أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-15
![]()
التاريخ: 2-10-2021
![]()
التاريخ: 24-8-2020
![]()
التاريخ: 28-8-2021
![]() |
لغة الصحافة الرقميّة
أيّها الإعلامي، كيف تتحول من إعلامي تقليدي إلى إعلامي رقمي؟ وكيف تكون متصلاً بالواب (web) من أجل تغذية دفق مستمر من المعلومات، واكتساب تقنيات مهنية مناسبة؟ يجب العلم بأن الانتقال من مسار صناعي ثقيل إلى نقلة سريعة محدّدة بزمان وممتدّة في المكان؛ تتطلب جهداً إضافياً خارقاً في استعمال التقانات، وفي توظيف لغة تناسب ذكاء التقانات، وهذا هو المطلوب في عصر الصحافة الرقمية.
تشكل الصحافة الرقمية نمطاً جديداً في مهنة المتاعب الصغيرة، على مهنة المتاعب الكبيرة، ولكنّها مهنة ممتعة وشائقة؛ حيث النقلة الجديدة (الكبيرة) تتطلب المهارة التوعية من أجل تحقيق تبليغ رسالة الإعلامي الناجح، وأداء الدور المنوط في اكتشاف الخبر، والتحقق من مكوناته ومعرفة سرده؛ لأنّ بعض عناصر الفهم والإنتاج، وإعادة عناصر الكتابة والتفاعل مع القراء تتغيّر، ولا بدّ من مراعاة كلّ تغيّر. وإن ما ينشره الإعلامي على الشابكة يتطوّر بتطور أسلوب رقمي خاص ويحتاج إلى التعامل مع الوقت المناسب، وإلى صحافة رقميّة مجهزة، وإلى السّرعة الفائقة في تبادل الارتباطات. ولهذا، ما محل الجيل الإعلامي القديم مع الصحافة الرقمية؟
لا شك أنّه ستحصل لهم صدمات مهنيّة، ولكن يمكن أن تعالج بيسر وبإرادة السير مع الرقمنة، وفي أحسن الأحوال من الضروري أن يكون الانغماس في المدونات الرقمية وفي نسق تبادل المعلومات وفي أدوات السرد والممارسات الرقمية المتواصلة ليحصل الاندماج الطبيعي، وإلا لن يكون للصحافي موقع في المنظومة الرقمية المعاصر. ولكن سيفلح من يحاول حمل رسالة الإعلامي الرقمي بتقاسم المعلومات بشكل متواصل، وتكون البداية من شبكات التواصل الاجتماعي، وسوف يكتشف الإعلاميون القدامى أن الأفعال الرقمية قاعدتها أفعال كتابيّة وعادية، وفيها وسائل حاملة لها ومتغيّرة؛ أفعال تحتاج إلى خوارزميات ومختصرات وصور مثيرة، إلى جانب قاعدة جديدة في باب الاستعلام في نشر الروابط التي توجّه المضامين الأكثر صلة بالموضوع في تلك اللحظة، وذلك الموقع الذي يعمل له أو على شبكة صحافته.
إن الصحافة الرقمية بحاجة إلى رجال آليين ومطورين معلوماتيين، وإلى التجديد في التحرير الذي يمر عبر الصحافيين المطورين من نوعية الذين ابتكروا عمالقة الفسبكة والتوترة والواب... إن الصحافي الرقمي يكون متعادلاً في الإعلام؛ يبحث عن نماذج اقتصادية قادرة على استبدال الحدث القديم بالجديد المناسب، وابتكار أشياء تتوجه بشكل مخالف نحو جمهور جديد، فهل سيكون الإعلامي القديم معاصرا، ويضمن ديمومة التواصل مع طوفان البيانات؟
أيّها الإعلامي، هل يمكن أن تكون رقميا/ مرقمنا؟ كان عليك أن تكون، ولكن كيف تتعامل مع فيض المعلومات، وكيف تكون لغتك في مستوى إيجاد الأعشاش المفرِّخة لذلك الفيض؟ كيف تغوص في البيانات والروابط من Facebook/ فيسبوك إلى Google/ غوغل مروراً بمستخدمي الاتصالات اللاسلكية ومنتجي المضامين؟ كيف تضبط التدفقات، فهل تساير المنعطف الرقميّ أم تهمله؟ فهل لديك الخيار؟ وكان عليك استعمال اللغة المناسبة لهذا الفيض، فما هي مواصفاتها؟
يبدو لنا بأن اللغة هي ذاتها، بل تختلف نوعاً ما في تجنّب الصيغ الصحفية الطويلة واعتماد المضمون المثير، مع تحقيق السلامة اللغوية ليحصل التبليغ. وهذه من الأشياء التـي يمكن التحكم فيها. وهذا هدفنا من التعرض لهذا الأمر في جعل الإعلامي أكثر إتقاناً وأكثر تواصلاً، ويكون عضواً في المجموعات التفاعلية ليكون ابن عصره ومصره، له صــوت وكلمة ومكان ولغة، فلا يكون تبعاً، ولا يطلب منه خلق القمر، ولكن أن يعيش الرقمنة وهي من شريعة العصر، وكي لا يقال له: كان هنا، ومر دون بصمة؛ لأنّه لا يعيش الحداثة.
ولذا، نريد أن يكون لنا صحافيون من الوزن الثقيل ؛ يحملون لغتهم في أفواههم بالعصبة اللغوية والقوة، وتكون لهم صورة انمازيّة وذاتيّة، ويكون لعملهم نشاط تفاعلي على نطاق واسع ولا بدّ من خوض هذا الميدان، ومسايرة ،الأحداث، بما سيكون عليه مستقبل الصحافة فلا شيء ثابت في مكانه، ولا شيء نهائي على الشابكة، كما أن المضامين تستدعي التعليقات وردّات الفعل الكبيرات، وما ينجر عنها من التفاعلات، وبالتالي كيف تكون مضامين إعلاميينا مقبولة، وتنال جمهورها، وبكل ذلك يكبر ويكبر الفعل الإعلامي بفعل مسايرة المتطلّبات وحسن أدائها بلغة الرقمنة في أعلى مستواها.
وكان يجب الوقوف كثيراً في هذه المسألة؛ لأنّ التنبؤات تقول إنَّ 2040م ستكون سنة نهاية أو اختفاء الصحف الورقية من الوجود، وهذا بسبب زحمة الشابكة والميديا الجديدة فكيف يتعامل الإعلامي مع البث الرقمي، ومع منعطفات التحول السريع، ويبعد عن الورق؟ بل كيف يعيش مع رهانات تكنولوجيّة الاتصال، ومع المواءمة Convergence التي تعدّ المفجر الفعلي لتناسل المبتكرات السريعة والتشبيك الآلي... وكلّها تترك رجل الإعلام يحتار في السوق الشبكي، فكيف الحال إذا لم يكن الاستعداد للعيش في رهانات التواصل بحسب آليات العصر ولغة العصر؟
اعلموا أيها الإعلاميون بأنّكم تدخلون عالماً افتراضياً لا يقرّ إلا بلغة العصر، وسيصبح الماضي مضارعاً، فلا تبقوا في الماضي الذي لا يعود، وقد ولّى، ابحثوا في المضارع القادم ثمّ إنّ الماضي يعني هنا لغة التراث، فهل تنال موقعاً أو ترمى في المهملات؟ وكي نعيش بلغتنا، وكيف نحول الهرج اللغوي إلى منتوج معاصر يسبح في العالم الافتراضي بلغة يفهمها غوغل / Google ويمنطقها Chrome وهما من أصدقاء الصحافة. بالطبع نغرف من التراث الذي نعتز به، ولكن أن يكون من التّراث المكشوف، وهو في تغيّر مستمر؛ تراث الفتوحات المعاصرة الذي كشفت الآليات أسراره، وفكّت طلاسمه وأفادت الحاضر بمستحدثاته. ولهذا فإنّ الآفاق التي تمنحها هذه الوسائل للإعلام واسعة، وتسمح لها بتضمين محتوی قديم حديث، والعبرة في ذلك كيف يكون رجل الإعلام فذلكياً في التمييز بينها، وكيف يعمل على تطويرها؟
|
|
هدر الطعام في رمضان.. أرقام وخسائر صادمة
|
|
|
|
|
كالكوبرا الباصقة.. اكتشاف عقرب نادر يرش السم لمسافات بعيدة
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم عددًا من المجالس الرمضانية بمحافظة نينوى
|
|
|