراعة تحت الحدية): في هذه المرحلة يتدرج فيها العائد من الأرض مقترباً من الإنفاق حتى يتساويا.
المرحلة الرابعة (مرحلة الزراعة الاقتصادية): وفيها تصبح الأرض بيئة صالحة لنمو الاستثمارات.
4- التربة الجبسية:
يمكن أن يتواجد الجبس بأحد الأشكال الآتية:
- طبقة جبسية متراصة من بلورات ناعمة ومتوسطة.
- طبقة جبسية مفككة من بلورات ناعمة.
- طبقة جبسية ذات بلورات كبيرة.
- طبقة جبسية كلسية ناعمة.
وتتشكل البلورات الكبيرة قرب مستوى سطح الماء الأرضي، والبلورات الناعمة في الطبقة السطحية التي تتعرض للترطيب والتجفيف وبسبب مستوى الماء الأرضي توجد بلورات ذات أشكال وأحجام مختلفة. كما أن مساحات التربة وتوزعها وحجمها يؤثر في شكل وحجم بلورات الجبس.
وقد تبين أن صفات الجبس ترتبط بحجم بلورات الجبس التي تراوح بين (50-200) ميكرون، وأن الترسبات الجبسية المتشكلة نتيجة لأكسدة الكبريت هي ناعمة جداً، ويمكن أن يؤدي إعادة توزيع الجبس في قطاع التربة إلى قيام بلورات الجبس بربط حبيبات الطين والرمل؛ مما يؤدي إلى تشكل قشرة صلبة بسماكة (2cm) تعيق بدرجة كبيرة إنبات البذور وتهوية التربة. وللتعريف بعمليات تكون الترب الجبسية فإننا سنعتمد على الخبرة المكتسبة من مصاطب نهر الفرات ومن خلال نتائج التحليل وعمليات الترسيب الفرضي للأملاح لقطاعات من التربة خلال المدة (1991-1979) هناك آليتان لتراكم الجبس:
الآلية الأولى:
ويمثل مجموعة الترب الملحية في قطاع يوجد فيه الماء الأرضي الحاوي على الأملاح الذائبة بتراكيز عالية من( Ca++ ) ، ( SO4--) ضمن العمق الذي يمكن أن توصله الخاصية الشعرية إلى سطح التربة، حيث يتبخر الماء وتتراكم الأملاح على السطح. ومع مرور الوقت فإن تراكم الأملاح يصاحبه وبشكل محدد تراكم للجبس على السطح أيضاً.
وإن تقصي التحاليل المخبرية لترب أقدم عمراً يمكن أن يقودنا إلى استنتاج التصور لعملية تراكم الجبس في مساحة واسعة من وادي الفرات الأدنى، ويمكن أن نتصور أنه مع مرور الزمن سيزداد محتوى الجبس في الطبقات السطحية من القطاع من جهة، ومن جهة ثانية فإنه سينتشر عمودياً إلى الطبقات التي تليها وبمحتويات أقل. أي إن الجبس سينمو بقطاع التربة من الأعلى إلى الأسفل،
وفي بعض الترب التي تعرضت للتملح لمدد أطول تمت ملاحظة أن الـ (15cm ) العليا من قطاع التربة تحتوي على (13%) جبسا، وأن الـ (10cm) التي تليها تحتوي (6%) ، وأن هذا المحتوى من الجبس ينقص تدريجياً إلى (%0.5) على عمق (120cm)، ثم يختفي بعدها.
ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة أيضاً في المصاطب العليا للفرات حيث يبين الجدول (4) نتائج تحاليل الجبس لقطاع مأخوذ من المصطبة العليا للفرات:
جدول (4) نسب الجبس وفق العمق للمصطبة العليا للفرات
ويُعتقد أن الجدول يمثل حالة مثالية للتراكم بهذه الآلية، ويفترض أن نتوقع حالات غير مطابقة بسبب الاختلاف في الظروف البيئية كغياب الماء الأرضي مثلا وظهوره مرة أخرى على عمق مختلف، وربما بتركيب كيميائي مختلف وبفواصل زمنية قد تطول أو تقصر.
الآلية الثانية لتراكم الجبس:
ويمثله القطاع من التربة التي نجد فيها أن الجبس ينمو باتجاه معاكس من الأسفل إلى الأعلى. وقد يُعزى خلو الطبقات السطحية منه إلى الفلاحات والزراعة المستمرة مما يؤدي إلى زعزعة حالة الاستقرار التي قد تكون مطلوبة لمدة معينة من أجل ترسيب الجبس في قطاع التربة كما هو الحال في القطاع السابق.
ويمكن أن يُعزى تراكم الجبس في الطبقات الدنيا من القطاع إلى التشبع المستمر بالماء الأرضي لمدد طويلة بغض النظر عن تذبذب مستوياته من وقت لآخر، كما أن ارتفاع معدل التراكم قد يُعزى إلى سيادة شاردتي الكالسيوم والكبريتات في الماء الأرضي بعكس الحالة السائدة في الآلية الأولى؛ إذ تكون السيادة لشاردتي الصوديوم والكلوريد.
وانتقالاً من المصطبة الأولى إلى المصاطب الأخرى للفرات، وهي المصاطب الأكبر عمراً، يُلحظ أن عامل الزمن ينعكس بشكل عام على ارتفاع نسبة الجبس كلما تقدمنا من المصطبة الأولى إلى المصاطب العليا.
توجد الأراضي الجبسية في المناطق الجافة وشبه الجافة من العالم حيث يكون معدل الأمطار منخفضاً وغير كاف لغسيل الجبس من قطاع التربة، وتكتسب أهمية لاسيما كون الأراضي الجبسية تتواجد حول مصادر المياه الرئيسية في القطر (الفرات ، الخابور).
تشكلت الأراضي الجبسية في القطر في أحقاب جيولوجية مختلفة: Oligocene - Cretaceous - Jurassic - Triassic - Eocene وخلال أحقاب Pliocene و Pleistocene حدث حث وانجراف للصخور الجبسية كما تم حدوث إذابة وترسيب، ومن ثم نشوء الترسبات الثانوية، وفي حالة وجود مستوى ماء أرضي تتكون عدسات جبسية قريبة من مستوى الماء الأرضي ذات بللورات خشنة.
ويمكن القول إن ترسيب الجبس يمكن أن يكون ذا منشأ جيولوجي تم خلال الأحقاب الجيولوجية أو منشأ بيدلوجي، وهي عملية نقل وترسيب في قطاع التربة.
رغم الموارد المحدودة لبعض الدول ولاسيما النامية منها، فإنها تنفق أموالاً باهظة لإدخال مساحات واسعة تحت نظام الري، ولاسيما في المناطق الجافة وشبه الجافة، كما هو الحال في القطر العربي السوري، حيث تتم إقامة مشروعات ري عملاقة، كمشروعات استصلاح الأراضي في حوض الفرات والبليخ ومسكنة وسهول حلب، وذلك لتغطية خطر النقص في مقدار إنتاج الغذاء المتوقع، إذ بلغ معدل الزيادة السنوية للسكان في سورية (%0.33) - المجموعة الإحصائية لعام (1995) - أي من الضروري مضاعفة كمية الغذاء بمقدار مرة كل (20) عاماً، ليتناسب مع معدلات التغذية الحالية.
وكما تم القول إن معظم الترب الجبسية تتوزع في المناطق الجافة وشبه الجافة وفي المناطق القريبة من المصادر المائية تعد مشكلة الجبس مشكلة أساسية في عمليات الاستصلاح للترب الواقع في هذه المناطق.
1- توزع التربة الجبسية
التوزع الجغرافي للأراضي الجبسية في العالم: تبلغ مساحة الأراضي الجبسية في العالم بحدود (85) مليون هكتار، تتوزع في جنوب أوروبة - إسبانية - جنوبي الاتحاد السوفيتي سابقاً - جنوب غرب آسيا، سورية العراق إيران وقد وجدت الأراضي الجبسية في جنوب ووسط أسترالية وبعض المناطق من ولاية تكساس في أمريكة.
التوزع الجغرافي للأراضي الجبسية في سورية: بينت نتائج المسوحات البيدولوجية التي أجريت في سورية أن مساحة الأراضي الجبسية تبلغ خمسة ملايين هكتار، أي بنسبة (25%) من أراضي القطر العربي السوري / موصلي، 1979/، وفي بعض المصادر تشكل (%20) / Ilaiwi, 1983/، وهذه الترب توجد كترب سائدة أو كترب رئيسية في وحدات التربة، ووجودها كترب سائدة يرتبط ارتباطاً رئيسياً بطبيعة الصخر الأم.
تنتشر الترب الجبسية في سورية في وسط وجنوبي الجزيرة السورية حيث تغطي مصاطب الفرات والخابور والبليخ وإلى الجنوب من مجرى نهر الفرات، وتسود في عموم سهل الرصافة وفي الجزء الشمالي من بادية الشام وفي الجزء الأكبر من جبل البشري. في وسط سورية تسود الترب الجبسية في قعر حوض الدو، وتمتد حتى القريتين باتجاه الجنوب الغربي؛ إضافة إلى ذلك فإن هذه الترب توجد كترب مشاركة رئيسية في الوحدات التي تسود فيها الترب الكلسية، ولاسيما في سهول الجزيرة وبادية الشام.
وفي غرب سورية توجد التربة الجبسية على مسافة عدة كيلومترات شرق مدينتي أبو الظهور في الشمال الغربي وحسية في الجنوب الغربي. وفي أواسط سورية تنتشر الترب الجبسية في السلسلة التدمرية الشمالية، وتمتد إلى الغرب باتجاه الفرقلس؛ وفي المنخفضات المتملحة في وسط سورية (سبخة الموح)، وفي شرقها على الحدود العراقية (سبخة البوارة) تُشكل الترب الجبسية مشاركاً رئيسياً للترب الملحية.
هذه الترب تنتشر بشكل محدود نسبياً في جنوب وجنوب شرق سورية ضمن هضبة الحماد. وحتى في هذه المنطقة فإن الترب الجبسية يمتد وجودها حتى الحدود الأردنية في أقصى الجنوب، في حين يصل الامتداد الشرقي لهذه الترب الحدود العراقية في الشرق فإن امتدادها الشمالي يصل أيضاً إلى الحدود التركية شرق تل أبيض رغم أن مناخ التربة هنا يتحول إلى المناخ المتوسطي وتصنف ضمن الترب الجافة. وعلى ضوء خريطة ترب سورية فإنه يمكن عزل المناطق الخالية من الترب الجبسية على النحو الآتي:
* الزاوية الشمالية الشرقية شرق خط الطول /41 / وشمال خط العرض / 36.30/.
* المنطقة الشمالية الغربية شمال خط العرض / 36.10/ ومن مجرى الفرات باتجاه الغرب.
* غرب خط الطول /37/ امتداداً من الحدود التركية في الشمال وحى الحدود الأردنية في الجنوب.
2- مساوئ التربة الجبسية :
إن تدني نفاذية الأفق الجبسي من هذه الأراضي فإنه يبدي مقاومة لصعود الرطوبة الشعرية للماء إلى أعلى ويعاني النبات نقصاً في الرطوبة المتاحة، ويزداد الأمر تعقيداً في حال كون الأفق السطحي الذي يعلو الأفق الجبسي ضحلاً وغير عميق، والسعة الحقلية متدنية، فإن النبات يعاني الجفاف الفيزيولوجي؛ وينصح لزيادة نفاذية التربة بإقامة الآبار غير العميقة أو حفر خنادق ضيقة أو شقوق في التربة.
ويؤدي وجود الأفق الجبسي وعمق توضعه عاملاً أساسياً في تحديد صلاحية التربة للزراعة والري، ويكون العامل كبيراً إذا كان الأفق الجبسي سطحياً أقل من (30cm) ويقل كلما زاد عمق توضع الأفق الجبسي. وقد أكدت التجارب الحقلية أنه إذا كان الأفق الجبسي سطحياً في المجال (0-30cm) ويختلط بطبقة الحراثة فإنه يؤدي إلى خفض الإنتاجية بمقدار (%50-40) ، أما إذا كان الأفق الجبسي متوسط العمق (60cm 30- في مجال منطقة انتشار الجور فإنه يسبب انخفاض الإنتاجية مقدار (%40-20) ، أما إذا كان الأفق الجبسي عمقه (60-100cm) فيكون التأثير ضعيفاً في المحصول ومقدار الفقد (20 - 15 %) ؛ مقارنة بالمحاصيل على الأراضي غير الجبسية. أما تأثير العمق الجبسي في صلاحية الأراضي للري فإن الأراضي الجبسية ذات الأفق الجبسي السطحي غير صالحة لعمليات الري، ومتوسطة العمق (60cm 30-) صالحة لري بعض المحاصيل الزراعية، ولكن الأراضي الجبسية عميقة الجبس (100-cm 60) تُعد صالحة لري جميع المحاصيل الزراعية من ظروف نظام ري خاص؛ من حيث مقننات الري وطريقة الري.
3- معالجة التربة الجبسية:
إن الجبس ملح متوسط الذوبان في الرطوبة الأرضية، ويُقدر تركيزه (2.5gr/lit. 1.5-) . وهذا التركيز لا يؤثر في عملية امتصاص الماء الأرضي من النبات إذا كان المحلول خالياً من الأملاح الأخرى مثل الكلوريدات والنترات، ولكن بوجود الأملاح الأخيرة في الأراضي الرطبة تتضاعف درجة ذوبان الجبس في الأراضي، وتسبب زيادة الضغط الأسموزي ومن ثم تؤدي إلى خفض كمية الرطوبة المتيسرة للنبات لعدم قدرته على الامتصاص. وهكذا فإن وجود أملاح الكلوريدات تزيد من تأثير الجبس في النبات ويجب أن يؤخذ هذا العامل عند إضافة سماد كلوريد البوتاسيوم وكبريتات الأمونيوم، ويؤدي وظيفةً كبيرةً في تثبيت الفوسفات الحرة في التربة، ويحولها إلى فوسفات ثلاثية الكالسيوم غير قابلة للامتصاص. كما يؤدي الجبس إلى إحداث خلل في توازن العناصر الغذائية في المحلول الأرضي وقابليتها للامتصاص من قبل النبات عن طريق تثبيتها كيميائياً، ولذلك تحتاج الأراضي الجبسية إلى مقننات سمادية عالية من الأسمدة الآزوتية الفوسفورية البوتاسية لإزالة آثار نقص الزنك والحديد من بعض النباتات المزروعة على الأراضي الجبسية. وعند اختيار الأنواع النباتية للزراعة في الأراضي الجبسية يجب الأخذ بالاعتبار علاقة النباتات بالكالسيوم.
وقد وجد أنه في حال تأمين احتياجات النبات من الماء والعناصر الغذائية على الأراضي الجبسية غير المالحة فإنّ المحاصيل الآتية: الكرمة، والفصة والذرة الصفراء، السرغو (ذرة المكانس) أعطت إنتاجية عالية في الأراضي التي يتوضع فيها الجبس على عمق أكثر من (30cm) . أما محاصيل القمح والحبوب فكانت الإنتاجية مقبولة، ويمكن زراعة القطن على الأراضي الجبسية ذات أفق جبسي ذي عمق أكبر من (40cm ) . ويمكن القول: إن الأراضي الجبسية أكثر صلاحية لزراعة المحاصيل المتحملة للجفاف والتي لا تتطلب سقايات كثيرة، أما المحاصيل المحبة للماء فهي غير ملائمة، لأن زراعتها تتطلب رطوبة عالية.
وقد تم اتخاذ مجموعة إجراءات لإقامة سدات نشر المياه في عدة مواقع في القطر للاستفادة من الظروف البيئية الناتجة عن هذه العملية واستغلالها في عملية تطوير المراعي في المنطقة كتجربة يمكن استغلالها وتعميمها على كامل البادية السورية ولاسيما الشرقية منها التي تشكل التربة الجبسية نسبة عالية من أراضيه، وتعاني تدهوراً شديداً في مراعيها الطبيعية لزيادة الجفاف وسوء إدارة مراعيها الطبيعية، والأسس التي اعتمدت في عملية استزراع الأراضي الجبسية في أنظمة سدات نشر المياه في البادية أخذت بالحسبان الأمور الآتية:
- خصوصية العوامل الأرضية من حيث قرب توضع الأفق الجبسي من السطح، وارتفاع نسبة الجبس في المنطق السطحية من التربة.
- تحسن المحتوى الرطوبي في الموقع نتيجة إقامة سدات نشر المياه.
- طبيعة الخصائص المناخية في الموقع من حيث التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء وارتفاع معدلات التبخر – نتح، بالإضافة إلى هبوب الرياح الجافة والحرارة الشديدة في الصيف التي قد تصل إلى (50) درجة مئوية.
- مراعاة العوامل الاجتماعية التي تتميز بها البادية السورية من حيث الرعي الطليق، وتنقل البداوة.
هذه الإجراءات المتخذة تهدف إلى تغيير نوعي في تركيب نباتات المراعي الموجودة، مع إدخال بعض الأنواع الأخرى المقاومة لوجود الجبس والملوحة والجفاف، وهي عوامل محددة في عملية الاستزراع في الأراضي الجبسية.
وقد دلت الدراسات أن الغطاء النباتي الموجود طبيعياً عبارة عن شجيرات رعوية معمرة، وأن الظروف البيئية السائدة ملائمة لنمو أصناف نباتية ملائمة، وتتحمل ارتفاع محتوى الجبس ومتحملة للجفاف ومستساغة من الحيوانات، وتتحمل الغمر المائي المؤقت الذي قد يحصل في منطقة ما بين السدات.
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
ماذا نعرف عن الطائرة الأميركية المحطمة CRJ-700؟
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يستقبل المتولّي الشرعي للعتبة الرضوية المطهّرة والوفد المرافق له
|
|
|