يستحب لغير الإمام أن يكون طلوعه من المزدلفة قبل طلوع الشمس بقليل ، وللإمام بعد طلوعها، لما رواه العامّة : أنّ المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ، ويقولون : أشرق ثبير كيما نغير ، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله خالفهم فأفاض قبل أن تطلع الشمس ⁽¹⁾.

ومن طريق الخاصّة : أنّ الكاظم عليه السلام سئل أيّ ساعة أحبّ إليك أن نفيض من جمع؟ فقال: « قبل أن تطلع الشمس بقليل هي أحبّ الساعات إليّ » قلت : فإن مكثنا حتى تطلع الشمس؟ قال : « ليس به بأس » ⁽²⁾.

إذا عرفت هذا ، فإنّه تستحبّ الإفاضة بعد الإسفار قبل طلوع الشمس بقليل ـ وبه قال الشافعي وأحمد وأصحاب الرأي ⁽³⁾ ـ لما رواه العامّة في حديث جابر : أنّ النبي صلى الله عليه وآله لم يزل واقفا حتى أسفر جدّا ، فدفع قبل أن تطلع الشمس ⁽⁴⁾.

ومن طريق الخاصّة : ما تقدّم في حديث الكاظم عليه السلام.

ولو دفع قبل الإسفار بعد الفجر أو بعد طلوع الشمس ، لم يكن مأثوما إجماعاً.

__________________

(1) صحيح البخاري 2 : 204 ، سنن ابن ماجة 2 : 1006 ـ 3022 ، سنن الترمذي 3 : 241 ـ 242 ـ 895 و 896 ، سنن البيهقي 5 : 124 ـ 125 ، المغني والشرح الكبير 3 : 452.

(2) الاستبصار 2 : 257 ـ 908 ، وبتفاوت يسير في بعض الألفاظ في الكافي 4 : 470 ـ 5 ، والتهذيب 5 : 192 ـ 193 ـ 639.

(3) المغني والشرح الكبير 3 : 452 ، المهذّب ـ للشيرازي ـ 1 : 234 ، المجموع 8 : 125 ، بدائع الصنائع 2 : 136.

(4) صحيح مسلم 2 : 891 ـ 1218 ، سنن ابن ماجة 2 : 1026 ـ 3074 ، سنن أبي داود 2 : 186 ـ 1905 ، سنن البيهقي 5 : 124 ، سنن الدارمي 2 : 48 ـ 49 ، المغني 3 : 452.