أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014
4045
التاريخ: 16-12-2014
3632
التاريخ: 7-2-2019
3090
التاريخ: 16-12-2014
3699
|
طافت بوديعة النبي (صلى الله عليه واله) موجات من الهموم والاحزان وغشيتها سحب من الكدر واللوعة على ضياع حقها وعلى فقد أبيها فقد حدثوا أنها لم تر ضاحكة ولا داخلها السرور بعده حتى لحقت به فكانت لا تفكر الا به ولا تذكر اسمه إلا مقرونا بالتفجع والآلام , وكانت تزور جدثه الطاهر فتطوف به وهي حيرى فتبل أديمه المقدس بدموع سخية وتلقي بنفسها على القبر وهي ذاهلة اللب مصدوعة الجسم منهدة الكيان فتأخذ من ثرى القبر قبضة فتضعها على عينيها ووجهها وتطيل من شمها وتقبيلها وهي تبكي أمر البكاء وترفع صوتها الحزين النبرات قائلة :
ما ذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
ينظر الحسن (عليه السلام) الى هذا الحزن البهيم الذي حل بأمه الرؤوم فينصدع قلبه ويذرف من الدموع مهما ساعدته الجفون يرى الحسن وهو في غضون الصبا لوعة المصائب التي دهت أمه الحنون حتى وهت قوتها ولوّن الاسى وجهها كأنها صورة جثمان قد فارقته الحياة فيغرق في الدموع والشؤون.
أي حزن هذا الذي حل بابنة الرسول (صلى الله عليه واله) وريحانته حتى ضربوا بها المثل في الحزن وعدوها من البكائين الخمس الذين مثلوا الحزن والاسى على مسرح الحياة؟؟ وبلغ من عظيم حزنها ان أنس بن مالك استأذن عليها ليعزيها بمصابها الجليل فاذنت له وكان ممن وسد رسول الله (صلى الله عليه واله) في مقره الأخير فقالت : أنس بن مالك.
قال : نعم يا بنت رسول الله ؛ فقدمت له سؤالا مقرونا بالتفجع والآلام : كيف طابت نفوسكم أن تحثوا التراب على رسول الله؟. وخرج أنس وقلبه كاد أن يقضي حسرة قد علا صوته بالبكاء وكانت (سلام الله عليها) تطالب أمير المؤمنين بالقميص الذي غسل فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) فاذا رأته شمته ووضعته على عينيها ويذوب قلبها من الم الحزن حتى يغشى عليها , وهكذا بقيت بضعة الرسول بعد أبيها قد اضناها الحزن وزاد في احزانها جحد القوم حقها وسلبهم لتراثها وبقي الحسن يشاهد ما منيت به أمه من الكوارث والخطوب وهو مصدوع الجسم قد ذبلت نضارة صباه لا يعرف في نهاره إلا شجرة الأراك حيث يمضي مع أمه ليساعدها في النوح ويخفف عنها اللوعة والحسرة ويستمر معها طيلة النهار في حزن وكمد فاذا اوشكت الشمس أن تغرب تقدمها مع أبيه وأخيه قافلين الى الدار فيجد الوحشة والهم قد خيما عليها ، وقلع القوم الشجرة التي كانت تستظل بها فكانت تبكي مع ولديها في حر الشمس فقام أمير المؤمنين فبنى لها بيتا أسماه بيت الاحزان فكانت تجلس فيه وتبكي على أبيها وتناجيه وتبثه الشكوى.
وأحاطت بها الآلام وفتكت بها الامراض فلازمت الفراش ولم تتمكن من النهوض والقيام وبادرت نساء المسلمين يعدنها فقلن لها : كيف اصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟.
فرمقتهن بطرفها واعربت لهن عما تكنه في نفسها من الاسى قائلة : أجدني كارهة لدنياكن مسرورة لفراقكن القى الله ورسوله بحسرات منكن فما حفظ لي الحق ولا رعيت منى الذمة ولا قبلت الوصية ولا عرفت الحرمة ؛ وعدنها بعض نساء النبي (صلى الله عليه واله) فقلن لها : يا بنت رسول الله صيرى لنا فى حضور غسلك حظا .
فأبت وقالت : اتردن أن تقلن في كما قلتن في أمي لا حاجة لي فى حضوركن .
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم خدماته لزائري الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|