1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

حقيقة العواقب

المؤلف:  د. لورا ماركهام

المصدر:  آباء مطمئنون أبناء سعداء

الجزء والصفحة:  ص224ــ226

2025-01-14

43

احذف كلمة عاقبة تماماً من قاموس مفرداتك، واستبدل بها مصطلح حل المشكلات. ـ بيكي، صاحبة مدونة عن الأمهات، وأم لطفلين.

العواقب الطبيعية مُعلّم فعّال. حري به أن يتعلم في سن الخامسة أن الكلام القاسي يمزق الصداقات بدلا من تعلم ذلك في الخامسة عشرة، وحريٌّ به أن يتعلم في وقت مبكر أنه إن لم يجلب الكتب التي يحتاج إليها للمذاكرة في المنزل استعدادًا للاختبار، فلن يكون قادرًا على الحصول عليها بعد أن تغلق المدرسة أبوابها.

وبناءً على هذا، يقترح أغلب خبراء التربية أن أفضل استجابة للأطفال حين (يسيئون التصرف) هي (العواقب). وأن ترك الأطفال يجربون عواقب اختياراتهم السيئة سيعلمهم اتخاذ خيارات أفضل في المستقبل. منطقي، أليس كذلك؟ ليس تماما. فهذا لن ينجح إلا إذا كانت العاقبة طبيعية، وليس للأبوين أي دخل في صنعها، إليك السبب.

عندما يستخدم الأبوان العواقب في التأديب، لا يجعلانها نتيجة طبيعية لأفعال الطفل (لقد نسيتُ غدائي اليوم، لذلك شعرت بالجوع). إن العواقب بالنسبة إلى الأطفال هي تهديدات يسمعونها من بين أسنان أبويهم المطبقة: (إذا اضطررت إلى إيقاف هذه السيارة والعودة مجددًا، فستكون هناك عواقب!). بمعنى آخر العواقب مجرد بديل لكلمة العقاب. وكما هي الحال مع جميع العقوبات عندما نطبق العواقب، يتخذ طفلنا موقفًا دفاعيّاً، مما يحول دون تعلُّمه الدرس المنشود. حتى وإن لم نختلق العاقبة من العدم، فسوف يرى طفلنا أننا قادرون على تخفيفها واخترنا ألا نفعل، ومن ثَمَّ يتوصل إلى استنتاج مفاده أننا لسنا إلى جانبه، مما يجعله أقل تعاونا معنا.

ولا أقترح هنا أن تقلب السماوات والأرض لحماية طفلك من النتيجة الطبيعية لخياراته. كلنا يحتاج إلى تعلم الدروس، وإذا استطاع طفلك أن يفعل ذلك من دون خسائر جمة، فالحياة مُعلّم عظيم. لكن عليك أن تحرص على أن تكون هذه العواقب «طبيعية» حقّاً، بحيث لا يراها طفلك كعقاب فتستحث كل تأثيرات العقاب السلبية. والأهم أن تحرص على أن يكون طفلك مقتنعًا بأنك لست المدبر لهذه العواقب، وأنك إلى جانبه حتى النهاية، لكيلا تقوض علاقتك به تأمل الاختلاف في هذه الردود على طلب طفلنا بأن نجلب له الغداء الذي نسيه:

* الرد أ: (بالطبع، سأحضر غداءك إلى المدرسة، يا عزيزي. لا أريد لك أن تجوع، لكن حاول أن تتذكره غدًا). قد يتذكر الطفل غداءه غدًا أو لا يتذكره. لا ضرر من إحضاره إليه مرة أو مرتين، إن كان ذلك سهلا عليك. كلنا نسينا أشياء مثل الغداء، وتلك ليست علامة على أن طفلك سيصير غير مسؤول طوال حياته. لكنها إشارة إلى أن عليك مساعدة طفلك في استراتيجيات التنظيم الذاتي.

* الرد ب: «بالتأكيد لن أترك كل مشاغلي لأجلب لك غداءك. آمل أن يعلمك هذا درسا». ربما يتعلم الطفل أن يتذكر غداءه. لكنه يستنتج أن الأم لا تعبأ به، ويصير أقل تعاوناً في المنزل. لاحظ أن هذه العاقبة وإن كانت (طبيعية)، إلا أن أسلوب الأم قد حوّلها إلى عقاب.

* الرد ج: (حسنا سأحضر لك غداءك، لكنها حتما آخر مرة. كنت لتنسى رأسك لو لم يكن ملتصقا بجسمك، فلا تتوقع مني دوما أن أترك كل مشاغلي لإنقاذك). لا يتعلم الطفل أن يتذكر غداءه، لكنه يتعلم أنه شخص كثير النسيان مزعج لأبويه. ومن ثَمَّ يتصرف في المستقبل كشخص كثير النسيان ومزعج من خلال نسيان غدائه وتوقع أن يحضره إليه أحد أبويه.

* الرد د: «يؤسفني أنك نسيت غداءك، يا عزيزي، لكن من غير المناسب بالنسبة إليَّ، حقا، أن أحضره إليك اليوم. أتمنى ألا تتضور جوعا، سأتناول وجبة خفيفة وأنتظرك حتى تعود إلى المنزل ونأكل معا». يتعلم الطفل أن يتذكر غداءه، ويشعر بأن أمه تهتم به، وتظل صورته عن نفسه سليمة.

هل يعني ذلك أنه لا يجوز لك التدخل أبدًا ومساعدة طفلتك على استسقاء الدروس من أحداث حياتها؟ بالطبع لا. إذا كنت تخوض محادثات يومية مع طفلتك حول حياتها، فسوف تجد فرصا لا تنتهي لتطرح عليها أسئلة تدعوها إلى التفكير والتعلم. تذكّر فقط أن تركز على حل المشكلة بدلا من إلقاء اللوم.

ماذا عن المواقف التي نريد فيها من طفلتنا أن تكفّر عن أخطائها - عندما تجرح مشاعر أخيها على سبيل المثال؟ العاقبة الطبيعية في مثل هذه الحالة هي أنها أضرت بالعلاقة. إذا كان بوسعك أن تفسح لها مجالا لتستعيد هدوءها، وأن تساعدها على اجتياز المشاعر التي ساقتها إلى مهاجمة شقيقها أيا تكن، فسوف تتفرغ لإدراك ثمن كلماتها القاسية، وحقيقة أنها تحب شقيقها، حتى وإن كان يدفعها إلى الجنون فعلا في بعض الأحيان. إذا كنت نشأت في أسرة تتبع طقوسًا تشجع على إظهار التقدير والتكفير عن الأخطاء، وكنت منذ نعومة أظفار أطفالك قدوة في كيفية إصلاح التصدعات، فسوف يحذو طفلك حذوك. لا بأس بالإعلان عن توقعاتك في أن يكفّر أفراد الأسرة عن أخطائهم إذا جرح أحدهم الآخر. فقط قاوِم إغراء أن تجبر طفلتك على الاعتذار، وإلا ستجده كالغصة في حلقها. إن ما تريده هو أن تشعر طفلتك بأن بمقدورها أن تصلح علاقتها بأخيها، لا أن تشعر بالاستياء من تفضيلك له مرة أخرى، وجعلها تتحمل اللوم. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي