أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2018
1674
التاريخ: 23-9-2018
1770
التاريخ: 28-10-2017
2595
التاريخ: 2023-03-25
1425
|
يعتبر موضوع العلاقة بالوالدين من أهم المواضيع التي يتعرض لها علماء الاجتماع في هذه الأيام خاصة في المجتمعات الغربية التي تعاني من تفكك أسري , والإسلام وإن حل هذا الموضوع من خلال منظومة كاملة من العلاقات الأسرية , خاصة تلك المتعلقة بالوالدين بشكل عام وبالأم بشكل خاص , إلا أننا نرى في هذه الأيام وللأسف بداية ظواهر تفكك أسر ناتج عن بعد المسلمين عن تطبيق أحكام هذا الدين , بل الانبهار بالحضارة الغربية وتطبيقها ما أدى الى آثار سلبية على الأسرة ورأينا تزايداً مطرداً في الآباء المشردين , أو الملتحقين بدور العجزة نتيجة لتخلي أبنائهم عنهم , ولو أن هؤلاء الأولاد بروا آباءهم لما وصلنا الى هذه الحالات الشاذة والبعيدة عن مجتمعاتنا .
لذلك ونتيجة لكثير من الظواهر التي رأيتها في المجتمع والقضايا التي عالجتها في مجال الخلافات بين الأهل وأبنائهم أحببت أن أفرد في هذا الكتاب بحثا مستقلا في هذا المجال .
ـ بر الوالدين :
لم يتعرض الله سبحانه وتعالى لأمر بالحث بعد موضوع التوحيد كما تعرض لموضوع بر الوالدين , واعتبره في الترتيب في الموقع الثاني بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى فقال في كتابه الكريم:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء: 23].
ويظهر بوضوح من الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أراد منا أن نبر والدينا بعنوان الإلزام فقال:{وَقَضَى رَبُّكَ }[الإسراء: 23], وأيضا اعتبر أن هذا التكليف في بر الوالدين يقع في المرتبة التالية بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى .
وقد يقول البعض إن هذا مطلوب فيما لو كان مؤمنين , أما إن كانا فاسقين , أو كافرين فلا يطلب مني أن أبرهما , بل لعل في بري لها تشجيعا لهما على الانسياق في الحرام الذي يرتكبانه أو الجحود والكفر الذي يعيشان فيه .
والحقيقة أن الله سبحانه وتعالى أمرنا ببرهما حتى لو كانا كافرين فضلا عن كونهما فاسقين فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[لقمان: 15] ، فالآية واضحة بأن الأبوان مشركان ولا يقتصر الأمر عندهما على الشرك بالله في معتقداتهما الشخصية , بل إنهما يسعيان الى أن يفرضا على ابنهما ذلك , وهذا ما عبر عنه الله سبحانه وتعالى بتعبير{جَاهَدَاكَ} أي ألزماك وحثّاك على هذا الفعل , فجاء الأمر الإلهي بعدم الطاعة ولكن مع ذلك ألزمه بمصاحبتهما في الدنيا بالمعروف .
وعليه يُصنف الأهل حسب وضعهم وكيفية التعامل معهم الى ثلاثة أصناف هي على الشكل التالي :
1ـ إن كان مؤمنين :
ففي هذه الحالة يجب طاعتهما , بل والسماع لإرشاداتهما لأنهما يمتلكان خبرة كبيرة في مجال الحياة ,ومن الضروري الاستفادة من هذه الخبرة والتجربة ,وأيضا من الإيمان الذي يتمتعان به.
2- إن كانا فاسقين :
ففي هذه الحالة لا يجوز الاستماع لهما في الامور التي يُخالفان فيها الله سبحانه وتعالى ولا الرضا بفعلهما هذا , بل من حقهما علينا وهو من البر أيضا أن ندلهما الى طريق الخير ونرشدهما الى التزام الأحكام الشرعية , وفي نفس الوقت يجب أن لا نسيء إليهما ولا نؤذيهما من خلال الأسلوب الذي نتبعه معهما .
3- إن كانا كافرين :
أما إذا كانا كافرين فلا يجوز إطاعتهما أبداً في كفرهما وتكليفنا أن ندعوهما الى الإسلام فهم أولى من غيرهم في إرشادهما لهذا الدين , ولعل الذي حصل مع نبي الله إبراهيم (عليه السلام) مع أبيه آزر وبغض النظر عن كونه أباه أو عمه هو شبيه لما نقول فقد قال عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}[مريم: 41 -47] ، إن الأسلوب الذي تعامل به إبراهيم (عليه السلام) مع أبيه , أو عمه آزر هو الأسلوب الذي يجب أن نتبعه مع أهلنا إن كانوا كفارا . فلا بد من اتباع أسلوب الإقناع مع الأهل , ومع ذلك لو هددونا كما فعل آزر مع إبراهيم (عليه السلام) بقوله:{لَأَرْجُمَنَّكَ} ، يجب أن يكون الرد هو سأستغفر لك ربي .
ـ حق والدينا علينا :
إن حق والدينا علينا أكثر من أن نحصيه بكتب ومقالات وأبحاث , ولكن يمكن أن نجملها من خلال حديث بسيط عن رسول الله (صلى الله عليه واله) حيث قال:
(لما سئل عن حق الوالدين على ولدهما قال : هما جنتك ونارك)(1) .
فمعنى أن يكون جنتنا ونارنا هو أن هذا الحق يصل الى حد اننا بأدائنا له نصل الى الجنة وبتركنا له ندخل النار , فحق يصل الى أن يحدد لنا مصيرنا هو حق عظيم وكبير , يجب مراعاته والقيام به .
____________
1ـ كنز العمال الجزء 16 ص 463 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تبحث سبل التعاون مع شركة التأمين الوطنية
|
|
|