الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مبادئ وأساليب تربوية / احترام الخصوصيات
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 65 ــ 67
2025-07-29
72
كل الكائنات الحية تحتفظ لنفسها بمجال حيوي، تعد اقتحامه نوعاً من العدوان عليها، ويأتي الإنسان على رأس القائمة لاعتبارات عديدة، وإن القرآن الكريم نبه إلى هذه المسألة في بعض جوانب الحياة لنوسع نحن الدلالة إلى كل ما من شأنه مضايقة الآخرين، ومزاحمتهم في خصوصياتهم. قال - تعالى - موجهاً إلى عدم دخول بيوت الناس من غير استئناس واستئذان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور: 27]، وذهب بعض المفسرين إلى أن المراد من قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]، هو السؤال عما لا يعني من أحوال الناس بحيث يؤدي ذلك إلى كشف عوراتهم والاطلاع على مساوئهم، وذلك كأن يقدم للمرء طعام، فلا يسأل عنه من أين هو أو عرض عليه شيء يشتريه، لم يسأله من أين هو؟ (1).
إن في قوله (صلى الله عليه وآله): (إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) (2)، دلالة واضحة على أن كمال المسلم لا يتم إلا إذا انصرف إلى خاصة نفسه، وترك ما لا يعنيه من شؤون غيره.
إن كثيراً من مجالس الناس اليوم لا ينطوي على أي فائدة، وأكثر ما فيها هو عبارة عن تطفل على ما لا يعنيهم من أمور عباد الله، مما جعلها مفعمة بالغيبة والحسد والتحليلات الفاسدة والاتهام وسوء الظن وإلى جانب هذا فإن التدخل الصارخ في خصوصيات الناس قد أشاع فيهم روح (المظهرية) فكثير من التصرفات لا يقوم بها صاحبها عن قناعة، ولكن إرضاء لزيد وعبيد، ممن لم يتعود أبداً الاشتغال بأي شيء مفيد؟
حتى ينشأ الطفل على احترام الشؤون الخاصة لغيره، وعدم التدخل فيما لا يعنيه فإنه ينبغي أن تراعى خصوصياته، فلا تفتح رسائله الخاصة. ولا يتم التصنت على مكالماته، ولا يجري البحث في أشيائه وأمتعته الخاصة؛ كما يجب أن يرى مثل ذلك في تعامل أبويه وإخوته بعضهم مع بعض. وعلى المعلم كذلك ألا يذكر أمام الطلاب ما يعده الواحد منهم خاصاً به، مثل الأخطاء التي يقع فيها، أو الدرجات التي ينالها.
لا يغيب عن البال أن بعض الناس قد وسع دائرة الخصوصيات إلى درجة مبالغ فيها، فبعض الفتيان يعد سؤال الأهل عن أحوال أصدقائه تدخلاً في أمر هو من اختصاصه. وبعض الناس يعد تركه للفرائض ووقوعه في المحرمات شيئاً خاصاً به، ولا ينبغي لأحد أن يأمره أو ينهاه والذي نقوله دائماً: إن الفضيلة تقع دائماً بين رذيلتين، وإن أحكام الشرع قد وضحت حدود الفضيلة في كثير من الأحيان، وتركت لنا بعضاً منها، نجتهد فيه بحسب وعينا وإدراكنا للمصلحة، وهذا ما ينبغي أن يفعله المربون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تفسير القرطبي: 6، 332.
2ـ أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
