الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تعميم التدريب
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 328 ــ 330
2025-08-13
9
إن قضية التدريب، ينبغي أن تصبح من القضايا المهمة في حياة مجتمعاتنا؛ حيث يرفع كثير من الناس شعار (الإنسان هو الثروة الكبرى) وهذا حق لكن بإمكان الإنسان أيضاً أن يصبح كلّا على الآخرين، وعبئاً على مجتمعه، نظراً لفقده الحماسة أو الأهلية لإنجاز شيء جيد.
مهما كانت إمكانات الدولة فإنها لا تستطيع أن تقوم بهذه المهمة الضخمة، والناس وحدهم لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك أيضاً؛ ولذا فلا بد من تضافر الجهود في جميع المجالات وعلى كل المستويات لتلبية احتياجات الحياة الحديثة من التدريب والتطوير والتعليم.
إن التدريب هو في الأساس نشاط عملي تمريني، لكن حتى يصبح حقيقة واقعة لا بد من استناده إلى خلفية ثقافية شعبية تحفز عليه. ولذا فإن انتشاره يحتاج إلى تكامل أمرين:
الثقافة والأنظمة: تتشكل ثقافة الاهتمام بالتدريب عن طريق القيم والأعراف والأفكار المتداولة في المجتمع؛ إذ إن من الملاحظ في المجتمعات الصناعية اهتمام الناس بالنجاح والإنجاز والمنافسة والتحصيل وإثبات الذات والاستمرار في التفوق... وهذا كله يجعل للتدريب والتعليم قيمة عظيمة في نفوس الناس، ويشكل لديهم على المدى البعيد سلوكاً جديداً نحوهما، كما أن الشركات والمؤسسات القائمة في تلك المجتمعات تعمل أيضاً بمنطق التنافس والتسابق على النجاح، ومن ثم فإنها تشجع أفرادها ومنسوبيها على اكتساب الجديد من المعلومات والمهارات والاتجاهات، وتتابعهم في ذلك، وتقيس مقدار ما حصلوه فعلاً منها، وتقوّم العائد الذي يعود عليهم وعليها نتيجة لذلك (1).
أما في المجتمعات النامية فإن الناس لم يتعودوا الاستجابة للتغيرات الكثيرة، ومن ثم فإن شعورهم بالحاجة إلى التدريب، سيظل ضعيفاً، كما أن الأطر التدريبية قليلة الانتشار والتنوع، مما يقتل طموحات بعض الأفراد إلى تحسين ذواتهم وتطوير مهاراتهم وتكمل القوانين والنظم الدور الذي تقوم به الثقافة، بل إنه يمكن القول: إن النظم تصنع الثقافة (2)، فالناس بطبعهم ميالون إلى الدعة والراحة، ويظلون جاهلين بفوائد الجهود التي قد يبذلونها في صقل ذواتهم، ما لم يحملوا على العمل حملاً حين يوجد القانون الملزم بدرجة أو بنوع معين من التأهيل، فإنهم سوف يندفعون إلى التدريب؛ فإذا اشترطت مؤسسة أو شركة ما للتوظيف معرفة المتقدم باستخدام الحاسوب، فإن كل من يرغب في العمل، سيحاول تحقيق هذا الشرط وحين تنيط جهة ما بقاء العامل فيها أو ترقيته بتعلم تشغيل الأجهزة الجديدة، فإن كل الراغبين في الاستمرار فيها، سوف يبذلون الجهد ويتلقون التدريب الذي يمكنهم من ذلك.
إن هناك اليوم معايير عالمية للجودة والأداء والإنجاز، وتلك المعايير تفرض نفسها شيئاً فشيئاً، وهي تتطلب منا استجابة ملائمة من أجل جعل كيفيات (الإنجاز) وشروطه لدينا مقاربة لما هو سائد في العالم المتقدم. وهذا مما يمكن أن نستفيده اليوم من (العولمة) وإلا فمن الممكن أن تنالنا كل شرورها دون أن ننال شيئاً من منافعها.
لا ينبغي أن نظن أن الهدف من التدريب محصور في إتقان مهنة أو إدارة آلة، أو كسب عميل أو زبون مما هو مشهور في مجالات الصناعة والتجارة والاعمال، فالأمر أوسع من ذلك بكثير، فالنهوض ينبغي ان يشمل كل جوانب الحياة، وهو بحاجة دائمة إلى المعرفة والتدريب.
نحن بحاجة إلى من يعلمنا فن الحوار وفن الصمت، ومن يعلمنا الكف عن الإدمان على بعض الأشياء وبعض التصرفات.
كما أننا بحاجة إلى من يدربنا على إدارة الوقت، وإدارة أعمالنا عن طريق الهاتف، وعن طريق الأهداف وطريق التفويض، ومن يدربنا على رسم الأهداف، وعلى التخلي عن النزعات العدوانية، ومن يدربنا على حل مشكلاتنا عن طريق التفاوض ومقايضة المصالح، ومن يدربنا على القراءة المثمرة والتفكير المبدع... وحين نحرز تقدماً في هذه الأصعدة، فإننا سنجد أن معالم حياتنا كلها قد تغيرت وصارت فرص النجاح والارتقاء أفضل بكثير مما هي عليه الآن.
إن للإعلام وظيفة مميزة في مجال التعليم والتدريب، حيث إن بإمكانه أن يصل إلى مئات الملايين من البشر، وله من الجاذبية وقوة التأثير ما يمكنه من تغيير حياة الكثيرين من الناس. قد استطاعت الوسائل الإعلامية عن طريق برامج (فن الطبخ) تغيير الكثير من أساليب إعداد الطعام، وإدخال الكثير من أنواعه إلى مطابخ الناس، بل تشكيل ذائقة جديدة لديهم. وهذا يعني أن الإعلام يستطيع أن يغير حياة الناس في جميع المجالات. من اللافت للانتباه أنه كان في أمريكا عام 1958 (32) محطة تلفازية تعنى بالتعليم والتدريب (3)! ومعظم دولنا الإسلامية خالية من أية محطة تعليمية أو تدريبية إلى اليوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ دور التدريب في تطوير العمل الإداري: 122.
2ـ سن قانون قديم في بريطانيا بترتيب غرامة مالية على كل من يتجاوز موقعه في السرى (الطابور) ومنذ سنة تم إلغاء ذلك القانون بعد أن صار الالتزام بذلك جزءاً من ثقافة الناس، ولم تعد ثمة حاجة إلى ذلك القانون.
3ـ التدريب: الأصول والمبادئ العلمية: 41.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
