أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2100
التاريخ: 2023-07-01
1103
التاريخ: 2024-08-26
613
التاريخ: 15-5-2022
1467
|
ذات مرة، حينما كنت مراهقا، كنت اساعد والدتي في اعداد احدى الوجبات (سترى انني استخدمت كلمة اساعد هنا بمعنى فضفاض قليلا كما سيتبين لاحقا) . في الواقع كانت والدتي هي التي تطبخ الوجبة بينما كنت اخرج لها البازلاء المجمدة. وبسبب ما لا استطيع تذكره امسكت بكيس البازلاء من الركن الاعلى ثم استخدمت المقص لقطع حافة الطرف الاخر، والذي كان في مستوى ادنى من مستوى يدي، وبالطبع تناثرت محتويات الكيس ـ فيما عدا الجزء الذي امسك به في يدي ـ على ارضية المطبخ، تحت الثلاجة والمطبخ والموقد وغسالة الملابس، وتحت اقدامنا.
نظرت الى والدتي وانا اشعر بالرعب، وكانت والدتي واقعة تحت ضغط محاولة تقطيع اللحم ومنع الصلصة من الاحتراق واعداد الخضروات، وتجمدت في مكاني منتظرا التقريع المحتوم(1)... لكن بدلا من ذلك انفجرت والدتي في نوبة من الضحك.
اتعلم ماذا حدث بعدها؟ انني لم ارتكب مثل هذا الخطأ مجددا (أجل، انني اعلم ان الكثير من الاشخاص يستطيعون ان يعيشوا حياتهم دون ارتكاب هذا الخطأ تحديدا)، لكن المغزى هنا هو انني لم اكن بحاجة للتأنيب والتوبيخ لكي اتعلم من خطئي. لقد كان من الافضل، سواء لرؤيتي لوالدتي او لعلاقتنا، ان تضحك والدتي على هذا الخطأ بدلا من اخباري بمدى غبائي (وهو ما لا يختلف عليه اثنان بالطبع).
بالطبع كان ذلك حادثا غير مقصود، حتى ان كان بتلك الدرجة من الغباء، ماذا اذن عن تلك الاوقات التي يقوم فيها اطفالك بإغاظتك او حتى الرد عليك بوقاحة؟ حتى في تلك الاوقات قد يكون بمقدورك ان تحول تلك المآزق الى مواقف ممتعة، واذا ما استطعت ان تخرج بمزحة او تعليق ظريف في الوقت المناسب، فقد تستطيع ان تكسر تصميمهم على جعل حياتك تعيسة للدقائق القادمة ـ وهكذا سيستمتع الجميع بوقتهم، وبعلاقة قوية حميمة كذلك.
هناك كتاب اطفال رائع للكاتب (جون برنيجيهام) يدعى (Would you rather?) ويعني بالعربية : (هل تفضل؟). وفيه سيسأل الطفل اذا ما كان يفضل، مثلا، ان يغطي وجهه بالمربى، او يرش جسمه بالمياه، ..؟ (وأنا اوصي به بشدة – واعني الكتاب بالطبع ..). ولقد احب اطفالي الكتاب للغاية وهم صغار، واحيانا، حين كان الواحد منهم يسيء التصرف، كنت احاول نزع فتيل الموقف بان اساله : (هل تفضل ان ... تتوقف من فورك عن ازعاجي، او ان تذهب لحجرتك لخمس دقائق، او اقوم بدغدغتك لمدة ثلاثين ثانية متصلة؟)، وهنا يضحك ويخرج عن تركيزه على الموقف نفسه، والاهم هو انه يقدر حقيقة انك انهيت الموقف بصورة ودية مضحكة بدلا من توبيخه. الان وقد ذكرتني بهذه الوسيلة، هناك بعض البالغين الذين استطيع تطبيق هذه الوسيلة معهم.
استرح، فهكذا ستستمتعون جميعاً بوقتكم، وبعلاقة قوية حميمة
_______________
1- بالطبع، انا لا اميل عادة لاستخدام مثل تلك الكلمات المعجمية القوية، وآمل ان يكون محور هذا الكتاب قد تأكد من كتابتها بالشكل الصحيح.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|