أ - المراوح الفيضية : Alluvial fans

إن أكثر ظاهرة ترسيبيه شائعة في بيئة المنحدرات في المناطق شبه الجافة هي ظاهرة السهول المروحية أو المراوح الفيضية Alluvial fans وهي تتكون عندما ينحدر نهر متدفق عارم على طول سطح جبلي مرتفع شديد الانحدار إلى ارض منخفضة واسعة ذات سطح مستوي عندئذ يلقي النهر كل حمولته من الرواسب حال خروجه من المنطقة الجبلية والتقائه بالمنطقة السهلية فتتكون مراوح فيضيه تزيد معدلات انحداراتها في المعتاد عن المحدار أسطح الدالات العادية ويتراوح الانحدار بين (10-15) درجة ( 176 .1976 Lutgens & Tarbuck) وتتشابه المراوح الفيضية مع دالات الأنهار تشابها كبيرا من حيث ميكانيكية الترسيب مع وجود فارق رئيسي بينهما وهو إن المراوح الفيضية تتكون فوق سطح الأرض وليس فوق قاع المحيط أو البحر أو الخليج.

وتختلف أحجام المواد الرسوبية التي تتألف منه المراوح الفيضية إذ تتركز الجلاميد والحصى عند قممها وتزداد هذه الرواسب دقة ونعومه كلما بعدنا عن المرتفعات وأوغلنا التقدم في المنطقة السهلية. وتتكون المراوح الغرينية في جميع المناطق الجغرافية سواء الجليدية المعتدلة. الصحراوية وشبه الصحراوية وهي عن رسوبيات أقدام الجبال إذ تتكون من رواسب فتائية دقيقة بينما تكون رسوبيات أقدام الجبال غليظة مثل تكتل المكورات Conglomerate والرمال المختلطة بالطمي.

تتميز المراوح الغرينية بتشعب المجاري المائية فوقها في شبكات متلاحمة. إلا إن معظم القنوات في هذه الحالة لا تعمر طويلا. فغالبا ما تؤدي كثافة الارساب إلى انطماء بعض المجاري واستحداث مجار أخرى من عام لآخر. وهذا يساعد على توزيع الرواسب في شيء من التناسب فوق أسطح المراوح.

ب - البجادا Bajada

تتكون البجادا من التقاء والتحام عدة مراوح فيضيه عند أسفل سلسلة واحدة من المرتفعات ويتكون حينئذ سهل فيضي يمتد أسفل هذه المرتفعات يطلق علية سهل البجادا وتتكون البجادا نتيجة انتقال وتحرك المجاري المائية التي توجد في المروحة الفيضية تحركاً جانبياً ويحدث ذلك عندما يتعرض احد مجاري المروحة الفيضية لعمليات ترسيب، وبالتالي ارتفاع قاع المجرى النهري الذي يحاول اختيار مجرى جديد من خلال الانحدار إلى المناطق المنخفضة المجاورة. وتختلف درجة الانحدار لسطوح البجادا اختلافا كبيرا فقد تصبح درجة انحدار السطح قرب المناطق الجبلية بين (8 -10) درجات بل وتزيد عن ذلك في بعض الحالات، وتقل درجة الانحدار كثيرا بالقرب من قيعان الأحواض حتى تصل درجة الانحدار إلى اقل من درجة واحدة وتعد البجادا من الظواهر الجيومورفولوجية المهمة إذ تساعد على تكوين المياه الجوفية وخزنها بكميات كبيرة بحيث يمكن الحصول عليها عن طريق حفر آبار ضحلة في تكويناتها، ويعود السبب في ذلك إلى إن مياه الأنهار والسيول التي تخترقها تتسرب إلى باطن الأرض عند رؤوس المراوح الفيضية ثم تنحدر مع انحدارها بقوة واضحة.

ج - السبخات playa

إن مجاري مياه الأنهار والسيول التي ساهمت في تكوين المراوح الفيضية تنتشر فوق سطح المنطقة السهلية مكونة ما يشبه البحيرة الضحلة التي تتبخر مياهها في معظم الحالات، كما تكون مستديمة المياه في حالات أخرى، كما هو الحال في البحيرة الملحية الكبرى في ولاية يوتان في الولايات المتحدة. وبالتالي يمكن تعريف السبخات بأنها عبارة عن قيعان البحيرات الصحراوية الوقتية التي تتميز بالانبساط الكبير وتقع عند قيعان الأحواض الداخلية المحصورة بين تلك المرتفعات، وتكون غنية برواسب الغرين والطين، وكذلك الأملاح التي تجمعت في هذه البحيرات التي نقلتها إليها الأنهار الوقتية التي تنبع من المرتفعات المحيطة بتلك الأحواض بعد سقوط الأمطار عليها، وتغطي الأملاح بعض سطوح السبخات بطبقة ملحية صلبة إذا كان مستوى الماء الباطني بعيدا عن سطح الأرض غير إنها تصبح هشة إذا كان الماء الباطني قريب من سطح الأرض ويطلق على هذا النوع من السبخات باسم المملحة salina .