الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
اجعلوا انفسكم ميزاناً بينكم وبين غيركم
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 109 ــ 111
2025-09-11
39
على الآباء والأمهات ان يتذكروا يوم كانوا شباباً تتأجج فيهم اللهفة للزواج يحدوهم الأمل في أن يسارع آباؤهم وامهاتهم إلى تمهيد السبيل لزواجهم ويبسطوا مائدة الزواج في اجواء يسودها الصفاء ويؤطرها الحب والمودة بعيداً عن التعنت والشروط الصعبة، وإذا ما رأوا من آبائهم وأمهاتهم تصرفاً يعرقل هذه السنة الالهية أو يثبطها أو أن موقف آبائهم وأمهاتهم يتسبب في إثارة الموانع في هذا السبيل، فإنهم يصابون بالإحباط وتضطرب اوضاعهم النفسية ويستحوذ عليهم التشاؤم ازاء والديهم وبالتالي تتولد لديهم حالة من الحقد تجاههم.
واليوم اذ يرومون تزويج ابنهم أو ابنتهم عليهم أن يضعوا أنفسهم مكانهما ويتصوروا الآمال والطموحات التي يعيشانها وما يواجهان من اضطرام نيران الغريزة فيهما، والرغبة في بناء الحياة الجديدة، لان ذلك من شأنه العدول عن التعنت، وتهميد الارضية لتزويج الابن أو البنت بسهولة ويسر.
في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يشير فيها إلى هذا الأمر المهم قائلاً: (اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، وأحب تغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن اليك واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك وارض من الناس ما ترضى لهم منك) (1).
وقال الامام الحسن المجتبى (عليه السلام): (صاحب الناس مثل ما تحب أن يصاحبوك به) (2).
هذه هي دعوة الاسلام لجميع البشر، وهذه هي تعاليم الدين الحنيف، وهذا هو المنهج القويم الذي يسيّر الحياة مع الآخرين ويقف أمام اكتساح الموبقات لتحريم الحياة، ويملأ الحياة نوراً وصفاء ومحبة ووفاء ويجعلها زاخرة بالسلامة والاخلاص والبساطة واليسر.
أيها الآباء والأمهات عليكم اليوم أن تحبوا لأولادكم ما كنتم تحبون لأنفسكم أيام شبابهم فيما يتعلق بالزواج، وذلك عبارة عن الاقتران بمن يناسب شأنكم. وان تتجنب كلتا الأسرتين الشروط الباهظة والمرهقة، وأن يسارعوا إلى تمهيد السبيل لتحقق الزواج، والابتعاد عن التكاليف التي تقصم الظهر، وتجنب القبيل والقال.
ان السعي في أمر الزواج يستتبعه الأجر الجزيل من قبل الباري تعالى، فيا أيها الآباء والأمهات سارعوا وكونوا سبباً في تزويج أولادكم، وسيروا في هذا الطريق حتى النهاية بروح ملؤها الحب والمودة والكرم.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من عمل في تزويج بين المؤمنين حتى يجمع الله بينهما زوجه الله ألف امرأة من الحور العين وكان له بكل خطوة خطاها أو بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة).
فأي أجر عظيم يحرم منه أولئك الذين يتشددون في أمر الزواج مع قدرتهم على توفير الظروف الملائمة لتحققه بيسر وبساطة؟!
بم يجيب هؤلاء ابناءهم حين تقام محكمة العدل الالهية في يوم القيامة إذا ما وقع هؤلاء الأبناء فريسة للفساد أ اصيبوا بصدمةٍ عقلية أو جسدية أو تعرضوا لازمة نفسية؟!
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (وأعظم الخطايا اقتطاع مال امرء مسلم، وأفضل الشفاعات من تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله شملهما).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): (من زوج أعزباً كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة).
وعنه (عليه السلام) أيضاً: (أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة: من أقال نادماً، أو اغاث لهفاناً، أو أعتق نسمة، أو زوج عزباً).
من أراد أن يعيق زواج رجل بامرأة، أو أن يفرق بينهما فسينال غضب الله تعالى وعذابه في الدنيا والآخرة، ويمطره الله تعالى بألف حجر من النار.
ومن سعى في تفريق امرأة ورجل ولم يبلغ مرامه يبتليه الله تعالى في الدنيا والآخرة، ويحرمه لقاءه تعالى.
ليت جميع الآباء والأمهات يطلعون على هذه المفاهيم كي يطبقوا ما فيها، وبذلك ينالون الأجر العظيم من لدن رب العالمين، وليت الذين يعرفونها يخلون عن ما يعتريهم من تكبّر في تطبيق هذه التعاليم لئلا يشملهم الغضب واللعنة الالهية يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: ج 77، ص 203.
2ـ ميزان الحكمة: ج 6، ص 216.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
