أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-08
![]()
التاريخ: 2025-03-08
![]()
التاريخ: 2025-03-08
![]()
التاريخ: 2025-03-08
![]() |
لقد عالج الحكماء والفلاسفة في الشرق والغرب تلك الأدواء النفسية والأمراض الروحية بأنواع العلاجات منذ العصور الغابرة حتى اليوم ووضع علماء النفس وأساتذة التربية أحكم القوانين وأتقن النظم والقواعد - بزعمهم - لإصلاحهم فلم يفلحوا بما وضعوا ولم يجدوا لها علاجا حاسما ولم يعثروا على دواء ناجع لعلاجها سوى الدين السماوي الذي هبط على الرسل والأنبياء ليرفع هذه الإنسانية من حضيض الرذائل والجهل إلى مرتفع الفضائل والعرفان. فإن الدين السماوي هو الذي جاء لإسعاد هذا الخلق كي يعيشوا بسلام وهناء مادا موا يعملون بقوانينه، ويتبعون سبل تعاليمه وإرشاداته أما إذا تركوا العمل به فلا يكون لهم شفاء ولا تكون لهم سعادة كالمرض في الجسم والدواء في الصيدلية والطبيب في العيادة ولكن المريض لا يرجع إلى الطبيب ولا يستعمل الدواء فإن مرضه سوف يزداد عليه حتى يهلكه أخيرا.
فإنه لا طبيب أدرى بأدواء النفوس من بارى ء النفوس ولا حكيم أعلم بأسقام الأرواح من الدين الحنيف ولا عالم أعرف بطرق علاجها وأسباب شفائها من الشارع المقدس.
إذن للدين أثره الفعال في تطبيب الأرواح والنفوس وإن له معجزات باهرة في إصلاحها تفوق معجزات الطب الفنية الحديثة في مداواة الأجسام. فلقد جاء الدين الإسلامي الحنيف آمرا بعامة العقائد الحقة بدلائلها والعبادات الصحيحة ببراهينها والأخلاق الفاضلة بتفاصيلها حفظا لصحة النفوس البشرية وسعادتها وناهيا عن كافة العقائد الباطلة والعبادات الفاسدة والأخلاق الذميمة وقاية لأرواحهم من شرورها وشقائها. وهناك آيات أخرى تعرضت لأمراض القلب نذكر منها الآيات التالية: قال تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة: 52] (أي فترى يا رسول الله الذين في قلوبهم شك ونفاق (يعني عبد الله بن أبي) يسارعون في موالاة اليهود ومنا صحتهم ومعاونتهم على المسلمين) [1].
قال تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 125] (أي: أما الذين في قلوبهم شك ونفاق فزادتهم (إذا أنزلت سورة) كفرا ونفاقا الى نفاقهم وكفرهم لأنهم يشكون في هذه السورة)[2].
قال تعالى: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [الحج: 53] قال تعالى: { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [النور: 50] (أي: هل في قلوبهم شك ونفاق في نبوتك يا رسول الله؟)[3]
قال تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12] (أي: الذين عندهم شك أو ضعف في الايمان) [4].
وتعرضت آيات أخرى الى أمراض الجسم ونذكر من هذه الآيات: قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]وقال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة: 196]وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا } [النساء: 43]وقال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 91]وقال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ } [النور: 61] (أي: ليس على العليل إثم) [5].
وقال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] (أي: أنه تعالى هو الذي يعافي السقيم من علته)[6].
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام متحدثا عن التقوى أنها الدواء:
وأشهد أن محمدا نجيب الله وسفير وحيه ورسول رحمته أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم وإليه يكون معادكم وبه نجاح طلبتكم وإليه منتهى رغبتكم، ونحوه قصد سبيلكم وإليه مرامي مفزعكم فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم وبصر عمى أفئدتكم وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس أنفسكم [7].
ومن دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) إذا مرض أو نزل به كرب أو بلية: اللهم لك الحمد على ما لم أزل أتصرف فيه من سلامة بدني ولك الحمد على ما أحدثت بي من علة في جسدي فما أدري يا إلهي أي الحالين أحق بالشكر لك وأي الوقتين أولى بالحمد لك أوقت الصحة التي هنأتني فيها طيبات رزقك ونشطتني بها لابتغاء مرضاتك وفضلك وقويتني معها على ما وفقتني له من طاعتك أم وقت العلة التي محصتني بها والنعم التي أتحفتني بها تخفيفا لما ثقل على ظهري من الخطيئات وتطهيرا لما انغمست فيه من السيئات وتنبيها لتناول التوبة وتذكيرا لمحو الحوبة بقديم النعمة وفي خلال ذلك ما كتب لي الكاتبان من زكي الأعمال ما لا قلب فكر فيه ولا لسان نطق به ولا جارحة تكلفته بل إفضالا منك علي وإحسانا من صنيعك إلي اللهم فصل على محمد وآله وحبب إلي ما رضيت لي ويسر لي ما أحللت بي وطهرني من دنس ما أسلفت وامح عني شر ما قدمت وأوجدني حلاوة العافية وأذقني برد السلامة واجعل مخرجي عن علتي إلى عفوك ومتحولي عن صرعتي إلى تجاوزك وخلاصي من كربي إلى روحك، وسلامتي من هذه الشدة إلى فرجك [8].
ويقول المهاتما غاندي [9]: (ما من مرض إلا وسببه فكرة أو عاطفة تسيء إلى هذه الموسيقا الكونية، وإلى هذا الانسجام) [10].
ويقول اللورد جيمس ماكينزي [11]: (الأمراض هي نتيجة عوامل مؤثرة طويلة الأمد تبدأ في الحياة المبكرة وتؤدي تدريجيا إلى إشباع الجسم بالسموم فالغذاء الخاطىء والحياة المليئة بالعادات السيئة والتفكير السلبي هيا الأسباب الرئيسية لهذا التدهور). قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: (ولهذا قال {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت: 44] أي : يهديهم لطريق الرشد والصراط المستقيم ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة وشفاء لهم من الأسقام البدنية والأسقام القلبية لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق وأقبح الأعمال ويحث على التوبة النصوح التي تغسل الذنوب وتشفي القلب)[12].
وعلامة مرض القلب عد وله عن الأغذية النافعة الموافقة إلى الأغذية الضارة وعدوله عن دوائه النافع إلى دوائه الضار إنها أربعة أشياء غذاء نافع ودواء شاف وغذاء ضار ودواء مهلك. والقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي والقلب المريض بضد ذلك وأنفع الأغذية غذاء الإيمان وأنفع الأدوية دواء القرآن وكل منهما فيه الغذاء والدواء.
إن القرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاوم الداء أبدا وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله عز وجل فهما في كتابه الكريم. قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]
كما تكفل الدين بصلاح البشر من ناحية الروح كذلك تكفل بهم من ناحية الجسم فكانت في الدين حياة البشر وسعادته وتقدمه ورقيه من الناحيتين الروحية والجسمية وفي عالميه الدنيوي والأخروي والدليل على ذلك قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24] وفي قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97] علمنا مما تقدم كيف أن القرآن شفاء من الأمراض الروحية في العقائد الباطلة أما كونه شفاء من الأمراض الروحية في العبادات الفاسدة فإن العبادات الصحيحة بكل معانيها يجب أن تكون خالصة لله وحده لا شريك له إذ أن الشرك بالله وعدم الإخلاص له في العبادة من أكبر الأدواء والأمراض النفسية للإنسان.
[1] الفضل بن الحسن الطبرسي مجمع البيان في تفسير القرآن ج3ص355
[2] الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان في تفسير القرآن ج5ص146
[3] المصدر نفسه ج7ص263
[4] المصدر نفسه ج8 ص139
[5] الفضل بن الحسن الطبرسي مجمع البيان في تفسير القرآن ج7 ص272
[6] المصدر نفسه ج7 ص336
[7] نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ص 173
[8] الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين عليه السلام ص 80.
[9] غاندي: زعيم هندي
[10] رائد طليمات الغذاء دواء، ص 157.
[11] اللورد جيمس ماكينزي: طبيب.
[12] تيسير الكريم الرحمن، ج 4، ص 403
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|