الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مبادئ وأساليب تربوية / اعتماد المراجعة والنقد الذاتي
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 63 ــ 65
2025-07-22
20
إن المستقر لدى البشرية جمعاء أن الإنسان أعجز من أن يدرك الحقائق دفعة واحدة، وإنما على سبيل التدرج، وهو إلى جانب هذا لا يعرف مآلات أعماله وعواقبها، كما أنه كثيراً ما يعمل أعمالاً تخالف معتقداته ومبادئه وفكره تحت ضغوط هوى أو شهوة أو مطمع ... وهذا كله يجعل موضوع المراجعة شيئاً جوهرياً لكل جوانب الحياة، أبونا آدم وأمنا حواء أول من شق لنا طريق التوبة والتراجع عن الخطأ حين قالا: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].
وعلى هذا الطريق درج الأنبياء والمرسلون مع إكرام الله - تعالى ـ لهم بالعصمة؛ فهذا موسى - عليه السلام - يعترف بخطئه حين قتل القبطي نصرة للإسرائيلي إذ يقول: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16].
إن المراجعة تعني تعريض النفس والفعل والموقف لنور البصيرة، كيما يجري التقويم، واستدراك ما يمكن استدراكه من القصور، والكف عن المتابعة في طريق الحماية؛ كما يفعل الطبيب حين يشق ما التأم من الجروح على فساد وزغل من أجل تعريضه للشمس والهواء. وهذه العملية على ما فيها من ألم هي أول الطريق لإيقاف التدهور.
إن القرآن الكريم قد شق طريق النقد للأمة في آيات كثيرة، ومواقف عديدة، وقد كشف في إحدى المرات عن أمر حدّثت به بعض القبائل نفسها، دون أن يترتب عليه أي خلل في الصفوف حيث قال: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 122]، وهاتان الطائفتان هما بنو سلمة وبنو حارثة همتا بالرجوع يوم أحد حين رجع عبد الله بن أبي سلول بمن معه من المنافقين (1).
إذا نظرنا في حياتنا العامة، وجدنا أن هناك خوفاً عاماً من (الوضوح) وتسليط الأضواء، وهناك محاولات دائمة من السواد الأعظم من أبناء الأمة لإخفاء الحقائق، والظهور بالمظهر اللائق مما جعل مجتمعاتنا تظهر في مظهر المعافى من السلوك المتحرف والأعمال الشائنة، وصار لأكثر الناس قولان وسلوكان الظاهر منهما خير من المستور، مع أن الأصل في المسلم أن باطنه خير من ظاهره!.
كثير من الآباء لا يملك الشجاعة على الاعتراف بخطأ ارتكبه مع زوجه أو أحد أبنائه، وكثير من المدرسين لا يجرؤ على القول: إنني قد ذكرت كذا وكذا، وكان خطأ والصواب هو كذا وكذا.
حين يرى الناشئ أن كل ما حوله تام، فكيف يكون هو ناقصاً، إنه سيتعلم الجدل والدفاع عن النفس بالحق والباطل، ما دام الجميع يفعلون ذلك!
إذا قلنا: إن من المحن الكبرى في تاريخنا وحياتنا المعاصرة، تمجيد الذات وستر العيوب - فإننا لا نكون مبالغين؛ وقد كانت أمتنا تقود العالم ثم أصبحت في المؤخرة، بسبب أنه ليس لديها العدد الكافي من الرجال الذين يمسكون بالمباضع لاستئصال الأدواء الفتاكة وإراحة الجسم الإسلامي منها.
وهكذا الأحوال تسوء في أكثر من اتجاه، والانتصارات الكلامية تتعالى على رؤوس الأشهاد!
إن من واجب كل محضن من المحاضن التربوية أن يحاول اتباع أسلوب جديد في التربية يقوم على المفاتحة والمناقشة، على ما يقتضيه الأدب الإسلامي في النقد والحوار والمراجعة.
قد بدأ تاريخ كوني جديد مع البث الفضائي وشبكات المعلومات، وقد انكشف الكل أمام الجميع، وقد انتهى عصر التستر على الفضائح واستعراض العضلات أمام الأهل والجيران، وبدأ عصر التحدي العالمي وإن المربين الذين لا يستوعبون هذا التحدي سيكونون كمن يغني بين القبور!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ فتح القدير: 1: 377.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
