الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
شخصية المعلم
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 162 ــ 169
2025-07-29
83
الناس في الإطار الأوسع، يشبه بعضهم بعضاً إلى حد التطابق. أما على مستوى التفاصيل فإن لكل واحد منهم شخصيته الخاصة التي يتميز بها عن سائر البشر. للشخصية جوانب عديدة، أهمها الجانب الروحي والعقلي والجسمي والانفعالي والاجتماعي؛ مما يتجلى في السلوك الشخصي للفرد، وفي علاقاته مع غيره.
والعلاقات بين جوانب الشخصية علاقات اعتمادية تكاملية؛ فالنقص في جانب يعوضه النمو في جانب آخر، والمعائب في جانب، يغض عنها الطرف، بسبب المحاسن في جانب ثان.
ولذا فإن الطالب يقوّم أستاذه تقويماً شاملاً متكاملا ويتجاوب معه على أساس ذلك. وهذا يمثل فرصة كبيرة لكل واحد منا؛ حيث إن بإمكان المرء أن ينمي الجانب الذي يرى سهولة تنميته، مما يزيد في رصيده العام، ويجعله أكثر فاعلية وحيوية، وتأثيراً في الناس.
ويهمنا هنا أن نتحدث عن بعض المسائل المتصلة بشخصية المدرس وتنميتها من خلال الحروف الصغيرة التالية:
1- خطورة التعليم على شخصية المعلم:
التعليم من المهن الخطرة على شخصية المعلم، وهو يمثل اختباراً قاسياً لكثير من الناس وطول الممارسة له قد يصوغ إنساناً محطماً مفلساً في طاقاته الروحية والعقلية، فاقداً للحماسة والفضول والدهشة من الجديد، ملوث الخلق.
إن كثيراً من المعلمين، يلاحظون أنهم بعد مدة من الاحتكاك بالأطفال والناشئة من خلال المهنة، بدؤوا يفقدون حب الاستطلاع، كما بدؤوا يشعرون بضعف ملكة الخيال والإبداع، وتقلص دائرة الاهتمامات (1)، وكأن طبيعة التعليم للصغار، ورتابة المناهج وطرق التدريس، تؤدي إلى أن تكون مهنة التدريس مصدراً لقتل الحيوية إذا لم يتمتع المعلم بالحذر والاحتياط الكافيين.
وعلى سبيل المثال فإن المعلم يخبر أموراً كثيرة لم يكن له دراية بها عند نهاية المرحلة الجامعية وبداية التدريس، من نحو: الدروس الخصوصية وعقابيلها الخلقية والاجتماعية، وعدم العدل بين الطلاب، والاستخفاف ببعضهم، وعدم الانتظام في المواعيد، وكثرة الشكوى والبرم... ومن تتوفر لديهم هذه الصفات، يعكسون مع تقدم السن أكثر فأكثر شخصية المعلم المرهق السريع الانفعال، وغير الواثق من نفسه، وغير القابل للنمو والتطور، والذي يتآكله الخوف باستمرار، وتعد مهنة التعليم الملجأ الأخير لكسب الرزق.
وهناك - ولا ريب - نخبة من المعلمين، تترك انطباعات رائعة لدى الطلاب والناس، فهم مع تقدم السن يزدادون رأفة ورحمة ونضجاً واخلاصاً ومرحاً وإبداعاً وزهداً واستقلالية (2)، ولكن هذا في الحقيقة لا يتأتى الا من خلال بذل جهود استثنائية وكفاح متواصل. وعلى كل حال فإن المعلمين إذا استطاعوا أن يروا أنفسهم على حالتها - دون تجميل - وكما يراها الناس، فإنهم يكونون قد خطوا الخطوة الأولى في اتجاه الوضعية الصحيحة. وستكون الخطوة الثانية متوقفة على تشرب المعلم لفكرة أن الاحتفاظ برغبة قوية للنمو والاكتشاف والبحث والتحرر من الرتابة، هو السبيل الوحيد للحيلولة دون تحلل الشخصية، وفقدان ميزة الحياة.
إن الموت يبدأ عندما يتوقف النمو وليس في هذا نقطة توازن، فإما نمو، وإما انحلال يسير بالمرء نحو التلاشي التام (3).
2- لا بديل عن التعلم الدائم:
على من يريد أن يعيش في هذا العصر بكل حواسه وأبعاده أن يتعلم باستمرار، والبديل عن ذلك دائماً، هو العيش على هامش الحياة. إن كل شيء الآن يحتشد، ويتراكم، ومع ذلك هناك مناطق مظلمة، تحتاج إلى اكتشاف، وفراغات معرفية، تحتاج إلى ملء على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام.
المعلم على نحو خاص بحاجة إلى عقل أذكى من عقول معظم طلابه، وإلى معرفة قادرة على إغراء الطلاب بالسؤال والجدل والحوار والتفكير. وهذا لن يكون إلا من خلال الاطلاع الدائم والمتابعة الحية لمعطيات المعرفة المتجددة؛ فهذا وحده هو الذي يجعله يتحدث بوضوح تام، ويجعله محط أنظار طلابه.
في ظل تفجر المعلومات المدهش والمتسارع، لا ينبغي لأحد أن ينتظر اللحظة التي يبلغ فيها نضوجه المعرفي حد الكمال والتمام، فكل شيء اليوم عرضة للتغير، وإعادة التقويم، لكن من المهم لنا جميعاً أن نردد النظر في كمية المعارف التي نملكها ونوعية تلك المعارف، حيث إن من المألوف في حالة الدفق المعرفي الشديد أن يمتلك الناس معلومات كثيرة، لكنها مبعثرة ومفككة، مما لا يساعد كثيراً على النضج العقلي.
المعلم الذي أوكلت إليه صياغة عقول الناشئة وشخصياتهم، أحوج الناس إلى فحص معلوماته، ومحاولة إيجاد روابط وانتماءات عامة بينها، والأهم من ذلك أن يحاول دمج المعلومات الجزئية التي لديه في مفاهيم وأطر شاملة.
إن المعرفة التي لا تتصل بالناس، أو بمعارف أخرى - تظل محدودة الفائدة، منقوصة القيمة. هذا الدمج والتصنيف من الوسائل المهمة في تمكين المعلم من إيجاد تحويرات ذات قيمة في معارف الطلاب، وفي تكوينهم العقلي، كما أنه مهم في حجز المعلم عن إساءة الفهم، والتصور الجزئي المبتسر لقضايا كلية معقدة.
إن المادة التي يعمل فيها المعلم هي (الإنسان) وهو يعمل كما يعمل النحات في الحجر، ومعرفته بطبيعة الإنسان مهمة للغاية. من المؤسف أن أفكاراً كثيرة شائعة عن طبيعة الطفل، لا تسهل عمل المعلم، بل تعوقه وتفسده؛ فهناك مشاعر طبقية، ونظريات عامة بصدد المقدرة والعبقرية والخصائص النفسية وارتباطها باللون أو العرق أو البلد... وهي من بقايا ثقافة الرق والعبودية وبقايا أوهاق الجهل والهوى! بعد كل هذا فعلى كل واحد منا أن يتساءل عن الأشياء الجديرة بالمعرفة، وأن يبحث عن منطقة عيش نفسية ومعرفية وفكرية، تؤهله للنمو الجيد.
3- كسر الرتابة:
بعض المعلمين يجعلون الأشياء المشوقة والمفيدة كئيبة لا روح فيها، مما يجعل قاعات الدراسة أماكن للسأم والملل والذكريات المؤلمة! والتعليم بطبعه يستطيع دائماً أن يولد أجواء الرتابة والتكرار اللذين لا يأتيان بغير كلل القلوب وركود العقول، ولذا فمن المهم للمعلم أن يستهدف (التجديد) في كل ما يتصل بمهنته: وضع المقاعد في الفصل طريقة التدريس، وسائل الإيضاح، معرفة آراء الطلاب، طريقة الحوار، أسلوب التلطف والتودد إلى الطلاب، أسلوب التشجيع والتحفيز... وهذا كله من أجل طرد الملل والسأم، وجعل العمل التعليمي يشتمل على نوع من المفاجأة من خلال توسيع الآفاق التي يتوقعها الطلاب من أساليب الأساتذة.
وحتى يتم هذا، فإنه بحاجة إلى أمرين: الخيال والحيوية، فبالخيال يتم ارتياد أشكال جديدة لكل ما ذكرناه. وبالحيوية يصبح تنفيذها ممكناً. إن الرتابة تسهّل العمل، لكنها تولد الركود، وتبلد الإحساس.
4- تنمية شخصية المدرس:
حين يتفتح وعي الإنسان على الحياة يجد نفسه مكبلا بموروثات جسمانية وعقلية ونفسية، وبمعطيات ثقافية وبيئية كثيرة. وكثير من تلك الموروثات والمعطيات، قد لا يكون ملائماً لتنمية ذاتٍ حرة، وتحقيق نموذج متفرد، ينشد الكمال، ويتجاوز عقابيل ما هو كائن. وعلى كل واحد منا أن يفكر ملياً فيما ينبغي عليه أن يفعله للفكاك من أسر حتميات البيئة والطبيعة والمعارف الزائفة ومحددات الوراثة.
وأعتقد أن مما يساعد الإنسان و(المعلم) خاصة على هذا التحرر ما يلي:
أ- حتى ينمو الإنسان ينبغي أن يكون حراً. والبيئة في البلاد المتخلفة، لا تساعد على النمو، وإنما تضع القيود، وتستهلك الطاقات دون النظر إلى أي مردود، يمكن أن يحصل من وراء معاناة المشاق! ولذا فإن من المهم للمعلم أن يصنع بيئته الخاصة التي يعتقد أنها تساعده على تحسين حاله.
وعلى سبيل المثال فكثيراً ما تفرض الحياة الاجتماعية أنواعاً من المجاملات التي تهدر الوقت، وتقطع على الإنسان هدوءه، وتختلس منه أوقات نشاطه. وعلى المرء أن يفرض على نفسه درجة من العزلة، إذا ما أراد أن يقدم لنفسه وللناس شيئاً نافعاً. أضف إلى هذا أن كثيراً من بيئاتنا، يقلل من شأن الأعمال الفكرية، ويعدها نوعاً من الهذر والسفسطة، وعلى المرء أن يتعلم كيف يتجاوز ذلك، ويمضي فيما يرى أن عليه أن ينجزه؛ فالقضية قضية مصير!
إن الخضوع للبيئة قد يحوّل الإنسان إلى جزء تافه في آلة كبيرة، كما يجعله مستعبداً لحياة فقدت أهدافها الصحيحة.
ب- على المرء كي ينمو أن يتخلص من الاهتمامات الصغيرة والضيقة: أسعار الخضار والعقار، وشجار زيد وعمرو، وتأخر صرف مرتب... وإن خير تعبير عن ذاتية المرء هو ما يلغو به في أوقات الفراغ ومجالس السمر... وإن مواقف محددة من الشكاية من وضع مادي معين، كافية لتقزيم أستاذ أمام طلابه. فكيف تكون الحال إذا اكتشف الطلاب أن معلمهم مهتم بانتصارات فريقه الرياضي أكثر من اهتمامه بمستقبل أمة أو جيل، أو اكتشفوا أن جل اهتمامه منصب على المكاسب التي سيجنيها من وراء التعليم أو الطلاب؟!
إن الإنسان مهما كان فعالاً ونشيطاً. فلن يستطيع أن يتفوق على بعض الحشرات الاجتماعية، مثل النحل أو النمل، لكن الذي يميزه هو الأهداف والمعاني السامية التي تشكل دوائر اهتمامه، وتستحثه على بذل الجهد. ولن تكون الأهداف سامية إلا إذا تجاوزت أطر المصالح المحضة والهموم الذاتية الصغيرة.
ج- إن من أسباب ارتباكنا حيال مشكلاتنا الصغرى والكبرى أننا ننظر إلى نهايات الأمور بدل النظر إلى جذورها وبداياتها؛ ولذا فإننا نشعر بالعجز والانحسار تجاهها. إن أية مشكلة تحتاج إلى (الزمن) كي تمكن السيطرة عليها، وإلغاء وظيفة الزمن، يجعلنا ننظر إلى طاقاتنا الظاهرة والحاضرة، وهي - في الغالب - محدودة وغير كافية للتغلب على المصاعب التي نواجهها. وفي المقابل فإن أكبر مشكلة يمكن تجاوزها، إذا قلنا: ماذا يمكن أن نصنع حيالها خلال خمس سنوات أو ثلاثين سنة؟
إننا بحاجة دائمة إلى التطلع إلى ما يمكن أن يكون، إلى الطاقات الكامنة والمعطلة بإمكان المعلم أن يقول: ماذا ستكون حالتي إذا دأبت على تعلم لغة حية خلال ثلاث سنوات، وكيف سيكون خطي إذا دخلت دورة لتحسين الخطوط خلال ثلاثة أشهر، وكيف ستكون ثقافتي بعد خمس سنوات إذا الزمت نفسي بقراءة مثمرة كل يوم ثلاث ساعات...؟؟
إن تغيرات كثيرة يمكن أن تحدث في شخصية المعلم من خلال دخول عدد من الدورات والاطلاع الجيد على عدد من العلوم.
على المعلم أيضاً أن ينظر في الطاقات الكامنة لطلابه بدل التعجب من ضعف هممهم، وضحالة ثقافتهم، ومن المعروف أن كثيراً من عباقرة العالم كانوا في نظر معلميهم عبارة عن تلاميذ أغبياء أو ضائعين؛ لأنهم لم يفكروا أبداً في نقاط القوة لديهم، ولم يحاولوا قراءة التفاصيل الدقيقة في خرائطهم الشخصية.
إن رؤية المسافة الفاصلة بين ما هو كائن وبين ما يمكن أن يكون، تُوجد بعض التوتر والإحباط في نفوسنا، لكن تلك المسافات، هي أيضاً مصدر النمو والتطور والحفز المستمر، ولولا أن الإنسان يوسع مدى الرؤية كلما حصل على إنجاز جيد لتوقفت مسيرة الحياة، ودفن الناس أنفسهم وهم أحياء!
إن براعة الإنسان لا تظهر إلا حين يستخرج من هيكل محطم جزءاً صغيراً قابلاً لأن يكون شيئاً عظيماً!
د- تتوقف كل أشكال التنمية في كل جوانب الحياة على توفر قدر من الطاقة والاحتمال. وعلى المعلم المسلم أن يعرف المصدر الحقيقي لطاقاته النفسية والروحية، إذ بدونه لا يمكن عمل شيء ذي قيمة. هذا المصدر هو الصلة بالله - جل وعلا - حباً ورجاء وتذكراً وتبتلا وخوفاً. ولا تستمر هذه الصلة ما لم يتم تجسيدها في سلوك ملتزم أواب، وهي أشبه بشجرة لا تستمر حياتها إلا بالماء، وماء الصلة بالله - تعالى - هو العبادات وإقامة الشعائر والوقوف عند الحدود.
إن وظيفة المعلم هي (الكلام) وهي وظيفة تستهلك - بطبعها - الطاقات الروحية؛ ولذا فإن المعلمين والوعاظ أحوج الناس إلى تجديد بعدهم الروحي وتدعيمه.
هـ- كفاءة المعلم، وإتقانه للمواد التي يدرسها جزء مهم من شخصيته، ومن العسير أن ينظر الطالب إلى أستاذه بعين التقدير ما لم يشعر بتمكنه من ناصية المعرفة التي تعهد بتقديمها وتشريبها للطلاب، هناك شكوى تتردد في كل مكان - ولا سيما المؤتمرات التربوية - حول ضعف الإعداد العلمي الذي تقدمه الكليات والمعاهد لمن تدرب فيها من المعلمين (4).
والحقيقة أن الشكوى من كل شيء صارت جزءاً من تقاليد الفكر الحديث، ولذا فبقطع النظر عن مستوى ما تقدمه الكليات التربوية لطلابها؛ فإن المطلوب من المعلم أن ينمي معلوماته باستمرار، وإلا فسيكون مصير من تم إعداده من المعلمين على نحو جيد، ومن تم إعداده على نحو رديء شيئاً واحداً!
إن مما نلمسه جميعاً أن التخصصات تزداد تشعباً يوماً بعد يوم، وذلك بسبب التقدم المعرفي. وهذا يعني أن المتخصص الذي لا ينمي اختصاصه، ولا يتعمق فيه، سيجد نفسه شيئاً فشيئاً قريباً من غير المتخصص، فأمواج التقدم العلمي، تدفع به نحو الحافة باستمرار؛ لتخرجه من الساحة كليا بعد ذلك!
بعض الإدارات المدرسية يرى أن جعل المدرس يدرس صفاً معيناً مدة طويلة من الزمن، يعمق معرفته، ويزيد في إتقانه للمناهج والمواد التي يقوم بتعليمها؛ وهذا صحيح، ولكن لا يمكن تعميمه، فبعض المعلمين يجد في ذلك فرصة للاستراحة من عناء تنويع المواد والتحضير المستمر... فتكون النتيجة عكسية. على حين أن بعض المعلمين يستفيد من ذلك فعلاً في تعمیق معرفته بالعدد المحدود من المناهج التي يعلمها، وبخصائص الطفولة في المرحلة التي يدرس فيها. والقاعدة العامة أن كل ما تعتقد أنه سبيل للتقدم والارتقاء، يمكن من خلال طريقة الاستخدام وإطاره ودرجته أن يحول إلى شيء ضار، يدفع إلى الوراء.
إن مسؤولية المدارس والمعلمين معاً أن يهتموا على نحو دائم بالسبل والوسائل التي تنمي كفاءة العمليات التعليمية، وتجعل مردودها قريباً من المأمول والمتوقع منها.
إضاءة: لا أحد يستطيع الدفاع عن أفكار عقيمة، لا تملك ما يمنحها الفاعلية والبقاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ المعلم أمة في واحد: 84.
2ـ المصدر السابق: 189، 190.
3ـ المصدر السابق: 199 - 200.
4ـ انظر: أمة معرضة للخطر: 68.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
