أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2021
1530
التاريخ: 17-1-2021
1706
التاريخ: 14-3-2021
2112
التاريخ: 13-1-2021
1571
|
وهذا يوم بدر [1]
قال ثم انصرفوا راجعين حتى نزلوا ماء بدر فاقتسموا ما أصابوا، فأما بنو ليث فانصرفت ولم تقم على الماء وأما بنو الديل فأقامت، فخرج حيّ من حكم في طلبه فلحقوا ببني الديل على ماء بدر فارتجعوا ما كان في أيديهم وقتلوا منهم ثلاثة رهط، فلما كان يوم المشلل سارت حكم على حاميتها، فأخبر بهم بلعاء بن قيس فأرسل إليهم أخاه جثّامة في فوارس من بني ليث في طلبهم فلحقوهم فاقتتلوا ساعة، ثم ان حكما طلبت إلى جثامة أن يجيرهم حتى يأتي بهم بلعاء ففعل ذلك بهم، فلما أتى بهم بلعاء قام به أبو لقيط [2] بن صخر فطلب إليه أن يهبهم [3] له فيقتلهم بما كانوا قتلوا من بني الديل فوهبهم له، ثم قدم عمرو بن عبد العزى بن البياع [4] الليثي فنزل على ابن أخته أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، فبينا عمرو بن عبد العزى قاعد مع سعيد بن العاص على باب داره إذ مر به العاص بن وائل [5] فعبد العزي وحبيبا ابني عبد شمس وكأن بين عبد العزى بن البياع وبين العاص بن وائل وعبد العزى وحبيب ابني عبد شمس إخاء، فكان عبد العزى بن البياع قد أمر ابنه عمرا أن يلقى العاص بن وائل فعبد العزى وحبيبا [6] ابني عبد شمس لإخاء [7] كان بينه وبينهم، فلما أبصروا عمرو بن عبد العزى قاعدا مع سعيد بن العاص رأوا غلاما صبيحا شابا، قالوا: يا أبا أحيحة! من هذا الغلام عندك لا نعرفه؟ قال: هذا غلام يزعم أنه أعزّ أهل تهامة، هذا عمرو بن عبد العزى بن البياع واسم البياع عبد شمس فقالوا: وأبيك انه لخالك! فقال الغلام عمرو عند ذلك: لقد علم أهل تهامة أنني أعزهم قبل أن يولد سعيد، قد عرف لنا أهل تهامة ذلك وانقادوا لنا، فغضبوا من ذلك حتى عرف [8] الغضب في وجوههم وخاف أبو أحيحة الشر فقال للعاص بن وائل ولعبد العزى بن عبد شمس: قد كان أبو عمرو لكم صديقا، قالا: نعم، قد كان ذلك/ والقلوب تتغير [9] وسينقض ذلك الخشين [10] ، أبلغ أباك إذا قدمت إليه:
إنا قد برئنا [11] إليه من إخاء كان بيننا وبينه، فقال الغلام: ومن أنتم وعمن أبلغه؟ فانتسبوا له وتسموا، فقال: أفعل، فلما أمسى خاف أبو أحيحة أن يقتل [12] فحمله على بعير ثم ركب معه حتى بلّغه مأمنه، فلما انتهى عمرو إلى أبيه سأله عن سعيد: كيف وجدت لطفه؟ وسأله عن العاص بن وائل [13] وعن عبد العزى وحبيب ابني عبد شمس، فأخبره الخبر كله وما كان منه ومنهم وأنه لم ير في القوم مثل سعيد حلما وشرفا. وذلك جميعه في الشهر الحرام [14] ، فلما أمسى عمرو بن عبد العزى جمع فوارس من بني ليث فأخبرهم بالذي قيل له وطلب إليهم أن يتبعوه فيغير بهم في جوف مكة، فأبوا عليه وقالوا: ويحك في الشهر الحرام وفي الحرم! وعظّموا عليه، فقال: والله لئن لم تتبعوني لا قتلن نفسي، فلما رأوا [15] ذلك أقبلوا معه حتى انتهى إلى مكة ليلا فسأل عن العاص بن وائل وعن عبد العزى وحبيب ابني عبد شمس فقيل له: إنهم في رهط من قريش يتحدثون بأجياد [16] ، فانطلقوا نحوهم فلم يشعر القوم بشيء حتى أغاروا عليهم، فقتلوا رجلين من بني عبد شمس: الربيع وعمرا [17] ، وأفلت العاص بن وائل وصاحباه عبد العزى وحبيب ابني عبد شمس في سائر القوم حتى دخلوا منازلهم، واشتد ذلك على قريش وغضبت بنو عبد شمس على أبي أحيحة وقالوا: قد عرفت أن الغلام كان على أن يغير علينا فلم تحذّرنا فنأخذ له أهبة القتال حتى أتونا متفضلين في ملئنا [18] ، في نادينا، فقال: ما شعرت بهذا ولقد خالفني ما فعلوا- أي ساءني، فأقاموا/ ما أقاموا، ثم إن عمرو بن العاص غضب لأبيه غضبا شديدا وهو غلام شاب، فركب في فوارس من قريش فطلب بني سعد بن ليث ليصيب منهم ثأره، فلقي رجلين من بني سعد بن ليث فحياهما ثم قال: ممن أنتما؟ وهو يريد أن يستدل بهما [19] على بني سعد، فقالا: سعديان، فقال: لا أطلب أثرا بعد عين، فقدّمهما فضرب أعناقهما، ثم انصرف إلى مكة راجعا وكان اسم الرجلين سعدا وعمرا.
________________
[1] بدر ماء مشهور على سبعة برد في جنوب غرب المدينة- معجم البلدان 2/ 89.
[2] لقيط كرشيد.
[3] في الأصل: يهببهم.
[4] البياع كسياح.
[5] في الأصل: وايل.
[6] في الأصل: جينا.
[7] في الأصل: لاخاما.
[8] في الأصل: اعرف.
[9] في الأصل: تغير.
[10] في الأصل: الحسن، والخشين- بالخاء المعجمة والشين: غليظ الطبع.
[11] في الأصل: برنيا.
[12] في الأصل: تقتل.
[13] في الأصل: وايل- بالياء المثناة.
[14] في الأصل: شهر حرام.
[15] في الأصل: رأوا.
[16] أجياد كأحباب: موضع بمكة متصلا بالصفا- معجم البلدان 1/ 127.
[17] في الأصل: عمروا.
[18] في الأصل: ملئينا، والملأ متحركا: جماعة القوم وأشرافهم.
[19] في الأصل: يستدلهما.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
في مدينة الهرمل اللبنانية.. وفد العتبة الحسينية المقدسة يستمر بإغاثة العوائل السورية المنكوبة
|
|
|