الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهداف تربوية / صناعة الطموحات الكبيرة
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 98 ــ 99
2025-07-27
69
المُثل التي يمكن أن يتطلع إليها المرء كثيرة، والمستويات التي يطمح الوصول إليها، لا حدود لها، ولكن قلة قليلة من الناس أولئك الذين يعرفون الإمكانات المتوفرة لديهم، أو تلك التي يمكن تطويرها لبلوغ أهداف کبرى ومنازل متقدمة.
إن مما لا شك فيه أن لدى السواد الأعظم من الناس ما يمكنهم من الوصول إلى الآفاق العليا في كل ما تسمو إليه النفوس النبيلة في ميادين الحياة كافة؛ لكن النماذج الرديئة والأسر المتهدمة والتعليم السيئ، كل أولئك يقتل التطلعات، ويخفض درجة الأحلام والآمال؛ مما يجعل هموم الناشئ صغيرة وآفاق ما يصبو إليه محدودة، وهذا من جهته يقلل من اهتمامه بتأهيل نفسه ويجعل ركوب المشاق من أجل التكوين الشخصي شيئاً لا معنى له!
كثير من الأهل، وكثير من المربين ينشغلون بمراقبة الناشئ ومتابعته وضبطه، وتلقينه بعض الآداب والمعلومات عن طريق دلالته على الآفاق التي تنتظره، وعن الوضعية التي يمكن أن يكون عليها، وبعضهم يظن أن فائدة الحديث عن الآمال والطموحات محدودة؛ لذلك فإنهم يهملون ذلك، مع أن الذي يقرأ في سير العظماء يقف على حقيقة سافرة هي تأثرهم الشديد بكلمة قالها أستاذ أو والد أو صديق، ويجد أن الذين غيرت كلمة صادقة مخلصة مجرى حياتهم ليسوا أعداداً قليلة!
إن كثيراً من الناشئة لهم طموحات تتصل بالجاه والنفوذ، وجمع الثروة من أي طريق، وبعضهم لهم طموحات مشروعة، ولكن لا تتناسب مع إمكاناتهم ومواهبهم. ومهمة المربين في الحالتين أن يرشدوا تلك الطموحات، ويجعلوها أكثر عقلانية وواقعية.
إن ما يدل على نبل الإنسان ليس ما يفعله، ولكن ما يتمنى بصدق أن يفعله، حيث إن كل أعمالنا، تظل مقيدة بقيود البيئة، وحدود الممكن أما الأحلام والطموحات، فهي حرة أبداً طليقة. وقد ورد في نصوص عديدة ما يزكي المقاصد الحسنة، ويحث عليها، كما في قوله (صلى الله عليه وآله): (فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة) (1).
إن تذكير الناشئة بما يمكن أن يبلغوه، يولد لديهم حاسة جديدة يتلمسون من خلالها إمكاناتهم، ويوسعون آفاق نظرهم إلى المستقبل، وهذه مهمة الكبار وينبغي أن نحذر مع ذلك من الأشواك الضارة التي قد نزرعها مع الأحلام الجميلة أشواك الأنانية والفردية الزائدة والرعونة، ونفسية الوصول عن أي طريق وبأي وسيلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أخرجه الشيخان.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
