الفكر الاقتصادي الأمريكي

لم تعطي الولايات المتحدة الامريكية ذلك الدور المهم للفكر الاقتصادي في حينها ، ولعل السبب في ذلك يعزى الى ان كافة العناصر الواعية في القارة الجديدة مهتمة في بناء القارة ، وان من اهم المفكرين هو هنري شارل كاري (1793-1879) وقد كان مع مجموعة من الاقتصاديين المهاجرين للقارة الجديدة ، ولكن هو اكثرهم اهتماماً في الأمور الاقتصادية وقد أطلقوا عليهم الانسجاميين ، وقد ألف كتاب بمبادئ علم الاجتماع والذي بدأ يشكك في نظرية آدم سميث والتي تنص على ان الأجر على حد الكفاف ، وكاري يدحض هذه النظرية ويؤكد على الانسجام الاجتماعي في ظل الرأسمالية وقد نال هذا المؤلف شهرة كبيرة في العالم عام 1858 ، وقد رفض كاري نظرية ريكاردو في الريع وبرهن في ذلك الأمر على ان المقارنة بين الاراضي الانكليزية والأراضي الفرجينية في امريكا هي التي تعطي الريع ويقول ان المستوطنون الامريكان كانوا يعملون في الأرض الأقل جودة في حالة سهولة العمل في هذه المناطق وكان ينظر الى الأرض من مفهوم اقتصادي حيث يعتبر الاراضي الأفضل من غيرها تلك الأراضي التي تكون بها نسبة التكاليف الى الغلة على افضل حال وكان كاري يتجاهل الريع التفاضلي نتيجة اختلاف الجودة والبعد الجغرافي ويقول الريع يقل وفق القانون الاقتصادي لمالثوس في نظريته في السكان والتي انتقدها ويقول ان التفوق في فنون الانتاج الزراعي سيزداد بمعدلات تفوق معدلات النمو السكانية وان الرغبة والقابلية في الاخصاب تتناسب عكسياً مع التقدم الاقتصادي ومع قوى الانسان على التفكير والنضوج ، لقد كان رأي كاري في هذا الموضوع حازم جداً فضلاً عن انه ممتعض من تطور الصناعة الانكليزية وغزوها الأسواق وهو من أوائل الاقتصاديين الأمريكان الذين آمنوا بمبدأ الحماية لكن لم يرتضه مؤقتاً الى حين بل نادى به ليكون سرمدياً يطبق على الزراعة كما يطبق على الصناعة سواء بسواء وليس التبادل الحر في نظره الى اداة يستخدمها البريطانيون للتفوّق وهي سياسة تسمح للبريطانيين ان يشتروا المواد الأولية وحبوب الغذاء بسعر منخفض وتبيع منتجاتها بسعر عالي جداً وهي تعامل الولايات المتحدة (على الصعيد الاقتصادي) كما تعامل المستعمرات ولن تحقق امريكا استقلالها الا بالحماية والتطور حتى درجة الاقتصاد المعقد هو وحده الذي يسمح للمؤسسات الانسانية⁽¹⁾ ان تفهم نفسها ، اما التخصص الضيق فانه يحد آفاق العيش على الشعب ويزيد من نفقات المواصلات والنقل ويحملّها ثقل الضريبة ويثيرها ويحضر على تسرب المعادن الثمينة الى الخارج .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ هاشم علوان السامرائي ، الاقتصاد الاشتراكي ، جريدة القاسية ، العراق ، العدد الصادر في 16/11/1987 .

مواضيع ذات صلة

الموازنـة القوميـة كأداة للإدارة الاقتـصاديـة والمـتابـعة

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 2

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 1

مكونـات (متغـيرات) الموازنـة الاقتصاديـة القـوميـة

أهـداف المـوازنـة الاقتـصاديـة القومـية

الموازنة القومية ومصفوفات الحسابات الاجتماعية (Social Accounting Matrices "SAM")

الموازنة القومية ومصفوفات حساب رأس المال القومي

أوجه الاختلاف بين الموازنة القومية والموازنة العامة للدولة

الموازنـة الاقتصاديـة القوميـة (مـفهوم الموازنـة الاقتصاديـة)

طـريقـة الانـتاج التـي تحقـق أقـل التكاليـف فـي البرمـجة الخطيـة

منحنى العرض في السوق وفق أسلوب البرجمة الخطيـة

المشكلة المزدوجة والاثمان الرمزية فـي البرمجة الخطيـة