الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
كيف تتجنب أسلوب التحليق الجوي في التربية (الهليكوبتر)
المؤلف: د. لورا ماركهام
المصدر: آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة: ص288ــ291
2025-01-21
38
ما المقصود بالأم أو الأب الهليكوبتر؟ إنه الشخص الذي يفوقك في التحويم والتحليق.
لست أمزح، لا أحد يحاول أن يكون أحد الآباء الهليكوبتريين. لكن التربية أصعب مهمة في الوجود، لذلك يستسلم أغلبنا للهوس أحيانًا. ونريد أن نكون متجاوبين مع احتياجات طفلنا، فيصعب علينا اتخاذ القرار أحيانًا. المفارقة هي أن أغلب النواحي التي نبالغ فيها بوصفنا آباء تدمر في الواقع النمو الصحي لأطفالنا.
ألن يكون لطيفًا أن نحظى بإطار إرشادي يوضح لنا الفرق بين ما يُعدُّ مناسبا وما يُعدُّ تحليقا؟ بلى. أثبتت عقود من البحث ما يحتاج إليه الأطفال ليصيروا بالغين سعداء ومرنين وواثقين الواقع أن ميلنا إلى التحليق لا ينبع في العادة من قلقنا على أطفالنا، وإنما من مخاوفنا الخاصة. فيما يلي بعض الترياقات لمساعدة حتى الآباء الذين ثبت تحويمهم في تجنب الأخطاء الأكثر شيوعا التي يسببها القلق:
المبالغة في الحماية
في حين أن الطقطقة بلسانك في قلق بينما يتسلق طفلك هيكل اللعب قد تشعرك بتحسن، إلا أنها تشل ثقة طفلك. اكتف بسؤاله إن كان يُبقي نفسه سالما، ثم تابعه تنفّس، وابتسم واهتف: «رائع، انظر إلى نفسك!». إذا سقط، فسوف تكون هنالك للإمساك به - ذلك هو ما شجعه على المحاولة بعد كل شيء.
المبالغة في رد الفعل
عندما نقلق، عادةً ما نشعر بحاجة ملحة إلى فعل شيء ما. ذلك يخفف من قلقنا، لكنه لا يمنح طفلنا بالضرورة ما يحتاج إليه. لذلك، فإن التدخل الأول ينبغي دائما أن يكون الوعي بعواطفنا الخاصة وتنظيمها. وقد ندرك بعدها أن ما يحتاج إليه ابننا بالفعل هو بعض من تمثيل الأدوار معنا ليتعلم كيفية التعامل مع مدربه لكرة القاعدة، بدلا من رفع سماعة الهاتف ومحادثة المدرب بأنفسنا.
المبالغة في السيطرة
لا أحد يريد أن يكون الأب الذي يولي نجاح ابنه في كرة السلة اهتماما أكبر من الذي يوليه ابنه أو الأم التي تعيش حياة الشهرة من خلال ابنتها. هذا مثير للشفقة. لكن كلّ منا يواجه نماذج أبسط من فرط السيطرة على طفله، والتي تبدأ في الغالب من التدريب على (النونية)، وتستمر حتى الكلية. هل تشعرين بالحاجة إلى ضبط الأزرار الخاطئة في ملابس طفل في سن الروضة؟ هل تدعم اهتمامات ابنك ذي السنوات الست في كرة القدم لكنك تعد رسمه طفوليا؟ حياة من هذه على أي حال؟
المبالغة في جدولة المواعيد
يمنح الوقت غير المنظم للأطفال فرصة التخيل والابتكار والإبداع. إن أبقيناهم مشغولين أكثر مما ينبغي بالأنشطة المنظمة أو بالترفيه أمام الشاشات، فلن ينصتوا أبدا لاختلاجات قلوبهم تلك التي قد تسوقهم إلى دراسة الحشرات على الرصيف، أو صنع وحش من الطين، أو تنظيم أطفال الحي لتصوير فيلم. هذه النداءات النابعة من قلوبنا هي ما تقودنا إلى مواطن الشغف التي تجعل الحياة ذات معنى، وهي في متناول أيدينا منذ نعومة أظفارنا، إن أخذنا الوقت الكافي لاستكشاف عوالمنا الداخلية.
المبالغة في التحفيز
حسنًا، أنت ترغب في أن يذهب طفلك إلى (هارفارد). لكن بأي ثمن عاطفي؟ الأطفال يتعلمون من خلال الاستكشاف واللعب ذي الدوافع الذاتية، الذي هو أساس الإبداع والسعادة طوال العمر. ربما تمتلئ فخرًا إذا تعلم طفلك القراءة في سن الرابعة، لكن البحوث أثبتت أن الأطفال الذين يخضعون لبرامج الروضة المبنية على اللعب يبلون بلاءً أفضل بكثير من الناحية الأكاديمية مقارنة بالأطفال الذين يرتادون الروضات الأكاديمية. وبالمثل، الضغط على طفلتك للحصول على أعلى الدرجات في الصف الثالث لمساعدتها في تحسين فرص دراستها الجامعية يقلل بشكل شبه مؤكد، من فرصها في السعادة في الحياة. وإن كانت تشعر بالخزي أو أنها ليست جيدة كفاية، فأنت توقع بها ضررًا بليغا.
هل لاحظت أن المبالغة في الرعاية ليست على القائمة؟ ذلك لأن لا وجود لشيء يُدعى (المبالغة في الاتصال والدعم والحب). ينبع أسلوب التحليق من الخوف وتنبع الرعاية من الحب كل اختيار نتخذه، هو في جوهره خطوة إما نحو الحب وإما نحو الخوف. فلنختر الحب.