أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
11453
التاريخ: 25-1-2016
2680
التاريخ: 6-3-2022
2309
التاريخ: 22-10-2014
7975
|
مقا- نكر : أصل صحيح يدلّ على خلاف المعرفة الّتي يسكن اليها القلب. ونكر الشيء وأنكره : لم يقبله قلبه ولم يعترف به لسانه. والباب كلّه راجع الى هذا. فالنكر : الدُّهى. والنكراء : الأمر الصعب الشديد. ونكر الأمر نكارة.
والإنكار : خلاف الاعتراف. والتنكّر : التنقّل من حال تسرّ الى اخرى نكرة.
مصبا- أنكرته إنكارا خلاف عرفته. ونكرته مثال تعبت كذلك ، غير أنّه لا يتصرّف. والنكير : الإنكار أيضا. والنكراء : المنكر. والنكر مثله ، وهو الأمر القبيح. وأنكرت عليه فعله ، إذا عبته ونهيته. وأنكرت حقه : جحدته. ونكّرته تنكيرا مثل غيرّته.
مفر- الإنكار : ضدّ العرفان ، يقال : أنكرت كذا ونكرت ، وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوّره وذلك ضرب من الجهل. وقد يستعمل ذلك فيما ينكر باللسان ، وسبب الإنكار باللسان هو الإنكار بالقلب ، لكن ربّما ينكر اللسان الشيء وصورته في القلب حاصلة ، ويكون في ذلك كاذبا. والمنكر : كلّ فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو تتوقّف في استقباحه واستحسانه ، فتحكم بقبحه الشريعة. وتنكير الشيء : جعله بحيث لا يعرف.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل العرفان ، وهو ما لا يعترف العقل السالم بحسنه ، بل يحكم بقبحه ، كما انّ العرفان بمعنى العلم بخصوصيّات شيء وتمييزه ، والمعروف ما يكون متميّزا ومشخّصا في نفسه بحيث يقبله العقل السالم ويعترف به.
ومن مصاديقه : الإنكار ، التعييب ، التقبيح ، الجحود.
ومن لوازمه : الجهل ، والتغيير ، والنهى ، والشدّة.
{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } [هود : 70] أي عدّهم غير معروفين وغير مشخّصين بل مجهولة أمورهم وبرنامجهم.
والتعبير بصيغة المجرّد دون صيغة الإفعال : فانّ المجرّد يدلّ على نفس تحقّق الفعل في الخارج من حيث هو ، أي وقوع الجهل بهم وكونهم مجهولين مبهمين من جهة أنفسهم. وهذا بخلاف الإفعال فيدلّ على صدور الفعل من الفاعل ويلاحظ فيه هذه الجهة.
فيقال : شيئا نكرا ، عذابا نكرا.
{يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ } [القمر: 6] والصيغتان كصلب وجنب من الصفات المشبهة ، والشدّة في الثانية أزيد بمناسبة الضمّتين. ويراد ما يتّصف بكونه مبهما مجهولا وغير معروف وخارجا عن أن يميّز ويعرف.
وهذا التعبير بالمجرّد أبلغ وأشدّ دلالة على الدهى والبلاء من المنكر مزيدا : فانّ المجرّد فيه دلالة على نفس الحدث من حيث هو وبذاته. بخلاف المزيد ففيه دلالة على نسبته الى فاعل أو مفعول أو غيرهما.
{وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ} [الرعد : 36]. {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [النحل : 83]. {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} [غافر : 81]. {فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [يوسف : 58] فالإنكار : اظهار أنّ الشيء نكر مجهول وغير معروف. وفي الآيات دلالة على أنّ الإنكار يقع في مقابل المعرفة والاراءة والارتباط ، ففي الإنكار يجعل الأمر المعروف المرئيّ منكرا وغير معروف.
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت : 45]. {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل : 90]. {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا } [المجادلة : 2] والفرق بين الفحشاء والمنكر والبغي والزور :
إنّ الفحشاء : عبارة عن شيء فيه قبح بيّن.
والمنكر : كما قلنا إنّه أمر يجهله العقل ويكون غير معروف عند العقلاء.
والبغي : طلب شديد ، وإذا استعمل بحرف على : يدلّ على التعدّي.
والزور : عدول عن الظاهر في القلب مع تسوية الظاهر ظاهرا.
{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي} [النمل : 41] التنكير : جعل شيء نكرا وغير معروف. فيلاحظ في الصيغة جهة الوقوع لا الصدور.
والنكير : فعيل مصدرا كالرحيل والصهيل. وصفة كالشريف. والأوّل كما في :
{فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [الحج : 44] أي كيف كان أثر إنكاري ونتيجته عليهم ، وليس أثره وعاقبته إلّا هذا الأخذ والعذاب. ويراد من إنكاره : عدم المعرفة به وكونه مجهولا مبهما وغير معروف عندهم.
والثاني كما في :
{مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ} [الشورى : 47] أي وما لكم من منكر يومئذ ينكرني وينكر عذابي وينكر البعث. وإذا أريد معناه المصدري : فيكون المراد ولا يبقى لكم يومئذ من إنكار.
ولكنّ الأصل في هذه الصيغة هو ما يكون متّصفا بكونه نكرا ، بأن يكون صفة مشبهة.
{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان : 19]
نهى عن ترفيع الصوت والجهر به ، فانّ صوت الحمار مع كونه جهيرا ورفيعا هو غير معروف عند العقلاء بحيث ينكره العقل ويجهله.
{الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة : 112] فقد ذكر المنكر في مقابل المعروف ، فالمنكر ما لا يعرفه العقل السليم بل ينكره ، ومن المعروف والمنكر : ما يعرفه اللّه عزّ وجلّ ورسوله وأولياؤه ، ويعرفه كتابه ويثبته. وفي قباله المنكر ، وهو ما لا يثبته العقل ولا كتاب اللّه عزّ وجلّ ودينه ، ويكون مجهولا غير معروف.
فظهر أنّ الإنكار والمنكر : في قبال المعرفة والمعروف ، وليس بمعنى القبيح والسيّئ. كما في قوله تعالى :
{فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ } [الحجر: 61، 62]. {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الذاريات : 25] والنظر هنالك الى كونهم غير معروفين عند لوط وعند ابراهيم عليهما السّلام ، ولا يعرفانهم وليس لهم سابقة معرفة عندهما ، ولا نظر في الآيتين الى جهة قدح وذمّ. كما قلنا في :
{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} [هود : 70].
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|