الفصل الحادي عشر  

النظريات الاقتصادية للمفكرين الكلاسيك

أولاً : آدم سميث 1723ــ1790م   

هو مفكر انكليزي ولد في عام 1723م في مدينة كيركالدي⁽¹⁾ في مقاطعة اسكتلندا درس الأدب والفلسفة وعمل في المجال الاكاديمي استاذ جامعي في جامعة كلاسكو نشر في عام 1776م موضوعاً حول الطبيعة وثروة الامة والعوامل التي تزيد من ثروة الأمم في كتاب اصدره في ذات العام ، سافر الى فرنسا واطلع على الأفكار الاقتصادية في فرنسا وتعرف على المفكر الاقتصادي الفيزيوقراطي الدكتور فرانسوا كيناي ودي بونت وترجو وفولتير وهم من المفكرين البارزين في فرنسا في مختلف ميادين المعرفة .

يعد آدم سميث رائد المدرسة الاتباعية (الكلاسيك) ، وقد تضمن كتابه المذكور نظرية اقتصادية أثرت تأثيراً كبيراً في المجتمع الانكليزي حيث كان في نظريته عمق سوسيولوجي يُفسر بالرغبة الشخصية التي اعتبرها عراك الفعاليات الاقتصادية حيث قال (ان مبدأ اللذة هو الذي يدفع الانسان الى التحري عن أقصى كفاءة بأقل جهد ممكن) ووفق هذه المعطيات بدأ بتوضيح وشرح كيف ان الحاجات الانسانية يمكن ان تتحقق بواسطة تقسيم العمل والتخصص في نمو الانتاج الشخصـي بشكل كبير .

ويُصر مؤسس المدرسة آدم سميث بأن الافكار الاقتصادية لمدرسته تنمو وتنجح بعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وفي إعطاء الحرية الكاملة للأفراد وقد أكد على جانب العرض في الاقتصاد والملكية الخاصة وهناك يد خفية تعمل على جعل الاقتصاد متوازن وتحقق الاستقرار الاقتصادي ⁽²⁾ متأثراً في الآراء الطبيعية للمفكر الفرنسي فرانسوا كيناي فضلاً عن المفكرين الانكليز الآخرين الذين عاصروه والذين سبقوه ، وقد نال كتابه شهرة واسعة حيث بدأ كتابه بأن في الكون نظام طبيعي ترعاه العناية الإلهية وتتحكم به قوانين طبيعية وتقوده الى حالة التوازن من حيث الرخاء والرفاهية للمجتمع وكانت هذه افكار كيناي طورها آدم سميث وأدخلها الاقتصاد السياسي متمثلة بأساس يقوم عليه نظام كامل ثم بواسطة ميكانيكية الأسعار التي توفق مابين العرض والطلب ، فزيادة انتاج البضاعة يهبط بسعرها ويلاحظ المنتجون تناقص ارباحهم بذلك فيعدلون من انتاجهم ليرتفع السعر واذا بالتوازن قد تحقق ويـترجم الانتاج الكافي بارتفاع الأسعار التي يدفع المنتجين الى زيادة انتاجهم حتى الحد الطبيعي للتوازن المطلوب .

من هذه الملاحظة النظرية نجم مذهب الليبرالية ، فلكي تستطيع ميكانيكية التوازن ان تتحرك لا بد من ترك الناس أحراراً يعملون كما يشاءون وينتقلون من فرع لآخر بملئ رغباتهم يقودهم بارومتر الأسعار وممارسة الفعاليات الشخصية بحريـة وتتحقق المصلحة العامة عفوياً وعلى الدولة ان تبتعد عن اي تدخل في الامور الاقتصادية ، وان ترك المنتجات تسيل ما بين البلاد بكل حرية فيكسب تقسيم العمل بذلك كسباً رائعاً ويحقق التخصص تقدماً محسوساً . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ جورج سول ، المذاهب الاقتصادية الكبرى ، ترجمة راشد الراوي ، مكتبة النهضة المصرية ، 1953 ، ص65. 

2ـ أريل روك ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، ترجمة راشد البراوي ، القاهرة ، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، 1968 ، ص50-53 . 

مواضيع ذات صلة

الموازنـة القوميـة كأداة للإدارة الاقتـصاديـة والمـتابـعة

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 2

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 1

مكونـات (متغـيرات) الموازنـة الاقتصاديـة القـوميـة

أهـداف المـوازنـة الاقتـصاديـة القومـية

الموازنة القومية ومصفوفات الحسابات الاجتماعية (Social Accounting Matrices "SAM")

الموازنة القومية ومصفوفات حساب رأس المال القومي

أوجه الاختلاف بين الموازنة القومية والموازنة العامة للدولة

الموازنـة الاقتصاديـة القوميـة (مـفهوم الموازنـة الاقتصاديـة)

طـريقـة الانـتاج التـي تحقـق أقـل التكاليـف فـي البرمـجة الخطيـة

منحنى العرض في السوق وفق أسلوب البرجمة الخطيـة

المشكلة المزدوجة والاثمان الرمزية فـي البرمجة الخطيـة