أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-13
![]()
التاريخ: 9-10-2021
![]()
التاريخ: 24-11-2016
![]()
التاريخ: 24-5-2017
![]() |
التحليليون مثلهم مثل الودودين في حالة الأسلوب البديل؛ حيث يحاولون تجنب التوتر في علاقاتهم، إلا أن التحليليين لهم أسلوبهم في التعامل مع الضغط الزائد في نفس الوقت الذي يسعون فيه إلى تجنب الخلاف، فالشخص التحليلي شخص هادئ لديه تحفظ عاطفي، ويفضل العمل بمفرده على العمل مع الآخرين، وعند التحول للأسلوب البديل تصل هذه الميول إلى مداها، فالتحليلي عندما يتعرض لحمل زائد من التوتر تراه يتجنب التعبير عن مشاعره أو الدخول في علاقات مع الآخرين ولذلك يشار إلى الأسلوب البديل هنا بالتجنب.
وعندما يتبنى التحليلي سلوك التجنب تجده يقول أقل مما اعتاد قوله ـ والأسلوب الطبيعي له أن يكون في الجانب الهادئ والخالي من المشاكل - وإذا ما تحدث يغلب على حديثه التعقل والالتزام بالحقائق والمنطق، ونبرة الكلام لدى الشخص التحليلي وتعبيرات وجهه وإيماءاته، وإن كانت قليلة بطبيعتها إلا أنها تقل أكثر عندما يتحول إلى الأسلوب البديل، وخلال هذه العملية التي يلتزمون من خلالها بأعلى قدر من التعقل وتجنب أي تعبير حقيقي عن مشاعرهم، نجد أن الشخص التحليلي، وهو في حالة الأسلوب البديل ينسحب عاطفيا عن جميع من معه، فهو وإن كان حاضراً بجسمه إلا أن الآخرين يرونه غائباً بشخصه عن الحوار.
وأحياناً ما لا يحقق هذا الانسحاب العاطفي الراحة الكافية، وفي ظل هذه الظروف قد يحاول الشخص التحليلي أن يتجنب الناس، ويسعى لأن يكون وحيداً، وقد يختلق الأعذار لترك الاجتماعات أو الارتباطات، أو قد يمشي بغضب وذلك تعبير قلما يحدث للكشف عن مشاعره، وقد كان توماس جيفرسون أحد أكبر مؤسسي الولايات المتحدة شخصاً تحليلياً، وقد انطوى في حالة عزلة شديدة وطويلة المدى في فترة من فترات حياته فقد آلمه بشدة انتصار سياسات منافسه الكسندر هاميلتون بحيث قرر ترك العاصمة والعودة إلى موطنه الأصلي مونتيسيلو، وهذا الرجل الذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة بعد ذلك ألغى اشتراكه الصحفي، وقطع علاقاته السياسية، وعلى مدى ثلاثة أعوام لم يذهب أبعد من ثلاثة أميال عن منزله.
وفي تبريرهم لسلوكهم البديل يرى بعض التحليليين أن استمرارهم في التحفظ العاطفي عندما يكونون في حالة ضغط أفضل بكثير من الصياح والمناقشات الصاخبة، كما أنهم يعتقدون أن الشخص عندما يتعرض لضغط شديد يكون الانسحاب بعيداً عن الناس هو أفضل تصرف له، ومن التحليلين من يدرك أنه لا يكون في حالته الطبيعية عندما يتحول إلى الأسلوب البديل، ولذلك يندمون على الأثر السلبي الواقع على الناس من جراء عدم مشاركتهم وانسحابهم العاطفي.
أما العمليون الذين يفضلون التعامل مع الأمور بشكل مباشر فيصيبهم الإحباط من انسحاب التحليليين عندما يكونون تحت ضغط شديد، أما الأسلوبان الأكثر تركيزاً على المشاعر: (الودودون والمعبرون) فقد يكرهان التحفظ العاطفي الذي يعتبر أمراً طبيعيا لدى التحليليين، وبالتالي فهم يكرهون بشدة ذلك الانسحاب العاطفي الذي يحدث منهم عندما يتحولون إلى الأسلوب البديل، ويمكنك أن تستشعر إحباط التعبيريين من هذا التعليق من أحدهم: (يمكنني أن أتعامل مع الكراهية، ومع الغضب، ومع اليأس، ويمكنني أن أتعامل مع أي شخص يشعر بأي شيء، ولكن لا يمكنني التعامل مع لا شيء).
والسلوك البديل للتحليليين يحمل رسالة غير واضحة، فتصرفاتهم العاقلة والهادئة توحي بأنهم ليسوا منزعجين أو تحت ضغط، ومع هذا فالجميع يعرفون أن العكس هو الصحيح، فهم تحت ضغط شديد، ولكن لا يعرف أحد السبب لأنهم لا يتحدثون عن هذا، وهذا التجنب يسبب الإحباط لدى الجميع، ولكنه قد يغضب التعبيريين الذين يحبون أن يتحدثوا - أو يصيحوا - بما لديهم.
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
العتبة العلوية المقدسة تعقد اجتماعها السنوي لمناقشة الخطة التشغيلية وتحديثها لعام 2025
|
|
|