يسلك الانسان أنماطا متعددة من السلوك في مراحل حياته المختلفة وتتباين المواقف من مرحلة لأخرى، وتعتبر مرحلة الطفولة من اهم المراحل لأنها الأساس في بناء الأخلاق والسلوك. وتقع على الأب مسؤولية ثقيلة ومعقدة للغاية، وحري به أن يسرع في تربية ولده لكي يتجاوز المراحل القادمة بسلام وأمان.

وتشهد سنوات النشوء والبلوغ تفاعلات عديدة ومتنوعة عند أولادنا وتحدث تغييرات نفسية كبيرة بسبب الثورة الحاصلة في الجسم إضافة إلى حالات التمرد والعصيان والانفعال التي تصاحب عادة هذه المرحلة مما قد يؤدي إلى الانحراف والفساد فيما لو امتنع الأب عن ممارسة دوره في الاهتمام والحذر خاصة، وان الأولاد يميلون بشدة في هذه المرحلة لمصادقة الآخرين. وينبغي مساعدتهم من اجل تحقيق الأمن والمحافظة على سلامته بواسطة توفير عناصر التسلية النافعة والمفيدة ومراقبة ذهابهم وايابهم ومعاشرتهم للآخرين.

ثم تصل أخيرا مرحلة الشباب التي يمكننا أن نطلق عيها (مرحلة التمرد) حيث يواجهها أخطار جمة من كل جانب، ويجب على الأب أن يفسح المجال أمام نمو ولده وتكامله من خلال التخطيط لأوقات فراغه وتكليفه ببعض الوظائف واستشارته في الأمور...